tag:blogger.com,1999:blog-323034732024-03-23T11:10:17.691-07:00كلامالشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي
كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي
انا برضة كمان نسيت
صلاح جاهينsarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.comBlogger100125tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-87527683893806109912011-02-22T20:48:00.000-08:002011-02-22T20:49:17.541-08:00auto-immune disease<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="font-family:georgia;">هو</span> مرض لا سبب له.. عندما تبدأ مناعة الجسد في التوحش والشراسة بلا أي مبرر وتحول اجهزتها المناعية والخلايا الدفاعية للجسم نفسه بدلاً من الأجسام الغريبة فتهاجم خلايا الجسم الطبيعية..والسبب كما قلت غير مفهوم طبياً ولا علمياً ..قد يكون الجهاز المناعي في حالة من التحفز إما بسبب تعرضه لمثيرات من قبل أو بلا محفزات سابقة.<br />هذا الحال هو ما أراه الآن يحدث؛ حالة من المناعة الذاتية أصبنا بها لتدمر معها خلايا الجسد الطبيعية لطول عهد التحفيز والشحن فبات الجهاز في أتم الاستعداد للانقضاض وتدمير خلاياه بنفسه<br />1-بدأنا حملات التشويه لكل وأي رمز .. الأول مع البرادعى.. فجأة صار عميلاً وخائناً وليس جديراً بمنصب الرئيس.. نسينا كل ما قدمه ولم نتذكر سوى أننا لابد من تشويهه الآن!.. نسينا أنه ساهم بقدر كبير للغاية في تشجيع الكثير من الشباب على الفيس بوك للمطالبة بالتغيير. نسينا أنه القى حجراً كبيراً في مياهنا الراكدة للإفاقة.<br />2- نفس الأمر مع "وائل غنيم".. الأول رفعنا به سابع سما وانهالت التعليقات عليه في الفيس والانترنت وجعلناه رمزا أقوى من "جيفارا" وبعدها بدأ العكس تماماً حملات عكسية للتنديد به وتشويهه تماماًّ! نسينا أمراً صغيرا مهما للغاية أن الشاب ليس سياسي محنك ولا فقيه دستورى ولا أصلاً زعيم.. هو بمثابة شرارة الاحتكاك بين الحجرين الذي دفعت نار الثورة في نفوس الشباب؛ دوره كان الشحن والتمهيد والتخطيط للموعد والمبادئ الأساسية للاحتجاجات الثورية.. لم يكن يخطط لأبعد من صيحة غضب في وجه عقود الظلم.. لم يكن يضع خطوط سير واضحة أو مسار محدد للثورة.. انما طالبناه بما ليس في مقدوره؛ واتهمناه بالخنوع والخيانة عندما عجز عن تنفيذه.. ومن ثم انهالت على رأسه كل اللعنات!<br />هناك أمر شديد الأهمية نحتاج لإدخاله وهضمه في طريقة فهمنا وحكمنا على الأمور.. أنه إن لكل شخص مكانه ودوره؛ يؤديه جيداً وتحين نقطة أخرى لشخص آخر يتسلم منه وليس معنى عجز أو قصور أحد في اتمام دور ما فهو إذن خائن ومتخلٍ عن القضية؛ كيف يتخلى عن قضية هو أصلا من نادى بها؟!<br />كذلك؛<br />3-مناقشة المادة الثانية من الدستور المتعلقة بالشريعة الغسلامية كمصدر للتشريع؛ نداءات مبكرة للغاية حتى بعد يوم واحد فقط من تخلى مبارك عن السلطة ومطالبة بإلغائها؛ هل هذا وقته؟!<br />البلد في خالة انتقالية حرجة والثورة نفسها لم تنته بعد لنفاجأ بمن لايريد الاكتفاء بسكب البنزين بل بإشعال النار أيضاً لإيجاد نار لم يكن لها أي وجود. لم نفرغ بعد من تعديل المواد الكارثية التي جعلت البلد بأكملها حرفياً داخل جيوب الحزب الحاكم والرئيس الحاكم ونتفرغ الآن للصراعات التي ستنتج جراء تلك الدعوى التي ستحدث فتنة لا شك فيها في وقت نحن أغنى ما نكون عنها. بدلاً من جمع أصابع اليد الواحدة لتمسك بالهدف المشترك نحفز جهازنا المناعي ليضرب خلايا كل اصبع في مقتل فتبتر كل على حدة.<br />كما ليس فقط أنها ليس وقت الخلاف والاختلاف بين الصف الواحد؛ إنما كذلك هى أصلا ليست النقطة المحورية في حياتنا السياسية القادمة؛ فهناك مئات الثغرات التي يتبغى الالتفات لها وهى الأخطر بالفعل .. المادة نفسها لا تغير في شيء على الناحية السياسية ولا تشكل تمييزاً عنصرياً ما تجاه العنصر الثاني من المجتمع وهم المسيحيون؛ فحقيقية أن مصر دولة إسلامية لا يعني بالضرورة أن تمييزاً ما سيقع على المسيحيين. الشباب أعلنوها صريحة.. نريدا دولة مدنية ليبرالية تكفل الحريات للجميع..<br />كما أجد الموقف عبثي للغاية خاصة حين يقوم الكثير بالتبرع بإنشاء مجموعات على الفيس بوك للتغنى بأنهم ضد التمييز الديني وضد أي امر يقصي أخوتنا المسيحين.. ما هذا؟! فهو كمن يصيح في وسط الميدان أنه لن يسمح ابداً بغلاء أسعار الهواء! الهواء اصلا مجاني فمن الذي تحدث عن أسعار هنا؟.. تماما فالمسيحين أصلا لا يوجد تمييز عنصري ضدهم..الفتنة من خلق لها ارضا النظام السابق الفاشي ليسود بالفرقة.. ولا أحب من الأساس النبرة التي تتحدث بها بعض الألسنة عن ضرورة الابتعاد عن التمييز الديني فهي تكون في المقام الأول نبرة الذي ينصب نفسه حامياً للأقلية؛ المسيحيين أولا عنصر فاعل في الدولة وهم شركاء الوطن مثلنا مثلهم فلا داع لهذه النبرة لأنها تفرق أكثر مما تجمع.. فلا تتوقع كل يوم أن تخرج لجارك-الذي يحيا بنفس بيتك وله نفس حقوقك- تخبره أنك ستحميه وستحفظ حقوقه بنبرة الأب الحامي وتتوقع أن يحب ذلك فهي بلده وبيته أولاً ثانيا هو قادر على حماية نفسك مثلك تماما!<br />4- نحن الآن نخيف أنفسنا بأنفسنا.. ننساق خلف الإشاعات ونرحب بكل من يلعب مباريات كرة قدم في عقولنا؛ مبارك صار كارتاً محروقاً بالفعل كيف نصدق أنه قد يعود بعد أن تنطلى الحيلة علينا؟ ننهك أنفسنا الآن في ما لا طائل منه سوى غضاعة الجهد بدلاً من إدخاره لمرحلة أهم وهى مرحلة البناء.<br />كما أن هناك أمرا هاما؛ ما معنى القوائم السوداء والبيضاء التي يكتبوها؟ فالآن الديكتاتورية التي ثرنا عليها نطبقها بحذافيرها؛ كل من كان مؤيداً صار الآن في القائمة السوداء للتنكيل به والإساءة له..أليس هذا نسف تام لمبدأ حرية الرأي؟<br />الأجدر بالقوائم أن تحتوى على أسامى من اراق دماء الشعب ومن ارتكب بحقنا جرائم انسانية بالفعل وليس من كان رأيه مخالفاً لنا. تماما كما تم عقب ثورة 1952؛ نشأت لجان لمحاكمة المعارضين ولقبوا بأعداء الثورة وصارت التهم جاهزة في قوالب بهم.<br />الأمر شبيه بمحاكم التفتيش الإسبانية؛ صار الآن من يفكر في أمر مخالف لما يراه الباقي يحكم عليه بالتخوين؛ وسيف العمالة والجبن صار يلوح به لمن يجرؤ أن يعلن رأيه مخالفاً؛ من يطالب الآن بعدم الانسياق وراء المطالب الفئوية كي يتعافى الاقتصاد الوطنى وتأجيل هذه الاعتصامات صار في محل شك في وطنيته .. أنا لست مع الاعتصام المزمع غداً الثلاثاء-وقد يتهمنى الكثير بالعمالة بالطبع-؛ فمطالب الثورة نعرفها جميعاً وإذا أردنا أن نذكر الجميع بها فليس بالاعتصام والامتناع عن العمل لحين إسقاط حكومة شفيق؛ التغيير الوزاري الأخير أتى بوجوه هامة ومحترمة للغاية؛ "يحيى الجمل" شخص لا يختلف عليه اثنين.. "جودة عبد الخالق" معروف أنه شخص نزيه.. منير فخري عبد النور للسياحة وأحمد جمال موسى للتربية والتعليم..تبشر ولا تخيف.<br />نعم لازال هناك بعض رموز الفساد ظاهرة؛ لكن ما المانع في ملاحقتها وجعل عجلة البلد تدور في نفس الوقت؟.. نعم لازال بعض الذيول تتراقص لكن بتشتيت الجهد ستجعل الفرصة سانحة أمام مزيد ممن جنته الآن في الفوضى الحالية بالبلاد؛ البلد بحاجة لبناء من جديد .. والفساد الذي استشرى بحاجة لاقتلاعه من النفوس أولاً .. أحمد شفيق مرحلة مؤقتة سيرحل بعدها؛ لكن خلال هذه المرحلة لابد من إعادة ال"دولة"..<br />حالة إفقاد الناس للثقة في كل الرموز..لا تفيد أي شخص بل على العكس تصيب الجميع بالشك ولا تفيد سوى الفاسدين بالفعل.<br /> الحال الآن به الكثير من البلبلة والتشتيت عن القضية الأهم وإبعاد النظر عن مطالب الثورة التي لازال الكثير منها لم يتحقق بعد ويحتاج لانتباه من الجميع.. ويحتاج عدم تحفيز جهاز مناعتنا أكثر من هذا ليضرب خلاياه بنفسه.. فآخر ما نريده في هذه المرحلة هو جسد مريض</span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-55066919834975125352010-07-24T10:44:00.000-07:002010-07-24T10:45:59.558-07:00انا لا اري اي دب!<div align="center"><strong><span style="font-size:130%;">أنا لا أرى أي دب</span></strong>!!<br /><span style="font-size:130%;">هناك حكمة قرأتها منذ سنوات وعلقت في ذهني بمعناها الملتف الذي لم استوعبه وقتها ظلت تتردد كثيراَ في ذهني كلما تذكرتها طارحة أوجه كثيرة ومعاني أكثر محتملة<br />الحكمة هى "إذا أردت أن تذهب لاصطياد الدببة فمن الأفضل ألا ترى أي دب"!!<br />وهذه المقولات العبقرية يتوه مبدعها العبقري الأصلي تاركاً معناها الفذ كي نعجب بقريحته المحترقة من الإبداع لصياغة هذا المعنى في هذه الصورة وهذا العدد القليل من الكلمات.ز<br />فالحكمة عن طبيعة انسانية تتركز بقوة في مجتمعاتنا للأسف فمعروف أن صائد الدببة لابد أن يتمتع يصفات كثيرة من الشجاعة والجلد والقوة.. فهو يتعامل مع حيوان مفترس ذي قوة مذهلة قد يحيله لعجين قبل التهامه لو أخطأ أو خاف.. وصائد الدببة قبل التوجه لعمله يعلم جيداً أنه مقبل على مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة وأنه لا مجال للدعابة هنا ولا للخطأ ..فلا مجال سوى للثبات وأن يبرهن أنه رجل حقاً. والأهم أن من يذهب لصيد الدببة فهو لا يقارن بينه وبين الدب من حيث الحجم أو القوة وإلا لفر فراراً من هول الفكرة قبل أن تكتمل داخل ذهنه!<br />وهكذا على خلفية هذه الحقائق والمعلومات العلمية السابقة أجب عن التالي!<br />1-ما صفات صائد الدببة وهل ترى فينا أي صفة من هذه الصفات؟<br />2- هل شهدت لدينا صائد دببة من قبل؟ ولماذا انقرض وجودهم لدينا؟<br />حسناً لا داع للحرج فالإجابة هى بالطلع لا.. لا للسؤال الأول ولا للسؤال الثاني ولا اخرى للسؤال الثالث حتى إن لم يوجد1<br />بعيداً عن الحجة التي سيبادر بها البعض أن الدببة حيوان غير موجود في بيئاتنا ولعل هذا هو السبب أننا لا نسعى لاصطياده..فدائماً هناك الإمكانية أن تذهب لاصطياد التماسيح..والتماسيح الحالية موجودة بكثر فاقت عددها أيام العصر الفرعوني! كما أن هناك الضباع والحيتان وهناك فصائل جديدة من الحيوانات المفترسة تظهر كل يوم مما يعطينا مساحة لا بأس بها للتحرك مما يفند الحجة السابقة!<br />فهذه الحكمة تنطبق علينا بشدة لعدة أسباب.. فالذاهبون لاصطياد الدب منا- إن وجدوا- نوعان.. نوع أول يبدأ قبل الذهاب في المقارنة بينه وبين الدب ليدرك أنه يفةقه ببشاعة قوة, رهبة ونظرياً مرآه كفيل بأن يرديه قتيلاً ومن ثم يعدل عن الأمر قبل الذهاب.<br />وطبق الأمر على أمور عدة تحتاج لجلد وشجاعة وصبر فنبدأ في التهوين من أمرنا والإكبار من عظمة ما نحن مقبلين عليه لذا نكتفي حينها بصيد السمك والأرانب حيث أنها لا تحمل أي خطر ولا عبء! لكنها كذلك لا تحمل اي نصر.<br />النوع الآخر هو الذي من أجله قيلت الحكمة وهو النوع الغالب :من يرغب في أن يظهر بصورة الشجاع المقدام صائد الدببة الهمام ولكنه يبذل كل ما في وسعه أثناء رحلة الصيد كي يختبئ ويتفاجى أماكن تواجد الدببة ثم يعود بعدها منهكاً ممزق الثياب مدعياً أنه حاول إيجاد أي دب لكنه يعثر على أي دب! فالدببة هى السبب لأنها هى التي اختفت! وهكذا يكون البطل الشجاع لأن الهالة التي أثارها حول ذهابه غطت على أنه لن يصطد اي شيء من الأساس! بينما هو رعديد عن امتياز وجدارة اختبأ في كهف ما حتى نامت الدببة أو قد يكون الطبيعة المصرية الصميمة هيمنت عليه وقام برشوة الدببة للبقاء بعيداً عن الأنظار!<br />فليس الأمر مجرد تواكل وسلبية فقط؛ بل تطور في النفوس ليصبح رغبة للظهور بوظهر الأبطال دون بذل أي جهد .. ابطال من ورق.. أبطال من نوع دون كيشوت.. بل وأبطال محتالون نوهم الجميع أننا سنذهب لاصطياد الدب وتحمل العواقب الخطيرة من أجله بينما كل ما في ذهننا هو البحث عن أفضل الأماكن الصالحة للاختباء.<br />نردد طيلة الوقت أن الحال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي غي غاية الرداءة وفي نفس الوقت لا نسعى لفعل أي شيء سوى التبرم والشكوى دون أن نتحرك لأخذ الحقوق التي ننادي بها؛ نرغب في بلد ديموقراطي وحر لكننا لا نرغب في تحمل الأعباء الكثيرة والجادة لتحقيق ذلك كما فعلت وضحت الشعوب الكثيرة الأخرى حتى حولت بلدها لبلد حر وللصورة التي يريدونها له بكل إصرار وتضحية وتحمل.<br />نتيه فخراً وتأخذنا النشوة للنصر في كرة القدم ونعتبره غاية المطاف..تماماً كمن يلبس الخروف المقيد رداء الدب ويفتخر باصطياده! في حين أن الجميع من حولنا سبقونا في اصطياد النمور والفهود بل وصاروا يروضون ويلاعبون الديناصورات في حلبات السيرك!<br />تطبيق مجتهد للآية الكريمة " اذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" وحين يأتي النصر يتصارع الجميع لنسب الفضل لنفسه رغم أنه يكاد يتثاءب لطول عهد البلادة وهو يروى مغامراته الزائفة!<br />وهكذا تجد كل مراسم الاحتفال بالذهاب لحملة الصيد موجودة دائماً وابداً.. تهليل وهتاف.. بينما الكل ينتظر الآخر أن يذهب هو للصيد! تندهش من كل الترتيبات الأبدية والضواضاء المثارة في حين أنه لا صيد تم ومع ذلك تستمر التجهيزات والحديث عن التجهيزات والحديث عن حديث التجهيزات لدرجة تدهش الدب نفسه!!<br />فهكذا ترى الحكمة حكيمة فعلاً! فالجميع صار يريد فروة الذئب دون أن يتحمل عناء اصطياده</span>!</div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com6tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-89529724462562615162010-05-02T06:48:00.000-07:002010-05-02T06:49:22.103-07:00طوبى للحيوانات الضالة!سأتحدث اليوم عن الكلاب.. وربما يحالفنا الحظ فنتحدث عن القطط كذلك.. ولا أريد أن أزيد من تفاؤلي وآمالي فأتحدث أيضاً عن الحمير!قد يصيب البعض الاندهاش، ويصيب الامتعاض البعض الآخر؛ لكني أجده موضوعاً جديراً بالمناقشة حقاً.. كان من المعتاد أن أرى مشهداً يقوم فيه أحد المارة بالإساءة لحيوان ضال في الشارع؛ كأن يقوم أحدهم بقذف كلب بائس بالحجارة، لا لسبب سوى أنه قادر على ذلك، أو أن يقوم أطفال المدارس بتعذيب القطط الصغيرة واستعمالها استعمال كرة القدم، وهو ما رأيته مرات عديدة.. لكن الأمر زادت حدّته في الآونة؛ لدرجة تبعث على الغضب حقاً.ففي يوم واحد وجدت رجلاً محترماً وقوراً -أو هكذا هو المفترض- يسير في سرعة بأحد الشوارع ومرّ بجانبه كلب ضئيل الحجم اتكأ بقدميه الخلفيتين على الرصيف؛ حانت من الرجل التفاتة عابرة تجاه الكلب، ثم دون أي مقدمات ركله ركلة قوية جعلت الكلب يصرخ، ثم مضى باعتيادية مكملاً طريقه!.. المثير أن الأمر تمّ دون وعي ودون أي تعبير على وجه الرجل كأنه حكّ أنفه أثناء السير أو أعاد ربط رباط حذائه!تلا ذلك مشهد محبب عند أطفال المرحلة الابتدائية، وهم مجموعة من الأوغاد الصغار -ولا أجد وصفاً أخفّ وطأة لوصفهم- يربطون كلباً لايزال رضيعاً بحبل من الليف في رقبته ويجرّونه جراً في مرح مجنون، والكلب يعوي عواءً تنفطر له القلوب، والحبل قد أصاب رقبته بجروح مؤلمة، وهم مازالوا يسحلونه على مرأى من الناس جميعاً دون أن يكسر عظامهم أحد، أو على الأقل يربط أحدهم بحبل في رقبته ليجرّه مثل هذا الكلب؛ فيدركون كم هو مؤلم ما يقترفونه من جرائم.وإذا حاولت نهر هؤلاء "الرعاع" لن تجد سوى ألفاظٍ بذيئة للغاية وصراخاً في وجهك يخبرك أنك وحدك تماماً؛ بينما المارة يتأملون مشهدك الغاضب في دهشة ولا يدهشهم مشهد الكلب بتاتاً!هناك خلل نفسي أصاب النفوس لا شك فيه.. فمن المعروف عنا كشعب أننا ننظر نظرة سخرية للمنادين بحقوق الحيوان؛ بل ونعتبر الحيوانات جماداً لا حياة ولا روح ولا أهمية له، ومن ثم لا حق له في شيء، ودائماً ما تجد تلك العبارة الخالدة "وهل الإنسان في بلدنا له حقوق كي نهتم بحقوق الحيوان؟!".وكأن الأمران مرتبطان ببعضهما البعض بالفعل، وكأنه قانون أو قاعدة شرطية! فما العلاقة بين أنك تعاني من عدم حصولك على حقوقك بضرورة أن تجعل هذه المعاناة واقعة على الجميع؛ إنسان وحيوان؟! مبدأ "أنا أعاني إذن لابد لكل الوجود أن يعاني"!