كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Monday, June 01, 2009

رانديفو rendez-vous!!

رانديفو!!
رانديفو او "rendez-vous "هي كلمة فرنسية تعني ميعادا ما و هي تعنيه بمعناه الشامل اي ميعاد سواء موعد عمل او موعد مقابلة للاصدقاء او حتي موعد عند الطبيب المعالج لكن كعادة العقل المصري العتيد جري استعمالها علي كونها موعد غرامي فقط و لا شيء سواه!كان يوم عيد ميلاد ابي و قد اردت ان يكون يوما خاصا لا ككل الايام لم ارد ان نقوم بالامر المعتاد من اطفاء شموع التورتة و التقاليد المعتادة لعيد الميلاد ..خاصة اني كنت شبه متأكدة انه سيحاول ان يجعلني اتراجع عن امر الشموع و الاحتفال بعيد ميلاده بشكل عام بعد وفاة والدتي رحمها الله..فكرت كثيرا حتي اهتديت للفكرة ..اتصلت به و اخبرته بالا يصعد عند عودته و يخبرني بقدومه من خلال الانتركوم و سأهبط من فوري للذهاب في امر هام! و ازاء محاولته فهم ما يدور اخبرته اني علي عجلة من امري و سيعرف كل شيئ في حينه!..و هكذا تم الموعد بالاكراه لاني كنت متأكدة انه سيرفض لو عرف ما اريد..توجهت لارتداء اجمل ما عندي و ارتديت المعطف الذي يحبه ..تزينت جيدا و نزلت مسرعة فور سماعي جرس الانتركوم ..توليت القيادة و حاول ابي معرفة وجهتنا فكنت اتسم بالغموض كابرع زعيم عصابي!..حتي وصلنا و هممت بايقاف السيارة فاخبرته و نظرلي طويلا ثم شرد و قبل ان المح الدموع التي اعرف انها آتية اسرعت بالنزول و حثه علي الاسراع تجاه المطعم..
اخترت ذلك المطعم الايطالي الذي احبه و احس فيه بجو الراحة و الدفء..لم يكن هناك زبائن كثيرون ..حيث كان اليوم مباراة للاهلي و الزمالك ..اختار ابي المائدة و جلسنا متقابلين.. اخترنا الطعام و حرصي علي انتقاء البيتزا الخاصة الغارقة في الجبن الذائب و التي لم اذق في حلاوة طعمها الا في هذا المطعم و الكانيلوني السابح في الجبن هو الاخر وكل ما يمت للجبن بصلة!..جلست متحمسة اتبادل الكلام معه ..سألته ان كان احب المطعم فهز راسه ايجابا و ابتسم..سارعت بالاشارة الي اضواء الشموع الخافتة و الالواح الزيتية الرائعة وجو الرومانسيةالعام الرائع الحميم.فضحك ابي و اخبرني انه علي ان ادخر قليلا من هذا الكلام الحلو لعريس المستقبل!
ضحكنا معا و اخذنا نستمع الي الموسيقي الايطالي الهادئة و احاول ان اقلص مساحات الصمت بيننا..فدار الحديث حول كليتي و الصيدلية و بعض المواقف و انتقل الحديث للسياسة و احوال البلد..مضي الوقت حلو لدرجة يصعب نسيانها..حتي حان موعد الرحيل فانطلقنا عائدين للمنزل محملين بحلوي النعناع الذي احضره لنا الجرسون مع فاتورة الحساب كعادة المطعم..وهذا انعناع فريد من نوعه اذ ان طعمه تشوبه رائحة عطرية ما كما انها المرةالوحيدة التي اري فيها حلو نعناع ازرق اللون !..عدنا للمنزل ومكثنا قليلا نشاهد التلفاز ثم حان وقت النوم..تمنيت لابي عاما سعيدا ثم اتجهت لغرفتي ..ظللت فترة طويلة بفراشي لا استطيع النوم..انهيت قراءة كتاب كامل و مع ذلك لا استطيع النوم رغم مرور ساعتين كاملتين في الفراش!..اغلقت عيني و استندت بظهر علي الوسادة و اخذت استرجع احداث اليوم ..ابتسم و استرجع الجو الدافئ داخل المطعم و تلك الساعات الرحبة رغم قصرها ..وادرك ما كان يعتمل في صدره في كل لحظة ..فاخبرني ذات مرة في نوع من الفضفضة انه كان ينوي بعد تخرجي ان اتولي ادارة الصيدلية بينما يتولي اخوتي العمل في عيادة والدتي ليقضي الوقت مع والدتي رحمها الله في راحة و استجمام بعد هذا المشوارالطويل ..لكن ارادة الله كانت غير ذلك .اتنفس بعمق حين ادرك ما يعتمل في صدره كل عيد ميلاد له حين يفتقد صورة والدتي بجواره اثناء اطفاء الشموع وما كان يدخره من خطط و رحلات سيقومان بها بعد تخرج و زواج اخر العنقود الذي هو انا..
لذلك اشفق علي والدي من طول ساعات الوحدة و الصمت و احاول ان اعمد الي ان اقلص ساعاتهما قدر الامكان كي اتواجد معه و لا ادع تلك الافكار تعود له او علي الاقل تخفت حدتها..اغمض عيني بقوة و ادعو الله بالصحة و طول العمر لوالدي و بالرحمة لوالدتي ثم اقبل صورتها اسفل وسادتي و استعد للنوم و انا علي يقين اني سأراها في منامي الليلة كعادتها حين يشتد شوقي لها