كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Tuesday, April 17, 2007

لا تكن اول من يصيح لقد هزمنا!

لا تكن اول من يصيح .."لقد هزمنا!"
الرسول الكريم نهانا عن التشاؤم و كان يحث دائما علي التفاؤل و الاستبشار و هذا فعلا ما يجب ان يتحلي به المرء –رغم صعوبته- فالتفاؤل يفتح ابوابا مغلقة كثيرة و يتيح للعقل ان يعد نفسه بمزيد من الخير مستقبلا حتي لو كانت كل الامور المحيطة لا تنبأ باي شيء و لا تعد بخير فاالتشاؤم فعلا خطر علي كل نفس لانه يميت الامل و عندما يموت الامل فيموت معه العزم و الرغبة في التغيير فنرضي بالامر الواقع علي انه افضل من توقعاتنا المتشاءمة و ذلك ما ادركه قائد عسكري محنك كنابليون عندما راي تأثير اليأس و الامل علي نفوس الجنود و اداءئهم في المعارك فالعامل النفسي مهم جدا يكاد يكون اكثر اهمية من عامل القوة المادية
يقول نابليون ان الجيش يهزم حين يصيح اول جندي " لقد هزمنا" فهذة الصيحة المشبعة باليأس كفيلة ان تصيب الجيش كله في مقتل لانها تبعث فيه اشد انواع القنوط الممكنة فحتي لو كان الجيش قادرا علي التماسك و باستطاعته بقليل من المثابرة قلب حالة الهزيمة الي نصر فان هذة الصيحة المثبطة للعزائم كفيلة ان تسقط الروح المعنوية لكل الجنود حتي اكثرهم بشاشة و بشر و تفاؤل من عليائها الي الدرك الاسفل من اليأس و معها يكمل الجيش السيناريو و يتخبط و يمني بالهزيمة الفعلية...كل ذلك من جراء صيحة واحدة لشخص واحد اصابه اليأس في وسط المعركة و لم يستطع او لم يرد ان يتجلد و يتحمل اتون الحرب الدائرة او لعله اراد الخلاص سريعا من الضغط و المسؤولية في ان يثابر و يكافح ليحاول تحويل الهزيمة الي نصر فنقل العدوي بصيحته المشؤومة هذه الي جيش باكمله فحتي من كان بداخله بصيص من امل واهن يدفئه و يشعل محركات روحه كي تمسك بالسلاح و تعافر و تكافح لعله يتلمس اطراف النصر فلقد القت هذة الصيحة بكوم من الثلج علي شعلة روحه المتفائلة فاطفئتها من فورها فترك السلاح يسقط و قبع في مكانه ممتلئا باليأس منتظرا الهزيمة يري زملاءه و قد سبقه العدو اليهم و طالهم الموت فلا يبادر باي رد فعل بل يغلق عينيه منتظرا دوره في هدوء و ادب !كل ذلك من جراء صيحة واحدة!!
اريد ان اقول اننا حاليا في موقف مشابه نمر حاليا بحالة معركة اينعم ليست حربا ضروسا كحروب القرون الوسطي او الحروب النووية لكنها حربا اكثر ضراوة و مستقبل الامة يتوقف علي نتيجتها فهي حربنا مع انفسنا اولا و مع الظروف التي لاتغيب علي احد ثانيا. فأفات كثيرة تسربت لنفوسنا بعلم او بدون ..يقصد او بدون ما يهم ان نفوسنا تشبعت بكثير من الرذائل التي لم يعد التغاضي عنها ممكنا اكثر من ذلك و قبل ان نلوم الفساد الخارجي و الظلم الخارجي و القهر الخارجي علينا اولا ان ننقي نفوسنا التي تعكرت لاني لا اتخيل ان شخصا امتلأت نفسه بالشوائب و الافات النفسية يستطيع ان ينير شمعة للاجيال القادمة فاول ما سيفكر فيه هو ثمن الشمعة او ثمن عود الكبريت و انه اولي بهما!!
لا شك ان هناك تيارات مبشرة بدأت تعيد الحياة لنا مرة اخري لكنها مازالت تيارات خفيفة تحتاج للمزيد فنحن بدأنا معركتنا الشخصية في تطهير انفسنا فاصبحنا في ساحة حرب داخلية –اردنا ام لم نرد-فالفساد ملأ دنيانا باشكاله و احجامه و اعماره فلم يعد امامنا مناص سوي مقاومته ..استشرت السوقية بشكل منفر و اصبح الذوق العام في الحضيض بأغاني هابطة و اخلاق اكثر هبوطا و ثقافة فجة هي الهبوط في حد ذاته. انتشرت بيننا و بنا سمات غريبة عنا ..تعودنا علي الظلم و التخاذل و بتنا نردد"الينا بالمزيد!" و تعودنا علي التذاكي و الفهلوة و لانري في ذلك عيبا فكانت النتيجة الحتمية لكل ذلك السوء الذي استشري هو ان تقوم معركة بين الفساد و بين من لم يزل يريد ان يري و يري ابناؤه مستقبل افضل هو حق لنا جميعا و لكن المشكلة الحقيقية هي اليأس الذي تسرب للبعض فيدفعه للتخاذل و يستسلم فهذا اخر ما نحتاج اليه في عز المعركة كنت احسد من يستمر تفاؤله رغم كل ما حولنا من مثبطات لاقوي العزائم وو جدت انهم علي حق و ان المتفائلين هم الاكثر قوة و ارادة و ثقة بالذات.. ادركت ان التشاؤم لن يأتي باي نتيجة ايجابية و علينا التمسك بتلابيب الامل لاخرلحظة و لاندعه يفلت منا فعدونا الاشرس هو القنوط فلا يتملك منك و يدفعك لتصعد فوق اعلي صخرة معنوية فرحا بكم اليأس الذي اصابك و قد اقسمت ان تجعل الشعب كله-نفر نفر- يتمتع بيأسك و يشاركك اياه! و تعلن علي الملأ من منبرك المحبط صيحتك الميمونة " يا قوم ...لقد هزمنا!" و لم يمض علي المعركة سوي جولة واحدة
كفانا يأسا لقد اكتفينا منه حقا انا شخصيا قد اقتنعت بهذا فالفساد ضعيف و السوقية اضعف و الظلم اكثرهم ضعفا و هم يستمدون قوتهم من ثقتهم ان عزيمتنا تخور سريعا و هم يراهنون علي ذلك فلا نعطيهم هذة الفرصة لا نفرحه بعبارتنا الخالدة من ايام الاحتلال البريطاني " مافيش فايدة" قليل من التجلد و المسئولية تجعل من راهن علي ذبول همتنا يخسر رهانه علي من يجد هذا الجندي اليائس المستيئس و هو يتأهب للصعود علي الصخرة ليقوم بفعلته ان يمنعه من الصعود و من تلفظ تلك العبارة حتي لو اضطر للجلوس فوقه لكتم انفاسه فلقد تشبعت روحنا بالياس فلا نضيف لها المزيد! و لنحاول ان نتحلي بالبشر كهؤلاء المتفائلين السعداء لانه الحل الوحيد لتحسين الوضع

