من كاليجولا الجديد؟؟
عندما تصبح عبارات الحاكم" انا اسرق بصراحة" و "لا ارتاح الا بين الموتي" توقع مصير كاليجولا!!
كاليجولا هو الامبراطور الروماني اشهر طاغية في التاريخ الانساني المعروف بوحشيته و جنونه و ساديته و له صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الاشهر نيرون الذي احرق روما و اسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) و تولي حكم روما منذ العام 37 الي 41 ميلاديا و لد كاليجولا في (انتيوم) و تربي و نشا في بيت ملكي و تمت تربيته بين العسكر اعدادا له للحكم و اطلقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا" و هو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره و ظل يحمل الاسم حتي مصرعه.
عبقرية مجنونة
لم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر و جنون العظمة و القسوة المجسمة في هيئة رجل اضني الجنون عقله لدرجة اوصلته الي القيام بافعال لا يعقلها بشر او يتصورها عقل و التي فسّرها علماء النفس علي انها نتيجة اضطرابه النفسي و الذهني و لكن رغم كل الاعمال المرعبة التي قام بها الا انه يجب الاعتراف انه كان عقل مريض احرقته العبقرية فقد اثبت التاريخ ان الجنون و العبقرية كثيرا ما يجتمعان فعندما نسمع عما كان يقوم به "كاليجولا "ندرك مدي هول و عبقرية تلك العقلية المريضة في ابتكار تلك الاهوال و التلذذ باستفزاز الاخرين :
مثلا كان" كاليجولا" يتفنن في اغاظة الشعوب التي تحكمها روما فمثلا قام ببناء تماثيل عملاقة له في "اورشليم" المقدسة ليستفز مشاعر اليهود و قام بنقل بعض الاثار الفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث .
تأليه الذات و جنون العظمة
اما الاكثر شهرة من افعال الطاغية فهو انه كانت استبدت به فكرة انه اله علي الارض و و ملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعي في طلب القمر لا لشيء سوي انه من الاشياء التي لا يملكها!! و لهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه و كثيرا ما كان يبكي عندما يري انه برغم كل سلطانه و قوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب او يمنع الكائنات من الموت!.
كما انه فرض السرقة العلنية في روما و بالطبع كانت مقصورة عليه فقط اذ اجبر كل اشراف روما و افراد الامبراطورية الاثرياء علي حرمان ورثتهم من الميراث و كتابة وصية بان تؤول املاكهم الي خزانة روما بعد وفاتهم و بالطبع خزائن "كاليجولا" اذ انه كان يعتبر نفسه روما فكان في بعض الاحيان يامر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا اليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي! و كان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا" اما نا فاسرق بصراحة " - وهي عبارة يتبعها الكثيرون اليوم من اللصوص الكبار و الصغار!-كان يري انه طالما اعترف بسرقته فهذا مباح .
الصمت يزيد الظلم
و ايضا اضطرابه النفسي يظهر واضحا في التلاعب بمشاعر حاشيته الذين افسدوه و جعلوه يتمادي في ظلمه و قسوته بصمتهم و جبنهم و هتافهم له في كل ما يقوم به خوفا من بطشه و طمعا في المزيد من المكاسب من وراء نفاقهم له و هذا حال كل طاغية في التاريخ لا يتجبر الا عندما يسمح له شعبه بذلك و يجبنوا عن مواجهته
فذات مرة خرج علي رجاله بخدعة انه يحتضر و سيموت فبادروا بالطبع بالاعلان عن دعائهم له بالشفاء و استعدادهم للتضحيةمن اجله و بلغ التهور بالبعض ان اعلن رجل من رجاله" فليأخذ بوسيدون- اله البحار عند اليونانين- روحي فداءا لروحه" و اعلن اخر" مئه عمله ذهبية لخزانه الدولة لكي يشفي كاليجولا" و في لحظتها خرج كاليجولا من مخبأه ينباهم و يبشرهم انه لم يمت و يجبر من اعلن وعوده المتهورة علي الوفاء بما وعد فاخذ من الثاني مئة عملة ذهبية و قتل الاول كي ينفذ و عده و كان و هو يقتله معجبا متأثرا بكل هذا الاخلاص !! و كانت عبارته التي يرددها لتبرير وتشريع القتل لنفسه " غريب اني ان لم اقتل اشعر باني وحيدا " والعبارة الاخري " لا ارتاح الا بين الموتي" ! فهاتان العباراتان تبرزان بوضوح تام ملامح الشخصية المريضةلكاليجولا و التي ابدع الكاتب العبثي المبدع الفرنسي ( البير كامو) في وصفها في مسرحيته( كاليجولا) و التي قدم فيها رؤيته لحياة هذه الطاغية ببراعة و حرفية . ومن المضحكات المبكيات المذهلات في حياة كاليجولا ما قام به عندما اراد ان يشعر بقوته و ان كل امور الحياة بيديه و راي ان تاريخ حكمه يخلو من المجاعات و الاوبئة و هكذا لن يتذكره الاجيال القادمة فاحدث بنفسه مجاعة في روما عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما و يجعلها تقف ايضا بامر منه فمكث يستلذ برؤية اهل روما يتعذبون بالجوع و هو يغلق مخازن الغلال!كذلك من من نفس المنطق المختل نفهم كلمته " سأحل انا محل الطاعون" !