لم تعد تلك التصرّفات قاصرة على فئة ما.. بل امتد لكل الثقافات وحتى الفئة المتعلمة، والمفترض أنها مثقفة؛ فإن لم يشاركوا بأيديهم في تعذيب الحيوانات؛ فهم يشيّعون من يدافع عنهم بنظرات ساخرة وتعليقات تلوم رفاهيته واتهامهم له بالبرجوازية المتعفنة!فالحيوانات كائنات عجماء لا تملك من أمرها شيئاً؛ لا تستطيع أن تصرخ ألماً عندما تجرّها بحبل من رقبتها ولا تشكو عندما يلهب صاحبها ظهرها بالكرباج لأنها لا تقوى على جذب عربة متخمة بالأثقال.. لا تملك قطة أن تردّ لك الركلة التي وجهتها لها دون سبب لمجرد أنك قوي وقد متّعك الله بالقدرة؛ فقد يستطيع الله في لحظة أن يبدل الأماكن لتشعر عذاب وهول ما تقوم به.ويبدو أن كل هذه التبريرات والإحساس بالقوة أمام عجز هذه الكائنات البائسة لم تدفع بالشفقة تجاهها؛ بل على العكس فقد أثارت النفوس لمزيد من التجبّر ولمزيد من الشعور بالقوة والنصر وشهوة التفوق الزائفة المثيرة للشفقة والاشمئزاز حين يتمّ ممارستها على حيوان بائس لا يفوقونه سوى في قوتهم البدنية؛ رغم أن الله منحهم التفوق العقلي والإدراكي والشعوري؛ لكنهم تخلوا عنه ليصيروا أكثر حيوانية.المحزن أن تسمع تعليقات كثيرة من نوع "أن البلد ملأى بالكوارث التي هي أجدر بالحديث عنها بدلاً من الاهتمام بالحيوانات"، أو تعليقات أقلّ تهذيباً "ناس فاضية صحيح"! لكني رأيت أن السادية تزداد بشكل خطر، فأصبحنا نقوم بالتنفيس عن الظروف الطاحنة في بعضنا البعض عوضاً عن أي تصرّف إيجابي، وهو ما نقرؤه في صفحات الحوادث؛ فالحيوانات لا تتمتع بالحظ الحسن ليكتب عنها قصة معاناتها في الجرائد! ولا يستطيع الكلب أن يقدم بلاغاً في القسم يشكو فيه تعرضه للاعتداء والضرب! بل هي تتعذب في صمت -وأحياناً في تلذذ من البعض- ممن يريد تنفيس غضبه ورؤية ألمه الداخلي في عين أخرى لن تجرّ عليه أي عواقب.وهكذا أجد بالفعل أن الحظ قد حالفنا؛ فتحدثنا عن الكلاب والحمير والقطط الضالة.. علّنا نحاول إعادة إثبات معلومة بديهية أن الحيوانات أرواح مثلنا وليست أدوات لعلاج المرضى النفسيين في شوارعناsarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com5tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-15977062776045298802010-03-14T07:48:00.000-07:002010-03-14T07:49:56.989-07:00يعني إيه سعادتك؟!"يعني ايه سعادتك؟!!"<br />جاءوا حاملين فئوسهم الحادة..نعم..اتوا منذ الصباح الباكر لشارعنا و في قلوبهم نية الغدر ..اتوا بقلوب مليئة بالقسوة و العتاد القاطعة ..بوجوههم التي تحمل رهبة في النفوس و عيونهم التي تحمل شرا كامنا مستترا ..كنت اتوقع مجيئهم في ذلك الوقت فهذا موعدهم الذي لم يخلفوه ..منذ الصباح الباكر ظللت متيقظة منتبهة لكل خطوة في شارعنا الهادئ حتي رأيتهم من بعيد آتين بخطواتهم الثقيلة المتمهلة الواثقة المتوعدة..<br />لا اتحدث عن فرقة نازية و لا عن مجموعة من افراد تشكيل عصابي ما..انما اتحدث عن رجال البلدية المخولين كل عام بتقليم الاشجار في شارعنا و من يجاوره من شوارع!..و لكنهم اشد فتكا و بأسا من اي قوة عسكرية اخري ..فعمارتنا في شارع هادئ كانت اولي العمائر التي بنيت..حيث بناها جدي لامي ليقطن بها ابناؤه و بها افتتحت والدتي عيادتها الطبية للاطفال..اي ان الشارع يحمل رائحة عمر مديد لعائلتنا و ذكريات لا تمحي..ورغم التطورات التي تحدث علي الحي و ما كانت تؤكده امي-رحمها الله- و يؤكده ابي في كل لحظة ان الحي لم يكن بهذا الازدحام و الضجيج و كل هذة الابراج العالية و ان الطرقات كانت برحة تحمل علي جوانبها الفيلات ذات الحدائق..وانا اومئ برأسي ايجابا سعيدة بما اسمع عن هذا الزمن الغابر!<br />لكن شارعنا كان بعيدا الي حد كبير عن كل هذا الضجيج ظل صفين من العمائر القصيرة ذات الادوار الست و التي اصطفت امامها الاشجار تراها من اول الشارع ..وهذا ما كان يملؤني بالحب لشارعنا خاصة في الصباح عندما تبدأ العصافير في الاستيقاظ و تنطلق في الزقزقة و ضجيجها المحبب من خلال اعشاشها الكثيفة بين غصون الاشجار..لكن كما هو الحال دائما لابد ممن ينغص عليك حياتك و هم رجال البلدية المعنيون بتقليم الاشجار ..وضع تحت كلمة تقليم هذة الف خط ..فليس الامر تشذيب للاشجار و الفروع اثائرة ليعطونها مظهرا جميلا بل التقليم لديهم يعني قطع او كسر و حلق تام للشجر ليصبح علي الزيرو!<br />حاولنا بشتي الطرق نخبرهم اننا لا نريد احد يقلم الاشجار و اننا سنقوم بها بمعرفتنا لكنهم ابوا حيثانها اوامر الحي ..و بصعوبة اقنعناهم ان يجعلوا هذة المجزرة شتاءا اذ تفتق ذهنهم عن القيام به في الصيف ليحرموا سكان الشارع من الشجر و ظلها الرطب في اكثر الاوقات حرارة و لهيبا! و هوكما تري حس انساني لا مثيل له!..اما ما عجزنا عن افهامهم اياه بشتي الطرق هو كيف يزيلون الفروع الزائدة دون احالة الشجر لعصيان غليظة يرتجف ما تبقي من اوراق قليلة من الفزع بعد المجزرة التي تعرضت لها عائلاتهم في هذا العدوان الغاشم!ففي اخر المرات ايقظت ابي مبكرا فور مجيئهم و اخذ يحاول افهام الرجل انه يريد ان يقلم الشجر بجمال علي هيئة مربع او دائرة و كدت اضحك و انا اري نظرات الرجل المندهشة مرددا "يعني ايه جمال سعادتك؟!".وكما هو معتاد اشار له مطمئنا ليذهب للعمل و اتم عمله في خلق "الجمال" الذي اردناه مع كافة اشجار الشارع!<br />..وكل يوم استيقظ لاشرب الشاي بلبن صباحا و اشاهد شارعنا من النافذة فاضحك حيث يبدو من اعلي كرأس ابن البخيل الذي اصر علي حلقه كيلا يذهب للحلاق فبدا مشوها مجروحا!و احزن عندما افتقد صوت العصافير الذي انتقلت من شارعنا و احسب عدد الشهور التي تحتاجها الاشجار لتنمو من جديد و يعود الامر لما كان عليه من بهاء<br />و ايقنت حينها انه ليس خطأ الرجل فقط بل هي ثقافة عامة..فلم يعد هناك ما يسمي بالجمال و تذوقه ..طغت ثقافة العشوائية علي كل شيئ في حياتنا .ولو تأملت القاهرة و المدن كلها في مصر لوجدتها لوحة تعبر عن العشوائية و الفوضي القبيحة..الاحياء العشوائية صارت ظاهرة خرجت عن التحكم و امتدت للاحياء الراقية كذلك ..فتجد ابراج عالية مجاورة لمنازل صغيرة و تجد شارعا يمتد ثم اذ فجأة ظهرت في وسطه عمارة لتغلقه!<br />ناهيك عن تشويه كل المباني المتعلقة بالماضي الجميل الذي كان يحمل روح الجمال و الاتقان بين طيات معماره الراقي فلا تجد فيللا من هذا الزمن الا و علاها الاهمال لتتحول لبرج سكني قبيح..و الجميع يتعلل ان الحالة الاقتصادية القاسية لا تسمح بترف تذوق الجمال مع انه لا دخل لذلك بالحالة الاقتصادية بتاتا!..فبلدان افقر منا لكن سكانها مازالوا قادرين علي ايجاد الجمال و خلقه بينهم و حولهم..و هذا بالعكس فاذا زاد الفقر الحياة قتامة فلابد ان نجد لها مخرجا كي لا تسقط الحياة بكل تفاصيلها في مستنقع الظلام المادي و النفسي ايضا..فالامر ليس مكلفا و يمكن لكل فرد خلق نظافة وجمال بسيطا لكنه يمتد اثره في النفوس ليعينها علي تحمل كل القبح الخارجي..ولكن ما ايقنته حقا انه لم يعد فقط عدم الرغبة او عدم وجود البال الرائق لتذوق الجمال بل لقد تطور الامر حيث اصبحت كلمة الجمال نفسها لا تجد لها معني داخلنا و لا يفهمها احد ..تماما كنظرة الرجل الذي يحمل الفأس عما نقصد بكلمة جمال!<br />فلقد انمحت الكلمة تماما من النفوس فقط كل ما يفهمه ان عليه ان يضرب الاغصان بهذة الفأس لينهي عمله و يشرب كوب الشاي!..فما الذي يريده هؤلاء السكان بعباراتهم الغامضة هذة؟!..وهذة الثقافة الهدامة تشربتها النفوس جيدا صغارها و كبارها ..لا تجد الكثيرون يبدون امتعاضا لو وجدوا الخدوش و الكلام بالدهان الاسود علي الجدران بل ان العيون باتت لا تلاحظها اساسا!.وما علاقة الحالة الاقتصادية بالنظافة ..اذ صار لا يعتبر القاء مخلفات بالشارع امرا مرفوضا و مذموما بل ان الشارع اصلا المكان الاصلح لالقاء المخلفات!..وتجدها تحدث لا شعوريا بدءا بمن يقذف بقايا الطعام من نافذة سيارته و هو سائر الي ربة البيت التي تلقي باكياس القمامة من النافذة او تلك التي تضعها بلطف علي اول الشارع فيتبعها الباقون!..او الهول الذي تراه علي ضفاف نهر النيل الذي تحول لونه للسواد الكثيف<br />فمسألة التفرقة بين القبح و الجمال لم تعد نسبية بل صارت معدومة اساسا! و لا وجود للكلمتين الا في سؤال التضاد باختبار اللغة العربية!..اما لو سألت احدهم ان يتذوق الجمال و يفهمه سيرد ممتعضا هازئا " يعني ايه جمال سيادتك؟!"sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-4801590201197612152009-06-01T16:58:00.000-07:002009-06-01T17:00:29.180-07:00رانديفو rendez-vous!!<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#ff0000;">رانديفو!!<br /></span>رانديفو او "rendez-vous "هي كلمة فرنسية تعني ميعادا ما و هي تعنيه بمعناه الشامل اي ميعاد سواء موعد عمل او موعد مقابلة للاصدقاء او حتي موعد عند الطبيب المعالج لكن كعادة العقل المصري العتيد جري استعمالها علي كونها موعد غرامي فقط و لا شيء سواه!كان يوم عيد ميلاد ابي و قد اردت ان يكون يوما خاصا لا ككل الايام لم ارد ان نقوم بالامر المعتاد من اطفاء شموع التورتة و التقاليد المعتادة لعيد الميلاد ..خاصة اني كنت شبه متأكدة انه سيحاول ان يجعلني اتراجع عن امر الشموع و الاحتفال بعيد ميلاده بشكل عام بعد وفاة والدتي رحمها الله..فكرت كثيرا حتي اهتديت للفكرة ..اتصلت به و اخبرته بالا يصعد عند عودته و يخبرني بقدومه من خلال الانتركوم و سأهبط من فوري للذهاب في امر هام! و ازاء محاولته فهم ما يدور اخبرته اني علي عجلة من امري و سيعرف كل شيئ في حينه!..و هكذا تم الموعد بالاكراه لاني كنت متأكدة انه سيرفض لو عرف ما اريد..توجهت لارتداء اجمل ما عندي و ارتديت المعطف الذي يحبه ..تزينت جيدا و نزلت مسرعة فور سماعي جرس الانتركوم ..توليت القيادة و حاول ابي معرفة وجهتنا فكنت اتسم بالغموض كابرع زعيم عصابي!..حتي وصلنا و هممت بايقاف السيارة فاخبرته و نظرلي طويلا ثم شرد و قبل ان المح الدموع التي اعرف انها آتية اسرعت بالنزول و حثه علي الاسراع تجاه المطعم..<br />اخترت ذلك المطعم الايطالي الذي احبه و احس فيه بجو الراحة و الدفء..لم يكن هناك زبائن كثيرون ..حيث كان اليوم مباراة للاهلي و الزمالك ..اختار ابي المائدة و جلسنا متقابلين.. اخترنا الطعام و حرصي علي انتقاء البيتزا الخاصة الغارقة في الجبن الذائب و التي لم اذق في حلاوة طعمها الا في هذا المطعم و الكانيلوني السابح في الجبن هو الاخر وكل ما يمت للجبن بصلة!..جلست متحمسة اتبادل الكلام معه ..سألته ان كان احب المطعم فهز راسه ايجابا و ابتسم..سارعت بالاشارة الي اضواء الشموع الخافتة و الالواح الزيتية الرائعة وجو الرومانسيةالعام الرائع الحميم.فضحك ابي و اخبرني انه علي ان ادخر قليلا من هذا الكلام الحلو لعريس المستقبل!<br />ضحكنا معا و اخذنا نستمع الي الموسيقي الايطالي الهادئة و احاول ان اقلص مساحات الصمت بيننا..فدار الحديث حول كليتي و الصيدلية و بعض المواقف و انتقل الحديث للسياسة و احوال البلد..مضي الوقت حلو لدرجة يصعب نسيانها..حتي حان موعد الرحيل فانطلقنا عائدين للمنزل محملين بحلوي النعناع الذي احضره لنا الجرسون مع فاتورة الحساب كعادة المطعم..وهذا انعناع فريد من نوعه اذ ان طعمه تشوبه رائحة عطرية ما كما انها المرةالوحيدة التي اري فيها حلو نعناع ازرق اللون !..عدنا للمنزل ومكثنا قليلا نشاهد التلفاز ثم حان وقت النوم..تمنيت لابي عاما سعيدا ثم اتجهت لغرفتي ..ظللت فترة طويلة بفراشي لا استطيع النوم..انهيت قراءة كتاب كامل و مع ذلك لا استطيع النوم رغم مرور ساعتين كاملتين في الفراش!..اغلقت عيني و استندت بظهر علي الوسادة و اخذت استرجع احداث اليوم ..ابتسم و استرجع الجو الدافئ داخل المطعم و تلك الساعات الرحبة رغم قصرها ..وادرك ما كان يعتمل في صدره في كل لحظة ..فاخبرني ذات مرة في نوع من الفضفضة انه كان ينوي بعد تخرجي ان اتولي ادارة الصيدلية بينما يتولي اخوتي العمل في عيادة والدتي ليقضي الوقت مع والدتي رحمها الله في راحة و استجمام بعد هذا المشوارالطويل ..لكن ارادة الله كانت غير ذلك .اتنفس بعمق حين ادرك ما يعتمل في صدره كل عيد ميلاد له حين يفتقد صورة والدتي بجواره اثناء اطفاء الشموع وما كان يدخره من خطط و رحلات سيقومان بها بعد تخرج و زواج اخر العنقود الذي هو انا..<br />لذلك اشفق علي والدي من طول ساعات الوحدة و الصمت و احاول ان اعمد الي ان اقلص ساعاتهما قدر الامكان كي اتواجد معه و لا ادع تلك الافكار تعود له او علي الاقل تخفت حدتها..اغمض عيني بقوة و ادعو الله بالصحة و طول العمر لوالدي و بالرحمة لوالدتي ثم اقبل صورتها اسفل وسادتي و استعد للنوم و انا علي يقين اني سأراها في منامي الليلة كعادتها حين يشتد شوقي لها<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com11tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-409496083096739832009-04-22T23:25:00.000-07:002009-04-22T23:26:50.232-07:00عزيز قوم...!<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#ff0000;">عزيز قوم..!</span><br />سأتحدث اليوم عن شيئ غريب..سأتحدث اليوم ..عن شيئ نادر الوجود..سأتحدث اليوم عن كائن شارف علي الانقراض..سأتحدث اليوم عن كائن يصر علي الحياة رغم استحالتها..سأتحدث اليوم عن احد المواطنين المصريين!<br />هو..مواطن مصري عاد من الذين تقابلهم في الشارع و في الحافلة ..وربما كان جارك او زميلك في العمل..او للصدفة السعيدة ربما كان انت دون ان تدري ذلك!..شخصية رائعة للغاية..دمث الاخلاق الي حد مذهل و اصله عريق من العائلات المعروف عنها السمعة الطيبة ..كان في صغره يحيا في بيت العائلة الكبير ذي الحديقة آمنا مطمئنا مع عائلته الكبيرة و اخوته و اخواته ..وتمر السنون و تؤول ملكية البيت الي الورثة الذين كالعادة يقومون ببيعه كأول شيئ يفعلونه!..و سنون اخري تمر ليصبح زوجا و ابا لابناء عدة حملوا نفس الصفات الجميلة من الطيبة و حسن الخلق ..كان يحيا حياة معتادة ككافة المصريين ..ليست بشظف العيش و لا بحياة مترفة ..اي مثل معظمنا حياة مستورة تؤمّن له مستقبل آمن الي حد ما لكنها لا تعده بأي رفاهيات ..وكان يعمل في وظيفة جيدة عمل ..أي انه كان من الطبقة المتوسطة بكل معانيها المادية و الادبية و الاخلاقية..وكان تبادل الحوار معه يدب الحماسة بداخلك لذ انه كان شخصية ناضجة تسرّ للحديث معها و كان ذو شخصية اجتماعية للغاية<br /> ..كل هذا عرفته منذ صغري و حتي ايام قريبة وبما ان دوام الحال من الحال و لابد من رياح شرسة لا نشتهيها تهب بقوة فتقلب قواربنا و تتغير تضاريس الحياة من حولنا ..لظروف ما كان القدر صاحب الدور الاصغر فيها و لعب الفساد كالمعتاد الدور البطولي ..انقلبت حياته و صار عليه ان يترك شقته بالعمارة التي يقطن بها و ذلك لانها مخالفة و تحمل خطرا علي السكان ..وهي برج ضخم يضم حوالي المائة اسرة!..كلهم اصبحوا في العراء في ليلة واحدة ..ولا تسأل طبعا ما ذنب السكان في كون هناك من زوّر و بني ادوارا مخالفة و من ارتشي ليساعده علي ذلك ..لكن كالعادة يتحمل العواقب كما هو الحال دائما المواطن المسكين المقهور..والان صار عليه ان يتنقل بين بيوت الاقارب و المعارف الذين بالطبع يختفون في اوقات الشدة..وصارت عائلته الكبيرة و الابناء في مختلف المراحل الدراسية معرضين بين كل لحظة و اخري لتمضية الليل في الشارع بعد ان كانوا معززين مكرمين داخل بيتهم<br /> ..ويمر الشهر تلو الاخر دون اي اجراء من الحكومة التي تجاهلت امر السكان و كأنه لا يعنيها ليستمر ذلك الحال طويلا بانتظار تقارير الخبراء و المهندسين لتقييم حال البرج دون اي تعويض بالطبع للسكان..فمنذ متي يصرف تعويض عن الكوارث في وطننا ؟!..ويستمر التدهور اذ بدأ العمل في الندرة كالعادة في بلدنا و مصاريف الابناء في ازدياد حتي وصل الامر الي الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم عبارة عن الفول!..كل هذا و لا يظهر اي شيئ عليه فلا ضيق ولا شكوي ..فهو رجل عزيز من اصل معروف لا يستطيع تحمل نظرة شفقة او عطف احد المعارف او الاصدقاء و بالتالي يرفض اي مساعدة بكبرياء مرددا انه بخير.