كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Wednesday, November 12, 2008

معا من اجل عنوسة افضل

معا من اجل عنوسة افضل!
كانت زيارة عائلية من النوع المعتاد حيث الحديث عن الابناء الذين كبروا و كأن الكبار لم يكبروا معهم!..و الحديث النسائي العميق الهام عن كيفية صنع ام علي! و اتت سيرة احد المعارف الذي تزوج مرة اخري علي زوجته الاولي ليتفرع الامر بعدها الي مناقشة الزواج الثاني و ما بين مؤيديه و معارضيه و كنت اتابع الحديث بمشاركة سلبية لكن عند نقطة معينة لم اعد اتحمل الصمت و اندفعت بكل حماسة في الكلام!
فالحديث كان عن احد الاشخاص ميسوري الحال و المعروف عنهم تشددهم الديني الزائد و الالتزام الظاهري من حيث اللحية الكثة و السراويل التي قصرها لتصل الي العقب و تقييده الشديد علي بناته و زوجته في كل امور الحياة حتي التعليم..وهو متزوج من فترة طويلة و اب لابناء في نهاية اعوامهم الجامعية و زوجته سيدة فاضلة و كمكافأة لها علي تعبها و مساندتها له طيلة حياته و وقوفها معه في حالات الشدة و العثرات التي مر بها قرر و هو في سن الستين الزواج مرة اخري! و بغض النظر عن كونه حلالا لا جدال فيه..لكن المستفز في الامر انه لم يبرر زواجه برغبته في الزواج انما ارتدي ثوب الشهيد المضحي و اعلن ان اقدامه عل الزواج من جديد هو رغبته في حل مشكلة العنوسة!!..بل و استمر علي هذة الوتيرة و التنغّم بتضحيته النادرة و انه تكبد المعاناة الشديدة لا لفراغة عين و لا رغبة منه في الزواج انما كي ينقذ احدي الفتيات من وباء العنوسة و يعفها كما امر الله ! و لا بد ان يطعم كلامه بكثير من الاحاديث النبوية التي تحض علي الزواج و ستر النساء كي يجندل من امامه و يبروز حينها حديثه بحجج دينية و احاديث شريفة كي لا يترك لك فرصة انتقاده و لا معارضته و لا النقاش معه من الاساس
كنت علي استعداد لتقبل ما يدعيه من تضحية و ايمانه بفكرة "لا للعنوسة " هذة لو كانت المرأة الجديدة التي تزوجها امرأة فاتها قطار الزواج او "عانس" كما يدعي ..انما كانت العروس الجديدة شابة في السادسة و العشرين من العمر!!
نعم ..فلقد تكرم و انقذ هذة الزهرة اليانعة ذات ال26 ربيعا من شبح العنوسة كما ترون ! و الغريب اننا اثناء مناقشة موقف ذلك الرجل كان البعض من الجنس الاخر مقتنعين تماما بما فعله و يرون فيه مثالا للتضحية ! لذلك استفزني الامر لان الموضوع ليس تطوعيا علي الاطلاق و ما يثير الغيظ ان يقوم البعض بتبرير رغباتهم و شهواتهم علي انها تفاني و تضحية كبري! بل و لابد ان يتفننوا في ارتداء ملابس الحملان و المغلوبين علي امرهم لتزدان صورة الملائكة التي يريدون الظهور بمظهرها
..فهذا الرجل الذي يزيد الفارق العمري بينه و بين العروس ما يزيد عن الثلاثين عاما لا يليق به ان يدعي انه تزوج من فتاة في عمر بناته كي يحميها من طوفان العنوسة و يلصق فعلته بالدين و يصر انه بذلك ينفذ اوامر الله تعالي!
فليكن اذا ناضجا و يعترف انه فعلها لانه يريد الزواج و ليس لكونه ضحية كما يدعي..و لو كان حقا من الحريصين علي مستقبل فتيات البلد الذي خلفهن قطار الزواج علي رصيف المحطة دون حتي شطيرة واحدة..فكان اولي به ان يعين الشباب الصغير الذي لا يجد ما يتزوج به..فبدلا من ان يتزوج تلك الفتاة التي في عز شبابها كان الاولي به ان يساعد شابا ما زال في مقتبل العمر ليساعده علي اتمام زواجه بها ..هذا لو كانت مشكلة العنوسة تقض مضجعه و تمنعه من النوم حقا!
فهؤلاء من مدعي الانتماء لجمعية "معارضة العنوسة" من انصار الزواج الثاني من فتيات صغيرات لو قاموا بقتح صندوق توفير يتبرعون به لشباب البلد الذي لا يستطيع الزواج لساعدوا حقا في حل تلك الازمة و لاثابهم الله عليها ثوابا عظيما لأنهم اعفوا الشباب و الفتيات معا
لكن ان يبرر احده شهواته بمبدأ التضحية الزائفة و انها تفاني في تنفيذ اوامر الله تعالي لامرا مثيرا حقا! ..فلم يعارض احد الزواج الثاني فلقد احله الله تعالي و لا نملك تحريمه..وهو امر خاص بين الرجل و زوجته ..من حقه الزواج مرة اخري و من حقها ايضا ان ترفض ذلك..لكن لابد ان نسمي الامور بمسمياتها و لا نخلط الاوراق و لا لصار كل الناس الساعين خلف رغباتهم مضحيين اجلاء بذلوا الرخيص و الغالي في سبيل قضية قومية و تصير الشهوات تضحيات و يتم ليّ عنق الدين كي يتماشي مع الاهواء ..بل و يجبرك في النهاية ان تقتنع بذلك و ان ترفع له القبعة احتراما لهذا الاخلاص و الحرص علي انتشال الفتيات من مستنقع العنوسة الموحش!
فحقا يالها من تضحية سامية!