حتي الاتباع لا يأمنون غدر الطغاة
و قد اخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم و الذي اسهم اكثر في تعاظم جنونه و بطشه ان الشعب كان خائفا منه و كذلك كان رجاله رغم انهم كان بامكانهم ان يجتمعوا و يقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه
و ظل رجاله يؤيدونه في جبروته حتي لحقهم بدورهم فذات يوم استبدت به البارانويا عندما راي احد رجاله يدعي "ميريا" يتناول عقارا ما فظن انه يتناول دواءا مضادا للسم خوفا من ان يقوم كاليجولا بقتله و هكذا قرر كاليجولا ان يقتله لانه ظن به السوء و انه كان من الممكن ان يرغب فعلا في قتله بالسم و بهذا فهو قد حرمه من تلك المتعة ! فقتله كاليجولا رغم ان ميريا كان يتناول عقارا عاديا!!
و ازداد جنون كاليجولا عن حده حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة و التي ادت الي مصرعه في النهاية اذ دخل كاليجولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده العزيز"تانتوس" و لما ابدي احد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك قال له كاليجولا" انا لا ادري لما ابدي العضو المحترم ملاحظة علي دخول جوادي المحترم رغم انه اكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني "! و طبعا كعادة الحاشية هتفوا له و ايدوا ما يقول فزاد في جنونه و اصدر قرارا بتعيين جواده العزيز عضوا في مجلس الشيوخ! و طبعا هلل الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبير فج عن النفاق البشري و انطلق كاليجولا في عبثه الي النهاية فاعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ و كان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية . و يوم الحفل فوجئ الحاضرون لان المأدبة لم يكن بها سوي التبن و الشعير! فلما اندهشوا قال لهم كاليجولا انه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه و هكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية و اكلوا التبن و الشعير! الا واحدا كان يدعي" براكوس " رفض فغضب عليه كاليجولا وقال " من انت كي ترفض ان تاكل مما ياكل جوادي و اصدر قرارا لتنحيته من منصبه و تعيين حصانه بدلا منه" !! و بالطبع هلل الحاضرون بفم مليء بالقش و التبن و اعلنوا تاييدهم لذلك الجنون!.
نهاية الطاغية
الا ان "براكوس " قد ثار و صرخ في كاليجولا و الاعضاء و اعلن الثار لشرفه و صاح في اعضاء مجلس الشيوخ" الي متي يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا " و قذف حذائه في وجه حصان كاليجولا و صرخ " يا اشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان" فاستحالت المعركة بالاطباق و كل شيء و تجمع الاعضاء و اعوان كاليجولا عليه حتي قضوا عليه و قتلوه حصانه ايضا و لما وصل الخبر الي الشعب خرج مسرعا و حطم كل تماثيل كاليجولا و معها ايضا تماثيل افراد عائلته كنيرون !!
