كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Thursday, December 28, 2006

ورقة البوسطة التي مازلنا ننتظرها

ورقة البوسطة التي مازلنا في انتظارها!
هناك فيلما لا اتذكر الاسم للراحل فؤاد المهندس الذي كان موظفا فقيرا شريفا لا يملك سوي مرتبه طيب القلب ذهبت زوجته لشراء ورقة بوسطة و معها ابنتها و ظل منتظرها حوالي خمس عشرة عاما !! لا ادري لما اشعر اننا جميعا نسخة من هذا الرجل الساذج ننتظر "امينة" التي رحلت و ابتعدت فارة تاركة ايانا في محنتنا نعانيها بشدة و وحدة ايضا مازلنا بعد مرور السنين ننتظر ورقة البوسطة التي ذهبت امينة تبحث عنها
ورقة البوسطة تمثل اشياء عدة فنحن قبعنا ساكنين حسنين الظن ب"امينة" التي رحلت و تخلت عننا لم تتحمل حياتنا البائسة لم تصبر علي الصعاب لم تحاول ان تشاركنا في حل المشاكل بل سارعت بالفرار من المركب بعد ظهور اول ثقب به لم تحاول ان تشاركنا في المساعدة بل فرت في اول قارب نجاة و تركتنا مع محاولتنا الخرقاء لانقاذ القارب دون ان تبالي حتي بالتساؤل هل سنتمكن من اصلاحه و نتغلب علي الثقب ام لا فهي لا يهمها مصير القارب و لا هي اصلا كانت علي استعداد كي تتحمل خطر الانتظار
لو تأملنا كم "امينة" لدينا سنجد انهن كثيرات –لا اتحدث عن الاسم في حد ذاته طبعا فلا يغضبن مني امينات الوطن!- هناك امينة الكبري ممثلة في حكومتنا الرشيدة التي ذهبت خلف ورقة البوسطة منذ زمن بعيد بعيد و رغم ذلك مازلنا في انتظارها ! ذهبت بعد ان وعدتنا بحياة افضل و مستقبل افضل و صدقناها و انتظرنا.. وعدتنا بفرص عمل للشباب الذي تخرج و صدقناها و انتظرنا .. فشاب الشباب و تقوس ظهره هو مازال بعد قابعا علي الكراسي ينتظر ! و عدتنا بتعليم و علاج افضل فصدقناها و انتظرنا ..و انتظر المرضي خارج المستشفيات و انتظر الاطفال المرضي علي الارصفة بعد ان اصبح حلمهم العلاج بدلا من احلام الطفولة!.. وعدتنا بالرخاء و الرفاهية فتراكمت الديون و اصبحت سروايل المواطنين مصممة كي تصبح جيوبها مقلوبة للخارج و مازلنا ننتظر! ما كل هذة الطيبة و السذاجة!

