كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Tuesday, May 01, 2007

خيوط

1
خيوط

تتثاءب بصوت عال و تمد يدها بجوارها فتصطدم يدها اليسري بذراع أحدهم فيستيقظ فزعا
-"خلاص مش حاعمل كدة تاني ..كفاية ضرب!"
تضحك بصوتها العالي المتقطع فيصمت خجلا من نفسه عندما يدرك أنها ذراعها و ليست الذراع التي كان يحسبها
-"طول عمرك شجاع يا فتحي"
تتبعها بضحكة أخري مجلجلة لتقفز الدماء ألي وجهه من الخزي و يشعر بطنين في أذنه اليمني

..توقظ ضحكاتها باقي المجموعة التي تصحو من غفوتها في كسل شديد
-"قوموا بلاش كسل كفاية نوم ..بقالكو نايمين من زمان اوي"
يقترب منها عم (خليل) و هو يعرج بأحدي قدميه قليلا من جراء داء النقرس الذي أصابه
-"أيه يا (امل) ؟ بتصحينا بدري ليه ماحنا نايمين و مبسوطين ومش حاسين بحاجة ..لازم تفوقينا يعني؟"
تنظر له بدهشة و تستعيد ضحكتها العالية مرة أخري
-" صحيح ..هم يبكي و هم يضحك..قوموا قبل ما يجي و متعرفوش تتنفسوا حتي ..الحقوا اعملوا الي نفسكوا فيه قبل ما يجي"

يقفز (فتحي) بجوارها و يبدأ صوته في التهدّج
-" انت مش شايفة عمل في ايه لما قلت بس علي الي عاوزه ؟..امال لو عملنا حاجة حيحصل ايه؟"
يقولها و يقوم بتعرية جزء من ظهره ليريها أثار ضربات السوط الذي جلده به البارحة ثم يعود ألي مكانه و يندس بين الاغطية ليختفي عن الأنظار ..تتأمله باقي المجموعة و يتحسس (محمود) الفطاطري ظهره لا شعوريا ثم يعود أدراجه مطرقا بوجهه للأرض كيلا يري نظرات من حوله فيضطر للحديث مع أحدهم و هو لا يأمن أن يسمعه فيصيبه ما أصاب (فتحي)

..تمر (امل) علي (نبيلة) التي تعد السلّة و تملأها بالخضرة التي ستذهب لبيعها علي مدخل الحارة و تسألها أذا كان زوجها قد وجد وظيفة أم مازال يبحث بعد ..ترد عليها بأسي
-"لا لقي وظيفة و لا حتي عاوزين يصرفوله مكأفاة نهاية خدمة بعد ما سرّحوه ..موت و خراب ديار منهم لله"
تهم بالرحيل فتمسكها (امل) من ذراعها لتسألها من جديد
-" طب ما قدمتيش شكوي ليه ؟"
تنظر لها (نبيلة) برعب و تضع اصبعها علي فمها و هي تلتفت حولها خوفا من أن يسمعها ثم تضع السلّة فوق رأسها و تلتحف بالعباءة السوداء التي تلازمها ليل و نهار و ترحل مسرعة قبل أن تمسك بها (امل) من جديد و تسمعها المزيد

تستمر (امل) علي ضحكها و سخريتها بصوتها المرتفع و تمر علي (ام فهمي) التي مازالت مستلقية علي جانبها الايمن تهزها برفق لتستيقظ الا انها لا تأتي بأي حركة ..تلتفت للناحية الاخري لتري وجهها فتجد انهارا من الدموع تنهمر من عينيها


2

-" ايه يا شروق ..فهمي لسه بعافية؟"
تمسح (ام فهمي) دموعها سريعا كيلا يراها
-" تعبان اوي و المستشفي العام رافضةعلاجه.. حيموت"
لا تقدر علي منع دموعها فتنهمر مرة اخري
-" ما قدمتيش شكوي ليه ؟"
تضرب (ام فهمي) بيدها علي صدرها
-" شكوي ..يا مصيبتي انتي الي طلع عليك شكوي ؟..عاوزة تودينا ورا الشمس؟"
تقولها ثم تلتفت للناحية الاخري لتكمل بكائها في صمت

تتجه (امل) الي (سيدة) الممرضة و تطلب منها مساعدة (ام فهمي) في تقديم شكوي لمدير المستشفي فترد عليها و هي تشيح بنظرها
-" انا ماليش دعوة"
تمر عليهم (امل) لتقنعهم أن يجمعوا مالا كي يعالج (فهمي) بأحد المستشفيات الخاصة لينقذوا حياته
-" مش عاوزين مشاكل ..خلينا جنب الحيط "
يقولها (حسن) الميكانيكي فتتجه لعم (خليل) يمضي مبتعدا و هو يشير بيديه
0-" و انا مالي ..احنا لاقيين ناكل ؟"
تستمر في مرورها عليهم فيتهرب منها البعض و يتشاغل الاخر عنها بعمل وهمي