لو نظرنا الي هذةالماساة سنجد ان فعلا كل طاغية لا يصير كذلك الا بالحاشية الفاسدة التي حوله و الشعب الذي يخضع للجبروت و يستسلم للخوف و يقبل هذا الاذلال علي نفسه و لوانصفنا فان موقف " براكوس" ايضا ليس بطوليا مئة بالمئة لانه لم يثر علي كاليجولا الا عندما عزله من منصبه اي عندما مس ايذاء و ظلم و جنون كاليجولا مصلحته الشخصية فعندها قرر ان يثور و يلعب دور شمشون فنهض ليهد المعبد علي الجميع . و لو اردنا ان ناخذ عظة من هذة القصة الملحمية فاننا قد نستخلص ان مهما عظم شان الطاغية و تجبر في الارض فان هذا الظلم كفيل ان يورده موارد الهلاك علي يد اعوانه الذين كانوا يساعدونه يوما ما لمصالحهم الشخصية فهم اول من ينقلب عليه عند المساس بمصالحهم فيفيقوا و يفيق معهم الشعب . و التاريخ يعيد نفسه عند غزو العراق فهرب كل اعوان صدام و تركوه يواجه مصيره و حيدا و خرج بعدها الشعب العراقي يحطم تماثيل صدام بكل غل و كراهية رغم انه من شيدها له في البدء
فالخوف يزيد الطغيان و المزيد من الطغيان يولد الانفجار
كاليجولا هو الامبراطور الروماني اشهر طاغية في التاريخ الانساني المعروف بوحشيته و جنونه و ساديته و له صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الاشهر نيرون الذي احرق روما و اسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس) و تولي حكم روما منذ العام 37 الي 41 ميلاديا و لد كاليجولا في (انتيوم) و تربي و نشا في بيت ملكي و تمت تربيته بين العسكر اعدادا له للحكم و اطلقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا" و هو معناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره و ظل يحمل الاسم حتي مصرعه.
عبقرية مجنونة
لم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر و جنون العظمة و القسوة المجسمة في هيئة رجل اضني الجنون عقله لدرجة اوصلته الي القيام بافعال لا يعقلها بشر او يتصورها عقل و التي فسّرها علماء النفس علي انها نتيجة اضطرابه النفسي و الذهني و لكن رغم كل الاعمال المرعبة التي قام بها الا انه يجب الاعتراف انه كان عقل مريض احرقته العبقرية فقد اثبت التاريخ ان الجنون و العبقرية كثيرا ما يجتمعان فعندما نسمع عما كان يقوم به "كاليجولا "ندرك مدي هول و عبقرية تلك العقلية المريضة في ابتكار تلك الاهوال و التلذذ باستفزاز الاخرين :
مثلا كان" كاليجولا" يتفنن في اغاظة الشعوب التي تحكمها روما فمثلا قام ببناء تماثيل عملاقة له في "اورشليم" المقدسة ليستفز مشاعر اليهود و قام بنقل بعض الاثار الفرعونية من مصر كمسلة تحتمس الثالث .
تأليه الذات و جنون العظمة
اما الاكثر شهرة من افعال الطاغية فهو انه كانت استبدت به فكرة انه اله علي الارض و و ملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له فذات مرة ذهب يسعي في طلب القمر لا لشيء سوي انه من الاشياء التي لا يملكها!! و لهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه و كثيرا ما كان يبكي عندما يري انه برغم كل سلطانه و قوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب او يمنع الكائنات من الموت!.
كما انه فرض السرقة العلنية في روما و بالطبع كانت مقصورة عليه فقط اذ اجبر كل اشراف روما و افراد الامبراطورية الاثرياء علي حرمان ورثتهم من الميراث و كتابة وصية بان تؤول املاكهم الي خزانة روما بعد وفاتهم و بالطبع خزائن "كاليجولا" اذ انه كان يعتبر نفسه روما فكان في بعض الاحيان يامر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا اليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي! و كان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا" اما نا فاسرق بصراحة " - وهي عبارة يتبعها الكثيرون اليوم من اللصوص الكبار و الصغار!-كان يري انه طالما اعترف بسرقته فهذا مباح .