Wednesday, April 04, 2007

لماذا لم يعد هناك انتيجون؟

لماذا لم يعد بيننا انتيجون؟
قصة انتيجون الشهيرة و موقفها البطولي المثالي بات حقا اسطورة كاسطورتها فانتيجون –حسب مسرحية جون انوي - ابنه اوديب الذي نفي خارج مملكته تعود بعد وفاته الي بلدها لتجد اخويها قد تقاتلا حتي الموت في مبارزة بينهم علي خلافة عرش والدهم و تصبح المملكة في حالة من الفوضي و دمار حتي يتولي خالها (كريون) ليستتب الامن في البلاد و كانت احدي قراراته هي تشييع جنازة مهيبة ملكية لاحد الاخوين (ايتيوكل) و حرمان الاخ الاخر(بولينيس)من الدفن و ترك جثته تتعفن شهرا في العراء تنهشها الطيور الجارحة و اعلن ان من تسول له نفسه دفن الجثة سيكون الموت عقابه . السبب وراء ذلك ان رغم ان احد الاخوين لم يكن ليستحق تلك الجنازة الملكية لخيانتهم لوطنهم و تناحرهم من اجل العرش معرضين وطنهم للخطر و الفوضي عابثين بامن البلاد و استقرارها الا ان كريون قرر ان يختار واحدا منهم يجعله بطلا في اعين الناس و اخرا يكن مذنبا يستحق العقاب فالحظ وحده هو الذي حرم جثة اتيوكل من التعفن و ذلك لمنطق كريون وقتها الذي فهم عقلية الشعب الذي جعله القدر حاكما عليه فلو اوضح لهم ان الاخوين كليهما كانا خائنين لا يستحقان سوي الموت لفقد الشعب الامل و القدوة و لدبت الفوضي في النفوس من منطلق بما ان السادة فاسدون فلا يوجد ما يمنع من فساد الرعية بدورهم . كما اختار ان يكون العقاب الشنيع بترك الجثة تتعفن في العراء شهرا كاملا حتي تكون عظة امام الشعب و رادع لكل خائن حتي لو كان من اهل الحكم فوجهة نظره في ذلك انه لم يختر هذا الوضع لكنه في يوم و ليلة لغباء الاخوين و جشعهما استيقظ فاصبح ملكا فكان عليه ان ينقذ المركب من الغرق رغم كل الاعتبارات
اما موقف انتيجون الخالد و قيامها بنبش قبرا لاخيها باظفارها مخالفة بشكل واضح تعليمات خالها الحاكم الجديد حتي حملها الحرس لخالها الذي كان يحاول ان يبرر لها موقفه ليقنعها فتتراجع عن موقفها موضحا ان اخاها لم يكن سوي خائن استعان باعداء البلد و اعداء ابيه للوصول للعرش و كلاهما حاولاقتل والدها كلاهما لم يترددا في بيع البلد للاعداء من اجل العرش فهما لا يستحقان ان تضحي بحياتها من اجل اي منهما و لم يمنع ان يختار (بولينيس) ليجعل منه هو البطل سوي ان وجهه كان مشوها اكثر من اللازم و كان من عادتهم ابراز الوجه في الجنازات-
ترد عليه انتيجون انه لك يكن مجبرا علي شيء كان بامكانه ان يترك الحكم و يقول "لا" للملك لتجنب مثل ذلك الموقف فهو لم يتول العرش مجبرا انما ايضا رغبة منه في السلطة و المجد رافضة ان تقتنع باي من تبريراته. حاول كريون ان يقنعها انه لو تخلي عن العرش وقتها لكان جبانا كمن يتهرب من المسؤلية وقت الشدة و ليس هذا بالامر الشريف عبثا يحاول ان يثنيها عن موقفها لينقذها من الموت موضحا ان