و هاهو يحاول ان يفر في اول فرصه تتاح له و يسعي للحصول علي عقد عمل بالخارج<br />..هذة القصة الصغيرة هي نقطة في بحر من الاف القصص المشابهة بالطبع في بلدنا فالكثير بالفعل تحولوا من عزيز قوم الي اذله لظروف لا دخل لهم فيها و لا ذنب سوي للفساد الذي يهيمن علينا ..الطبقة المتوسطة تتآكل بشكل سريع لا تقدر علي استيعابه و الامور تضطرب و تختلط ببعضها البعض و لا احد ينظر ما الذي اصاب غيره طالما الاصابة لم تطاله بعد..و لم يعد هناك اي امان او ضمان لك كمواطن ..فلا لك حقوق و لا حتي ينتظر منك واجبات سوي ان تكون مهذبا و تموت في صمت دون اي جلبة او ازعاج..ففي يوم و ليلة قد يجد المرء نفسه في حال غير الحال و تنقلب حياته رأسا علي عقب لتتدمر تماما و لا يجد حوله اي قشة يتعلق بها او بادرة نجاة بل يتركه الكل يغرق ..حكومة و شعبا و الكل يحمد الله انه ليس في موقعه و هو لا يفكر انه قد يأتي عليه الدور بعد فترة طالت او قصرت..والاكثر اثارة للفزع انه لا يوجد لديك اي شهادة ضمان تمنح لك في هذة الحياة..فلا مستوي تعليم و لا وظيفة تؤمّن لك الغد و حتي لو كان لديك كل اساسيات الحياة من شقة و عمل يؤمن لك مأكلك و مشربك و ملبسك فهذا لا يعني بالضرورة انك في امان او انك بعيد عن الخطر..ففي لحظة كل هذا معرض للزوال دون اي سبب سوي مزيد من الحال المائل و الاهمال و الرشاوي و غيرها..لتجد نفسك بعدها في وضع لم تكن ابدا تتخيل وجودك فيه<br />..فيبدو انك كمواطن مصري تحيا علي مسئوليتك الخاصة ..فكل يوم يمر عليك و انت مازلت مصرّا علي البقاء لا يعني سوي اقترابك من حافة الخطر اكثر .فالحكومة يبدو و كأنها ترفع يدها عن مسئوليتك و تتركك وحيدا تصرّف حياتك التي تحرص عليها كما استطعت ..وياليت الامر يقف عند هذا الحد فلو حتي تنازلت و زهدت في عون الحكومة الذي لن تجده اصلا ..فانهم لن يتركوك تحاول ترميم حياتك بل يشتركون بالمعاول في هدمها لتتحول الحياة بفضل الغلاء المتوحش و الفساد الاكثر توحشا الي حلبة سباق من يسقط فيها يدوسه الاخرون<br />..ففي كل مرة اتذكر الرجل الذي لم يعد بشوشا كما كان لكنه ظل متماسكا ليحفظ كبرياءه .اشعر بالاف الخناجر تمزقني حين ادرك اننا اوشكنا ان نصبح جميعا- ان لم نصر بالفعل-..عزيز قوم....ذل!<br /></span> </div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-35835005746630427722009-02-24T08:26:00.000-08:002009-02-24T08:27:51.881-08:00فنجان قهوة<div align="center"><strong><span style="font-size:130%;">فنجان قهوة</span></strong><br /><span style="font-size:130%;">لا احب القهوة..فهي بالنسبة لي دواء يشرب اثناء ايام المذاكرة الكئيبة لاستجداء خلايا عقلك للسهر قليلا و لشحذ طاقة متبعثرة هنا او هناك لتطيل قدرتك علي الاستذكار لعل ذلك يقذف لك بطوق النجاة وقت الامتحانات..وعلي عكس الجميع ما ان اشرب القهوة حتي يصيبني نعاس شديد و لا انقطع عن التثاؤب ! اي انها تأتي معي بنتيجة عكسية تماما ! <br />و كأنعكاس شرطي ما ان اسمع كلمة قهوة ينتابني احساسان يتفوقان علي بعضهما البعض في التعاسة ! فهي صارت مرادفا لسرادقات العزاء او للاختبارات و ايام المذاكرة الكئيبة.. و كلاهما مناسبتان زادتا في تعقيد العلاقة بيني و بين هذا المشروب ! لكني و الغريب في الامر رغم عدم حبي للقهوة الا اني احب فناجين القهوة! ..فهي ضئيلة الحجم ..رقيقة الشكل ذات تفاصيل منمنمة للغاية..<br />فعندما اراها تجلس فوق الطبق الصغير في خجل بجوار فناجين الشاي اشعر كأنها اطفال صغار شقية تشب علي اطراف اصابعها بجوار الكبار كما كنا نفعل في طفولتنا ..ومن شدة عشقي لها كنت اشرب بها العصائر و المياة! فطالما لا اريد شرب القهوة لابد من استغلال هذة الفناجين الانيقة ذات اللمسة الطفولية..و احيانا كثيرة اجد تشابها في العلاقات الانسانية مع الاكواب و الفناجين و ادوات المائدة!<br />فبعيدا عن العلاقات التي تقترب في شكلها من السكاكين الحادة و السواطير .وبعيدا عن العلاقات التي تشبه اطباق الجيلي كعلاقات باردة هلامية لا معلم لها ولا شكل محدد..هناك علاقات تشبه فناجين القهوة الصغيرة هذة بشكلها الرقيق الزاخر بأناقة رغم بساطته و الذي يشع منها دفء خفي لا تدري مبعثه ..ورغم صغر حجم الفنجان الا انه في بعض الاحيان من شدة دفئه يغمرك بكل المشاعر التي انت بحاجة لها و التي تتطور مع الزمن و يزداد حجمها او يقل حسب الاجواء المصاحبة..<br />كان هذا اليوم جميلا ..من الايام ذات اللحظات النادرة التي يشملك فيها دفء يذيب كل الثلوج المتراكمة حول صدرك و يحرر مشاعرك التي ظلت سجينة فترة طويلة عن عمد و قصد منك في بعض الاحيان ..و كان يوما شتويا باردا مما ساهم في اضافة المزيد من البرودة الخارجية حول قلبي.. و كعادتنا في تناول طعام الغداء متأخرا ..اي بعد صلاة المغرب!..اتناول طبق الشوربة الساخن الحافل بالليمون و كنت افرك اصابع قدمي داخل الخف الصوفي الطفولي طمعا في مزيد من الدفء ..وبينما عقلي يجاهد كي اجد موضوعا ملائما ناضجا للحديث بدلا من حواراتي المملة السخيفة اليومية و التي يسمعها ابي بصدر رحب و بابتسامة دبلوماسية جميلة.وانا اكاد اشعر انه اصابه الصداع الشديد من ثرثرتي التي لا تحمل اي معني !<br />..ران الصمت للحظات طويلة محرجة و كأنه ضيف ثالث انضم الي المائدة معنا و له الحق في التعبير عن وجوده ..وبدأ يتحرك لساني داخل فمي مستغيثا من كم الافكار المتتابعة و التي لا تجد طريقة مناسبة للتعبير عنها شرعت بفتح مجالا للحوار غريبا بعض الشيئ لكنه افضي الي موضوع اكثررحابة ..لكنه ظل من المواضيع المعتادة و التي تقال و تسمعها في كل لحظة من اليوم ..ثم اتت سيرة احد المعارف الذي التحق بالجيش وملأ الدنيا صراخا و عويلا لذلك ! ..ولما كنت اعرف عشق ابي للفترة التي امضاها بالجيش فحمسته للحديث عنها و بالفعل بدأ الحديث في التتابع و الذكريات الجميلة في الانسكاب<br /> ..جلست صامتة اتأمل ملامح وجه ابي بفرحة شديدة لرؤيته شارد الذهن حيث الجبهة و حرب اكتوبر حيث كان ضابط وقتها و هو يروي لي ذكرياته آنذاك ..يروي لي عن تدريبات ما قبل الحرب و الوحدة التي استلمها لعلاج الجرحي ..يروي تنقله بين المحافظات في الشهور ما قبل الحرب بدءا من الصعيد الي وجه بحري الي البحر الاحمر ..وحتي مرسي علم و السلوم..وزاد الجو حماسة حين بدأ في سرد ذكرياته عن الحرب ذاتها و كيف انه كان يمضي وقته في المخبأ تستقبل وحدته عشرات الجرحي كل دقيقة و رغم عدم قرب وحدته من الجبهة حيث السخونة الشديدة الا ان صواريخ العدو الاسرائيلي كان لا ينقطع سقوطها عليهم ..حيث يرتج المخبأ و تسقط المحاليل ثم يعودون الي عملهم من جديد بعد انتهاء الغارة..لا يروي ابي الكثير من تفاصيل الحرب نفسها لكنه يحكي لي عن اصدقائه الذين عرفهم هناك وقت الحرب ..منهم من عاد معه ومنهم من استشهد..<br />تتابع القصص الانسانية عن تلك اللحظات النادرة التي عاشها و التي دفعت بالدموع الي عيناي من شدة روعة هذة التجارب الانسانية الثرية..يروي عن بعض حكايات العساكر المضحكة..ويوم خرجوا جميعا لاصطياد غزال بعد ان ملوا العدس و الطعام المريع الذي يطهونه بأنفسهم! يجرون خلف الغزال المسكين بالسيارات كأفلام اكشن رديئة الاخراج! ثم طعمه المرّ الذي كان من اسوأ ما يكون! و كأنه عقاب لهم علي ما ارتكبوه بحق هذا الغزال الوديع<br />ثم اندهش حين يروي ابي انه كان يربي حيوانا اليفا بالمعسكر! و هذا بالطبع مستحيل في الجيش و خاصة اثناء الحرب..ثم ما تلبث دهشتي ان تتلاشي لتتحول الي ضحكة عالية حين ادرك كينونة هذا الحيوان الاليف الوديع الذي يحكي عنه ابي بكل حب و اشتياق ..انه الورل!!<br />وهو لمن لا يعرفه من فصيلة الزواحف عبارة عن تمساح صغير يعيش في الصحراء! وهو موجود بحديقة الحيوان في بيت الزواحف لمن يرغب في القاء نظرة علي هذا الاليف الوديع! وامام دهشتي و ضحكي اوضح ابي انه كان في منتهي الطيبة و كان لا يأكل سوي العشب و بواقي الطعام ..وكان يسير خلف ابي في كل مكان بالمعسكر و حتي اثناء نومه يزحف تحت الفراش لينام اسفله!<br />استرجع شكل الورل في حديقة الحيوان وملامح وجهه المخيفة فيزداد ضحكي عندما اتخيل ان هذا كان حيوان ابي الاليف وقت الحرب! ..تمر الدقائق مسرعة و انا اشعر بدفء روحي لامثيل له ..تزداد ضحكاتي الواحدة تلو الاخري لبعض المواقف المضحكة ..وينقبض صدري حين يتذكر ابي ذكري مؤلمة لاحد زملائه الذين استشهدوا<br />يمر الوقت سريعا و ينهض ابي مسرعا لتأخره علي موعده ..اظل في مكاني علي مائدة الطعام ..واشعر بحسد بالغ لهذا الجيل الذي ينتمي له ابي..فلقد عايش تجارب مذهلة لا تراها سوي علي شاشة التلفاز او في صفحات الكتب ..تنقلب هذة الغيرة الي شعور بالامتنان لا حد له لتلك الدقائق النادرة التي مرت سريعا..واشعر بسعادة غامرة تجتاحني لتهزني بعنف من الداخل عندما استرجع ملامح ابي المبتسمة و هي شاردة هناك ..حيث المعسكر و زملائه و ..الورل الاليف!<br />انظر الي طبقي الذي لم امسه و رغم ذلك لا اشعر بالجوع علي الاطلاق..بردت سخونة الشوربة لكنها انتقلت الي داخلي ..اذابت برودة الشتاء و الجليد المتراكم حول قلبي ..يشعر قلبي بامتنان لهذة اللحظات فيعلن ذلك بدقات متناغمة سريعة تجوب حجراته الاربع و تصيب عضلاته و صماماته بالجنون!<br />ارفع الاطباق من علي المائدة و اتأمل فناجين القهوة الصغيرة التي شاركتنا الحديث داخل البوفيه ..يزداد حبي لها و اشعر ان رغم حجمها الضئيل الا انها صارت تحمل دفئا يفوق حجم اناء الشوربة الساخن بأكمله!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-286756071390050672009-01-30T18:19:00.000-08:002009-01-30T18:21:12.214-08:00توم و جيري ومنكم نستفيد<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#cc6600;">"توم و جيري"..ومنكم نتستفيد</span>!<br />كان ابن اختي يعشق كعادة الاطفال افلام الكرتون و حين كان في سن صغيرة لا تعي احداث الفيلم انما تتابع عيونه الصغيرة ما يدور علي الشاشة من تتابع الالوان و صراع الحيوانات و الاشخاص كان يجد في ذلك استمتاع كبير لذلك كنا نتركه احيانا بمفرده مع الكارتون لنقوم بما علينا من مهام لكنه كبر الآن و صار يميز الحركات و يتابع الاحداث و يبدو من تعبيرات وجهه انه يفهم ما يدور امامه لذا كان واجبا ان اجلس اشاهد معه الكارتون كبلا يتسرب سلوك خاطئ اليه دون داع ..وكانت من امتع اللحظات هي تلك التي يشاهد فيها الكرتون الكلاسيكي و " توم و جيري" حيث اني صرت احفظ ميعاد عرضه و صرت انا التي انبه حين يكون مشغولا باللعب كي يتابعه فاجدها حجة لمتابعته معه!..<br />لفت نظري احد الافلام و انتبهت حينها لمتابعة قصة الفيلم التي تذكرتها و التي كنت اشاهدها كثيرا في طفولتي لكني فهمتها بطريقة اخري الان ..كانت قصة مختلفة لا تدور حول مضايقات الفأر للقط كما هو معتاد بل عن محاولات " جيري" ان يعلم قريبه الصغير كيف يحتال علي القط و كل مرة يأتي له بفصل من الكتاب ليعلمه خدعة جديدة للقط المسكين..لكن الفأر الصغير كان مصرا علي حسن معاملة القط رغم كل العقاب الذي كان ينهال عليه من "جيري" و اصراره علي تعليمه ان القط عدو و ينبغي عليه ان يعاديه و يقوم معه بالمقالب و لكن الفأر الصغير البرئ كان يصر علي رأيه فتارة يعلمه كيف يسرق الجبن من القط مع مغامرات طويلة فإذ بالصغير يتوجه بادب الي القط ليطلب منه قطعة الجبن بأدب ! و تارة يعلمه ربط الجرس حول رقبة القط ليضايقه و بعد ان يضرب القط جيري علقة ساخنة يتوجه الفأر الصغير بكل ذوق الي القط ليقدم له الجرس هدية فيقبلها منه في سعادة و يرتديها بفرح!..هنا استسلم جيري و قد تحول الي تلميذ لدي قريبه الصغير الذي بدأ يعلمه كيف يكون افأر و القط الصدقاء مع موافقة "توم" و فرحه بالجرس الهدية!<br />انتهي الفيلم فجلست اتأمله طويلا معجبة بهذة الفكرة التي نستطيع ان نفهمها علي عدة مستويات..فالطفل يفهم ان الصداقة افضل من العداوة و عليه تكوين صداقات و هكذا و لكني اري انها تحمل بعدا آخرا خفي فهو نوع من التمرد علي المسلمات و الثوابت التي نتلقاها و يلقنونها لنا دون ان نقتنع بها و نجبر علي مسايرتها دون ارادة منا ..فالفأر الصغير لم يستسلم لما يريد الكبير ان يغرزه بداخله من عداوة تجاه القط و رفض الانصياع وراء المنبع و هو لا يري فائدةمن هذا الاستعداء طالما يستطيع العيش بصورة طبيعية مع القط دون مضايقة متبادلة ..واجد ذلك رائعا ..بل مذهلا ..فهناك حقا الكثير من التقاليد المجتمعية التي نسير وفقها دون ان نتمهل قليلا و نفكر في جدوي ما نفعل و في صواب ما نتبعه من تقاليد و اعراف حتي لو كانت تعود لمئات السنين و اتبعها اجدادنا و اباءنا و صار لزاما ان نسير وفقها نحن ايضا..هي احيانا تكون عادات سيئة كسرادقات العزاء و ما يحدث فيها من تباهي نهي عنه الدين في موقف مهيب لا مكان فيه للتفاخر و لا التباهي بكبر حجم السرادق و من جايئ به ليتلو القرآن ..<br />وليس بالضرورة ان تكون العادات المتوارثة سيئة بل حتي لو كانت عادة لا سوء فيها لكنك غير مقتنع بها فعلينا الا نستسلم لها و نتبع نهج الاباء صاغرين كيلا نغضبهم و كيلا نشذ عن الجميع..وعلي نفس الموقف قد تجد فيبعض العائلات عداوات و كراهية تنتقل من الجيل الذي اوجدها الي الجيل الذي يليه الي اجيال كثيرة بعدهم لم تشهد سبب العداء و لا ذنب لهم فيها لكنها تواراثت الكراهية و صارت في ثقافتها و موروثاتها و لذلك كان لزاما ان يظل افراده يكرهون بعضهم البعض وفاء لتلك الذكري السيئة!<br />واذا فكرت في سبب هذا العداء ستجده تافها و لو حاولت الصلح لوجدته اسهل و افضل و لندمت علي ما اضعته من وقت في الكراهية التي لا مبرر لها..وهذا الامر لا ينطبق علي " توم و جيري" فالقط و الفأر اعداء بالغريزة دون تدخل الاجيال ! و ينبغي عليهما العودة لمشاكاستهما و الا ستفلس الشركة المنتجة و لن نجد ما نشاهده من كرتون ممتع!<br />فيجب علينا ان نتفكر في كل خطوة نخطوها و نعقلها كيلا تصير حياتنا نتيجة مكررة من حياة السابقين و كيلا نحمل علي ظهرنا احمال صنعها الاخرون دون ذنب لنا فيها سوي اننا لم نستخدم عقلنا و قررنا السير وراء الموروث و الثوابت دون تفكير في صحتها و ملاءمتها لنا و ان نجد في انفسنا الشجاعة قدوة بذلك الفأر الصغير البريء الذكي لنتمرد علي مالانحب و علي المتبع و السائد ان كان لا يناسبنا و نري فيخ ضررا لنا حتي لو قوبل ذلك باستهجان الجميع و انتقادهم لان المجتمع اذ يعتاد علي شيئ يدمنه و يصير شبه مستحيل التخلي عنه و يصير لديه بمثابة الدين لا يجوز الاشارة له و لا حتي التفكير في مدي صحته..<br />فيجب ان نعيد التفكير في افعالنا و نتفكر فيما نقوم به و قناعاتنا التي غرسها المجتمع فينا و نري ان كانت تماشي مع ثقافتنا و تعاليم ديننا و فطرتنا السليمة فان لم تكن كذلك علينا ان نكون حازمين لنخرج عن القطيع كيلا نتحول الي مجرد رأس من الماشية التي يقودها راعي لا يفقه شيئا!<br />و ختاما اكن اعجابي لذلك الفأر الصغير الذكي,.ولنا في "توم و جيري" خير عظة!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com14tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-28611383139080428262009-01-22T21:58:00.000-08:002009-01-22T21:59:48.397-08:00pre-exam syndrome متلازمة ما قبل الامتحان!<div align="center"><strong><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">Pre-exam syndrome!<br />متلازمة ما قبل الامتحان</span></strong>!<br /><span style="font-size:130%;">دائما هي نفس الاعراض..مهما مرت الاعوام و ازداد عدد ما املك منها تبقي هي علي حالها ..تأتي في موعدها الدائم الذي لا يتغير صيفا او شتاءا..ودائما ما تتسم بالنظام و الدقة الشديدة فتبدأ بالتمهيد الاوّلي المعتاد و من ثم يبدأ كل عرض في فرض نفسه علي الساحة في ثقة و تأن و لا يختلط الامر علي اي منهم..فينتظر الجميع دوره في روية كي يؤديه في لهفة..ومع انتهاء كل فصل دراسي يحين موعدها..