الصمت يزيد الظلم
و ايضا اضطرابه النفسي يظهر واضحا في التلاعب بمشاعر حاشيته الذين افسدوه و جعلوه يتمادي في ظلمه و قسوته بصمتهم و جبنهم و هتافهم له في كل ما يقوم به خوفا من بطشه و طمعا في المزيد من المكاسب من وراء نفاقهم له و هذا حال كل طاغية في التاريخ لا يتجبر الا عندما يسمح له شعبه بذلك و يجبنوا عن مواجهته
فذات مرة خرج علي رجاله بخدعة انه يحتضر و سيموت فبادروا بالطبع بالاعلان عن دعائهم له بالشفاء و استعدادهم للتضحيةمن اجله و بلغ التهور بالبعض ان اعلن رجل من رجاله" فليأخذ بوسيدون- اله البحار عند اليونانين- روحي فداءا لروحه" و اعلن اخر" مئه عمله ذهبية لخزانه الدولة لكي يشفي كاليجولا" و في لحظتها خرج كاليجولا من مخبأه ينباهم و يبشرهم انه لم يمت و يجبر من اعلن وعوده المتهورة علي الوفاء بما وعد فاخذ من الثاني مئة عملة ذهبية و قتل الاول كي ينفذ و عده و كان و هو يقتله معجبا متأثرا بكل هذا الاخلاص !! و كانت عبارته التي يرددها لتبرير وتشريع القتل لنفسه " غريب اني ان لم اقتل اشعر باني وحيدا " والعبارة الاخري " لا ارتاح الا بين الموتي" ! فهاتان العباراتان تبرزان بوضوح تام ملامح الشخصية المريضةلكاليجولا و التي ابدع الكاتب العبثي المبدع الفرنسي ( البير كامو) في وصفها في مسرحيته( كاليجولا) و التي قدم فيها رؤيته لحياة هذه الطاغية ببراعة و حرفية . ومن المضحكات المبكيات المذهلات في حياة كاليجولا ما قام به عندما اراد ان يشعر بقوته و ان كل امور الحياة بيديه و راي ان تاريخ حكمه يخلو من المجاعات و الاوبئة و هكذا لن يتذكره الاجيال القادمة فاحدث بنفسه مجاعة في روما عندما اغلق مخازن الغلال مستمتعا بانه يستطيع ان يجعل كارثة تحل بروما و يجعلها تقف ايضا بامر منه فمكث يستلذ برؤية اهل روما يتعذبون بالجوع و هو يغلق مخازن الغلال!كذلك من من نفس المنطق المختل نفهم كلمته " سأحل انا محل الطاعون" !
حتي الاتباع لا يأمنون غدر الطغاة
و قد اخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم و الذي اسهم اكثر في تعاظم جنونه و بطشه ان الشعب كان خائفا منه و كذلك كان رجاله رغم انهم كان بامكانهم ان يجتمعوا و يقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه
و ظل رجاله يؤيدونه في جبروته حتي لحقهم بدورهم فذات يوم استبدت به البارانويا عندما راي احد رجاله يدعي "ميريا" يتناول عقارا ما فظن انه يتناول دواءا مضادا للسم خوفا من ان يقوم كاليجولا بقتله و هكذا قرر كاليجولا ان يقتله لانه ظن به السوء و انه كان من الممكن ان يرغب فعلا في قتله بالسم و بهذا فهو قد حرمه من تلك المتعة ! فقتله كاليجولا رغم ان ميريا كان يتناول عقارا عاديا!!
و ازداد جنون كاليجولا عن حده حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة و التي ادت الي مصرعه في النهاية اذ دخل كاليجولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده العزيز"تانتوس" و لما ابدي احد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك قال له كاليجولا" انا لا ادري لما ابدي العضو المحترم ملاحظة علي دخول جوادي المحترم رغم انه اكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني "! و طبعا كعادة الحاشية هتفوا له و ايدوا ما يقول فزاد في جنونه و اصدر قرارا بتعيين جواده العزيز عضوا في مجلس الشيوخ! و طبعا هلل الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبير فج عن النفاق البشري و انطلق كاليجولا في عبثه الي النهاية فاعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ و كان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية . و يوم الحفل فوجئ الحاضرون لان المأدبة لم يكن بها سوي التبن و الشعير! فلما اندهشوا قال لهم كاليجولا انه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه و هكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية و اكلوا التبن و الشعير! الا واحدا كان يدعي" براكوس " رفض فغضب عليه كاليجولا وقال " من انت كي ترفض ان تاكل مما ياكل جوادي و اصدر قرارا لتنحيته من منصبه و تعيين حصانه بدلا منه" !! و بالطبع هلل الحاضرون بفم مليء بالقش و التبن و اعلنوا تاييدهم لذلك الجنون!.