تصرخ فيهم (امل) غاضبة
-" مافيش منكم فايدة ..خليكو نايمين كدة ..دة حتي اهل الكهف صحيوا بعد كام سنة ..انتو حاتفضلوا نايمين كدة علي طول..الله يرحمكو"
تقولها و تهرع فارة من أمامهم يحاول ( حسن) اللحاق بها لكنها تبعده بدفعة من يدها و تستمر في سيرها المتحفز ..تصعد السلم فيشهق الجميع و يقفون متجاورين يضربون كفا بكف و هم يرونها تصعد نحو النافذة الوحيدة في السقف
-"حاتعملي ايه يا امل .. اعقلي "

تستمر في صعودها ..تتوقف (ام فهمي) و يقف (عم خليل) علي قدمه دون أن يستشعر ألما و هو يتابعها بنظراته الملهوفة يراها الجميع تفتح النافذة فتدخل أشعة الشمس لتضيء المكان و تنشر الدفء في ارجائه ..يزيح (فتحي) الأغطية عن رأسه و يري (امل) و هي تفتح النافذة و تقف لتصيح بأعلي ما تملك في حنجرتها من صوت
-" بس يا امل يا بنتي حايسمعك"
يقولها (عم خليل) و هو يهرع ناحية السلم

فجأة يسمع الجميع صوت خطواته قادمة فيصيح الجميع ب (امل) أن تهبط لكنها لا تتحرك ..يرون يده تلتف حولها و تجرها جرا الي الخارج و هي مازالت علي صياحها الغاضب تتعلق بالنافذة قليلا ثم تستسلم ..تنغلق النافذة خلفها ويعود الظلام و البرد من جديد ..يتناهي الي سمعهم من بعيد صراخ ( امل) المتعذب الذي ينطق بالألم فيبتعد الجميع عن النافذة و يعود كل منهم الي ما كان يفعله ..يندس (فتحي) اكثر تحت الاغطية و تستكمل (ام فهمي) البكاء


3

تمر دقيقة اخري ثم ينفتح جزء صغير من النافذة يعبر منه شعاع ضئيل من الضوء و تجده ( ام فهمي) يجذبها من يدها بخيوطه التي ربطهم بها ليوقفها علي قدميها و يجعلها ترقص ..فترقص و هي مازالت تبكي و يجذب بيده الاخري (عم خليل) ليقفز علي قدمه التي تؤلمه فيبدأ في القفز دون أن يجسر علي اصدار أهة ألم واحدة


يستمر الرقص و القفز و يسمع (فتحي) من بين الأغطية صوت فتاتين صغيرتين
-" شايفة العرايس بترقص حلو ازاي؟"
-" عرايس ايه؟"
-"عرايس الماريونت "
-" اه حلوين اوي ..شايفة الاراجوز الي بيرقص ؟"
-" انهي واحد؟"
-" مش مهم ما كلهم اراجوزات"

****

4 Comments:

Blogger karakib said...

طفي النور .. طفي النور يا بهية
طفي النور يا بهية .. كله عساكر دورية
جوزك راجع من سوقه راكبه الهم و بيسوقوه
نطوا العسكر من فوقه
دوريه ورا دوريه
طفي النور .. طفي النور يا بهية
طفي النور يا بهية .. كله عساكر دورية
جوزك سارح علي غيطه بيلضم همه في خيطه قزحوا العسكر علي حيطه
يلعبوا عسكر حراميه
طفي النور .. طفي النور يا بهية
طفي النور يا بهية .. كله عساكر دورية
خالك راجع من مكه ... طلعوا العفاريت فالسكه
الف ولاد الجنية
طفي النور .. طفي النور يا بهية
طفي النور يا بهية .. كله عساكر دورية
ولدك رايح علي عكة يفتح سكة علي سكة
طلعوا عليه سكوا السكة و اتحاصر رايحه و جايه
قيدي النور يا بهية .. كل العسكر ...
-----------------
قصتك فكرتني بالاغنية دي مش عارف ليه
الاغنية من مسرحية الملك هو الملك
المسرحية دي تأليف سعدالله ونوس علي ما أفتكر
----------------
حلو اللي أنت كتبتيه يا سارة
الي الامام دائما
تحياتي

2:40 AM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

كراكيب
هاني بجد ميسري جدا لذوقك
هي القصة بصراحة انا عارفة ان كان في ناس تستاهل احسن مني مش كلام من نوعية تةاضع و كدة بس دي حقيقية
بس الحمد لله و يارب تكون عجبتك
بجد ميرسي كمان مرة

6:04 AM  
Blogger admelmasry said...

الله الله الله
القصة تحححححححححححفه
تسلم ايدك بجد
.
.
ثم هي ايه الحاية التعليق هنا باغنية ولا ايه ؟
لو علي كدا انا مش عندي مانع ابدا
.
.
كل احياء البلد احياء مدارس
سبت حد اتنين تلات اربع خميس
ميت حلاوة نصطبح بالتلاميذ
.
يابا سعد ويابا عيد
الجرس في المواعيد
يابا سعد ويابا كامل
كل يوم الفجر كامل
يطلعوا لابسين مرايل
ورد شايل
الكتب والكراريس
.
.
دي جزء من قصيدة لفؤاد حداد
غناها الباشا وجيه عزيز
.
.
معرفشي اشمعني دي اللي طلبت معايا دلوقتي
تحياتي
والسلام

5:08 AM  
Blogger Ummah said...

reakky very nice...(Y)
keep it up..!
regards

7:24 AM  

Post a Comment

<< Home