كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Saturday, January 12, 2008

ادي الشتا عاد من تاني

آدي الشتاء عاد من تاني!

مظلوم حقا الشتاء لدينا ..فهو في كل عام تقصر مدته شيئا فشيئا حتي اوشك ان يصبح شهرا واحدا في العام !.فكل عام يبدأ الصيف في فرض سطوته اكثر فأكثر بحره و رطوبته و لزوجته ليكسب ارضا جديدة كل مرة و ينتزع اياما من فصلي الخريف و الشتاء ليزيد العام حرارة و لزوجة
لا ادري لماذا احب احب الشتاء لهذة الدرجة مع انني من مواليد شهور الصيف!..لكني اعشق الشتاء و كل ما يرتبط به من اجواء و خلفيات رمادية بلون السحاب المتشبع بقطرات المطر التواقة للانهمار
..حتي اني احببت الخريف لا لشيء سوي انه ياور و تابعه المخلص ..ينبئ بقدومه و يفسح له المجال كي يلقي بعباءته الجميلة ..ينظف له الاشجار من الورق الذابل و يبدأ في تزيين السماء ببعض السحب الخفيفة لتهدئة حرارة الشمس قليلا ريثما يأتي بطل الحفلة برعده و برقه ز امطاره ..يالله !..بالها من يسمفونية خلابة!
رغم كل ما يتهمون به الشتاء من برودة و قسوة و كآبة الا ان هذة الصفات تزيده محبة في قلبي ...فهو ليس بالفصل الصاخب المبهرج الذي يرتدي المايوه بلا وقار! و الذي يطبق علي انفاسك بلهيبه و شمسه التي تحرق جلدك و تشعر ان العرق قد تسرب من مسام جلدك الي ذاتك الداخلية ..ولا هو بالفصل الغريب الذي لا يمت للربيع بأي صلة و الذي غني له فريد الاطرش وقت ان كان الربيع له معني فيما مضي ..فلم تعد به اجواء معتدلة فقط هو صورة مصغرة للصيف مع مزيد من الرياح و الاتربة و الخماسين كي تجعل الحياة صفراء مغبرة مقبضة الي جانب حساسية الصدر و ضيق النفس
اما الشتاء هو شيء مختلف ..فهو فصل الرقي ..فصل الاناقة و الوقار محترما محتشما يرتدي اكماما طويلة و ياقة عالية يسير معتمدا علي عكاز مظلته و تسمع صوت كعبيه المرتفعين يطئان الارض المبتلة بثقة فتمتلئ نفسك رهبة من هيئته الباهرة
..صباحه مليئ بالدفء الهادئ تستقبلك ببرودة خفيفة في الفجر ..تتسابق انفاسك بنهم للخروج من صدرك لتراها في شكل بخار ماء يتكاثف امام وجهك البارد ..ثم تنقضي سويعات نهاره سريعا للاسف لكن لتعدك بساعات من الليل اكثر اثارة و غموضا
..بجواربي الصوفية السميكة التي تحرص والدتي علي جعلي ارتديها و اطكاك اسناني و انا اصر علي فتح النافذة راغبة في رؤية الطرقات الخالية التي تدثر روادها في اسرتهم ..تهب النسمات المثلجة علي وجهي فاشعر ان انفي تتحول الي مكعب ثلج احمر اللون و افرك يديّ طمعا في مزيد من الدفء مع عجزي التام عن غلق النافذة كي تتشبع روحي بكل هذا النقاء ..انظر للسماء في ضراعة هل ستفعلها هذة الليلة و يهطل المطر ام انها سترجئها للغد...انتظر قليلا و بداخلي يقين انها لن تخذلني فانا علي صداقة معها
..و بالفعل تبدأ اولي البشائر و اري وميضا من البرق الازرق يختفي في خجل مسرعا ليصفق له الرعد مبهورا و يبدأ المطر في الاعجاب بدوره فتسقط قطراته بسخاء في اول الامر ثم باعتدال بعده ..امد يديّ الي اقصي امتداد لها لاحاول التقاط بعض هذة القطرات و ادعو الرحمن الذي ابدع كل هذا البهاء في ساعة ارجوها ان تكون ساعة اجابة
..تمتلئ نفسي بشجن و حزن لا سبب محدد لهما سوي كوني قد احسست لمسة الجمال بداخلي
احتسي مشروبا ساخنا و ارمق الشارع المبتل و اوراق الاشجار التي نفضت الامطار عنها غبار الصيف و اتربة الربيع لتبدو جديدة لامعة فرحة باناقتها فاتنهد و انا ارمق البخار الساخن المتصاعد من الكوب الفخاري منتظرة بلهفة بزوغ الصباح الذي يعد بامطار اخري صباحية.
.ما ان تهطل حتي اقرر ان هذا الوقت المثالي للذهاب الي الكلية! اهبط مسرعة و معي المظلة التي لا افتحها ابدا كي لا احرم نفسي من هذة الامطار الرائعة و اردد و نفسي قد امتلأت حبورا و جذلا اغنية فيروز البديعة
" شتي يا دنيا..ليزيد موسمنا و يحلي
و تدفق مياه.. و زرع جديد بحقلتنا تعلي"