نهاية الطاغية
الا ان "براكوس " قد ثار و صرخ في كاليجولا و الاعضاء و اعلن الثار لشرفه و صاح في اعضاء مجلس الشيوخ" الي متي يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا " و قذف حذائه في وجه حصان كاليجولا و صرخ " يا اشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان" فاستحالت المعركة بالاطباق و كل شيء و تجمع الاعضاء و اعوان كاليجولا عليه حتي قضوا عليه و قتلوه حصانه ايضا و لما وصل الخبر الي الشعب خرج مسرعا و حطم كل تماثيل كاليجولا و معها ايضا تماثيل افراد عائلته كنيرون !!
لو نظرنا الي هذةالماساة سنجد ان فعلا كل طاغية لا يصير كذلك الا بالحاشية الفاسدة التي حوله و الشعب الذي يخضع للجبروت و يستسلم للخوف و يقبل هذا الاذلال علي نفسه و لوانصفنا فان موقف " براكوس" ايضا ليس بطوليا مئة بالمئة لانه لم يثر علي كاليجولا الا عندما عزله من منصبه اي عندما مس ايذاء و ظلم و جنون كاليجولا مصلحته الشخصية فعندها قرر ان يثور و يلعب دور شمشون فنهض ليهد المعبد علي الجميع . و لو اردنا ان ناخذ عظة من هذة القصة الملحمية فاننا قد نستخلص ان مهما عظم شان الطاغية و تجبر في الارض فان هذا الظلم كفيل ان يورده موارد الهلاك علي يد اعوانه الذين كانوا يساعدونه يوما ما لمصالحهم الشخصية فهم اول من ينقلب عليه عند المساس بمصالحهم فيفيقوا و يفيق معهم الشعب . و التاريخ يعيد نفسه عند غزو العراق فهرب كل اعوان صدام و تركوه يواجه مصيره و حيدا و خرج بعدها الشعب العراقي يحطم تماثيل صدام بكل غل و كراهية رغم انه من شيدها له في البدء
فالخوف يزيد الطغيان و المزيد من الطغيان يولد الانفجار
فمن سيكون كاليجولا القادم؟!
21 Comments:
اولا
أعجبني كالعاده عرضك الشيق للموضوع
وثانيا وثالثا ورابعا
كاليجولا
الطاغيه الميت الحي
وأعوانه الموتي الأحياء
الذين يعيشون بيننا ونعيش بينهم
رغم الدروس المستفاده من التاريخ والتي قد يعرفها الكثيرون منا إلا إننا
قد نكرر اخطاء الأقدمون
وكأننا نتوقع نتائج مخالفه
مقارنتك لكاليجولا بصدام حسين ينم عن وعي وتفهم شديد
أراه فيك هذه المره
وقارنتك المخفيه بين كاليجولا وأخرين
ينم أيضا عن وعي
في قصتك لقد جوع الشعب كاليجولا ليكون مكان الطاعون
لما ركبه جنون العظمه
وفي بعض الحالات الأخري ليت كان الجنون السبب
وليت الحاشيه المنافقه دافعها الوحيد الخوف من البطش
أقول لك الحق يا ساره إن التاريخ لا يكرر نفسه أبدا
وأنا لا أقبل بهذا
لن أنتظر أن يأتي رجل ليثور فجأه من أجل أذي طاله
نقول جميعا أن طاغيتنا يتحكم فينا
وفي الواقع إن طاغيتنا الحقيقي
ليس كاليجولا ولكنه الخوف
الخوف هو الوحش الحقيقي
الذي ينبغي علينا جميعا مواجهته
والخوف لا يحتاج الي بطل ننتظره ان ياتي كي يحررنا من طغيانه
إن خوفنا هو معركتنا الشخصيه الوحيده
التي سوف نتغلب بها علي أي طغيان خارجي أو داخلي
