كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Tuesday, July 22, 2008

حوار الطرشان

حوار الطرشان!!
لغة الحوار في مصر مفقودة نماما الكل يتحدث نعم و لكن لا يوجد من ينصت و ان وجد من يسمع فلن تجده ينصت او يصغي لما تقول فلو صادف و وجدته صامتا فتظنه انه يستمع لك فتكون واهم لانه اما صامت لانه لا يجد ما يقال او صامت لتحضير ما سيقال ! اي في كلتي الحالتين لن تجد من ينصت لك نحن بحاجة بشدة و ملحة الي اعادة تأهيل عقولنا و صدورنا كي تستوعب الاختلاف و التباين . اذ ان المصريين في اغلبهم يجدون في الاختلااف معهم في الراي ابتعاد عن قواعد الذوق و الاداب العامة و البعض من اصحاب الحس المرهف يجدوها وقاحة و انعدام للادب!! فكلمة "لا " لها اثر سيء للغاية في نفس المصريين فما بالك بالاختلاف في التفكير و الثقافة و العقيدة! طبعا لابد حينها ان تري السلوك الهمجي و العدواني البعيد تماما عن دعوات التحضر التي ننادي بها و يظهر هذا السلوك في اي محاورة تبدأ فيها بذرة الاختلاف في الانبات فتجد الحوار قد انقلب الي مشادة و كلما استمر الطرف الاخر في عناده بالتمسك برأيه كلما زاد عنف الاخر و اعتبره تحدي و استفزاز له فتزيد حدة النقاش حتي من الممكن ان تصل الي التراشق بالسباب و الالفاظ و الاشتباك بالايدي حينا و الارجل حينا اخر! حتي يستحيل ان تفصل الاطراف المتناحرة عن بعضها البعض الا بعملية جذرية
و المثال الحي نراه في كل نواحي حياتنا اليومية بدءا من مناقشة بين زملائك او في المقهي او في الطريق و حتي ما نراه علي شاشات الفضائيات بين الضيوف فكل ضيف يري نفسه اذكي البشر و ان الحقيقة لا تخرج الا من فمه و انه قد وقّع عقد احتكار للحكمة والرأي الصائب!! اما الاخر لو سوّلت له نفسه معارضته فانه يبادر بالهجوم المباشر عليه من منطلق انه " لا يفقه شيئا" و " ان عليه ان يبادر بتعلم الكلام اولا قبل ان يفتح فمه"! و من الممكن ان يتطور الامر بالاستعانة بالالفاظ النابية التي تتطل برأسها فتصبح الصورة من اقبح ما يمكن و الشيء الذي يثير العجب و الاستفزاز ان هذا المستوي المتدن من الحوار لا يظهر فقط بين المختلفين في الاراء تماما كان يكون احد الضيوف من المعارضة و الاخر من الحزب الحاكم الابدي فغالبا ما يبدأ الطرف الثاني الاستفزاز و يمنع الاخر من الحديث و النقاش مستغلا مهارته في الجعجعة و يمنع ايضا المذيع من الكلام! و لكن للاسف ايضا يظهر ذلك بين المتفقين في الاراء و لكن يختلفوا حول التفاصيل و الرؤي للامور فبدلا من الالتفاف حول العدو المشترك يتجهون الي الشكليات و يبدأون وصلة طويلة من حوار الطرشان لا يسمع احد منهم الاخر و ينفعلون فيخرج المشاهد في النهاية انهم جماعة من الغوغاء لا يحترمون اداب الحديث و لا يعرفون شيئا عن التحضر و ثقافة الاخر فيخسرون باندفاعهم مواقف شريفة لهم و يخسرون معها ثقة و اهتمام من يستمع لهم للمرة الاولي و لا يعرف تاريخهم فيكسب بذلك عدوهم المشترك نقطة بسبب هذا التعصب في الاراء
فعلا نحن بخاجة الي (فرمتة) ثقافتنا و عقليتنا لتقبل التباين و الاختلاف بصدر رحب لان الاختلاف يثري الفكر و يحفزه للتفكير و لابد ان نقتنع ان النقد ليس شيء شخصي يعيبناو لابد من تأديب صاحبه!

