ورقة البوسطة التي مازلنا ننتظرها
ورقة البوسطة التي مازلنا في انتظارها!
هناك فيلما لا اتذكر الاسم للراحل فؤاد المهندس الذي كان موظفا فقيرا شريفا لا يملك سوي مرتبه طيب القلب ذهبت زوجته لشراء ورقة بوسطة و معها ابنتها و ظل منتظرها حوالي خمس عشرة عاما !! لا ادري لما اشعر اننا جميعا نسخة من هذا الرجل الساذج ننتظر "امينة" التي رحلت و ابتعدت فارة تاركة ايانا في محنتنا نعانيها بشدة و وحدة ايضا مازلنا بعد مرور السنين ننتظر ورقة البوسطة التي ذهبت امينة تبحث عنها
ورقة البوسطة تمثل اشياء عدة فنحن قبعنا ساكنين حسنين الظن ب"امينة" التي رحلت و تخلت عننا لم تتحمل حياتنا البائسة لم تصبر علي الصعاب لم تحاول ان تشاركنا في حل المشاكل بل سارعت بالفرار من المركب بعد ظهور اول ثقب به لم تحاول ان تشاركنا في المساعدة بل فرت في اول قارب نجاة و تركتنا مع محاولتنا الخرقاء لانقاذ القارب دون ان تبالي حتي بالتساؤل هل سنتمكن من اصلاحه و نتغلب علي الثقب ام لا فهي لا يهمها مصير القارب و لا هي اصلا كانت علي استعداد كي تتحمل خطر الانتظار
لو تأملنا كم "امينة" لدينا سنجد انهن كثيرات –لا اتحدث عن الاسم في حد ذاته طبعا فلا يغضبن مني امينات الوطن!- هناك امينة الكبري ممثلة في حكومتنا الرشيدة التي ذهبت خلف ورقة البوسطة منذ زمن بعيد بعيد و رغم ذلك مازلنا في انتظارها ! ذهبت بعد ان وعدتنا بحياة افضل و مستقبل افضل و صدقناها و انتظرنا.. وعدتنا بفرص عمل للشباب الذي تخرج و صدقناها و انتظرنا .. فشاب الشباب و تقوس ظهره هو مازال بعد قابعا علي الكراسي ينتظر ! و عدتنا بتعليم و علاج افضل فصدقناها و انتظرنا ..و انتظر المرضي خارج المستشفيات و انتظر الاطفال المرضي علي الارصفة بعد ان اصبح حلمهم العلاج بدلا من احلام الطفولة!.. وعدتنا بالرخاء و الرفاهية فتراكمت الديون و اصبحت سروايل المواطنين مصممة كي تصبح جيوبها مقلوبة للخارج و مازلنا ننتظر! ما كل هذة الطيبة و السذاجة!
حتي علي المستوي الشخصي ليتأمل كل منا كم "امينة" مرت بنا في حياتنا –مع الاعتذار ثانية لكل امينة و الله ماقصدها!- كم امينة تخلت عنا وقت الشدة ؟ ذهبن بعيدا ووعدونا ان يعودن بورقة البوسطة و لم يعودوا حتي الان و ظللنا متعلقين بخصاص النافذة منتظرينهم نتلمس لهم الاعذار لكل هذا التأخير متوقعين عودتهم مع كل طرقة باب رغم انهم سافروا منذ زمن و لم يعد الباب في عالمهم من الاساس
كذلك الاشياء التي ننتظر حدوثها و نعرف انها لن تأتي تماما كجودو الذي صمويل بيكيت ينتظره طيله مسرحيته قبل ان يدرك مدي سذاجته و ان "جودو" لن ياتي ابدا فنفضل الانتظار عن التخلي عن الحلم لا نريد ان نصدق انها اشياء رحلت فضلنا التمسك بامل واه كيلا نكتشف الحقيقة المرة و نكتشف اننا خدعنا ..بعد كل هذة السنين من الانتظار ما زال لدينا امل ساذج في ان تقتحم امينة الغرفة حاملة معها ورقة البوسطة المعجزة التي ستغير حياتنا ونستعيد ما مرمن عمر ضاع بانتظارها متي نفيق لندرك ان امينة ذهبت الي حيث لن تعود مرة اخري متي ندرك اننا خدعنا و تخلت عنا و لا يوجد ورق بوسطة متي ندرك ان الوهم الذي ننتظره لن يجيء و يكفي اضاعة المزيد من العمر في انتظاره متي نتخذ موقف من كل امينة-اكرر الاعتذار كان اسمها كدة في الفيلم!- وندير لها ظهرنا كما ادارته لنا من زمن متي نقف وقفة امام امينة الكبري و نودعها للابد زاهدين في كل ورق البوسطة التي وعدتنا به؟!