وكواحد من أفراد شعب قد يكون كاليجولا حاكما له
أواجه خوفي أو أحاول أن أواجه خوفي في كل مكان
فلربما لم يكن كاليجولا فقط حاكما سياسيا
ربما كان مجتمع وأفكار
وربما
ربما كان كاليجولا الحقيقي
داخلي
أو داخلك
أو داخل كل منا
دعوه لكل من يحمل كاليجولا داخله أن يقتله وأن يحاكمه
وأن ينحيه عن منصبه
وتحياتي اليك يا ساره
والسلام
أحييك و أشكرك على الكتابة الرائعة دي انا شخصيا ما كنتش اعرف مين كاليجولا دا شكرا علي المعلومة دي
تفتكرى فى كام كاليجولا عايشين معنا؟
اقولك متعديش
كاليجولا الاسطوره لم يصبح كما كنا نراه فى كتب الاساطير القديمه
لم يصبح النموذج القبيح الذى يرفضه الكثيرون
و لكنه اصبح حقيقه واقعه نعيشها و نحياها كل يوم بيننا
نراه فى كل خطوه نخطوها
فى اشغالنا
فى تنقلاتنا
فى كل شىء
و لكن يا ترى هل ستتحقق الاسطوره الاخرى بان ياتى البطل الذى ينهى بسيفه كل عصور الظلام و يكون هو المنقذ من كاليجولا هذا العصر
تحياتى
عندما قرات كلامك عن الطاغية والطغيان
وعن عصر من قديم الزمان
لم ينتهي كما انتهت ابطاله
تذكرت كلمات اسبارتكوس الاخيرة
حين قال :
المجد للشيطان
معبود الرياح
من قال لا
في وجه من قالو نعم
من قال لا فلم يمت
وظل روحا ابدية الالم
وتذكرت حين خاطبنا قائلا
اتحلمون بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر جديد
اذن مالنا لا نعي ما بح صوت التاريخ في قوله
لا اعرف سببا لهذا الجهل والخنوع المستفذ
لن اقول لنا الله
الله لا ينصر المتواكلين
اذن فليكن الشيطان
لنا الشطيان اذن
:) من كاليجولا الجديد جاوب تكسب معنا اقامه مفتوحه في غرفه في ليمان طره :)
-------------------------
القصه حلوه اوي يا ساره اكثر من رائعه لانها تتحدث عن طاغيه مضحك .. شر البليه ما يضحك .. لكن اللي بيحصل في مجتمعنا الان اسوء كثيرا قديما كان هناك كاليجولا واحد الأن كاليجولا كتير اوي كتير كتير يعني
انتوك
سندباد مصري
اولا نشكركم نشكركم
و ثانيا و ثالثا ورابعا
كاليجولا تعدي حدود الفرد ليدخل في نطاق الرمز لكل طاغية يتكلكه الغرور في حدود قدراته و تعضده ايادي اعوانه المنتفعين فانا علي عكسك اري ان المرء لا يتجبر الا لو كانت هناك حاشية فاسدة حوله تعينه علي فسادة و تقويه و لا ابرئ نفسي من هذا فالسلبية و الخوف هما حاشية فاسدة بدورها فمن سكت عن ظلم فقد ساعد في نشره و تقويته
الخوف الخوف
و السلبية و الرغبة في الدفن احياء هي افات مجتمعنا تعودنا علي ان نرضي بشدي انواع الظلم و القهر و نظل صامتين في نقابل ان حيا اليوم بيومه نأكل و نشرب و ننام و ليتها اكلة و شربة هنيئة لكنها غير انها ممزوجة بالذل و الهوان الا انها ايضا ملوثة مسمومة
كاليجولا ليس الا وهما في نفوسنا نحن خلقناه بايدينا شيدنا له التماثيل اعطيناه سوطا و سلاحا ثم انكمشنا منه مرتعبين!