ولها في كل فصل سمت و رائحة مرتبطة بالمناخ و الموسم ..ففي الفصل الدراسي الاول تأتي متلفحة بالكوفية الصوف و تري وجهها الرمادي يبتسم متشفيا و متحفزا ..اما في الفصل الثاني فتأتي مشمرة عن ذراعيها شاعرة بالرطوبة و الحرارة لكنها تبقي كما هي ..نفس الحالة النفسية التي تثيرها بداخلي و التي تعد مؤشر لقرب الامتحانات و تمهيدا للجو العام من الكآبة المزمنة و ما يصاحبها من اعراض مرضية لا تخطئها العين!<br />ورغم كل هذة السنوات الدراسية التي مرت إلا انني مازلت كأنما هي المرة الاولي في كل عام ..مازلت لم اعتد الامر بعد و مازال قدوم الامتحانت يمثل لي نفس الخوف و الرهبة و الاحساس العام بانعدام الحيلة!..ودائما ما اتوقع المقدمات التي تسبق ايام الاختبارات الاخيرة كل عام و التي اطلقت عليها "متلازمة ما قبل الامتحان" او كإسم علمي لاتيني رصين pre exam syndrome<br />تبدا اولا بحالة تعامي عن الامر كأنه غير موجود حتي يمر بعض الوقت في هذا الانطباع المتجاهل للكارثة المقبلة ثم يتطور بعدها الادراك الانفعالي لادرك حجم الماساة و مقارنتها باحجام الكتب العملاقة النظيفة و التي لم تمس طيلة العام فيتحول الادراك الانفعالي الي درجة عصاب متوسط!<br />و يبدأ بعدها العرض الثاني يأخذ دوره في المسرحية ..حين يبدأ الاحساس بالمسئولية او بالكارثة كتعبير ادق و محاولات خرقاء لتقسيم ساعات الايام القليلة المتبقية في جداول و رسوم بيانية و منحنيات رأسية و افقية و تجميع كل الساعات المتوفرة في اليوم البشري و تكديسها كيفما اتفق داخل مربعات و مستطيلات لعلها تكفي حجم المواد الهائلة التي ينبغي ان تكون بداخل رأسي و ليس خارجه!<br />تمر بي بعدها حالة من السعادة حين انجح في حشر موادي كلها داخل الايام المتبقية و تنتابني حالة من الرضا الغامر لدي رؤية ملامح وجهي التي لم تعد مفزوعة و استمتع حينها بهذة الحالة من الانتشاء!<br />ثم ازاء ظني اني مازلت امسك بزمام اموري.. يعطيني ذلك دفعة قليلة من الغرور فأضيع ايام مني و انا علي هذة الحالة المزيفة من الامان المتوهم لأفاجأ بان الامور صارت اخطر مما كانت عليه!<br />و عندها يبدأ العرض الثالث في القفز فرحا بقدوم دوره اخيرا و يبذل كل جهده في الاداء التمثيلي التراجيدي و الميلودرامي لعله يحصل علي"الجولدن جلوب" مع ظهور النتيجة!..تبدأ حالة العصاب في التطور الي حالة اكتئاب حاد تفاعلي..واري ملامح الفزع تعود بقوة الي انعكاسي في المرآة ..ثم تبدأ حالة التقوقع و الانعزال البؤري في الظهور!<br />ومع كل يوم تري الاوراق و المناهج تترعرع بجوارك لتصبح كمحصول ذرة اتقنت زراعته و تكاد تضل طريقك بداخله!..وبالطبع تزداد ملامح وجهي تجهما و يصير فمي مضموما عابسا لا يقدر علي فك اشتباكه احد!<br />يحين وقتها العرض الرابع و هو اخطرهم علي الاطلاق اذ اجد نفسي ذات يوم اضحك بكل قوة و سعادة و انا اري اكوام الكتب و تلال الملازم ثم يزداد ضحكي لتتحول الي حلقة فاصلة بين الهيستيريا و الذهان!<br />تتلوها بعدها حالة من "الايوفوريا"-السعادة الزائفة- و ابدأ في مشاهدة التلفاز بكثافة رغم انه لم يتبق سوي ايام معدودة علي الاختبار الا ان احساس اليأس قد تسرب الي عقلي الباطن بصورة لا شعورية لينمو داخل نفسي الراغبة في الانفصال النفسي اللاشعوري عن الامر الواقع!<br />و بعدها يبدأ الحفل!..اطنان من الشوكولاتة السادة و اكياس البطاطس المحمرة التي تنهمر علي معدتي لتصيبها ببلاهة و مع ذلك ينقص وزني باستمرا!<br />وهنا يحين العرض الاخير بعد هذة الحالة من الانكار الايجابي و هي الوعي المدرك بعد ان يستفيق عقلي الباطن من غفلته!..وعادة يتم هذا العرض في الفصول الاخيرة من مسرحية الاختبارات..اي تحدث في الفترة الزمنية بين تسلمك ورقة الاسئلة و ورقة الاجابة!<br />ليختتم بعدها المشهد و اعراض المتلازمة بالقمة النفسية التصاعدية في مزيج من عدم التصديق و الدهشة ثم عودة مرة اخري الي الاكتئاب التفاعلي من جديد!!<br />وكل اختبار و الاخوة الطلبة في صحة نفسية طيبة!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-43541221919340482382008-12-31T16:34:00.000-08:002008-12-31T16:38:12.715-08:00متفرقعات...<span style="font-size:130%;">نطلق الصواريخ احتفالا بعام جديد</span><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><span style="font-size:130%;">و يدك الفلسطينيون بصواريخ لا تحتفل بعام جديد</span><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><span style="font-size:130%;">نحمد الله اننا بامان و لسنا مكانهم</span><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><span style="font-size:130%;">ويسجدون لله شكرا انهم ليسوا نحن</span>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-82959866399102994652008-12-16T19:00:00.000-08:002008-12-16T19:01:33.993-08:00كيلا نفقد حصان الاسكندر<div align="center"><span style="color:#cc0000;"><span style="font-size:130%;">كيلا نفقد حصان الاسكندر</span><br /></span><span style="font-size:130%;"><br />يروي قديما انه في زمن الاسكندر الاكبر كان هناك حصانا عجز الجميع عن ترويضه فكان شديد العصبية يقفز قفزات لا يتحملها الراكب فيسقط من علي ظهره<br />كان الحصان يدعي" بوسفيل" و سري الحكم علي هذا الحصان انه حصان شرير و تم التعامل معه علي هذا الاساس لكن الاسكندر الاكبر عندما سمع بهذا الحصان و ما يقال عنه اراد رؤيته ..وبالفعل ذهب احد رجال الاسكندر يحاول ركوبه و رآه الاسكندر في بداية الامر هادئا سمح للراكب ان يمتطيه ثم فجأة ما ان بدأ بالتحرك و كأنه مسه الجنون ..رآه يقفز بشكل لم يره من قبل فسقط الراكب من علي ظهره و هو سيبه و يلعنه ويركله<br />..لكن الاسكندر لاحظ ان الحصان كان هادئا ثم بدأ يقفز من شدة الخوف و لكنه لم يعرف سبب هذا الفزع المفاجئ رغم هدوئه اول الامر ..وبعد عدة ملاحظات وجد الاسكندر ان الحصان يخاف ظله!<br />و كلما خاف اخذ يقفز و هكذا يقفز الظل معه فيزداد خوفا و فزعا !..و عندما فطن للسبب قام الاسكندر برفع رأس الحصان باللجام كيلا يري الارض و لا يلمح ظله و بذلك هدأ الحصان و صار حصان الاسكندر المفضل!<br />فحقا اسوأ الامور التي قد ترتكبها في حق نفسك هي ان تحكم علي الظاهر من الامور بل و في بعض الاحيان التعجل يعميك عن بعض الامور الواضحة لتحكم جزافا و هذا من اسوأالامور ليس فقط في حق من امامك لانك بذلك تظلمه و تبخسه حقه ..بل ايضا لان ذلك يحرمك انت نفسك من رؤية الحقيقة و من التعمق و الصبر حتي تصل اليها فتأتي لك الامور بصورة مشوشة<br /> ..و بما ان الصورة تكون غير واضحة فبالمثل قرارتك التي ستتخذها ستكون في منتهي البلبة لانها لم تبن علي اي اساس من الصحة ..فلقد بنيت علي التعجل و العصبية ..والعكس صحيح ..قد يكون هناك شخصا او شيئا ما امامك صفاته الخارجية في منتهي الجمال و البهاء و تتسرع في الحكم عليه بهذة الصورة النوارانية التي تراها دون ان تتوقف و لو للحظة كما فعل الاسكندر لتتأمل ما امامك بعمق فتعرف الصواب من الخطأ<br />فعند اي معضلة تواجهنا نجد ان العصبية و التوتر ينجحان في توجيهنا الي اتخاذ اكثر القرارات طيشا لاننا لا نتأمل و لا نبحث عن اصل المشكلة تماما كما في خلافنا مع الاشخاص و مواجهتنا لشخض –كالحصان مثلا- اطلق الناس عليه الحكم مسبقا بكونه حصان شرير لكنهم لم يتروّا قليلا ليدركوا انه فقط حصان خائف!<br />فالاحكام المطلقة هي اسوأ انواع الاحكام التي قد يطلقها المرء علي الامور و الاشخاص و المواقف ..وقد تكون سببا في خسارته للكثير لانه لم يصل للابعاد كلها فقط اكتفي بالبعد الذي يراه امامه و لم يلتفت يمينا و يسارا لمزيد من الرؤية و التوضيح الذي بالتأكيد انت في حاجة اليه لانك بشر و لانك لا تملك اصدار الاحكام المطلقة من نوعية "هذا قبيح" و "هذا شرير" بل بعد فترة ربما تندهش كيف اطلقت عليه لفظ قبيح و انت لم تر اجمل منه قط!<br />فالتسرع سهل جدا و اصدار القرارات دون المام بالامر لا يوجد اسهل منه ..اما الاصعب هو التأني و اعمال العقل للحظات قليلة قد لا تكلفك اي شيئ لكنها توفر عليك الخوض في معارك وهمية قد لا تكون لهااي مبرر سوي فهمك الخاطئ للامور او لاحد المواقف<br />و بالمثل قد تخسر ماديا و معنويا اذا لم تبحث عن السبب الفعلي وراء القشرة التي تبرز لك من الاشخاص و الامور ..تماما كما فعل رجال الاسكندر جميعا فلم يقدر اي منهم علي كشف السبب لانه لم يكن يريد ان يراه من الاساس بل اكتفي بأول نتيجة ظهرت له مضافا لها رأي الاخرين و اصددر حكمه مثلهم ان الحصان لا يصلح للركوب<br />فقد شخصا واحدا امهل عقله فرصة للتفكير و عرف السبب فعالجه في لحظات بسيطة ..بسيطة نعم ..لكن لحظات مثلها جعلته الاسكندر الاكبر!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-52194864095244634682008-12-03T02:55:00.000-08:002008-12-03T02:56:46.314-08:00تلك ال3كيلو التي ارعبتنا!<div align="center"><span style="font-size:130%;color:#6633ff;">تلك الثلاثة كيلو التي ارعبتنا</span>!<br /><span style="font-size:130%;">كنا اعددنا العدة مسبقا بانتظار اول اشارة تشير بقرب وصول الطرد الذي مكث لمدة تسعة اشهر في الامانات حتي يتبلور و يتشكل و يأتينا كاملا باهرا ..وفي موعدها اتت لم تأت مبكرة كما كنا نرجو بل اتت في ثقل و تأني منذ بدايتها ..اختارت اخر شهر اغسطس الحار ميعادا لها قبل رمضان بيوم واحد ..اتت بالطريقة الطبيعية كما اراد الله ..<br />منذ الثامنة صباحا كنت انتظر في المستشفي ..ضربات قلبي تتابع في توتر و اشعر بالخوف حيث انها المرة الاولي التي اختبر الموقف بمفردي تماما دون عون والدتي رحمها الله ..اشعر بالمسئولية و بالتيه و الخوف في آن واحد لا ادري ما الذي علي ان افعله و لا كيف اخفف عن اختي الامها ..تصمت هنيهة ثم تعاودها الآلام فامسك بيدها و تعتصر كفي في توجع يزيد من المي الداخلي و يزيد من احساسي بالعجز عن جعل هذة الآلام تخفت قليلا ..استمرت الآلام و استمر التوجع فترة ساعتين احسستها و كأنها دهرا لا ينتهي و تمزق قلبي مع كل كل صرخة من صرخاتها امسح علي رأسها و اهمس لها في اذنها فتهدأ لكن يعاودها الم فظيع بعدها فتصرخ من جديد و تعتصر يدي لاتمزق من جديد ثم اختفت اختي خلف باب غرفة العمليات كي تخرج بعدها و قد صارت اثنتين!.<br />" ميرال" هكذا قررت اختي ان يكون اسمها و التي ستصبح اميرة مدللة لعشقنا الشديد للبنات و لهفتي علي ان اصبح خالة لبنوتة اقوم بتزيين ضفائرها بالشرائط الملونة و انتقي لها اجمل الاثواب ..امضت اول يوم بعيدا عنا كي تزيد من ثقلها علينا ثم اتت بعدها متوجة باللون الوردي ..هادئة الطباع لا تثير شغبا او ضجيجا و لا تبكي .وكلما رآها احد يعلن انها تشبهني للغاية ..وكلما سمعت ذلك ازداد تعلقا بها ..<br />منذ البداية ادركنا ان علينا اتباع خطة شديدة الدقة كيلا يشعر ابن اختي و شقيقها الاكبر بالغيرة من هذة الوافدة الجديدة التي ستنازعه في ملكه ..بدءا من الهدايا التي قدمناها له فور مجيئها و انها هي التي جلبتها له و عدم اقتناعه لكنه يسايرنا للنهاية!و حتي اشراكه معنا في الاستمتاع بها<br />عدنا بها للمنزل و انا اتلهف علي احتضانها و ذهبت اختي لتستريح من آالام الولادة فصارت الفرصة رائعة للظفر بساعات مع هذا الكائن النوراني ذات الملابس الوردية رغم انه كان مضي علي اكثر من عشرون ساعة دون نوم و كنت اتلهف علي الراحة لكنني ظللت اتابعها ..كانت هادئة علي عكس شقيقها في مثل عمرها لا تبكي الا عندما يستبد بها الجوع الشديد و تشعر بمغص شديد ..ظللت اتابعها في انبهار كلما صدر منها حركة ..واصبحت احفظ حركاتها المتتابعة .تمد يديها الضئيلتين و تتمطع في دلال بناتي رقيق ثم تعود لتنكمش مرة اخري و تفتح عينيها ببطء..المح سواد عينيها اللامع يتطلع اليّ في ذهول فاهمس لها بصوت خافت احاول الا يجرح اذنها ..تغلق عينيها علي صوت غنائي لها و تعاود النوم<br />اليوم التالي ..لم انم سوي اربع ساعات فحسب و بدأت اشعر اني سابدأ في الخرف واني لم اعد مسئولة عن افعالي!.." ميرال" مستيقظة باكرا و تريد اللعب ..صرت خبيرة بتأوهاتها و معانيها ..متي تكون متألمة و متي تكون جوعانة و متي تشعر بالحر و متي تريد تبكي لمجرد انها تريد البكاء!..اتابع حركاتها في عشق و اراها تغلق يدها اصبعا وراء الاخر كمن تتأكد من عددهم ثم تضم ذراعيها علي صدرها في براءة تقشعرلها بدني و تفتح فمها لتتثاءب! في كل مرة اتعمد ان اجعلها تطبق علي يدي باصابعها الصغيرة لاشعر و كأنها لا تريد تركي!<br />الليلة الثالثة كنا نهرول بها الي المستشفي من جديد!..فلم تكن الصفرة الفسيولوجية قد ذهبت عنها كباقي الاطفال بل ظلت تزداد حتي تعدت الحد المسموح ببقائها بالخارج و استلزم حجزها بالحضانة و تتعرض للعلاج الضوئي باشعة ذات طول موجة محدد..ظلت يومين كاملين بعيدا عنا ينخلع قلبي مع كل ساعة عندما اري الكاري كوت الفارغ و اتشمم رائحتها الرائعة فيه ..و رغم اننا جميعا بالمنزل اطباء و صيادلة و ندرك انه امر شائع و سيحتاج للوقت فقط الا انه رغم كل النصائح الطبية التي نعطيها للآخرين عندما يمرض احد افراد الاسرة يستبد بنا الهلع و نصبح من اسوأ انواع المرضي حيث نستعرض كل مضاعفات المرض و مشاكله و كانها ستحدث مرة واحدة! و نبدأ في التدخل في العلاج و المجادلة مع الطبيب المعالج!<br />اليوم الرابع عادت " ميرال" الاميرة النائمة الينا من جديد استقبلتها بلهفة شديدة و امطرتها بالقبلات دون حرص حتي ايقظتها برعونتي فادارت وجهها للناحة الاخري كي تبتعد عن الازعاج الذي سببته لها!<br />امضيت اليوم كله اشبع نظري منها انتظر لحظات ان تنهي رضاعتها بشوق حتي اتمتع بحملها و مداعبتها ..ارجع ظهري للوراء و اضعها علي صدري فتتشبث بملابس و تضع رأسها الصغير علي صدري تستمع لصوت ضربات القلب التي تجعلها تهدأ و تطمئن ..اقترب منها اكثر فاحس تنفسها العطر يلفح انفي و اشم رائحة شعرها الذي يضمخ روحي برائحة الطفولة و البراءة و اردد كما في طفولتي " انا عاوزة من دة"!<br />بدأت ساعات استيقاظها في الازدياد و بدأت تدرك ما و من حولها ..احاول ان الاعبها فتنظر لي بعيونها الواسعة فاضحك لتضحك معي فتظهر لثتها التي لم تتكون بها الاسنان بعد..احملها و اسير بها فتسمتع بتلك النزهة رغم توبيخ اختي لاني ادللها اكثر من اللازم و ستعتاد الامر ..اجعلها تستلقي علي الفراش و اتابع حركات يدها و قدميها و مرونة جسدها الشديدة حيث تاتي بقدميها لتصل بها الي رأسها و يلف ذراعيها حول رقبتها و بعدها تعود الي وضعها من جديد!..الاعبها فاجدها لا تستجيب لي بل تنظر الي يميني ثم تبتسم طويلا فيقشعر بدني عندما اشعر ان الملائكة تقوم بمداعبتها في تلك اللحظة ..يملؤني شعور بالرهبة و اسبح الله مع كل ابتسامة لها ..تخيل ان تحمل ملاكا صغيرا بين ذراعيك تداعبه الملائكة من حولك ..فانت في الجنة اذن!<br />تبدأ في التململ و تعلن عن جوعها بتأوهات ضعيفة احاول ان الهيها قليلا ريثما تتفرغ اختي لها و لما تدرك اني لست الشخص المطلوب و لن انفعها بشيئ فتعلن عن امتعاضها بصوت اعلي حتي تصل الي والدتها و تطفئ جوعها!..اتابعها و هي تغفو بعد ان شبعت و ادعو حين تغمض عينيها ان يحفظها الله<br /><br /></span> </div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com5tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-34443608320053509362008-11-12T22:58:00.000-08:002008-11-12T23:06:00.667-08:00معا من اجل عنوسة افضل<div align="center"><span style="font-size:130%;color:#ff0000;">معا من اجل عنوسة افضل</span>!<br /><span style="font-size:130%;">كانت زيارة عائلية من النوع المعتاد حيث الحديث عن الابناء الذين كبروا و كأن الكبار لم يكبروا معهم!..و الحديث النسائي العميق الهام عن كيفية صنع ام علي! و اتت سيرة احد المعارف الذي تزوج مرة اخري علي زوجته الاولي ليتفرع الامر بعدها الي مناقشة الزواج الثاني و ما بين مؤيديه و معارضيه و كنت اتابع الحديث بمشاركة سلبية لكن عند نقطة معينة لم اعد اتحمل الصمت و اندفعت بكل حماسة في الكلام!