افلام كرتون ليست بريئة
برامج الاطفال غير مأمونة احيانا!
في هذة الاونة اكثر من مشاهدة برامج الاطفال و افلام الكرتون و قناة " سبايس تون" ..ليس هذة طفولة متأخرة او عقدة العودة الي الطفولة اصابتني و انا في سني هذة! لكني لاني اصبحت امضي الكثير من الوقت في رعاية ابن اختي الصغير كجليسة اطفال ..بلا اجر طبعا! و من الممكن ان امضي نصف اليوم اشاهد افلام الرسوم المتحركة التي انقذتني لان ابن اختي شغوف جدا بما يراه من افلام الكرتون خاصة " توم و جيري" ليجلس ساعات طويلة فاغرا فاه علي اتساعه متابعا بنهم مقالب " جيري " ..او غيرها من افلام الكرتون الاخري
الحقيقة للاعتراف بالفضل ..هذة القناة بها الكثير من افلام الكرتون الجيدة حقا و التي بطبيعة الحال ليست افلام مصرية انما في الاغلب افلاما يابانية و تمت دبلجتها "ككابتن ماجد" قديما الذي كان بقضي نصف الحلقة يجري خلف الكرة و كأن الملعب مساحته تساوي مساحة صحراء الربع الخالي! و في المرة الوحيد التي حولت القناة لمشاهدة كرتون مصري الصنع اصبت بالغثيان لتفاهة الفكرة و المضمون و رداءة الحوارالعامي المبتذل الذي يعلم الاطفال مزيدا من الوقاحةو الابتذال ناهيك عن ابن اختي ذي العامين الا قليلا انفجر في البكاء معلنا رأيه بوضح شديد!عند مشاهدة احد اغاني الاطفال المصرية!
لم اكن انتبه فعلا لاحداث الكرتون اذ كنت ادعه يشاهده و احاول انجاز مهامي الاخري بجواره لكن مرات قليلة جذبتني احداث الكرتون لاشاهده معه لان في احدي المرات كان هناك كرتون لدب او فأر يغني في مسرح علي موسيقي السيمفونية السابعة لبيتهوفن بحركات تجشؤ مقززة للغاية! ..دعك من تشويه فيلم كرتوني لسيمفونية بيتهوفن و الحركات المقززة التي كان يأتي بها ذلك الفأر المتدبدب او الدب المتفأرر! الا انني وجدت ابن اختي في منتهي الفرح يضحك ببلاهة و وقف امامي ليقلد الدب –او الفأر!- لكنه لحداثة سنه لم يستطع ان يأتي بنفس حركاته
انا اصابتني الصدمة بالطبع و قمت بتحويل القناة و احمد الله ان ذاكرة الاطفال ليست قوية في تلك السن و من وقتها احسست بالذنب لانه قد يكتسب عادات بذيئة من افلام الكرتون بريئة المظهر فأخذت اتابع ما يراه كنوع من الرقابة العمرية بما انني اقوم بدور جليسة اطفال فلابد ان اقوم به كما يجب بشيء من المسؤلية..فوجدت ان افلام الكرتون ليست كلها بريئة بل و حتي افلام كنت اشاهدها في صغري ز كنت اهيم بها عشقا احسست حاليا ان لها افكارا ليست بالمحببة علي الاطلاق
ابسط مثال (توم وجيري) دائما في طفولتنا كنا نكره القط "توم" لانه يقوم بضرب "جيري" و يسعي لالتهامه لكن حاليا وجدت ان جيري هو من يقوم باستفزاز القط في الاساس فهو من ياتي لسرقة اللبن منه و من يجذب ذيله ليوقظه و قس علي ذلك الكثير من الاستفزاز للقط يتبعها سلسلة من المطاردات للانتقام من الفأر و المفترض ان نلوم الفأر لا القط لانه من استفزه من البداية ! لكن رغم ذلك القط هو الشخصية المكروهة في اغلب الحلقات حتي لو كان بريئا تماما ككل المقاييس الخاطئة في حياتنا
كرتون اخر كنت اعشقه قديما و احيانا احن لمشاهده الساحره "سندريللا " و " سنوهوايت و الاقزام السبعة" حاليا وجدت ان الافلام علي شاكلة (سنوهوايت) و (الجمال النائم) و غيرها رسخت في ذهن الاطفال –البنات منهم خصيصا- ان الطيبة مقترنة بحسن الخلقة و الشر مرتبط بالقبح فالاميرة المسكينة المقهورة لا تفعل شيئا طيلة الكرتون سوي انتظار الامير الوسيم الخلاب الذي ينقذها و لابد ان يكون شديد الوسامة و يكون اميرا و تكون البطلة بديعة الحسن لان هذا هو المنطق الذي رسخته تلك القصص في الاذهان ..اصبح القبح مرادفا للشر و العكس صحيح غير ان قصة "سندريللا" و غيرها جعلت السعادة مقتصرة علي زواج البطلة من الامير - لا يجوز زواجها من اي شخص عادي!- و حضورها الحفل بابهي الملابس و الحلي و الثوب الرائع –الذي اصبح عقدة كل البنات!- كي ينبهر بها الامير –ذلك الابله!- فيعجب بها و يتزوجها لمجرد مشاهدته لها و هي في قمة جمالها!