قبل ان نواجه كاليجولا المداي بالخارج علينا مواجهته بداخلنا اتفق نعك تماما في ان كل منا يجمل كاليجولا بداخله قد صنعه و البسه ثوب المرعب لا ادري لماذا و لكنها طبيعة لدينا
علينا تحطيم رموز كاليجولا في شتي الماكن صغيرها قبل كبيرها حتي لا ننتظر موقف منتفع قد اضر كاليجولا نصالحه ليثور و يحسب نفسه بطلا لكونه ثار لمصالحه
anonymous
شكرا جدا و الحمد لله انك عرفت كاليجولا جهز البلطة بقي لتكسير الصنم
mano
كاليجولا كثيروووووون منهم علي احجام و مقاسات في داخل كل منا و في خارج كل منا
شرفتيني
sherif gharib
كما قلت كاليجولا ربما ليس هو فقط ايام الرومان فقد بات رمزا لكل طاغية جعله شعبه طاغية عليهم بصمتهم و جبنهم
كاليجولا حقا في كل مكان و نراه يوميا في كل الساحات و لكننا من وضعناه هناك فنحن من علينا محوه بداخلنا اولا ليمحي خارجها
ادم المصري
كلمات سبارتكوس خناجر في ضمائر من بقوا احياء و لم يتحولوا الي اشباح هائمة لا هم لها سوي ان تنعم بالسلام الخنوع المستفز
كل الابطال الذين قالوا لا سحقهم جبن و تخاذل شعوبهم قبل ان تسحقهم ايادي الطغاة
فمن سبارتكوس الي جيفارا الي كل من تجرأ و قال لا وجد عدوه الاساسي ليس الظلم انما الجبن
krakib
انتوك
موضوع الغرفة دة كمان مشكوك فيه لو لقينا متر في متر يبقي خير و بركة
ماليجولا مضجك لان جنون العظمة تملك منه و لم يكن ليقدر علي افعاله تلك الا بمعونة شعب خنوع سكت عن ظلمه و تقوقع خيفة من تمثال شيده بنفسه
و مششرط التماثيل دلوقتي كمان في صور و حاجات تانية
اهه ليمان طرة حايفتح ابوابه فعلا!!
سرد رائع ومبسط لقصة الطاغية كاليجولا..
وأشاركك الرأي ..إذا قرأنا كتب التاريخ ..لرأينا ان كل طاغية او حاكم يطبقى غلى أنفاس شعبه , ويفعل بهم الأفاعيل..هو رجاله...لن يطيح بهم الا شعوبهم المقهورة ...
عايزين نعمل كونتر لعد الطغاة.شكرا علي هذه المعلومات القيمة
على فكرة انا سعدت بردودك في برنامج "لإيه ايه؟؟".
بالنسبة للبوست : انا فعلاً أول مرة أسمع بالقصة دي ..
بس السؤال الحقيقي مش مين كاليجولا؟؟
السؤال الحقيقي مين ... براكوس؟؟
الطاغية موجود الان مثل زمان
الفرق فى اسلوب ورد فعل الناس معة
وفى النهاية اسلوب سلبى
تحياتى
موضوع جميل جدا
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر جديد
أمل دنقل
salateeno
ما جرت عليه العادة التاريخية ان الطاغية يهلك بيد شعبه و لكن يبدو ان هنا لم تصلنا هذة المعلومة جيدا !مش عاوزين نعمل اي حاجة خالص
بالعربي
لو حاولنا نعدهم حتلاقيهم كتيييير بس اغلبهم متركزين في منطقة واحدة اه لسهوله التعداد
nor
مين براكوس؟ صحيح مش عارفين مين براكوس؟ براكوس له ملايين النسخ عايشين حالة بطولة زائفة و مع الموجة لكن عند اول مساس بمصالحهم ينقلبوا اسد ضرغام جسور و المصيبة ان الناس تنادي لهم بالبطولة
tamer
متي و اين وجد الانسان وجد الطغيان لكن مقابلة الطغيان هي التي تحدد احقية الشعوب بحياة اكرم
ولا داعي لنعرف صورة مقاومتنا للطغيان فالسبلية هي اصبحت صفة اساسية منا و الينا
مصري
لا كلام بعد العبقري امل دنقل
لكن متي ننحني للقياصرة و نكتفي بذلك؟
عجبتني قوي كلمة نور
ان السؤال مش مين كاليجولا, السؤال مين براكوس؟؟
لأن كاليجولا العصري اتعلم الدرس ممن سبقوة وبيقضي على اي براكوس قبل ما يصبح صاحب سلطة وقوة ويقدر ينقلب علية
سواء كان من قادة الجيش العظام باحالتهم للتقاعد واحلالهم بمن لا يهشون ولا ينشون ولا لهم قدرة ولا مقدرة عسكرية على ادارة جيش قوامة نصف مليون من الاساس
او من وزراء ممكن احالتهم الى اي جامعه عربية يتركنوا عالرف فيها
او مواطنين مفكرين و لديهم من حب الناس ما يجعله يخشاهم فيتم تلفيق قضايا متعددة لهم والزج بهم في السجون
Post a Comment
<< Home