حتي علي المستوي الشخصي ليتأمل كل منا كم "امينة" مرت بنا في حياتنا –مع الاعتذار ثانية لكل امينة و الله ماقصدها!- كم امينة تخلت عنا وقت الشدة ؟ ذهبن بعيدا ووعدونا ان يعودن بورقة البوسطة و لم يعودوا حتي الان و ظللنا متعلقين بخصاص النافذة منتظرينهم نتلمس لهم الاعذار لكل هذا التأخير متوقعين عودتهم مع كل طرقة باب رغم انهم سافروا منذ زمن و لم يعد الباب في عالمهم من الاساس
كذلك الاشياء التي ننتظر حدوثها و نعرف انها لن تأتي تماما كجودو الذي صمويل بيكيت ينتظره طيله مسرحيته قبل ان يدرك مدي سذاجته و ان "جودو" لن ياتي ابدا فنفضل الانتظار عن التخلي عن الحلم لا نريد ان نصدق انها اشياء رحلت فضلنا التمسك بامل واه كيلا نكتشف الحقيقة المرة و نكتشف اننا خدعنا ..بعد كل هذة السنين من الانتظار ما زال لدينا امل ساذج في ان تقتحم امينة الغرفة حاملة معها ورقة البوسطة المعجزة التي ستغير حياتنا ونستعيد ما مرمن عمر ضاع بانتظارها متي نفيق لندرك ان امينة ذهبت الي حيث لن تعود مرة اخري متي ندرك اننا خدعنا و تخلت عنا و لا يوجد ورق بوسطة متي ندرك ان الوهم الذي ننتظره لن يجيء و يكفي اضاعة المزيد من العمر في انتظاره متي نتخذ موقف من كل امينة-اكرر الاعتذار كان اسمها كدة في الفيلم!- وندير لها ظهرنا كما ادارته لنا من زمن متي نقف وقفة امام امينة الكبري و نودعها للابد زاهدين في كل ورق البوسطة التي وعدتنا به؟!
لماذا حقا لا نريد ان نصدق ان "امينة" رحلت و لن يكون هناك ورقة بوسطة؟! هل هو نوع من الاستعماء عن الحقيقة كيلا نكتشف المها مفضلين ان نوصف بالسذج؟ ام لعلنا لا نريد ان نقتنع ان امينة فرت حتي لا يكون فرارها منا بسبب سوء وضعنا فلا نريد من يكشف لنا سوء حالتنا حتي لا نتحمل مغبة محاولة اصلاحهها؟

Friday, December 15, 2006

ذكاء الطغاة

الذكاء الوحيد للطغاة
لو اتفقنا ان الطغاة عامة اغبياء كل شيءفتعميهم رغبتهم في الملك و الاستئثار بالسطة للابد عن الاهتمام باي شيء عداها من علم او ثقافة او اي شيء اخر يحرك التفكير الا ان هناك نقطة ذكاء شديدة لدي الطغاة و هي التي تجعلهم يبقون طويلا في عروشهم اولا انهم يعرفون طبيعة الشعب الذي يحكمونه و يشكلونه علي حسب هواهم بكل سلاسة و الثانية انهم يشمّون الخطر من علي بعد و يدركون ان بذرة الخطر علي حكمهم قد تنبت من اقل ما يثير الخوف و الشك و لا يلفت انتباه اي من الافراد او المثقفين و لذلك تجد حرصهم الدائم علي فض اي تجمع –ماعدا التجمعات التي تزيد من تفرقة الشعب- او القضاء علي اي شخص تبدأ الناس في التجمع حوله و تزداد شعبيته لانهم يخشون من اجتماع الناس علي زعيم او قائد تحركهم فكرة واحدة مثل ما فعل مع عمرو خالد و ايمن نور و غيرهم ممن حققوا شعبية فهم يعلمون تماما ان التفاف الناس خطر محدق بعروشهم لانه يفقدهم قوتهم و هيبتهم و رهبتهم في قلب الناس و يجعل الخوف منهم ينكمش عندما توحدهم فكرة واحدة توضح حقيقتهم و تؤكد للناس انهم ليسوا الهة فيستطيعوا و يجرؤا علي مواجهتهم و لذلك تري دائما في كل دولة شمولية و دكتاتورية ان الطغاة يعمدون الي زرع الفتن بين عناصر الشعب و اثارة القلائل من وقت لاخر كيلا يتوحد الشعب و يظل صفه منقسما مشغولا بالفتن العرقية او الدينية فيظل علي انشقاق صفه الذي يتيح للطغاة مزيد من الوقت علي عروشهم و هكذا تري دائما المعارضين من اصحاب الشعبية الزائدة خلف الاسوارو قد تم تجميد نشاطهم بشكل جذري و بما ان هذة نقطة الذكاء اوحيدة للطغاة فعلينا ان نحرمهم منها و نكون اكثر ذكاءا منهم و نمنع مثل ما يثيرونه من فتن او قلائل من ان تؤثر في وحدة الصف الوطني و نمنع الدهماء الذين يريدون يحركون الشعب نحو التفرقة فنحرمهم من متعة رؤيتنا متفرقين مختلفين غارقين في الطائفية و نختلف حتي علي ابسط الاشياء منشغلين بصراعتنا الداخلية و جهلنا ليخلوا لهم الطريق يفعلوا بنا و بالبلدان ما يريدون بعيدا عن اعين رقباء متيقظين