هذا هو المبدأ الذي ترسخه في الاذهان – البنات بالطبع- ان الامير –تلك الشخصية السطحية المسطحة !- لن يعجب بها الا وهي في ابهي صورة لها فالاعجاب بالخارج و ليس بما في داخل الانسان و الصورة البلهاء للسعادة ان تتزوج البطلة الامير و العصافير من حولهم تغرد و هي معه في قصره المنيف!
اما عن الفواصل بين الافلام و التي يبكي عندها ابن اختي ظانا انني قمت بتحويل القناة- فالبعض منها له مغزي تجاري بحت في ان تستغل شركات الالعاب افلام الكرتون في انتاج ادوات مدرسية و ملابس عليها صور ابطال الكرتون و الالعاب المستوحاة من الافلام و طبعا عندما يري الطفل ذلك سيود لو ابتاع تلك الالعاب ليبدأ حملة الالحاح و البكاء و العويل مطالبا والديه بشرائها
اما عن المأخذ المعروفة لافلام الكرتون من مشاهد العنف المبالغ فيها عندما يضرب البطل جميع من في الكادر ! و اطفال هذة الايام ليسوا بحاجة لمزيد من العنف يكفي مخزونهم الشخصي!
لكن للانصاف اعجبتني بعض الافلام-المدبلجة بطبيعة الحال- مثل كرتون يناقش علاقة صبي باخيه الصغير بعد وفاة امهما و عنايته به و مسؤليته تجاهه الكرتون عرض الامر بطريقة جميلة للغاية لدرجة انني من اصبح يتابعه بغض النظر عن رغبة ابن اختي!
حاليا لم تعد هناك الكثير من برامج الاطفال الجميلة كقديما فكان فيما مضي ايام طفولتي المشهودة كانت تذاع حلقات من برنامج " البرلمان الصغير" لا يسمع عنه اطفال اليوم فكان صورة مصغرة لبرلمان من اطفال صغار يعلمهم كيفية المعارضة و ابداء الرأي الاخر و يبدو انه لكونه برنامج يعلم الاطفال اسس الديموقراطية و اسس حياة سياسية و دستورية سليمة فتم وقف انتاجه منذ امد بعيد كما تم وقف عرض حلقاته القديمة!