<br />فالحديث كان عن احد الاشخاص ميسوري الحال و المعروف عنهم تشددهم الديني الزائد و الالتزام الظاهري من حيث اللحية الكثة و السراويل التي قصرها لتصل الي العقب و تقييده الشديد علي بناته و زوجته في كل امور الحياة حتي التعليم..وهو متزوج من فترة طويلة و اب لابناء في نهاية اعوامهم الجامعية و زوجته سيدة فاضلة و كمكافأة لها علي تعبها و مساندتها له طيلة حياته و وقوفها معه في حالات الشدة و العثرات التي مر بها قرر و هو في سن الستين الزواج مرة اخري! و بغض النظر عن كونه حلالا لا جدال فيه..لكن المستفز في الامر انه لم يبرر زواجه برغبته في الزواج انما ارتدي ثوب الشهيد المضحي و اعلن ان اقدامه عل الزواج من جديد هو رغبته في حل مشكلة العنوسة!!..بل و استمر علي هذة الوتيرة و التنغّم بتضحيته النادرة و انه تكبد المعاناة الشديدة لا لفراغة عين و لا رغبة منه في الزواج انما كي ينقذ احدي الفتيات من وباء العنوسة و يعفها كما امر الله ! و لا بد ان يطعم كلامه بكثير من الاحاديث النبوية التي تحض علي الزواج و ستر النساء كي يجندل من امامه و يبروز حينها حديثه بحجج دينية و احاديث شريفة كي لا يترك لك فرصة انتقاده و لا معارضته و لا النقاش معه من الاساس<br />كنت علي استعداد لتقبل ما يدعيه من تضحية و ايمانه بفكرة "لا للعنوسة " هذة لو كانت المرأة الجديدة التي تزوجها امرأة فاتها قطار الزواج او "عانس" كما يدعي ..انما كانت العروس الجديدة شابة في السادسة و العشرين من العمر!!<br />نعم ..فلقد تكرم و انقذ هذة الزهرة اليانعة ذات ال26 ربيعا من شبح العنوسة كما ترون ! و الغريب اننا اثناء مناقشة موقف ذلك الرجل كان البعض من الجنس الاخر مقتنعين تماما بما فعله و يرون فيه مثالا للتضحية ! لذلك استفزني الامر لان الموضوع ليس تطوعيا علي الاطلاق و ما يثير الغيظ ان يقوم البعض بتبرير رغباتهم و شهواتهم علي انها تفاني و تضحية كبري! بل و لابد ان يتفننوا في ارتداء ملابس الحملان و المغلوبين علي امرهم لتزدان صورة الملائكة التي يريدون الظهور بمظهرها<br /> ..فهذا الرجل الذي يزيد الفارق العمري بينه و بين العروس ما يزيد عن الثلاثين عاما لا يليق به ان يدعي انه تزوج من فتاة في عمر بناته كي يحميها من طوفان العنوسة و يلصق فعلته بالدين و يصر انه بذلك ينفذ اوامر الله تعالي!<br />فليكن اذا ناضجا و يعترف انه فعلها لانه يريد الزواج و ليس لكونه ضحية كما يدعي..و لو كان حقا من الحريصين علي مستقبل فتيات البلد الذي خلفهن قطار الزواج علي رصيف المحطة دون حتي شطيرة واحدة..فكان اولي به ان يعين الشباب الصغير الذي لا يجد ما يتزوج به..فبدلا من ان يتزوج تلك الفتاة التي في عز شبابها كان الاولي به ان يساعد شابا ما زال في مقتبل العمر ليساعده علي اتمام زواجه بها ..هذا لو كانت مشكلة العنوسة تقض مضجعه و تمنعه من النوم حقا!<br />فهؤلاء من مدعي الانتماء لجمعية "معارضة العنوسة" من انصار الزواج الثاني من فتيات صغيرات لو قاموا بقتح صندوق توفير يتبرعون به لشباب البلد الذي لا يستطيع الزواج لساعدوا حقا في حل تلك الازمة و لاثابهم الله عليها ثوابا عظيما لأنهم اعفوا الشباب و الفتيات معا<br />لكن ان يبرر احده شهواته بمبدأ التضحية الزائفة و انها تفاني في تنفيذ اوامر الله تعالي لامرا مثيرا حقا! ..فلم يعارض احد الزواج الثاني فلقد احله الله تعالي و لا نملك تحريمه..وهو امر خاص بين الرجل و زوجته ..من حقه الزواج مرة اخري و من حقها ايضا ان ترفض ذلك..لكن لابد ان نسمي الامور بمسمياتها و لا نخلط الاوراق و لا لصار كل الناس الساعين خلف رغباتهم مضحيين اجلاء بذلوا الرخيص و الغالي في سبيل قضية قومية و تصير الشهوات تضحيات و يتم ليّ عنق الدين كي يتماشي مع الاهواء ..بل و يجبرك في النهاية ان تقتنع بذلك و ان ترفع له القبعة احتراما لهذا الاخلاص و الحرص علي انتشال الفتيات من مستنقع العنوسة الموحش!<br />فحقا يالها من تضحية سامية!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com9tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-2573896200765501672008-10-25T09:30:00.000-07:002008-10-25T09:32:06.651-07:00ابتسام و بسيمة و سرور ومسرات!!ء<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#cc33cc;">ابتسام و بسيمة و سرور و مسرّات</span><span style="color:#cc33cc;">!</span><br />يمتلك المرء احيانا مخزونا من الذكريات يتم تصنيفها تحت بند الذكريات المخجلة! و يكفي تذكرها اثناء اشد ساعات النهار زحاما لتبعث ضحكة عابثة ماكرة علي شفتيك تحاول جاهدا ان تكتمها كيلا يلحظها من حولك..كنت و صديقتي الحبيبة اثناء مرحلة الثانوية نجلس لساعات طويلة ليس للاستذكار بالطبع انما للثرثرة اللامعقولة و التي كانت كفيلة بتسجيلنا في موسوعة "جينيس" للارقام القياسية! و كعادة البنات في مثل هذة المرحلة العمرية يدور الحديث عن المستقبل في صورته الساذجة المفروشة بالورود و السعادة و مواصفات فارس الاحلام الرومانسية و احلامنا المثالية لمستقبل براق لا يوجد سوي في خيالنا فقط..<br />في احدي المرات اثناء حديثنا المرح قررنا ان كل واحدة منا ستنجب ولدا و بنتا في المستقبل! نعم كان هذا قرارا لا رجعة فيه ! و بلغ بنا الشطط في الخيال ان الابناء لابد و ان يحملوا اسماءا بها اشتقاق من اسامينا..فقررت هي ان تطلق علي ابنائها في المستقبل"سرور" و "مسرّات" كي يكونا من نفس اشتقاق اسمي و بالمثل قررت ان اسمي ابنائي الذين في علم الغيب "ابتسام" و "بسيمة" ليكونا من اشتقاق اسم صديقتي "بسمة" !<br />و كنا نخطط لمستقبل الابناء كيف ستكون ملامحهم و في بعض الاحيان كانوا سمر الوجوه ..وفي حديث اخر يتحولوا الي اصحاب بشرة بيضاء .وفي رواية اخري يصبحوا ذوي شعور حمراء غجرية!<br />ومرت الثانوية العامة و لم تفلح صدمتها في افاقتنا من هذة الطفولة المتأخرة و احلام المستقبل الزاهي المثالي هذا!..بل و رغم ان زميلاتنا و صديقاتنا باتوا اكثر واقعية و تفكيرهن صار منهجيا عمليا ..ظللنا نحن نتمازح دائما في محادثتنا عما ادخرناه من اشياء جديدة لمستقبل الانجال!<br />فتارة يتفتق ذهني انه لابد ان تتعلم "بسيمة" السباحة و تارة يتفتق ذهنها ان "سرور" لابد ان يكون اكبرهم في العمر كي يتزوج" بسيمة"! نعم فلقد كبر الاطفال و زوجناهم ايضا و كل ذلك علي ارض خيالنا الخصب!..وعندما تفشل احدي محاولاتنا الفاشلة في الخروج سويا خاصة بالليل بحكم تاء التأنيث في اسمائنا و التي في مجتمعنا الشرقي تضع القيود علي الحرية..فكان يستبد بنا الغضب حين نري اخوتنا الذكور جعلوا الشارع لهم مأوي و نحن قابعتان في المنزل فنقرر حينها ان نعاقب الابناء الذكور في المستقبل! و نقرر ان الفتيات سيصبحن متساويات في الحقوق مع اشقائهن الذكور بل و سنجبر الذكور علي المساعدة في اعمال المنزل!<br />اما الاكثر خجلا هو ما يحدث لنا حين نمر امام محلات لعب الاطفال و ما يصيبنا من بلاهة و تسمر في المكان بعيون مذهولة تبتلع كل هذا الكم الهائل من الالعاب..و السر الخطير الذي نخفيه عن الجميع كي تظل صورتنا الناضجة الوقورة ..وهو عشقنا للعروسة " الكورونبة" ! تلك العروسة بشكلها الطفولي البرئ و وجهه "المكلبظ" الودود و ضحكتها الرائعة..وكان مولد ابن اختي بمثابة طوق النجاة لي حيث صار من حقي العبث بالالعاب و العرائس داخل المحل دون خجل بحجة اني اريد ابتياعها له!<br />هكذا مرت سنوات جميلة من الاحلام الساذجة اشعر بالامتنان لله اني عشتها ..حتي فوجئنا اننا كبرنا و اصبحنا في عامنا الرابع من الكلية و مازلنا نحلم بعرائس الكورونبة و الشكولاتة! ..وادركت صديقتي انه يفصلها شهور معدودة علي خوضها معترك العمل..واني عما قريب سألحق بها بعد عام واحد لا اكثر..فأدركنا انه حان الوقت لإزاحة هذة المشاغل العظيمة جانبا رغم اهميتها الشديدة !<br />وفي احدي المرات تذكرنا اثناء حديثنا وعدنا الطفولي بتسمية ابنائنا و انفجرنا في الضحك طويلا ..فطيلة هذة الفترة الماضية لم نلحظ علي الاطلاق ان اطلاق اسامي "بسيمة" و "ابتسام" و "سرور" و "مسرّات" علي ابنائنا ستكون جريمة لا تغتفر في حقهم!!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-29905985570801654842008-10-07T14:44:00.000-07:002008-10-07T14:45:16.574-07:00من العذاب الوان!<div align="center"><span style="font-size:130%;color:#cc33cc;">من العذاب الوان</span>!<br /><span style="font-size:130%;">كان شارعنا هادئا جدا لم تكن به سوي محلات قليلة "سوبر ماركت" و مكتبة و "بوتيك" يبيع تحف صغيرة و العاب اطفال..الآن لم تعد هناك مكتبة و لا بوتيك و لم يعد شارعنا بالهدوء الذي كان عليه..فمحل البوتيك اصبح سنترالا للاتصالات و كروت المحمول ..ثم ظهر في يوم ما احد اندية الجيم و رفع الاثقال و بعدها حل محل المكتبة جزار!<br />نعم فالمكتبة الآن لا تسمن و لا تغني صاحبها من جوع و كان مجيئ الجزار يوما يشهد له التاريخ لما فعله يوم الافتتاح! كان صاخبا للغاية و اتي ب "دي جي" مخصوص و احال ليل الشارع الي نهار فقررنا حينها ان نخرج و نعود في ساعة متأخرة حتي تنتهي الضوضاء ..لكنه كان اعد لنا مفاجأة باسمة فلقد قام بحفل افتتاح مرة اخري بعدها بأسبوع! و ذلك لانه لم يجد اقبالا علي محله كما توقع لان اللحمة اصبحت ترفيها هذة الايام فظن ان ذلك عيبا في حفل الافتتاح فأعاد الكرة مرة اخري لكنه قرر ان يجعل المنطقة باسرها تعرف بأمر متجره!..كالعادة البالون الذي يتلوي في صورة مستفزة و الدي جي الذي يضخم اغان لا حصر و لا عدد لها و بعد فترة قرر المحل ان يمتعنا بصوته العذب!<br />فحين فجأة وجدنا صوتا قويا من انكر الاصوات يخترق خصاص النافذة و زجاجها الذي لم يقاوم امام قوة صوته و انطلق في حالة فريدة من المتعة يشجينا بأغانِ لم نسمع عنها من قبل و لك ان تتخيل كيف يكون الامر حين يغني جزار!!<br />ينطلق من اغاني شعبان عبد الرحيم و يختم كل مقطع بال" إييييه"! المفضلة ثم ينتقل الي اغاني عبد الحليم حافظ و يكرر " قولوله ..قلولو له" و يكرر الكلمة كأنما اعجبته حتي تكاد تظن انه جن اخيرا جراء هذا الضجيج لكنه يعود و يبدأ اغنية فايزة احمد " التمر حنة" !!<br />..و مر الليل كله علي هذة الوتيرة حتي كدت ابكي غيظا و اتلصص علي ما يحدث في الشارع فأجد المارة يروحون و يجيئون كما هو معتاد و كأنه لا يحدث اي شيئ غريب ..البعض يستوقفه المشهد الغريب ثم يكمل طريقه و كأن كل هذا الضجيج لا يزعج احد سواي!.و تخيلت حينها مشهد فريد شوقي في فيلم " بداية و نهاية" عندما كان يغني بالإكراه و يجبر الجميع علي الاستماع لصوته تحت تهديد العنف!<br />انتصف الليل اخرا و بدأت بشائر اعتزال الجزار المطرب للغناء ..فقرر انهاء الحفلة بأغنية يبدو انه من قام بتلحينها و تأليفها كذلك ..كان احد المقاطع " حاشهدك يا زمان ..واوريك من العذاب الوان"!..ايقنت حينها انه يخاطبني انا بالذات بهذة الجملة و انه بالتأكيد يعني كل حرف فيها!..و بعدها هدأت الامور اخيرا و رحل الجميع و صار الجزار من مفردات شارعنا ..في كل مرة لا انسي تلك الليلة الموعودة كما اني لا انسي انه احتل محل المكتبة الاثيرة لتي كنت ابتاع منها الكشاكيل و الكتب الخرجية في الدراسة ثم ما وراء الطبيعة في الصيف ..لم يعد هناك مكان الآن للمكتبة او البوتيك الصغير ..رحلا كي يفسحا مكانا لثقافة العصر الجديد من كروت شحن و مستلزمات المحمول رغم اننا نزداد نفورا من بعضنا البعض كل يوم مع كل هذا التقدم في الاتصالات<br />..اصبح الآن العصر الذهبي للصخب و السوقية في كل شيئ ..في الكلام و الالفاظ و الغناء و مظاهر الاحتفال..بل اصبحنا الآن نتباري فيمن يستطيع السبق في ابداع سوقي جديد للفظة بذيئة او اغنية اكثر بذاءة..ورغم اننا تعودنا علي ذلك و باتت البذاءة و السوقية امر واقع إلا انه كلما ظننا ان الامر وصل الي قمته في السوء و لم يعد هناك اسوأمن ذلك تفاجئك العقليات المبتكرة بمزيد من الابتذال لتترحم علي ما كنت تنتقده سابقا!<br />يقال انه كلما ساء وضع الامة اقتصاديا و قوميا كلما ازدادت السوقية شراسة و تغولت اكثر لتنهار معها قيم اخلاقية جديدة ..وهذا الذي يدور الآن تطبيق حرفي لتلك النظرية و ربما يكون التطبيق الوحيد الذي اجدناه حقا لاحدي النظريات,,لكن المخيف حقا هو كيف سيكون الامر خلال سنوات قليلة قادمة وفقا للمعدل السريع المنحدر في الذوق العام و الخاص و ثقافة الاغاني الهابطة و التنافس في الابتذال الكلامي و الاخلاقي..فربما يصبح هذا الجزار مطربا شهيرا يتهافت عليه الناس و يذيقنا جميعا فعلا " من العذاب الوان" كما وعد!<br /></span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-42907271475766550692008-08-27T08:05:00.000-07:002008-08-27T08:46:42.836-07:00احب.........<span style="font-size:180%;">احب..السكون الذي يغلف ارجاء المنزل حين اكون بمفردي</span><span style="font-size:130%;">.</span><br /><span style="font-size:130%;">.<br /></span><span style="font-size:180%;">احب..سجادة الانتريه الساعة السادسة مساءا ..عندما تلقي الشمس عليها نظرها قبل ان ترحل</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..مشهد سمكاتي الاربع حين يتقافزن علي سطح الماء عند اول حركة لي تظهر اني سأغادر الفراش</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..كوبري قصر النيل ليلا..ونزهة وسط البلد يدي في يد ابي</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..القيادة يوم الجمعة قبل الصلاة</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..رائحة البخور الهندي عندما اشعله في مدخل المنزل</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..رائحة المسك السعودي الذي يفوح كلما فتحت دولاب والدتي رحمها الله</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب.."ساثا" و قبلات ابن اختي الصغير</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..ان يتعامل الناس برقي حتي في اتفه الامور</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..الكتابة بالقلم السنون الاسود</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..حقيبتي البيضاء</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..قراءة خطابات والدي القديمة لامي خلسة</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..ثرثرتي الهاتفية مع صديقتي الحبيبة</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..لحظات ما قبل المدفع في رمضان</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..التكبير صباح العيد</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..مشية اخي السريعة و هرولتي للحاق به في كل نزهة</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..الاناقة في الكلام و التصرفات و النظرات</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..منبهي البرتقالي</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..ايشاربي النبيتي</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب.. شارعنا في اولي ساعات الصباح و زقزقة العصافير تطرب السمع</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..محطة الرمل في الاسكندرية شتاءا</span><br /><span style="font-size:180%;"></span><br /><span style="font-size:180%;">احب..اسماعيل يس</span><br /><span style="font-size:180%;"></span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..الشوكولاتة</span><br /><span style="font-size:180%;"><br /></span><span style="font-size:180%;">احب ..مصر الجديدة</span><br /><span style="font-size:180%;"></span><br /><span style="font-size:180%;">احب ..ورق الهدايا المفضض و احب تغليفها بنفسي</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب..الضوء الاصفر في اللمبة "البلحة"د</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..سماع داليدا و اديت بياف ليلا و فيروز صباحا</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب. طهي و اكل الكشري و المسقعة و المكرونة البشاميل و الفراخ المشوية</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..مشاهدة السينما مع بسمة</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />احب ..صابون كاميه الذهبي</span><br /><span style="font-size:180%;"><br />..........</span>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com19tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-85233358712749663552008-08-16T09:19:00.001-07:002008-08-16T09:21:01.268-07:00الشارع دة....<div align="center"><span style="font-size:130%;"><strong>الشارع ده</strong>..!<br />اؤمن دائما ان الذاكرة كائن حي مثلها مثل باقي الكائنات تحتاج الي غذاء و عناية متواصلة كي تعتني هي بدورها بما و من تحتويه من ذكريات عزيزة علي قلبك..لذلك فإن اهملتها و لم تراعيها فهي بالمثل ستهمل ذكري بعض الجوانب من حياتك ..و المدهش في امر الذاكرة انها لاتكلفك مالا و لا عبئا في العناية بها فقط يكفيها انك ما زلت علي قيد الحياة فتقوم هي بالعناية بنفسها دون اثقال عليك ..وغذاؤها لن يكلفك شيئا لانها تستمده من بقائك شخصيا فقط كل ما ترجوه هو لحظة صفاء نادرة تمر بخلايا عقلك المزدحم بالاف الخواطر لتستعيد صورة قديمة في ذهنك او تسمع اصواتا قديمة لتتجدد الصورة مرة اخري و تعود للخلفية الابيض و الاسود بهجة الالوان من جديد و تصبح بعدها من اسهل الملفات استرجاعا من ارشيف ذاكرتك لكن في بعض الاحيان ينشغل المرء باحداث مهمة و اشخاص اهم بل و ذكريات ارفع مكانه و اعز لديه مما يؤدي الي اختباء بعض الذكريات الاخري في خجل ليعلوها الغبار و تكسوها التجاعيد و يصيبها الهرم...و إذ فجأة يحدث امرا مفاجئا يفيقها من غفوتها فتصحو مذعورة بملابس رثة و شعر اشعث و ملامح باهتة تحاول ان تفهم حينها ما الذي حدث و احالها الي هذة الصورة المزرية!<br />كنت اسير في طريق العودة و لم يكن في ذهني اي شيء سوي الرغبة في الوصول للمنزل و كان الازدحام لا يطاق فلجأت الي بعض الطرق المختصرة لعلي اصل للمنزل اسرع و بعد الكثير من اليسار و اليمين و قليل من التيه المعتاد اذ فجأة اجدني في الشارع الرئيسي المفضي الي مدرستي القديمة!..وكان مضي من الزمن اكثر من اربع سنوات بعد تخرجي لم ازرها سوي مرة واحدة ..قررت الاستمرار في الشارع دون ان انحرف عنه و هو ما كنت اتعمده قديما لسبب لا ادريه ..لعلي كنت اشفق علي نفسي من الحزن الذي سأحسه و الحنين الذي سيغمرني حينها لولا اني في منتصف الطريق لمحت في اقل من ثانية زميلة قديمة تمر في الشارع !! علي الفور تعرفتها و تعرفت ملامحها التي لم تتغير سوي لماما و قفز اسمها الي ذاكرتي في سرعة اندهشت لها بعدما ظننت ان اكوام الغبار علي هذة المرحلة من ذاكرتي ستحتاج الكثير و الكثير لازالتها و ادركت انها لا يمكن ان تكون مصادفة قوية لهذة الدرجة و ادركت انها الاشارة فعدت ادراجي و شققت طريقي نحو المدرسة في نفس الشارع الذي كنت اسلكه قديما<br /> اشعر برهبة شديدة و كأني سأذهب الي لقاء الزمن نفسه و بدأت اولي البوادر في الظهور ..مسجد العزيز بالله ثم الكنيسة العملاقة المهيبة.انحرف يمينا فتطالعني المكتبة الصغيرة التي كنا نبتاع منها جريدة "الاهرام ابدو" كل اربعاء ..يزداد خفقان قلبي اكثر و اكثر حين اقترب من محل العصير الذي كنا نرتاده في مرحلة الثانوية العامة و انهار القصب و السوبيا التي شربتها مع صديقتي العزيزة حتي قضينا علي محصول القصب في البلد آنذاك! و اخيرا لمحت الجدران العالية لمدرستي الحبيبة المح اسمها الذي حفر علي الجدران منذ ما يقارب المائة عام و مازال اسمها يحمل صفة المدرسة الداخلية رغم انها لم تعد كذلك منذ فترة طويلة.. يرتفع ضجيج قلبي حتي يصيبني بالصمم فاحاول تهدئته بمزيد من التنفس العميق و بعد ان هدأت بدأت ادرك التفاصيل الاخري التي اعماني الانبهار عن رؤيتها ..فالشارع تغير لم يكن بهذا الضيق فيما سبق..كنت اتخيله بحرا واسعا و كنت اخاف من عبوره بمفردي ..الآن صار مزدحما بصفين من السيارات و عشررات المحلات التجارية التي ظهرت من حيث لا اعلم..اختفت الفيلتين القديمتين و حل مكانهما اربعة ابراج ضخمة لم تكن موجودة قبل ذلك مما ساهم في اضافة المزيدمن الضيق النفسي بعد زوال كل علامة للماضي الفخيم و اناقة ذلك الزمن الذي ولي ليحل مكانة تلك المكعبات..اختفي محل الخردوات الصغير ليحل مكانه مقهي يتكدس فيه شباب لا يفعلون شيئا سوي القهقهة و شرب الشيشة ..ابحث بجنون بعيني عن تلك المكتبة الصغيرة فأهدأ حين تقع عيني علي لافتتها العزيزة.هي ..هي ..نفس الخط الطفولي و صورة البنت و الولد و نفس الهيئة لم تغيرها السنون "صبيان و بنات" التي كانت تشكل لنا العالم باسره خارج اسوار المدرسة..استرجع طعم اللوليتا التي تذوقتها لاول مرة مع صديقتي و مشاعر الرهبة بداخلنا كيلا تكتشف احدي الراهبات الامر و يكون العقاب المستحق لهذة الجريمة النكراء!..بدأت الفتيات في الخروج من المدرسة عقب "جرس المرواح" كما كنا نطلق عليه و انفتح الباب الكبير لاري مدرستي من الداخل ..حمدت الله انها لم تتغير كثيرا لازلت اعرف المكان و المكان يعرفني..فقط تغيرت الوان الحوائط بعض الشيئ و رحل اللون الرمادي القديم ليحل محله الوان اكثر عددا لكنها نفس الحوائط التي احاطتنا في صبانا يوما ما ..اشعر اني عدت للوراء اعواما كثيرة ..اتجهت من فوري الي ملعب المرحلة الثانوية اجمل سنوات عمري ..المح تغيرا طرأ علي ترتيب الفصول فاصبح فصلي الاثير الذي كان يطل علي الحديقة الخلفية ملجأ لطلبة الاعدادي ..تجولت في بعض الفصول و اعترفت اخيرا انها تغيرت كثيرا و لولا شكلها الخارجي لما تعرفتها بالوانها الجديدة ..اختفت اللوحات السوداء و الطباشير الملون ليحل محلها الوايت بورد ..لم اتعرف علي اي من المدرسات الجديدات لكن مع سؤال بعض الطالبات عرفت ان مدرسيني الاحباء مازالوا بها..مازال هناك "مسيو سليم" اللبناني الوسيم الذي لم ار في مثل دماثة اخلاقه و خفة دمه..ومازال هناك "مدموازيل نيللي" ببشرتها السمراء الجميلة و "مدام فاطمة" التي عشقت النحو بسببها ..اما الباقون فلا اعرفهم....المكان هو المكان لكني اصبحت غريبة عنه..افتقد ذكرياتي الطفولية و حوادث الفصول و مشاغبات المرحلة الثانوية و افتقد حتي لحظات العقاب!..تخرج احدي الراهبات من احد الابواب فتلمحني و تبتسم.لا اعرفها فاعود لسؤال الفتيات عن اسماء بعض الراهبات القدامي..فيهززن رئوسهن جهلا فأشعر اني من عصر سحيق مضي!<br />تمضي الدقائق سريعة بعد تجولي في انحاء حديقة الروضة و فصولها و ابتسمت حين رأيت بعض المناطق مازالت علي حالها لم تطالها عصا التغيير بعد..ثم حان وقت العودة فاخرج و انا اودعها بنظرات تقطر شجنا و حنينا لا يوصف..اشتاق بشدة الي زميلاتي و سنوات البراءة ..اتراهن علي حالهن ام تبدلن هن الاخريات؟..اعود الي الشارع الذي كان رحبا قديما و اذ به ضاق كما لم اتصور و اشعر بحزن لا ادري مبعثه..ارمق المدرسة مرة اخيرة و اختزن بعض الذكريات بداخلي و امضي و انا اردد احدي رباعيات جاهين<br />"<em><span style="color:#cc33cc;">الشارع دة رحنا فيه المدرسة....الي باقي منه باقي و الي مش باقي اتنسي<br />كنسوه الكناسين بالمكنسة.....بدموعي في لحظة اسي<br />الشارع دة كنا فيه زمان....كل يوم يضيق زيادة عما كان<br />بقي دلوقت زي بطن الام...مالناش فيه مكان</span></em></span>"</div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-71001722729941273852008-08-03T23:55:00.000-07:002008-08-04T00:03:43.224-07:00l'hypocrisie de la vie<div align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#993399;">le plus grand forfait n'est point de faire le mal ....mais le manifester</span></strong></div><div align="center"> </div><div align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#993399;"></span></strong></div><div align="center"></div><div align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff6600;">dans la vie on ne fait pas ce qu'on veut ...mais on est responsable de ce que l'on est</span></strong></div><div align="center"><strong><span style="font-size:180%;color:#ff6600;">"le genie sartre"</span></strong></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-40189420750540712942008-07-22T00:34:00.000-07:002008-07-22T00:35:19.266-07:00حوار الطرشان<div align="center"><span style="color:#cc33cc;"><span style="font-size:130%;">حوار الطرشان</span>!!</span><br /><span style="font-size:130%;">لغة الحوار في مصر مفقودة نماما الكل يتحدث نعم و لكن لا يوجد من ينصت و ان وجد من يسمع فلن تجده ينصت او يصغي لما تقول فلو صادف و وجدته صامتا فتظنه انه يستمع لك فتكون واهم لانه اما صامت لانه لا يجد ما يقال او صامت لتحضير ما سيقال ! اي في كلتي الحالتين لن تجد من ينصت لك نحن بحاجة بشدة و ملحة الي اعادة تأهيل عقولنا و صدورنا كي تستوعب الاختلاف و التباين . اذ ان المصريين في اغلبهم يجدون في الاختلااف معهم في الراي ابتعاد عن قواعد الذوق و الاداب العامة و البعض من اصحاب الحس المرهف يجدوها وقاحة و انعدام للادب!! فكلمة "لا " لها اثر سيء للغاية في نفس المصريين فما بالك بالاختلاف في التفكير و الثقافة و العقيدة! طبعا لابد حينها ان تري السلوك الهمجي و العدواني البعيد تماما عن دعوات التحضر التي ننادي بها و يظهر هذا السلوك في اي محاورة تبدأ فيها بذرة الاختلاف في الانبات فتجد الحوار قد انقلب الي مشادة و كلما استمر الطرف الاخر في عناده بالتمسك برأيه كلما زاد عنف الاخر و اعتبره تحدي و استفزاز له فتزيد حدة النقاش حتي من الممكن ان تصل الي التراشق بالسباب و الالفاظ و الاشتباك بالايدي حينا و الارجل حينا اخر! حتي يستحيل ان تفصل الاطراف المتناحرة عن بعضها البعض الا بعملية جذرية<br /> و المثال الحي نراه في كل نواحي حياتنا اليومية بدءا من مناقشة بين زملائك او في المقهي او في الطريق و حتي ما نراه علي شاشات الفضائيات بين الضيوف فكل ضيف يري نفسه اذكي البشر و ان الحقيقة لا تخرج الا من فمه و انه قد وقّع عقد احتكار للحكمة والرأي الصائب!! اما الاخر لو سوّلت له نفسه معارضته فانه يبادر بالهجوم المباشر عليه من منطلق انه " لا يفقه شيئا" و " ان عليه ان يبادر بتعلم الكلام اولا قبل ان يفتح فمه"! و من الممكن ان يتطور الامر بالاستعانة بالالفاظ النابية التي تتطل برأسها فتصبح الصورة من اقبح ما يمكن و الشيء الذي يثير العجب و الاستفزاز ان هذا المستوي المتدن من الحوار لا يظهر فقط بين المختلفين في الاراء تماما كان يكون احد الضيوف من المعارضة و الاخر من الحزب الحاكم الابدي فغالبا ما يبدأ الطرف الثاني الاستفزاز و يمنع الاخر من الحديث و النقاش مستغلا مهارته في الجعجعة و يمنع ايضا المذيع من الكلام! و لكن للاسف ايضا يظهر ذلك بين المتفقين في الاراء و لكن يختلفوا حول التفاصيل و الرؤي للامور فبدلا من الالتفاف حول العدو المشترك يتجهون الي الشكليات و يبدأون وصلة طويلة من حوار الطرشان لا يسمع احد منهم الاخر و ينفعلون فيخرج المشاهد في النهاية انهم جماعة من الغوغاء لا يحترمون اداب الحديث و لا يعرفون شيئا عن التحضر و ثقافة الاخر فيخسرون باندفاعهم مواقف شريفة لهم و يخسرون معها ثقة و اهتمام من يستمع لهم للمرة الاولي و لا يعرف تاريخهم فيكسب بذلك عدوهم المشترك نقطة بسبب هذا التعصب في الاراء<br />فعلا نحن بخاجة الي (فرمتة) ثقافتنا و عقليتنا لتقبل التباين و الاختلاف بصدر رحب لان الاختلاف يثري الفكر و يحفزه للتفكير و لابد ان نقتنع ان النقد ليس شيء شخصي يعيبناو لابد من تأديب صاحبه!</span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com4tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-4485012861547062282008-07-09T22:27:00.000-07:002008-07-09T22:29:28.714-07:00ابيض و اسود<div align="center"><strong><span style="font-size:130%;">رفاهية الابيض و الاسود</span>!</strong><br /><span style="font-size:130%;">افلام الابيض و الاسود لها ايقاع فريد عذب بداخلي و يكفيني رؤية هذا المزيج الفريد من درجات الابيض المغموسة في درجات الاسود لتتحول الدنيا ذاتها حولي الي ابيض و اسود ايضا! ,وافلام اواخر الاربعينات و الخمسينات حين كانت السينما المصرية تشهد نضجها الفني .وعالم آخر رائق بعيدا تماما عن عالمنا الصاخب<br />..كنت اشعر بالملل فلم يكن امامي سوي التلفاز كي امضي الدقائق القليلة امامه و اسقط بعدها في النعاس ..وقبل ان اغفو بثوان افقت علي البطلة الباكية تهشم مرآة غرفتها!..وبعدها اصابني الارق و لم يعد بوسعي النوم! ..ثم بدأت اعراض هلوسة عدم النوم في الظهور و اخذت استرجع المشهد السابق مرة اخري و ضحكت طويلا بلاسبب!..ثم انتابني الحماس و بدأت استرجع المشاهد الكثيرة الاخري التي علي نفس الشاكلة و المضمون ..وإذ بي اضحك بقوة حين اكتشفت انه كانت هناك قوالب ثابتة في الافلام قديما لمشاعر الغضب و الحماسة و الالم..نفس المشهد تجده يؤدي بنفس الطريقة و الحبكة و الاغرب ان هذة الانفعالات المعتادة و ردود الافعال المكررة كانت تحمل ايضا نفس سمات الماضي من بال رائق و اريحية مادية تشي بالمستوي الاقتصادي المرتفع قديما<br />..فمثلا حين يغضب البطل او البطلة تجده من فوره و دون تفكير في الافلام القديمة يمسك بأي شيئ امامه و يقذفه تجاه المرآة لتتهشم قطعا ثم يقف بعدها ليتأمل نفسه في شظايا المرآة التي تفتت!..و هذا المشهد ينم بشدة عن برجوازية حقيقية!..فقديما فيما يبدو كان لديهم فائض في المرايا و الزجاج و كان تهشيم المرآة عند الغضب يبدو كإجراء يومي و نشاط صباحي قبل الافطار مباشرة لتحسين الحالة المزاجية و للتنفيس عن الغضب!..و هذا المشهد اذا تم عرضه في الافلام حاليا ستجده مستفزا للغاية..خاصة و ان معظم الشعب لا يجد ثمن هذة المرآة التي تهشمت امامه!..و هناك شباب يظل يجمع لمدة عام كامل كل ما يصل الي يده من اموال ليستطيع شراء المرآة فقط و يستكمل باقي الغرفة في الاعوام التالية!..<br />كذلك مشهد اخر محفوظ عندما يريدون التعبير عن وله البطل بالبطلة حين تحين لحظة الفراق و كالعادة يلحق بها في آخر لحظة ليعيد المياة الي مجاريها فتجد البطل-غالبا حسن يوسف!- يهرع بسيارته خلف الحافلة او القطار او اي مواصلة اخري تركبها البطلة و يلحق بها ليستمر المشهد دقيقة او اكثر يتبادل فيها البطل و البطلة حوارا طويلا طيلة الطريق!..فهذا سيكون اكثر استفزازا لو فكر المخرج في اضافته لفيلم حالي..اولا: امتلاك البطل لسيارة هذا اصبح امر نادر يكاد يصل الي حد الخيال العلمي ..وتكون السيارة بالقوة و السرعة الكافية للحاق بالقطار او الحافلة فهذا امر اكثر ندرة ثم و الاكثر استفزازا ان يظل البطل يصالح محبوبته طيلة الطريق و الشوارع خالية و لا يوجد لديهم زحام مروري و لا اشارات حمراء للابد و لا يظهر طيلة الطريق اي فرد من المشاة ليصدمه البطل و يسجن اخر الفيلم!..<br />فلو اراد المخرج ان يضع مثل هذا المشهد فلن تكتمل الفكرة حتي برأسه حين يظل في اشارة المرور لمدة ثلاث ساعات عندما يقرر احد المسئولين المرور من احد الطرقات!..<br />اما المشهد الاكثر برجوازية هوعندما تنتقم احدي ربات البيوت من احد المتسكعين في الشارع ضايقها فتصب عليه حلة الطبيخ..حقا قمة البرجوازية!..<br />إذ ان في الماضي كان الطعام يكفي افراد الاسرة و يفيض و تحتفظ ببعض منه للطوارئ يخصص للصب فوق رءوس المارة!..لو عرض بالطبع هذا المشهد حاليا لكان كفيلا ان يرفع المتفرجون قضية حجر علي من بالفيلم جميعا!..و لوجدت المتفرجين يخترقون الشاشة ليفوزوا بقطعة من هذا الطعام المنهمر!..