Wednesday, July 09, 2008

ابيض و اسود

رفاهية الابيض و الاسود!
افلام الابيض و الاسود لها ايقاع فريد عذب بداخلي و يكفيني رؤية هذا المزيج الفريد من درجات الابيض المغموسة في درجات الاسود لتتحول الدنيا ذاتها حولي الي ابيض و اسود ايضا! ,وافلام اواخر الاربعينات و الخمسينات حين كانت السينما المصرية تشهد نضجها الفني .وعالم آخر رائق بعيدا تماما عن عالمنا الصاخب
..كنت اشعر بالملل فلم يكن امامي سوي التلفاز كي امضي الدقائق القليلة امامه و اسقط بعدها في النعاس ..وقبل ان اغفو بثوان افقت علي البطلة الباكية تهشم مرآة غرفتها!..وبعدها اصابني الارق و لم يعد بوسعي النوم! ..ثم بدأت اعراض هلوسة عدم النوم في الظهور و اخذت استرجع المشهد السابق مرة اخري و ضحكت طويلا بلاسبب!..ثم انتابني الحماس و بدأت استرجع المشاهد الكثيرة الاخري التي علي نفس الشاكلة و المضمون ..وإذ بي اضحك بقوة حين اكتشفت انه كانت هناك قوالب ثابتة في الافلام قديما لمشاعر الغضب و الحماسة و الالم..نفس المشهد تجده يؤدي بنفس الطريقة و الحبكة و الاغرب ان هذة الانفعالات المعتادة و ردود الافعال المكررة كانت تحمل ايضا نفس سمات الماضي من بال رائق و اريحية مادية تشي بالمستوي الاقتصادي المرتفع قديما
..فمثلا حين يغضب البطل او البطلة تجده من فوره و دون تفكير في الافلام القديمة يمسك بأي شيئ امامه و يقذفه تجاه المرآة لتتهشم قطعا ثم يقف بعدها ليتأمل نفسه في شظايا المرآة التي تفتت!..و هذا المشهد ينم بشدة عن برجوازية حقيقية!..فقديما فيما يبدو كان لديهم فائض في المرايا و الزجاج و كان تهشيم المرآة عند الغضب يبدو كإجراء يومي و نشاط صباحي قبل الافطار مباشرة لتحسين الحالة المزاجية و للتنفيس عن الغضب!..و هذا المشهد اذا تم عرضه في الافلام حاليا ستجده مستفزا للغاية..خاصة و ان معظم الشعب لا يجد ثمن هذة المرآة التي تهشمت امامه!..و هناك شباب يظل يجمع لمدة عام كامل كل ما يصل الي يده من اموال ليستطيع شراء المرآة فقط و يستكمل باقي الغرفة في الاعوام التالية!..
كذلك مشهد اخر محفوظ عندما يريدون التعبير عن وله البطل بالبطلة حين تحين لحظة الفراق و كالعادة يلحق بها في آخر لحظة ليعيد المياة الي مجاريها فتجد البطل-غالبا حسن يوسف!- يهرع بسيارته خلف الحافلة او القطار او اي مواصلة اخري تركبها البطلة و يلحق بها ليستمر المشهد دقيقة او اكثر يتبادل فيها البطل و البطلة حوارا طويلا طيلة الطريق!..فهذا سيكون اكثر استفزازا لو فكر المخرج في اضافته لفيلم حالي..اولا: امتلاك البطل لسيارة هذا اصبح امر نادر يكاد يصل الي حد الخيال العلمي ..وتكون السيارة بالقوة و السرعة الكافية للحاق بالقطار او الحافلة فهذا امر اكثر ندرة ثم و الاكثر استفزازا ان يظل البطل يصالح محبوبته طيلة الطريق و الشوارع خالية و لا يوجد لديهم زحام مروري و لا اشارات حمراء للابد و لا يظهر طيلة الطريق اي فرد من المشاة ليصدمه البطل و يسجن اخر الفيلم!..
فلو اراد المخرج ان يضع مثل هذا المشهد فلن تكتمل الفكرة حتي برأسه حين يظل في اشارة المرور لمدة ثلاث ساعات عندما يقرر احد المسئولين المرور من احد الطرقات!..
اما المشهد الاكثر برجوازية هوعندما تنتقم احدي ربات البيوت من احد المتسكعين في الشارع ضايقها فتصب عليه حلة الطبيخ..حقا قمة البرجوازية!..
إذ ان في الماضي كان الطعام يكفي افراد الاسرة و يفيض و تحتفظ ببعض منه للطوارئ يخصص للصب فوق رءوس المارة!..لو عرض بالطبع هذا المشهد حاليا لكان كفيلا ان يرفع المتفرجون قضية حجر علي من بالفيلم جميعا!..و لوجدت المتفرجين يخترقون الشاشة ليفوزوا بقطعة من هذا الطعام المنهمر!..و ربما تشاجروا عليه داخل دور العرض اصلا!..فيبدو انهم كانوا لا يشعرون قديما بغلاء الاسعار و ندرة الاموال حتي يلقوا بالطعام من الشرفات بهذة الطريقة المستفزة!..وتخيل معي لو ان احد وفقه الله و استطاع شراء طعام ..وتخيل ايضا ان الطعام فاض عن حاجته و زاد و تنمر من وجوده فألقي به من الشرفة..تخيل اذن المشهد الذي سيكون تحت شرفته و الجحافل المتصارعة و المتناحرة و ملايين الافواه المفتوحة الشاخصة ابصارها لاعلي لعل احدي قطرات الطعام تصب في افواههم لتسكت صراخ بطونهم الجوعي قليلا..
و المحزن في الامر انه ليس دعابة و لا مشهد في فيلم يمر لتضحك و ينتهي الامر بل هو شهادة علي تردي وضعنا و انحداره من سيئ لاسوأ و حالة اقتصادية كاسدة و فقر مدقع يزيد بمرور السنين ليتحول الي بؤس..فالعالم كله يتطور من حولنا و تتحسن الحالة الاقتصادية لديه حتي دول كنا نسخر منها قديما بينما نحن ننزلق لاسفل السلم حتي يصير البدروم هو سقفنا و منتهي طموحنا وتصير عملية البحث عن لقمة العيش هي محور حياتنا ندور في هذا الفلك حتي تنتهي الحياة دون اي نصر او تقدم و دون حتي ان نحصل علي لقمة العيش هذة!..
ولو نظرت الي الشاشة ستجد ان هؤلاء الذين كانوا يهشمون المرآة و يقذفون بالطعام من الشرفات مصريين مثلنا!..و كانت المرأة التي تلقي بالطعام من الطبقة الفقيرة-غالبا زينات صدقي!- تحيا في حارة شعبية لكن وضعها الاقتصادي كان افضل الف مرة من وضعنا الحالي ..فقديما كانت الطبقة الفقيرة لديها ما يفيض من الطعام لتلقيه ..اما الآن فالطبقة المتوسطة قد يمر عليها اليوم دون طعام من الاساس..وقد يأتي اليوم الذي تري فيه مشهدا يعبر عن هذة السنوات الرديئة التي نحياها بملايين من الجوعي يقفون تحت شرفات المحسنين
الاخيار الذين استطاعوا الحصول علي وجبة طعام ليلقي لهم بما تبقي منها قبل ان يصيح المخرج "ستوب" لقسوة المشهد