في النهاية ليست برامج الاطفال ساذجة و لا يجب التعامل معها بمنطق انها بريئة فاحيانا و بدون قصد يتم غرس قيم مستهجنة داخل نفوس الاطفال الذين لا يعرفون بعد الخطأ من الصواب و تكون تلك الافلام لها تأثير اقوي من تربية الاباء فليست افلام كرتون علي غرار " سنوهوايت "- رغم استمتاعي الشديد بها و بتقنية ديزني العالية – تعطي دروسا سليمة للاطفال فالحياة ليست غابة فسيحة تتراقص فيها الغزلان حول الاميرةالمقهورة دائما من زوجة الاب حتي تم تشويه صورة زوجات الاباء فرغم جمال هذة الافلام الا انها ترسم للاطفال صورة ساذجة مسطحة عن سعادة مادية جوفاء
في هذة الاونة اكثر من مشاهدة برامج الاطفال و افلام الكرتون و قناة " سبايس تون" ..ليس هذة طفولة متأخرة او عقدة العودة الي الطفولة اصابتني و انا في سني هذة! لكني لاني اصبحت امضي الكثير من الوقت في رعاية ابن اختي الصغير كجليسة اطفال ..بلا اجر طبعا! و من الممكن ان امضي نصف اليوم اشاهد افلام الرسوم المتحركة التي انقذتني لان ابن اختي شغوف جدا بما يراه من افلام الكرتون خاصة " توم و جيري" ليجلس ساعات طويلة فاغرا فاه علي اتساعه متابعا بنهم مقالب " جيري " ..او غيرها من افلام الكرتون الاخري
الحقيقة للاعتراف بالفضل ..هذة القناة بها الكثير من افلام الكرتون الجيدة حقا و التي بطبيعة الحال ليست افلام مصرية انما في الاغلب افلاما يابانية و تمت دبلجتها "ككابتن ماجد" قديما الذي كان بقضي نصف الحلقة يجري خلف الكرة و كأن الملعب مساحته تساوي مساحة صحراء الربع الخالي! و في المرة الوحيد التي حولت القناة لمشاهدة كرتون مصري الصنع اصبت بالغثيان لتفاهة الفكرة و المضمون و رداءة الحوارالعامي المبتذل الذي يعلم الاطفال مزيدا من الوقاحةو الابتذال ناهيك عن ابن اختي ذي العامين الا قليلا انفجر في البكاء معلنا رأيه بوضح شديد!عند مشاهدة احد اغاني الاطفال المصرية!
لم اكن انتبه فعلا لاحداث الكرتون اذ كنت ادعه يشاهده و احاول انجاز مهامي الاخري بجواره لكن مرات قليلة جذبتني احداث الكرتون لاشاهده معه لان في احدي المرات كان هناك كرتون لدب او فأر يغني في مسرح علي موسيقي السيمفونية السابعة لبيتهوفن بحركات تجشؤ مقززة للغاية! ..دعك من تشويه فيلم كرتوني لسيمفونية بيتهوفن و الحركات المقززة التي كان يأتي بها ذلك الفأر المتدبدب او الدب المتفأرر! الا انني وجدت ابن اختي في منتهي الفرح يضحك ببلاهة و وقف امامي ليقلد الدب –او الفأر!- لكنه لحداثة سنه لم يستطع ان يأتي بنفس حركاته
انا اصابتني الصدمة بالطبع و قمت بتحويل القناة و احمد الله ان ذاكرة الاطفال ليست قوية في تلك السن و من وقتها احسست بالذنب لانه قد يكتسب عادات بذيئة من افلام الكرتون بريئة المظهر فأخذت اتابع ما يراه كنوع من الرقابة العمرية بما انني اقوم بدور جليسة اطفال فلابد ان اقوم به كما يجب بشيء من المسؤلية..فوجدت ان افلام الكرتون ليست كلها بريئة بل و حتي افلام كنت اشاهدها في صغري ز كنت اهيم بها عشقا احسست حاليا ان لها افكارا ليست بالمحببة علي الاطلاق
ابسط مثال (توم وجيري) دائما في طفولتنا كنا نكره القط "توم" لانه يقوم بضرب "جيري" و يسعي لالتهامه لكن حاليا وجدت ان جيري هو من يقوم باستفزاز القط في الاساس فهو من ياتي لسرقة اللبن منه و من يجذب ذيله ليوقظه و قس علي ذلك الكثير من الاستفزاز للقط يتبعها سلسلة من المطاردات للانتقام من الفأر و المفترض ان نلوم الفأر لا القط لانه من استفزه من البداية ! لكن رغم ذلك القط هو الشخصية المكروهة في اغلب الحلقات حتي لو كان بريئا تماما ككل المقاييس الخاطئة في حياتنا
كرتون اخر كنت اعشقه قديما و احيانا احن لمشاهده الساحره "سندريللا " و " سنوهوايت و الاقزام السبعة" حاليا وجدت ان الافلام علي شاكلة (سنوهوايت) و (الجمال النائم) و غيرها رسخت في ذهن الاطفال –البنات منهم خصيصا- ان الطيبة مقترنة بحسن الخلقة و الشر مرتبط بالقبح فالاميرة المسكينة المقهورة لا تفعل شيئا طيلة الكرتون سوي انتظار الامير الوسيم الخلاب الذي ينقذها و لابد ان يكون شديد الوسامة و يكون اميرا و تكون البطلة بديعة الحسن لان هذا هو المنطق الذي رسخته تلك القصص في الاذهان ..اصبح القبح مرادفا للشر و العكس صحيح غير ان قصة "سندريللا" و غيرها جعلت السعادة مقتصرة علي زواج البطلة من الامير - لا يجوز زواجها من اي شخص عادي!- و حضورها الحفل بابهي الملابس و الحلي و الثوب الرائع –الذي اصبح عقدة كل البنات!- كي ينبهر بها الامير –ذلك الابله!- فيعجب بها و يتزوجها لمجرد مشاهدته لها و هي في قمة جمالها!
