الحنين هو في الاساس انانية

الحنين هو نوع من الانانية في الاساس
احيانا يرغب المرء في اعادة فتح ملفاته السابقة و يعيد تقليب صفحات ارشيف حياته فيهرع اذ فجأة الي البوم صوره ليري مراحل حياته المتعاقبة و يبتسم لصورة و يقهقه لأخري او يبكي عند ثالثة و بعدها يغلق الالبوم و قد استشري في داخله احساس عذب هو خليط من الانتشاء و الرغبة في الضحك يغلبها رغبة في البكاء ثم حسرة و اخيرا تنهيدة حارقة.و يمكن اختصار كل هذه المشاعر في ما اصطلح الجمع علي تسميتع با"الحنين". فحقا لماذا يحنّ المرء الي الماضي و يجد فيه السلوي بعد ان يدير الحاضر ظهره له؟ فبالنسبة لي كانت مرحلة الثانوي هي اعذب مرحلة في حياتي و حين اري صوري في هذه المرحلة يتملكني شعور بالحزن و السعادة معا.فكنت قديما افسر حنين المرء الي ذكرياته السابقة انه حنين للاصدقاء القدامي و الاماكن و الايام السابقة لكني اكتشفت انني لم اكن علي حق تماما: لأنني ايقنت اني حين انظر الي صور الماضي و الي وجوه اصدقاء الدراسة انما احن الي شخصي و ذاتي في ذلك الوقت و استشعر نفسي في هذة اللحظة الفريدة و اشتاق ال (انا) التي كانت تعيش في ذلك الوقت و هذا يعد نوعا من الانانية و لكنها انانية ضرورية و مطلوبة لأنها تشعر المرء انه كان يوجد بداخله دفء انساني في لحظة ما من حياته و يجعله يهرع لالبوم ذكرياته ليري نفسه في مرحلة من عمره عندما كان بريئا حقا نقيا حقا لا يعيه في الدنيا سوي اصدقائه و مدرسته و واجبه الذي لم يقوم به و العلقة التي ينتظرها من المعلم و هذا العالم الضيق و الرحب في ان واحد فهو لم يكن قد خبر الحياة بعد و لم يقابل الوجوه الزائفة و المنافقة بعد. فانه حتي و ام لم يكن يري نفسه في الصور فانه يسعد ايضا لأنه يري جزءا مرئيا و دليلا دامغا علي انه قد وجد من قبل في وقت كان يستشعر فيه السعادة و النقاء فلعل ذلك يعطيه الامل و ثقة في مستقبله.لذلك فان نصيحتي لكل فرد ان يجمع ما يستطيع من ذكريات كل مرحلة من عمره ليستشعر تلك اللذة فيما بعد عندما يكون قد بلغ منع العمر مبلغه و يعود الي البومه الذي سيكون في حجم خزانة ملابسه ليري شريط حياته مرة اخري يمر امام عينيه و يذوب كل الجليد المتراكم علي صدره و يستعيد لحظات صباه و شبابه مرة اخري فيغلق عينيه في رضا و يستقبل حياته الاخري التي ادعو الله ان تكون افضل.