و ربما تشاجروا عليه داخل دور العرض اصلا!..فيبدو انهم كانوا لا يشعرون قديما بغلاء الاسعار و ندرة الاموال حتي يلقوا بالطعام من الشرفات بهذة الطريقة المستفزة!..وتخيل معي لو ان احد وفقه الله و استطاع شراء طعام ..وتخيل ايضا ان الطعام فاض عن حاجته و زاد و تنمر من وجوده فألقي به من الشرفة..تخيل اذن المشهد الذي سيكون تحت شرفته و الجحافل المتصارعة و المتناحرة و ملايين الافواه المفتوحة الشاخصة ابصارها لاعلي لعل احدي قطرات الطعام تصب في افواههم لتسكت صراخ بطونهم الجوعي قليلا..<br />و المحزن في الامر انه ليس دعابة و لا مشهد في فيلم يمر لتضحك و ينتهي الامر بل هو شهادة علي تردي وضعنا و انحداره من سيئ لاسوأ و حالة اقتصادية كاسدة و فقر مدقع يزيد بمرور السنين ليتحول الي بؤس..فالعالم كله يتطور من حولنا و تتحسن الحالة الاقتصادية لديه حتي دول كنا نسخر منها قديما بينما نحن ننزلق لاسفل السلم حتي يصير البدروم هو سقفنا و منتهي طموحنا وتصير عملية البحث عن لقمة العيش هي محور حياتنا ندور في هذا الفلك حتي تنتهي الحياة دون اي نصر او تقدم و دون حتي ان نحصل علي لقمة العيش هذة!..<br />ولو نظرت الي الشاشة ستجد ان هؤلاء الذين كانوا يهشمون المرآة و يقذفون بالطعام من الشرفات مصريين مثلنا!..و كانت المرأة التي تلقي بالطعام من الطبقة الفقيرة-غالبا زينات صدقي!- تحيا في حارة شعبية لكن وضعها الاقتصادي كان افضل الف مرة من وضعنا الحالي ..فقديما كانت الطبقة الفقيرة لديها ما يفيض من الطعام لتلقيه ..اما الآن فالطبقة المتوسطة قد يمر عليها اليوم دون طعام من الاساس..وقد يأتي اليوم الذي تري فيه مشهدا يعبر عن هذة السنوات الرديئة التي نحياها بملايين من الجوعي يقفون تحت شرفات المحسنين</span> <span style="font-size:130%;">الاخيار الذين استطاعوا الحصول علي وجبة طعام ليلقي لهم بما تبقي منها قبل ان يصيح المخرج "ستوب" لقسوة المشهد</span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com12tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-28584271377907354212008-06-16T22:45:00.000-07:002008-06-16T22:46:57.997-07:00احمر..اصفر..اخضر!<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#ff0000;">احمر</span><span style="color:#cc9933;">..اصفر</span>..<span style="color:#009900;">اخضر</span>..!<br /><br />اذا اردت ان تري التناقض الذي نعيشه في اعلي صوره و اشكاله و اذا اردت ان تلمس بنفسك الاختلاف الشاسع بين الطبقات و التباين الواضح كالخيط الشاذ في ثوب اوشك ان يصبح ثوب مهرج فعليك بالتأمل في اشارات المرور! و بما اننا كمصريين نقضي في اشارات المرور ربع حياتنا تقريبا فسيتاح لك الوقت الكافي للتفرس في الوجوه و تأمل الحال المصري<br /> في بداية عهدي بالقيادة كنت اتوقف باشارات المرور اكثر مما اقود السيارة! حيث اني كنت اتشبث بمقود السيارة كأنه طوق النجاة و كأن حياتي تتعلق بوجوده! و كثيرا ما كانت الاضواء تنتقل من الاحمر للاصفر و تعود للاحمر مرة اخري و انا مازلت ممسكة بالمقود احاول ترتيب افكاري لاكمل التعليمات حتي تتغير الالوان للمرة الثانية و اكون قمت بالترتيبات اللازمة المعقدة من نقل ذراع السرعات للاول و التحرك مصاحبة بالطبع بسباب- اقصد تشجيع!- السادة السائقين من خلفي و احتفائهم الشديد بي و الذي يدل عليه كم الزمامير التي تهنئني علي التحرك اخيرا! لهذا كان وقت الانتظار العظيم باشارات المرور في مصر هو من اطول الاوقات التي تمر علي و مازال كذلك حتي الان للازدحام المرعب الذي يزداد يوما بعد يوم و هكذا صار الانتظار –حتي مع تحركي بسرعة هذة الايام!- جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية سواء لتعطل المرور لانفجار احد مواسير المياة او لمرور احد المسئولين "المهمين" عندما يقرر التجوال فيتعين عليك الانتظار ريثما ينهي جولته باستمتاع! ..بدأت بالتعود علي هذة المقائق الطويلة و اشغل نفسي اثنائها بالتأمل ..واكتشفت ان افضل مكان تري فيه التطورات التي تلحق بمجتمعنا بشكل سريع متلاحق و تري فيها العربات الفخمة الفارهة التي لا تدري من اين تأتي هذة الاشياء! و التي لا يظهر وجه سائقها لان هناك حاجزا من الزجاج الفيميه السميك الذي يحجبه عن كل الصخب و الضجيج و التلوث بالخارج ..وتجده مجاورا تماما لبائعي الفل الذين اصابتهم طول ساعات السير و الوقوف بالاشارات بالام في اقدامهم تجعلهم يسيرون بثقل احيانا يقرعون زجاج السيارات فاما يفتح لهم او ينتقلوا لسيارة اخري ..وتجد شابا قد يكون من حملة شهادات عليا و لم يجدوا امامهم سوي السير في اشارات المرور لعرض بضائعهم كيلا يهلكوا جوعا بانتظار وظيفة لا تأتي ..اخجل من نفسي كثيرا حين اجد احدهم يقترب و يعرض علي بضاعته و اشعر بالخجل و انا لا املك له اي امل في تحسين وضعه حتي ولو ابتعت كل ما معه من بضاعة ..اما ما يؤلمني و يشعرني بالخزي عندما يضطر احد الرجال المحترمين ان يرتدي طرطورا و يلبس ذلك القناع المضحك لرجل ذو شنب متحرك و عوينات سميكة و يقترب من السيارات يلح علي سائقيها للشراء.. فاكاد ابكي عندما اراه مضطرا ان يظهر بهذا المظهر المضحك رغم كبر سنه حتي يحصل علي جنيهات قليلة يطعم بها اطفاله كي يعود لهم ليلا<br /> ..وتكاد تبكي و انت تري هرولة ذلك الشيخ الطاعن في السن بما يحمله من صحف و مجلات يبيعها ليخرج مسرعا من قلب السيارات المتراصة حين تفتح الاشارة فجأة ثم يصيبه الخوف و الخجل عندما يسمع اصوات ابواق السيارات تزمجر له كي يبتعد مسرعا لتصدمه سيارة شاب في كتفه فيتساقط ما بيده علي الارض ..ويبدو كأنه اعتاد ذلك فينهض من جديد و يلملم اشياءه القليلة و ينتظر علي الرصيف ليعاود الكرة من جديد<br />كذلك اشارات المرور هي مسرح لاحداث النصب احيانا و يبدو ان هناك امارات ما علي وجهي تجعلني ضحيتها الدائمة! فمرات كثيرة يلح احدهم لبيع معطر جو فابتاعه منه ثم يبدو ان هناك شيئا ما يجذبه لامثالي فيلح كي ابتاع ثلاثة اخرين بسعر اثنتين! فابتاعهم و اعود للمنزل لافتح علبة الفواحة فاجدها عبارة عن صابون سائل كريه الرائحة!<br />وتطور الامر في الاشارات كل يوم فبدأت موضة اللصوص التائبين الذين يمسكون باحدي قصاصات الصحف يلصقها علي الزجاج و يقذف في حجرك بثلاث شرائط دينية لدعاة مجهولين كأمر واقع و لاجبارك علي الشراء ! ثم يبدأ في رواية قصة حياته و انه كان لصا لكنه عاهد الله علي التوبة بعد خروجه من السجن و يشير الي قصاصة الصحيفة بفخر "انا اللص التائب اهو"! و لابد ان تبتاع منه و الا ستكون سببا في عودته للصوصية و الجريمة مرة اخري !<br />اما اكثر من يثير غيظي هم الباعة الذين يمسكون ببعض الايات القرآنية ليبيعوا سورة "يس" او "الفاتحة" بجنيه او ربما بنصف جنيه! فعندها اكاد انفجر غضبا لكل هذة الاستهانة بالقرآن الكريم و جعله سلعة تباع و تشتري<br />و تجد نفسك تتأمل السلوكيات المختلفة لسائقي الميكروباصات و ارغامهم علي جعلك تستمع معهم الي الاغاني البديعة لمرضي الحنجرة ضلوا طريقم الي شريط كاسيت !و سبابهم البذيء و تحرشهم بالجميع كي ينطلقوا اولا و ثقافة الانانية و السوقية التي استشرت حاليا <br />و اذا ما كنت تقف تنتظر علي الرصيف بانتظار اللون الاحمر لتتوقف السيارات و تعبر مع المشاة حتي لا تلقي حتفك مع المغامرين الاخرين فانك لابد و ستقابل شخصا يقترب منك حسن الهندام لا يظهر عليه اي ضيق حال يحني رأسه فتحني انت ايضا رأسك لا شعوريا! ثم تجدها سيدة فقدت حافظة نقودها و هي تحتاج بضع جنيهات لتعود الي منزلها ..ويتكرر هذا الموقف باساليب عديدة و تنويعات اكثر عددا ..فتارة هو طالب يريد العودة الي بلدته ولا يجد المال الكافي بعد ضياع حافظة نقوده.. وتارة هي فتاة نفذت نقودها و كالعادة تريد العودة الي منزلها!.. مما يدفعك للشك احيانا في صدق ما تسمع لتكراره بهذة الصورة لكنك لا تملك سوي ان تساعدهم لما آل اليه حال البلد ..فالجميع حقا لا يجدون ما يعودون به الي منازلهم!<br />الغريب اثناء استقلالي لاحدي سيارات الاجرة و توقفت في اشارة شهيرة و اثناء توقفنا مر بائع الفل الذي كنت اراه منذ كنت طفلة كما هو بجلبابه الابيض و حجمه الضخم لم يتغير و لم يترك الاشارة ليذهب الي اخري و مازال يبيع الفل ..فجأة اسمع سائق التاكسي و هو يشير الي الرجل موضحا ان له زبائنه الذين يعرفونه و يعرفهم.. ثم صمت ظنا انه بتلك التورية فهمت ما يقصد! لكنه اضاف من جديد ان الرجل يمد يده داخل السيارة يضع عقد الفل حول المرآة و يسقط في يد الزبون لفافة مخدرات! و يعطيه الزبون الثمن ..ثمن عقد الفل بالطبع! ..صعقت مما سمعت و اخذت افكر في رعب عما يضمه هذا العالم الغريب الذي لا يحكمه احد<br />..ولكن دائما ما ينتقل اللون الاحمر للاخضر ..ودائما ما تنطلق السيارات و ينتظر الباعة اللون الاحمر من جديد.. و هكذا تسير الحياة في بلدنا ..تناقض غريب ..وتباين اغرب ..وهوة تزداد و تتسع لتصبح اخدودا بين طبقات الشعب ..تزداد السيارات الفارهة ..ويزداد عدد العجائز الذين بالكاد يدفعون ارجلهم للسير ليبيعوا سميطا او مناديل لعلهم يشبعوا ابناءهم قبل نومهم..ويزداد الرجال و الشباب الذين يرتدون اقنعة مضحكة ليبيعوها بوجوه حزينة متألمة<br />وهكذا صار حالنا ..تكاد تراه كثوب مرقع باقمشة متعددة و الوان متنافرة تماما كلون اشارة المرور ..احمر ..اصفر ..اخضر</span>!</div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com11tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-52486911988552280032008-05-19T01:44:00.000-07:002008-05-19T01:49:03.470-07:00رجل حر مستقيم<div align="center"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#cc0000;">رجل حر..مستقيم<br /></span><br />هناك قصة جميلة جدا تروي عن "عمر الخيام" في عام 1072 ميلاديا في الوقت الذي بلغت فيه حضارة الاسلام و العرب حد الرقي و التقدم في شتي مجالات العلم و الادب و الفن وكان "عمر الخيام" عالما قبل ان يكون شاعرا و كعادة اهل عصره برع في اكثر من فرع من فروع العلم من النباتات و الطب و الفلك ..وقد اراد الخيام ان ينتفع الناس بعلومه فاصطحبه احد اصدقائه الي قصر الحاكم – كان الحاكم وقتها يدعي الخان- و لما دخلا سويا رأي" الخيام" القصر يمتلئ بالشعرا الذين اخذ كل واحد منهم يقبل ليعرض علي الخان شعره و يمدحه باشعارو ابيات تصوره تارة كالاسد و تارة كالصقر و الشمس و السماء و كل هذا النفاق الذي نعرفه جميعا و نراه حتي يومنا هذا في كل مكان<br /> ..لكن الفارق بينا عصرنا و عصر الخيام ان الخان نفسه شعر بالسأم و كان يعرف ان ما يسمعه رياء فاعلن انه لن يسمع المزيد من هذة الاشعار التي ملّها و لينصرف كل من لا يحمل في جعبته سواها ..فانصرف الجميع و بقيت امرأة القت شعرها و كانت ابات جميلة رقيقة اعجبت "الخيام" بشدة لكن ما لبث ان ذهب اعجابه ادراج الرياح عندما اعلن الخان كعادته في مكافأة الشعراء " لقد تكلمت جيدا ..ليملأ فمك بالذهب"!..و قد وجد "الخيام" المرأة تهرع و تملأ فمها بقطع الذهب و تحاول حشر المزيد داخله حتي كادت تختنق فأخذت الحاشية تضحك من جشعها ,,شعر الخيام بالضيق لما فعلته تلك المرأة بنفسها رغم ان شعرها كان ارقي من ان تهينه لهذة الدرجة<br />و لما جاء دور "الخيام" اقترب صديقه و اخذ يمدحه امام الخان و يعدد مواهبه قائلا انه اعظم الشعراء و العلماء و اخذ يعدد له فروع العلم التي صال فيها "الخيام" و جال ..ولما علم الخان ان "الخيام" عالما و كان لا يحب مجادلة العلماء لانه يخسر الجدال دائما و لا يقدر علي متابعة حوراهم المبني علي العلم و الادلة و البراهين و التي تضعه دائما في موقف حرج فاعلن فورا قبل ان يسمع اي حرف من "الخيام" ليتجنب مناقسته " اذن ليملأ فمه بالذهب"!<br />..هنا شعر الخيام بمهانة لا توصف و احتشد الدماء في رأسه غضبا و اشمئزازا منعه من الرد علي الخان و ظل في مكانه حتي تمالك اعصابه من الغيظ و اوضح للخان انه لا يستطيع ان يفعل ذلك لانه صائم و لا يقدر علي وضع اي شيئ داخل فمه ..و كانت هذة المرة الاولي التي يمتنع فيها اي شاعر او عالم عن ملئ فمه بالذهب فاندهش الخان كثير و لم يقتنع بامر صيامه هذا فما الذي اتي به اذن الا لو كان يريد الذهب و ما الذي يأتي اذن و هو صائم؟!<br />دب الرعب في قلب صديقه و قد ادرك بحكم الصداقة ان "الخيام" غاضبا فأخذ يدفعه في ذارعه كي يعدل عما قاله كيلا يحل غضب الخان عليهم ..استمر الخان يتأمل "الخيام" مليا و هو يفكر بعمق و يحاول ان يحدّجه بنظراته كي يسبر غوره لكن "الخيام" ظل واقفا مهيبا لا يهتز ثم سأله الخان عن السبب الحقيقي في رفضه الذهب و حثه علي الافصاح و لا يخشي علي نفسه منه ..صمت "الخيام" قليلا ثم انشد احدي رباعياته تقول فيما معناه<br />" ليس الفقر هو ما اتي بي اليك ..فلا يمكن ان تكون فقيرا لو استطعت ان تجعل رغباتك بسيطة<br />و اني لا انتظر منك شيئا الا ان تكرّمني ..هذا لو كنت تعرف كيف تكرّم رجلا حرا مستقيما"<br />هنا ران الصمت علي في جنبات القصر و انسحب الكثير من رجال الخان من القاعة خوفا من اثر المواجهة القادمة اثر كلام "الخيام" و كاد صديق "الخيام" يغشي عليه من الرعب و هو يردد " سوّد الله ايامك يا خيام!"<br />ظل الخان طويلا صامتا لا يتحرك مما زاد من خوف رجاله من خطر غضبته القادمة و في النهاية قام الخان و احتضن "الخيام" قويا ثم اخذه من يده و اجلسه علي العرش بجواره و جعل معلمه و مستشاره<br />لابد و انك داخلتك نفس المشاعر التي داخلتني لدي قراءتك لهذه القصة ..اول رد فعل لدي كان " لقد كانوا يملئون افواه العلماء بالذهب فيما مضي!!" ..ورغم هذا رأي "الخيام" انها طريقة مهينة و مبتذلة لتكريم عالم لا يقدر علمه و عقله بأي مال او ذهب ..ليته يأتي الينا الان ليري كيف يملئون افواه العلماء في عصرنا هذا لكن اكيد ليس بالذهب ابدا!<br />وسل عن هذا كل العلماء الذين هاجروا و تركوا البلد من اول د-زويل الي د- الباز لد-مجدي يعقوب لمصطفي مشرفة و غيرهم الكثير و الكثير الذين لم تقدرهم الدولة كما يجب ان يتم تقديرهم و تكريمهم بل ايضا تجاهلت علمهم و وضعت العراقيل الروتينية و البيروقراطية لتجعل حياتهم اكثر صعوبة حتي اصابهم الاحباط و جعلهم يحملون علمهم و يرحلون الي بلاد تقدره حق قدره قبل ان يفقد قيمته<br />فلقد رأي "الخيام" ان مكافأة الخان بملئ افواه العلماء بالذهب- رغم ان نية الحاكم خالصة في مكافأتهم حقا- هي مهينة لأنه لم يستفد من علمه و لا من فكره فما جدوي الذهب اذن؟!..كذلك "الخيام" لم يكن يريد مالا اصلا فقط كان يرغب ان يستغل الخان علمه و ينميه بماله ليستفيد به الشعب لا ان يستسهل الامرو يكرمه دون افادة او استفادة للناس..وانظر الي شجاعته في توضيح وجهة نظره للحاكم دون وجل ..فلم يجبن او يخشي عقابه طالما انه علي حق ..وقد قالها حرة صريحة في وجهه انه بتلك الطريقة التي يجدها مذلة لا يعرف كيف يكرّم رجلا حرا مستقيما ..فهو لا يملك رغم كل سلطته و سلطانه ان يشتريه او يشتري عقله و علمه حتي و لو بالذهب لأنه كما قال "حرا ..مستقيما"<br />فالحر لا احد يبتاعه.. و المستقيم لا تغريه اي اموال او مجوهرات ..فقط كل ما يعنيه هو عقله و روحه التي لم تتلوث ..والتي لا يخشي امامهما اي خان او سلطة حاكم ..ولو تأملت موقف تلك المرأة التي كان شعرها جميلا انقي من ان تلوثه و تهدر كرامته امام بريق الذهب ..تراها بكثرة في حياتنا الحالية فكثيرين يعميهم بريق الذهب عن احترام كرامتهم فيروقون دماءها علي اعتبة الملوك و الحكام طمعا في الثراء و التقرب للسلطة في اوضح صورة للنفاق تراها و تحياها بكثرة تكاد تطبق علي انفاسك ..فهؤلاء فعلا يستحقون الشفقة رغم ما يثيرون في نفسك من اشمئزاز فلقد تشفق علي كرامتهم التي اهدروها و علمهم الذي ذبحوه من اجل ثمن بخس سرعان ما يتبخر و يذهب و يتبقي لهم الشعور بالخزي بعده<br />..والذي اثار اعجابي في موقف الحاكم رغم استيائي الشديد لطريقه تكريمه المبتذلة للعلماء و الشعراء الا انه في النهاية لم يغضب مما قاله "الخيام" و لم تعميه سلطته و نفاق حاشيته له عن رؤية الحقيقة كما يحدث الان ..