لماذا حقا لا نريد ان نصدق ان "امينة" رحلت و لن يكون هناك ورقة بوسطة؟! هل هو نوع من الاستعماء عن الحقيقة كيلا نكتشف المها مفضلين ان نوصف بالسذج؟ ام لعلنا لا نريد ان نقتنع ان امينة فرت حتي لا يكون فرارها منا بسبب سوء وضعنا فلا نريد من يكشف لنا سوء حالتنا حتي لا نتحمل مغبة محاولة اصلاحهها؟
هناك فيلما لا اتذكر الاسم للراحل فؤاد المهندس الذي كان موظفا فقيرا شريفا لا يملك سوي مرتبه طيب القلب ذهبت زوجته لشراء ورقة بوسطة و معها ابنتها و ظل منتظرها حوالي خمس عشرة عاما !! لا ادري لما اشعر اننا جميعا نسخة من هذا الرجل الساذج ننتظر "امينة" التي رحلت و ابتعدت فارة تاركة ايانا في محنتنا نعانيها بشدة و وحدة ايضا مازلنا بعد مرور السنين ننتظر ورقة البوسطة التي ذهبت امينة تبحث عنها
ورقة البوسطة تمثل اشياء عدة فنحن قبعنا ساكنين حسنين الظن ب"امينة" التي رحلت و تخلت عننا لم تتحمل حياتنا البائسة لم تصبر علي الصعاب لم تحاول ان تشاركنا في حل المشاكل بل سارعت بالفرار من المركب بعد ظهور اول ثقب به لم تحاول ان تشاركنا في المساعدة بل فرت في اول قارب نجاة و تركتنا مع محاولتنا الخرقاء لانقاذ القارب دون ان تبالي حتي بالتساؤل هل سنتمكن من اصلاحه و نتغلب علي الثقب ام لا فهي لا يهمها مصير القارب و لا هي اصلا كانت علي استعداد كي تتحمل خطر الانتظار
لو تأملنا كم "امينة" لدينا سنجد انهن كثيرات –لا اتحدث عن الاسم في حد ذاته طبعا فلا يغضبن مني امينات الوطن!- هناك امينة الكبري ممثلة في حكومتنا الرشيدة التي ذهبت خلف ورقة البوسطة منذ زمن بعيد بعيد و رغم ذلك مازلنا في انتظارها ! ذهبت بعد ان وعدتنا بحياة افضل و مستقبل افضل و صدقناها و انتظرنا.. وعدتنا بفرص عمل للشباب الذي تخرج و صدقناها و انتظرنا .. فشاب الشباب و تقوس ظهره هو مازال بعد قابعا علي الكراسي ينتظر ! و عدتنا بتعليم و علاج افضل فصدقناها و انتظرنا ..و انتظر المرضي خارج المستشفيات و انتظر الاطفال المرضي علي الارصفة بعد ان اصبح حلمهم العلاج بدلا من احلام الطفولة!.. وعدتنا بالرخاء و الرفاهية فتراكمت الديون و اصبحت سروايل المواطنين مصممة كي تصبح جيوبها مقلوبة للخارج و مازلنا ننتظر! ما كل هذة الطيبة و السذاجة!
حتي علي المستوي الشخصي ليتأمل كل منا كم "امينة" مرت بنا في حياتنا –مع الاعتذار ثانية لكل امينة و الله ماقصدها!- كم امينة تخلت عنا وقت الشدة ؟ ذهبن بعيدا ووعدونا ان يعودن بورقة البوسطة و لم يعودوا حتي الان و ظللنا متعلقين بخصاص النافذة منتظرينهم نتلمس لهم الاعذار لكل هذا التأخير متوقعين عودتهم مع كل طرقة باب رغم انهم سافروا منذ زمن و لم يعد الباب في عالمهم من الاساس
كذلك الاشياء التي ننتظر حدوثها و نعرف انها لن تأتي تماما كجودو الذي صمويل بيكيت ينتظره طيله مسرحيته قبل ان يدرك مدي سذاجته و ان "جودو" لن ياتي ابدا فنفضل الانتظار عن التخلي عن الحلم لا نريد ان نصدق انها اشياء رحلت فضلنا التمسك بامل واه كيلا نكتشف الحقيقة المرة و نكتشف اننا خدعنا ..بعد كل هذة السنين من الانتظار ما زال لدينا امل ساذج في ان تقتحم امينة الغرفة حاملة معها ورقة البوسطة المعجزة التي ستغير حياتنا ونستعيد ما مرمن عمر ضاع بانتظارها متي نفيق لندرك ان امينة ذهبت الي حيث لن تعود مرة اخري متي ندرك اننا خدعنا و تخلت عنا و لا يوجد ورق بوسطة متي ندرك ان الوهم الذي ننتظره لن يجيء و يكفي اضاعة المزيد من العمر في انتظاره متي نتخذ موقف من كل امينة-اكرر الاعتذار كان اسمها كدة في الفيلم!- وندير لها ظهرنا كما ادارته لنا من زمن متي نقف وقفة امام امينة الكبري و نودعها للابد زاهدين في كل ورق البوسطة التي وعدتنا به؟!
لماذا حقا لا نريد ان نصدق ان "امينة" رحلت و لن يكون هناك ورقة بوسطة؟! هل هو نوع من الاستعماء عن الحقيقة كيلا نكتشف المها مفضلين ان نوصف بالسذج؟ ام لعلنا لا نريد ان نقتنع ان امينة فرت حتي لا يكون فرارها منا بسبب سوء وضعنا فلا نريد من يكشف لنا سوء حالتنا حتي لا نتحمل مغبة محاولة اصلاحهها؟