كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Tuesday, September 04, 2007

ف..س ..د ..فسد

ف..س..د..فسد!

فسد في اللغة العربية تعني ان الشيء تلف ..خرب ..اي من الاخر (باظ)!
اصبحت كلمة فساد تتكرر علي اسماعنا كثيرا خاصة في السنوات الاخيرة بصورة ملحة بدءا من فساد الطعام و الشراب الي فساد الهواء و تلوثه لفساد الذمم و النفوس و هي اشد انواع الفساد تبجحا و السبب الرئيسي و الدينامو لكل انواع الفساد الاخري فهذا الطبيعي فمن فسدت ذمته –كحال الكثير للاسف- فسد ضميره ان لم يكن قد تلاشي بعد و بالتالي فسدت كل اعماله المكلف بها ..فخراب او فساد الذمم الذي نراه حولنا و الذي لم يعد هناك اي حيلة مجدية للتعامي عنه حتي بعد تقمصنا لدور طائرنا المفضل –الذي اوشك ان يصبح طائرا قوميا- و هو النعامة فاننا اذا دفنا رؤوسنا في الرمال سنجدها فسدت هي الاخري! فلقد استشري الفساد و خراب النفوس بشكل لم يسبق له مثيل بحيث اصبح الحل الوحيد هومواجهته و هو الحل الايجابي الذي يتحاشاه المصريون كثيرا نتيجة لثقافات الخوف التي زرعت داخل النفوس علي مدار سنوات طوال في اشارة لنوع اخر لفساد تعليمي و تربوي ..و لقد ازداد عن حده حتي اصبح المرء يستيقظ ليستنشق فسادا و ينام ليحلم بفساد!
..بعيدا عن الفساد الذي يعلمه الجميع و نلمسه طيلة اليوم..فان هناك انواع اخري اشد و هو اكثر انواع الفساد تدميرا لثقة المرء ليس بمن حوله فقط انما بنفسه و بالقيم التي تربي عليها و التي يراها تننتهك بلا اي حرج
وهو الا تدرك فيمن حولك من علي صواب و من علي خطأ او من الفاسد من الصالح و من اللص من الشريف و ذلك لاننا في بلدنا نجحنا بجدارة في تعمية الحقائق و ليّ اعناقها حتي بات المرء تائها حائرا بين اشخاص يتهمون بعضهم البعض بالفساد و الكل يحمل براهين و ادلة ما يؤكد فساد خصمه حتي لينتابك شعور بالاشمئزاز و انت تري الحق اصبح تائها هو الاخر يبحث باستماتة عن صديق وفيّ يتخذه خليلا بعد ان بات غريبا في بلدنا, فكم من برامج علي الفضائيات تستضيف ضيوفا يلقون الاتهامات و اللعنات علي بعضهم البعض حتي لا تعرف في النهاية من علي حق فتكتفي بغلق التلفاز و قد اصابتك حالة من التخبط و الاكتئاب
الافظع ان تدرك انك شخصيا قد شاركت بدون قصد في اكتمال دائرة الفساد ابتداءا من الواسطة الي الرشاوي في اي مكان كي تقوم بانجاز مصالحك التي لن تتحرك قيد انملة الا بدفعة من ورق بنكنوت يدرك طريقه جيدا لدرج الموظف الذي بحاجة الي عملية تعيد غلقه !
الاكثر ايلاما انك تعلم انك ان لم تقم بذلك فلن تنجز اي من مصالحك فبالتالي انت مضطر للمشاركة في هذة المسرحية و لعب دورك مع كل المشاركين فيها حتي و ان لم تكن ترغب في هذا الدور فنحن بذلك لا نتعدي كوننا كأحد مسرحيات العبث التي يتحرك فيها الابطال دون وعي و لافهم فقط مزيد من العبث يأتي بمزيد منه و مزيد من الفساد
لواردنا ان نبحث عن السبب وراء استشراء الفساد و الخراب هكذا فبدون اي مجاملة للنفس السب هو نحن ..انا و انت و هم و باقي الضمائر ..فمن سمح لنفسه بأخذ الرشوة؟ .. و من قام باعطائها ؟..و من يصمت عن الفاسد و بذلك يشاركه في فساده؟ ..ستري ان الفاعل في كل الحالات هو نحن..نحن من زرع الخوف من الكلام و نحن ضلع مشارك لكن مشاركة سلبية عكس الفساد الايجابي الذي انتهز سلبيتنا ليعيث فسادا في جنبات حياتنا و نحن نكتفي بالمشاهدة والحسرة!
فمهما تعددت اشكال الفساد سيبقي السبب واحد و هو فساد الذمم و الاخلاق و حلها ايضا واحد و هو اصلاحها..اذا تعلمنا تطبيق تعاليم ديننا كما تنص و لا نكتفي بالمظهر منها فقط و اذا رمينا الخوف وراء ظهورنا حتي نملك الشجاعة الكافية لنشير للفاسد باصبع الاتهام في وجهه و نصيح به " انت فاسد" ..كل ذلك لن يتم الا لو توافرت نية صادقة للاصلاح نية يتوافر معها العمل الجماعي لان النبتة الصغيرة سهلة القطع ..فكي تكسر دائرة الفساد لا يكون ذلك بعلاج فساد المسؤول الصغير و موظفي الحكومة لانهم براعم لاشجار و جذور فاسدة ..فالاصلاح الذي له معني ينبغي ان يكون بقطع الجذور الفاسدة التي تمنع عن الشجرة الماء و الهواء و الغذاء من تربة نظيفة ..فان اردت ان تحيا حياتك تدرك فيها اللون الابيض من الاسود لا تمر بتخبط عندما تري تداخل المفاهيم و تتملكك الحيرة حتي تعجز عن اتخاذ قرارك في اجواء سيطر عليها ضباب الفساد لا يوجد امامك سوي تطهير تربتك من تلك الجذور..قبل ان يتحول الامر لتدريس قواعد الفساد في المدارس للاطفال لتعليمهم القراءةك ( ح ص د .. ز ر ع .. ف س د !)