بل تروّي و تأمل فيما قاله الخيام فرآه علي حق و اعترف بخطئه له وعانقه ليعتذر بل و وجعله مستشاره الذي يعود اليه كي يتعلم نه و يستقي منه معلوماته ..هذا من النادر ان تراه ان لم يكن مستحيلا ..فنادرا ما تري حاكما يتواضع لأي شخص حتي لو كان عالما و نادرا ما تجده يستعين باحد في حكمه و يعترف بقصر معلوماته ليعود الي احد العلماء يستعين بهم ليعرف رأي العلم في احد الامور لأن رياء من حوله قد يجعله يصل لدرجة ان يتصور نفسه اعلم العلماء الذي لا يملك احد مهما كثر علمه و غزر فكره ان يصل الي حكمته و نبوغه ..و لهذا وصلنا الي حالنا الحالي بينما كان العرب و المسلمون قديما في قمة مجدهم العلمي و الاقتصادي و الادبي و الفني ..لان كل شخص عرف قدراته و احترمها و لم يمنعه غروره مهما علا منصبه من الاستعانة بمن هو اعلم منه ليستزيد علما و هذا ما دفعهم لصنع حضارة حقيقية<br />فانظر حولك الآن لما آل اليه حالنا و تمنّ معي ان نجد واحدا اخر كالخيام ...رجل حر ..مستقيم</span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com7tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-15171853418030966022008-04-27T22:12:00.000-07:002008-04-27T22:13:04.176-07:00شوكولاتة!<div align="center"><span style="font-size:130%;"><strong><em>شوكولاتة!!</em></strong></span><br /><span style="font-size:130%;">احيانا كثيرة تتحول اشياء معتادة في حياتك الي امور غريبة فجأة ..واحيانا كثيرة لا يعني اعتيادك اشتياء بعينها ان تعتادك هي ايضا بالضرورة ! فمن الممكن ان يقرر جسدك اذ فجأة تمرده علي عاداتك هذة او يعلن غضبه ليساعدك في اضافة بعض المرح لحياتك المملة هذة!<br />كانت بداية اليوم بداية مشرقة سعيدة لم تكن تنبئ بأي مخاطر او ثارة من اي نوع ..استيقظت مبكرا كعادتي و بدأت فطوري بشرب كوبا كبيرا من الشيكولاتة الساخنة ثم لمحت قطعة شيكولاتة مغرية داخل الثلاجة فلم احتاج لاكثر من ثلاث ثوان كي تسقط حصون مقاومتي و لم احتاج الا لثلاث ثوان اخري كي افتح غلافها في عشق و انا اكمل احدي الروايات ..انهيتها في تلذذ شاعرة برضا غامر عن الكون – الشيكولاتة و ليس الرواية!- و دب النشاط بداخلي فجأة فبدأت في السابعة صباحا في القيام بأعمال المنزل بكل همة و حماس و انتهيت من اعداد طعام الغذاء فوجدت انها لازالت التاسعة و النصف صباحا فقط! و لا شعوريا من جديد فتحت الثلاجة و سحبت قطعة اخري من الشيكولاتة و جلست كي انهي فصول الرواية التي اقرأها ..<br />مرت الدقائق و انا مستغرقة تماما في الاحداث ثم احسست بحكة في خدي الايمن فظننت انها ناموسة ظلت ساهرة حتي الصباح و بعدها بدقائق انهيت الرواية و كنت بدأت اشعر بسخونة في اذني فتخففت قليلا من بعض ملابسي ..نظرت الي ساعتي فوجدت انه مازال امامي وقتا كافيا ..ارتديت ملابسي مسرعة و توجهت الي السوبر ماركت بجوارنا ابتاع منه بعض احتياجات المنزل ..امضيت فترة به اتأمل البضائع و اقرأ العروض و الخصومات و مازلت اشعر بالحرارة الشديدة رغم خلعي للبلوفر الصوف فلم يعد هناك مايمكن خلعه بعد ذلك ! ..اخذت احدي الاوراق و شرعت استخدمها كمروحة كي تخفف من حدة الحرارة التي اشعر بها ..ثم اصابني الاختناق فقررت الاسراع بالخروج الي الشارع لعل الهواء يحسن من حالتي ..وضعت مشترواتي القليلة امام البائع و اخرجت حافظة نقودي ..رفع نظره اليّ في روتينية لكن ما لبثت ان جحظت عيناه و ظل يرمقني في ذهول ! اصابني الحرج لهذا التصرف ثم اصابني الغضب لاصراره علي التحديق هكذا دون اي لياقة فأخذت مشترواتي و رحلت غاضبة من هذة الصبيانية المتأخرة لدي بعض الناس! .شعرت بحكة من جديد في وجنتيّ فارجعت السبب لاشعة الشمس و ازداد الشعور بالسخونة فقررت الاسراع بالعودة للمنزل ..ما ان بدأت في استبدال ملابسي حتي اصابني الرعب لما رأيته في المرآة!<br /> لو لم اكن بمفردي داخل الغرفة لشككت ان هناك شخص آخر يتطلع الي المرآة !..لكني تعرفت عيناي المذعورتين و هي الشيئ الوحيد الذي بقي علي حاله لكن هالني ما تحول اليه انفي و وجنتيّ! فلقد اصبح انفي متكورا احمر اللون و انتفخت خدودي بشدة و صارت بلون احمر قرمزي تكاد الدماء تنفجر منها لتغرق الغرفة! مددت يدي بحرص اليها فأذ بها ساخنة ..لهذا اذن اصاب البائع الذهول !!<br />لم ادر ما افعل بوجهي فأتيت ببعض مكعبات الثلج و وضعتها علي خدي و سمعت الصوت المحبب " تششش!"..بعد ان شعرت بالبرودة قليلا بدأت في وضع كل ما تطاله يدي من مراهم مضادة للالتهاب و كدت افرغ انبوبة الكورتيزون الموضعي علي وجهي و بخاصة انفي! ..ثم جلست امام المرآة ارقب ما تحول اليه وجهي و ما صار اليه من اماكن منتفخة و مرتفعات و هضاب حمراء تحيطها بحيرات بيضاء من المرهم تماما كمهرج السيرك! و ما لبثت ان انتقلت نظرة بائع السوبر ماركت المذهولة اليّ عندما لمحت اذني اليمني تبدأ في الاحمرار هي الاخري و منعت نفسي بالكاد من الصراخ رعبا !..يمر الوقت و انا لا ادري ما الذي يحدث لي و لا ادري ما افعل سوي وضع المزيد من الكمادات و ادهن مزيدا من الكورتيزون كي تهدأ هذة الحمرة قليلا لكن ما لبثت ان تعود بعدها اكثر قوة! اخذت امسك بكل الكريمات لدي و التي من الممكن ان احدها قد سبب لي هذة الحساسية لكن كلها اعتدت استخدامها دون متاعب<br />حتي عاد اخي من عمله و ما ان رآني حتي اخذ يضحك في هيستيريا شديدة زادت من غيظي و بكائي و بالطبع زادت من احمرار وجهي!..و لما تمالك نفسه اخيرا من هول ما يري امامه اخذ يتحسس وجهي بحذر و ملامحه تتقلص شفقة و دهشة ثم سألني عما اضع علي وجهي من كريمات و عما اكلت و ادي الي هذة النتيجة المرعبة ..اعلنت اني لم اتناول سوي الشيكولاتة منذ الصباح فصاح كأرشميدس انها السبب في هذة الحساسية الشديدة ..لكني لم اقتنع خاصة اني اتناول الشيكولاتة منذ صغري و لم يحدث اي من هذا من قبل ..فبدأ يتأملني و يفكر بعمق و يحاول فهم السبب ثم رجّح انه في بعض الاحيان قد يصيب الجسد حساسية لا سبب لها من اشياء اعتاد عليها الجسد دون سبب معين ثم ما يلبث الامر ان يعود الي ما كان عليه حين اتوقف عن استخدام الكريم او الطعام الذي سبب هذا كله ..اصابني الفزع لا لشيئ سوي خوفي من عدم تناولي الشيكولاتة فيما بعد! لكنه طمأني ان الامور ستعود الي صورتها الطبيعية سريعا و لم يجد امامه نصيحة سوي الاستمرار في استعمال مضادات الحساسية و مضادات الالتهاب<br />وظللت طيلة اليوم اتلصص علي ملامحي من جانب المرآة اتابع التطورات الخطيرة التي تجري بوجهي ثم اشفق علي المرآة فابتعد عنها قليلا!<br />في اليوم التالي بدأ اللون الاحمر في الاختفاء تدريجيا ليحل محله الوردي الفاتح ! واستمر حبسي الانفرادي بالمنزل يوما اخر خشية ان اواجه سخرية المارة بهذا الفن السريالي علي وجهي ! ..ظللت لمدة يومين اطبب وجهي المسكين و اجاهد كيلا ابكي عند النظر للمرآة! .اتعجب حقا من النحس الذي يلاحقني لدرجة ان اصاب بحساسية فجائية رغم التهامي اطنان من الشيكولاتة منذ مولدي دون ان اصاب بأي احمرار او انتفاخ!<br /> .وفي نهاية اليوم الثالث كان اللون الاحمر قد تلاشي و بدأت في الاطمئنان قليلا اذ لم اعد اشعر بالسخونة السابقة و امسكت نفسي عن اغراء الشيكولاتة بأنواعها التي تشرب و تؤكل و تشم حتي ! و اطمئننت اخيرا ان اللون الاحمر المستفز هذا قد ذهب الي غير رجعة و بينما كنت اشاهد التلفاز اذ بأخي يمر امامي ثم يتوقف قليلا ليتأملني بجدية و يسألني باهتمام .."سارة ..انتي كان لونك الاصلي ايه؟</span>!"</div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com6tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-59667313610371274882008-04-08T10:23:00.000-07:002008-04-08T10:26:20.084-07:00<div align="center"><span style="font-size:180%;color:#990000;">طول العمر العسكر عسكر</span><br /><span style="font-size:180%;color:#990000;">بس الناس كانوا ناس..</span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com5tag:blogger.com,1999:blog-32303473.post-88239120551653608902008-03-31T04:58:00.000-07:002008-03-31T04:59:37.765-07:00عن الكمال المتسلسل<div align="center"><span style="color:#cc0000;"><span style="font-size:130%;">عن الكمال المتسلسل</span>!<br /></span><span style="font-size:130%;"><br />هناك الكثير من الاعمال الاذاعية و التلفزيونية التي تتناول سيرة احد الشخصيات المعروفة سواء اكان زعيما او ممثلا او مطربا معروفا و هذا شيئ رائع لانه يقوم بتعريف شريحة كبيرة من الناس بهؤلاء لان شريحة مشاهدي التلفاز اكبر بكثير من شريحة القراء ..فهي فرصة عظيمة كي لا يندثر تاريخ هؤلاء و فرصة اعظم للاجيال الجديدة ان تتعرف عليهم و علي انجازاتهم.<br />.و لكن اذا تم بالشكل الطبيعي السليم ..فالغالب علي مسلسلاتنا المصرية – و العربية – التي تتناول سيرة الشخصيات الشهيرة انها تعمل بكل جد و اجتهاد كي تظهرهم في صورة الملائكة ذوي الاجنحة الذين لا يخطئون و لا يصدر منهم اي فعل شاذ او عفوي ..فقط تجد سيناريو مكتوب بطريقة غريبة يروي لك عظمة و جلال تلك الشخصيات حتي لو اضطر الي تلفيق احداث وهمية فقط ليعطيك لهم صورة القديسين و هذا بالطبع خطأ<br /> ..أولا لانه يفتقد للمصداقية و يدرك ذلك المشاهد سريعا مما يفقدهم ثقة المشاهد ليس فقط بالمسلسل انما بالشخصية نفسها ..ثانيا اين الامانة الادبية في نقل التاريخ اذا كنا سنعمل علي تمجيد اي شخصية معروفة لاسباب عديدة منها بالتأكيد الرغبة في الابتعاد عن عش الدبابير و عن الدعاوي القضائية التي ستنهال علي المؤلف و المخرج و كل من شارك في المسلسل لو ظهرت فيه الشخصية المتناولة بشكل يخرج عن هالة القداسة التي احاطوها بها حتي لو كان مثلا اظهار البطل يعطس اثناء المسلسل مما يعطي احساس للمشاهدين ان هذة الشخصية العظيمة كان يصيبها دور برد كالاخرين!<br />فمثلا مسلسل " ام كلثوم" الذي تناول قصة حياتها ..علي الرغم من جودته و جديته الا انه لم يأت بالحقيقة كاملة ..فكان واضحا حرص المؤلف علي اظهار شخصية " ام كلثوم" كملاك رقيق لا تخطيئ و لا تسهو انما افعالها سلسلة من المعجزات الانسانية تشي في كل لحظة من حياتها بطيبة قلب و حكمة و تضحية و باقي الصفات الاخري المحببة لدي الورثة! فما المانع في اظهار هذا الجانب و اظهار جانبها الانساني الاخر الذي لدينا جميعا و الذي لا يرتدي هالة الملائكة بالتأكيد <br />كذلك مسلسل " العندليب" و هذا حرم من جدية و جودة المسلسل السابق بالاضافة لنفس الخطأ المكرر لدي كتاب السيناريو و صناع المسلسلات المصرية و هي انه لابد و اظهار الشخصية المتناولة دراميا كشخصية مثالية لا يصدر منها اي عيب او هفوة انما هي حلقات في سلسلة الكمال و التواضع و النجاح و البطولات المجيدة<br />فلماذا لا نجد مسلسل واحد يتحدث عن اي شخصية شهيرة و يتناولها بحياد و امانة ..فيأتي بالتاريخ كما هو و يصوغه صياغة ادبية تتناسب مع العمل الدرامي دون ان يحذف منه احداث او افعال قامت بها الشخصية – ايا كانت- و دلت علي انها انسان يخطئ و يهفو ؟..لماذا لا نأتي بكل صفات الشخص كقطعة واحدة دون تقطيعها علي حسب الاهواء فنظهر جانبها الشهير الذي عرفه الناس و احبه و كذلك لا يمنع من اظهار جانبها الانساني الذي بداخلنا جميعا<br /> ..فمن منا لايخطئ..من منا لا يتسم بالانانية احياناو بالتواضع احيانا ,,فكل انسان تمر عليه لحظات ضعف و لحظات قوة ..لحظات نبل و لحظات اخري سيئة ..و اظهار تلك الجوانب في الشخصيات المتناولة اعلاميا لا يحط من قدرها و لا ينقص منه بل علي العكس فهو يعطي صورة اشمل و اكثر انسانية لها و تزيدها قربا من المشاهد حين يدرك ان تلك الشخصية الشهيرة سواء لمطرب او ممثل او زعيم او كاتب لا يختلف في محتواه الانساني كثيرا عنه<br />و انه ليس ملاك نزل من السماء فيدرك ان بداخله انه يستطيع تحسين نفسه ليصبح كتلك الشخصية التي يراها امامه و ليس الامر مستحيلا ..<br />فذلك يجعل المشاهد يشعر بحميمية اكثر تجاه الشخصية التي يراها امامه و يزداد قربا لها حين يراها علي طبيعتها و طبيعة البشر تخطئ و تصيب تتسلح بالفضيلة احيانا و تفلت منها بعض النواقص احيانا<br />اما لو تناولنا الاعمال الدرامية حاليا فكلها يسير في نفس الدرب التسبيحي التهليلي للشخصيات و يمجدونها معطيين لها صورة بعيدة عن الحقيقة و ذلك لا يخفي علي المشاهد لذكائه و فطرته فهو ليس غر ساذج يفتح فاه مندهشا متعجبا من هذة المثالية الفجة و يقتنع بها ..انما يدرك انما يشاهده انماهو تلميع زائد عن حده و زاد بريقه لدرجة اعمت العيون و جعلهاترفض ما يشاهده<br /> ..و الهدف من المسلسل و هو تقديم قدوة للشباب يفقد معناه حين يجد الشباب ان الشخصية التي يريدون منه الاقتداء بها لا تخطئ انما فقط اعمالها مزيج من الكمال فيصيبه اليأس في امكانيته الوصول لدرجتها يوما ما<br />في الغرب و امريكا ..حين يتم تناول السيرة الذاتية لاي شخصية معروفة – كاتب زعيم او مطرب- يتناولونه بكل جوانبه و ليس كما تفعل مسلسلاتنا فيوضحون اخطاءه و يبرزون الجانب من حياتهم الذي لا يعرفه الناس عنهم ..فمثلا في فيلم رائع عن قصة حياة " بيتهوفن" الموسيقار العظيم اوضح صناع الفيلم كل عيوب " بيتهوفن" التي يعرفها من عاصروه و التي سجلها التاريخ في حياد و امانة مهنية عالية ..و كانت عيوبه حقا كثيرة فكان شخصية شديدة الطباع لدرجةالقسوة الزائدة تتسم احيانا بالشر المبالغ فيه ..تخطيئ و تصيب و يظهر ضعفها الانساني مثلنا جميعا ..و لم يعترض احد مطالبا بمنع عرض هذا الجانب منه و لم يعترض ورثته كما يحدث لدينا في مصر ..<br />و بالمثل لم يحط ذلك من قدر " بيتهوفن" و لم يكرهه الناس انما عرفوا انه بشر و ليس ملاك من حقه الخطأ و من حقنا معرفة جوانب حياته ..و هذا يعطي نتيجة ايجابية – علي عكس ما يظن البعض- فحين يري المشاهد انه باستطاعته ان يكون مثله فهو ليس بالامر المستحيل ..فهو كائن بشري مثله له عيوبه و ميزاته و ليس في حالتنا عندما نجاهد كي نعطي صورةليست صحيحة و بعيدة عن كل ما جاء في التاريخ و من روايات من عايشوا تلك الشخصيات<br />فهل مثلا لدي معرفتك ان " سعد زغلول" كان يجاهد نفسه كي يتوقف عن المقامرة يحط ذلك من قدر ذلك الزعيم الوطني العظيم؟..بالطبع لا بالعكس فهو يعضد نظرية انه بشر مثلك له ضعفه الانساني مثلك و بالتالي ليس مستحيلا ان تكون مثله و بالعكس تزداد احتراما له فعلي الرغم من معاناته الشخصية لم يؤثر ذلك في وامته العظيمة ..لكن في الخيال طبعا لواستطاع اي مسلسل وضع تلك التفصيلة في حواشيه فالهلاك سيكون مصير كل صانعيه!<br />و ليس معني ما اقول هو التشهير بالرموز..بالطبع لا و بشدة ..فالرموز لن تشوها معرفتنا لتاريخها الحقيقي و ليس الذي تم تلميعه ..لان ذلك التاريخ و تفاصيل حياتها معروفة اساسا في الكتب و لذلك تجد اختلافا شاسعا بين ما تقرأه في الكتب و ماتراه علي الشاشة و لا اقصد بالتغييرات الفنية للتناسب مع طبيعة العمل لدرامي انما اقصد التغيرات في التاريخ نفسه و اغفال احداث حدثت لاعطاء صورةمختلفة تماما عن الحقيقة<br />و لا يمكن ان يكون رد فعل اي مشاهد عندما يري جوانب الانسان داخل الشخصيات الشهيرة ان يكرهها مثلا حين يدرك انها كانت تخطيئ مثله..فتلك سطحية مبالغ في سطحيتها و ابتعادا تماما عن النضج ..فهؤلاء بشر مثلنا لا يمكن ان يكونوا قضوا حياتهم في المثاليات و الكمال!<br />فالمسلسلات حاليا تعد استهتارا بالتاريخ و بعقول المشاهدين و اعتمادهم انهم سذج يصدقون ما يشاهدون و يصدقون ان المشاهير – اي كانوا- قد صنعوا من طينة اخري غير التي صنعنا منها و لا تحفر هذة الاعمال بالنفوس فقط يرضي بها صناع العمل الورثة و يزيدون من احباط المشاهد حين يري امامه شخصيات لا تخطئ تتعامل بكمال لا يصدق فيفقد اي امل في امكانيةان يصبح مثلهم يوما ما</span></div>sarah la tulipe rosehttp://www.blogger.com/profile/16757806160854860017noreply@blogger.com8