هذا هو المبدأ الذي ترسخه في الاذهان – البنات بالطبع- ان الامير –تلك الشخصية السطحية المسطحة !- لن يعجب بها الا وهي في ابهي صورة لها فالاعجاب بالخارج و ليس بما في داخل الانسان و الصورة البلهاء للسعادة ان تتزوج البطلة الامير و العصافير من حولهم تغرد و هي معه في قصره المنيف!
اما عن الفواصل بين الافلام و التي يبكي عندها ابن اختي ظانا انني قمت بتحويل القناة- فالبعض منها له مغزي تجاري بحت في ان تستغل شركات الالعاب افلام الكرتون في انتاج ادوات مدرسية و ملابس عليها صور ابطال الكرتون و الالعاب المستوحاة من الافلام و طبعا عندما يري الطفل ذلك سيود لو ابتاع تلك الالعاب ليبدأ حملة الالحاح و البكاء و العويل مطالبا والديه بشرائها
اما عن المأخذ المعروفة لافلام الكرتون من مشاهد العنف المبالغ فيها عندما يضرب البطل جميع من في الكادر ! و اطفال هذة الايام ليسوا بحاجة لمزيد من العنف يكفي مخزونهم الشخصي!
لكن للانصاف اعجبتني بعض الافلام-المدبلجة بطبيعة الحال- مثل كرتون يناقش علاقة صبي باخيه الصغير بعد وفاة امهما و عنايته به و مسؤليته تجاهه الكرتون عرض الامر بطريقة جميلة للغاية لدرجة انني من اصبح يتابعه بغض النظر عن رغبة ابن اختي!
حاليا لم تعد هناك الكثير من برامج الاطفال الجميلة كقديما فكان فيما مضي ايام طفولتي المشهودة كانت تذاع حلقات من برنامج " البرلمان الصغير" لا يسمع عنه اطفال اليوم فكان صورة مصغرة لبرلمان من اطفال صغار يعلمهم كيفية المعارضة و ابداء الرأي الاخر و يبدو انه لكونه برنامج يعلم الاطفال اسس الديموقراطية و اسس حياة سياسية و دستورية سليمة فتم وقف انتاجه منذ امد بعيد كما تم وقف عرض حلقاته القديمة!
في النهاية ليست برامج الاطفال ساذجة و لا يجب التعامل معها بمنطق انها بريئة فاحيانا و بدون قصد يتم غرس قيم مستهجنة داخل نفوس الاطفال الذين لا يعرفون بعد الخطأ من الصواب و تكون تلك الافلام لها تأثير اقوي من تربية الاباء فليست افلام كرتون علي غرار " سنوهوايت "- رغم استمتاعي الشديد بها و بتقنية ديزني العالية – تعطي دروسا سليمة للاطفال فالحياة ليست غابة فسيحة تتراقص فيها الغزلان حول الاميرةالمقهورة دائما من زوجة الاب حتي تم تشويه صورة زوجات الاباء فرغم جمال هذة الافلام الا انها ترسم للاطفال صورة ساذجة مسطحة عن سعادة مادية جوفاء