Tuesday, December 05, 2006

مذلون مهانون

مذلون مهانون
بعيدا عن عنوان رواية دوستويفسكي الرائعة "مذلون مهانون" و لكنني اتحدث عن نوع اخر من المذلين المهانين هم فقراء ذلك الوطن الذين اصبحوا غرباء فيه و لا يتمتعون بأدني حقوق المواطنة ففي كل اسبوع اذهب لكلية الطب حسب جدولي لحضور بعض المعامل هناك و في الطريق اري مستشفي الدمرداش العام التعليمي و هي من هي بالنسبة لفقراء البلد الذين اخذ عددهم في التعاظم كل يوم بصورة مطردة و لولا انهم قالوا لي انها مستشفي الدمرداش و لولا اليافطة التي اعلنت ذلك ايضا ما كنت استطعت ان استنتج كنه هذا المبني المتهالك الذي اصبح كصورة المنازل الايلة للسقوط و الذي تحولت احدي بواباته المغلق اكثرها من القمامة الي مقهي صغير! و كنت اري طوابير الفقراء المرضي منهم و من اتي لزيارتهم و الذين اجبرهم الفقر و الفاقة علي اللجوء المستشفيات الدولة متحملين كونهم فئران تجارب لطلبة الطب و يا ليت يكون ذلك في مقابل يساوي المهانة التي يشعر بها اي فرد يتم تجمع خمسين او اكثر من الطلبة كل يوم للتنقيب في جسده و مناقشة وضعه علي كونه حالة و ليس انسانا له مشاعر و يشعر بالمهانة لذلك الذي يجري له فبدلا من تلقي معاملة حسنة في مقابل ذلك بل يزيد ماساة وضعهم معاملة بعض الممرضين لهم و الموظفين معاملة لا تليق باي بشري اساسا فعندما رايت تكدس المرضي في حديقة المستشفي-ماشيها حديقة- منتظرين ان يتعطف عليهم الموظفين في اعطائهم دور للكشف و ادخالهم المستشفي للعلاج فكان هناك من ظهر واضحا انه اتي من الاقاليم بما معه من متاع و رحال معدودة و جالسين صامتين خاشعين من الذل ينتظرون شيئا ما لا ادري ماهيته ربما ينتظرون ان يطل عليهم اي فرد يسألهم عن غايتهم و لكن كانت اللامبالاة هي صاحبة الكلمة العليا و عندما قررت ان اسأل اخي الذي يتلقي تدريبه في المستشفي كي احكم بموضوعية فاوضح لي ان الذين يتكدسون في الحديقة ليسوا كلهم بالضرورة مرضي قد يكونوا ايضا اقارب المرضي الذين اتوا للزيارة و ينتظرون ميعادها ذلك لان لايوجد مستشفي جامعي بنفس قوة و تعليم مستشفي الدمرداش في الاقاليم و ذلك يؤدي الي هذا التكدس و كذلك انهم قد يكونوا فعلا مرضي و لكن حالتهم ليست حرجة و الا كان تم حجزهم في المستشفي و لكن الحالات الاخري التي تستطيع الانتظار هي التي تتكدس بالخارج لان العدد بالداخل كبير جدا فهناك بعض المرضي من يشتركون نفس السرير و من لا يجد سريرا من الاساس! و ذلك لقلة موارد المستشفي و لكنها تبذل كل ما في وسعهالاستيعاب الجميع حتي لا ترد اي مريض حالته تستدعي الحجز بالمستشفي و علق بان علي المريض ان يقدم تنازلات! و عندما سألت لماذا لا يوجد امكانيات في مستشفي جامعي مهم مثله؟ رد ان الميزانية التي تخصصها الدولة لوزارة الصحة و التي بدورها تقوم بتوزيعها علي القطاعات الصحية المختلفة لا تكفي الا عشر الاحتياجيات فلم اندهش الصراحة لاني تعودت ذلك من بلدنا لكني اردت ان اعلم كيف اذن يتم تدبير مصاريف العلاج و التأمين الصحي الذي هو حق لكل مواطن و كيف يتم تدبير مصاريف العمليات؟ فاتضح ان مصدر التمويل في الغالب اما التبرعات من الجمعيات و الاهالي و رجال الاعمال حيث يقوم الاطباء مشكورين بجهود كبيرة لجمعها او مصدر اخر هو الزكاة!! و هناك بعض الاطباء الكبار الذين يتنازلون عن جزء من اجرتهم عن العمليات التي يجرونها و من اطباء الزمن الجميل الذين يقومون بالصرف علي المستشفي من اموالهم الخاصة!! انا هنا قد التزمت الصمت لان اخي كان مشغولا و لاني لم اجد في نفسي رغبة في المزيد من سماع هذا التعذيب النفسي فلم اكن اتصور ان تصل الدرجة بنا لهذة الدرجة ليست مصر بالدولة الفقيرة المعدمة و لديها موارد تستطيع ان تكفل حياةاكرم للشعب و لكن السؤال كيف يتم استخدام هذة الموارد ؟فهناك بعض الوزارات تأخذ من ميزانية الدولة ما يفيض عن حاجتها حتي يتم انفاقها في تجديد المباني التي جددت العام الماضي! كوزارة الاعلام مثلا و مدينة الانتاج الاعلامي التي بنيت من اموال دافعي الضرائب و قد اثبتت خسارتها علي مدار السنين و وزارات هي الاحوج لربع ميزانية وزارات الاعلام و الداخليةكوزارة الصحة و وزارة التعليم تتركها الدولة كي تكمل مصاريفها من اموال التبرعات و دافعي الزكاة لعلاج ابناء الوطن و تعلميهم!! وكأننا بتنا امة من المتسولين نستجدي كي نعالج ابناء الوطن تماما كما تم بناء مستشفي السرطان باموال الشعب من اول لبنة فيه دون ان تشارك الحكومة في شيئ كي يطول مدة بناءه لاكثر من خمس سنوات و لم يتم الانتهاء منه بعد !! و استدعيت عبارة اخي التي قذفت بالهموم عليّ " علي المريض ان يقدم تنازلات" لماذا عليه ذلك؟ الا يكفيه انه مريض وفقير و فأر تجارب فاي تنازلات اخري يطالبونه بها؟؟ و لماذا لا تقدم تلك التنازلات وزارات مرفهة فيتم توجيه الميزانيات في مسارها الصحيح بدلا من ازالة سيراميك الفنادق و الاماكن السياحية لتركيب البورسلين تاركين المرضي يشتركون في نفس الفراش ان وجد اصلا! انا سأنهي كلامي بكلمة قالها اخي و مازلت ابكي حين اتذكرها و يبدو من طريقة كلامه انها مشهد روتيني في المستشفي كان هناك سيدة مسنة طاعنة في السن مريضة بمرض مزمن و بعد علاجها استقر وضعها اذ انه لا شفاء منه لانه مزمن و اخذت حالتها في التحسن كان عليها ان تخرج من المستشفي بعد ان كتب لها علي خروج و لكنها تمسكت بالبقاء فيها قائلة " علي الاقل هنا باكل و اشرب ..برة مش ضامنة الاقي اكل"! ..لا تعليق يستطيع وصف هذة المأساة المتكررة فهذة السيدة المسنة التي لم تجد من بجانبها في سن هي احوج فيه للرعاية و حتي لم تجد رعاية من وطنها تكفل لها حتي الطعام الذي يقيم اودها هي شعب مصر المهمش.. و لكن كان لابد لها من الخروج كي تتيح فرصة لمن بالخارج للعلاج ايضا و هكذا حال فقراء بلدنا ..
......لا مكان لهم