الحياة ليست كما تظنها عليها ان تسرع بالتمتع بها قبل ان تتسرب من يدها فتندم حين لا يفيد الندم يحثها علي اتمام زواجها من حبيبها "ايمون"-ابنه في ذات الوقت- راجيا اباها الا تسمع خطبته التي سيلقيها غدا و يمتدح فيها اخاها ايتيوكل فلن تكون صادقة و لكنه مجبرا علي اداء هذا الدور حتي النهاية لينقذ البلاد من الفوضي فلابد من يد من حديد تعاقب عقابا شنيعا لينذر الشعب من سوء عاقبة الخيانة حتي لو تعدي ذلك الاعتبارات الانسانية فلا وقت و لا مكان للمثاليات في ظل دولة توشك علي السقوط
رغم محاولات كريون المستميتة للحفاظ علي حياة ابنه اخته الا انها اصرت علي موقفها من دفن اخيها حتي لو كان خائنا فهذا مر انساني لا نقاش فيه و استعدادها للموت بشجاعة لعجزها عن الحياة بعد هذة المأساة فكيف يطالبها بالسعادةو ان تخدع نفسها بعد ان تكسرت المثل امامها معلنة رفضها القاطع لحياة قائمة علي الحلول الوسط و انصاف المواقف رافضة حياة تنتهك فيها الانسانية بغض النظر عن اي تجاوزات قائلا عبارتها الخالدة" اما الكل او لا شيئ" ..تفتح انيجون الابواب لتعلن موقفها علي الملا فلا يعد امام كريون خيارا سوي توقيع العقاب عليها حتي لا تهتز صورته امام الشعب تنتهي القصة بمقتل انتيجون و ينتحر ايمون حبيبها حزنا عليها و في نهاية هذة المأساة الملحمية لو تأملنا موقف كل منهما علي حدة لن نجد احدهم خاطيء
(كريون) اجبر علي منصب لم يرده كان امام شعب هائج فلم يجد سوي تلك البشاعة في العقاب للسيطرة علي الفوضي لكنه بالطبع تعدي حدود الانسانية بتركه جثه ابن اخته لتتعفن (انتيجون) المثالية الحالمة بعالم مثالي لا يوجد علي ارضنا الرافضة لموقف خالها العاجزة عن رؤية جثة اخيها في العراء تنهشها الطيور الجارحة رغم خيانته فهي لم تخلق لعالم مثل عالمنا فنحن جميعا بين بين ..اما بين كريون او بين انتيجون ..نعم لانه لايوجد بيننا كريون كما لا يوجد انتيجون
لا يوجد بيننا "كريون" لانه كان مجبرا علي ما فعل لم يسع للسلطة -مثلما يفعل الكثيرون الان- لم يسع كي يكون في مثل هذا الموقف وو جد جبلا من المسؤلية امامه وجد مستقبل بلد مرهونا برد فعله فطبق ما رأه صوابا لصالح البلاد بغض النظر عن اي شيء ضحي بعائلته و بابنة اخته و ابنه الذي لحق بها كيلا تضيع البلاد .. لا يوجد منا من اجبر علي موقف كذلك لكننا من سعينا له بانفسنا و لا اظن ان هناك حاليا من سيتهرب من السلطة بل الكل سيسعي لها في هذا الزمن ...كما انه لا يوجد بيننا" انتيجون" لانه لم يعد هناك من يرفض الحلول الوسط اصبحنا جميعانرضي بانصاف المواقف ..انصاف الاخلاق و اصبحنا حتي نعيش بانصاف ارواح لا نملك شجاعة انتيجون في رفض الحياة في عالم افسدته المواقف الباهتة و افسدته السلطة و الخيانة . رغم كراهتنا لعالمنا لكننا لا نستطيع التخلي عنه ..فحقا لماذا لم يعد هناك انتيجون؟