كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Saturday, March 22, 2008

لاني فقدت الوقوف

لأني فقدت الوقوف
احمق من قال ان الزمن خير علاج و انه يجعلنا ننسي الاحداث المؤلمة في حياتنا و لا ادري من الذي قرر هذة القاعدة و ما هي صحتها من عدمها ..لكن كل ما ادركه انها ليست قاعدة صحيحة تماما او ربما انا الشاذ الذي يؤكدها ..او حتي ربما تكون قاعدة صحيحة لكني انا الحمقاء التي لا ترضي بها و مستوي ذكائي لا يصل الي امكانية تصديقها و تطبيقها ..مع انني اكافح مع خلايا ذاكرتي كي تسعفني بالتذكر ايام المذاكرة لكنها تخذلني في اوقات الامتحانات كعادتها لكنها يبدو و كأنها قررت ان تستجمع قواها في تذكرتي بالاحداث الاليمة كأنما حدثت البارحة و كأنما مازلت تحدث كل يوم دون اي نية حقيقية في مدارتها عن نفسي قليلا كي احظي بلحظات هدنة و لو ضئيلة مع ذاتي المبعثرة ..فكل يوم يمر اكتشف انه لم يساهم في تخفيف الامر و لا اخفائه كما اسمع و كل يوم مضي اكتشفت فيه ان الزمن لا يقوم بوظيفته في النسيان معي كما يجب و لا يستحق راتبه علي الاطلاق لتغافله عن جعلي انسي بل ربما ينبغي توقيع اقصي العقوبة عليه لانه يقوم بوظيفته معي بطريقة عكسية تماما!
اتعمد دائما اعطاء ايحاء اني قوية للآخرين ولمن لا يعرفونني حق المعرفة كي اضع حدودا حازمة للتعامل ..فتجد من يخبرك بكل ثقة ان "سارة دي جامدة اوي!" و اضحك بداخلي للخدعة التي انطلت عليهم و لنجاحي في اخفاء ملامح ضعفي و مناطق الالم بداخلي و التي لا يعرفها سوي المقربون..وابتسم دائما لما تقوله عني صديقتي الحبيبة اني اعطي احساس الوقار و القوة لمن يراني لأول وهلة فيسقط بالضربة القاضية في حلبة المصارعة هذة و لا نملك بعدها سوي ان نضحك لتذكرنا حالات المرح المجنون العديدة التي مرت بنا و لحظات الطفولة المتأخرة التي سجلها الزمن لنا..فحقا لحظات كلها قوة و وقار و شمم!
اما بيني و بين نفسي ادرك دائما اني هشة و اشعر بالالم لذلك و ادرك اني احيانا كثيرة احاول التحور الي نعامة بارعة كي ابتعد عن كل ما يؤلمني لأني لا استطيع تغييره ..اما الآن فلم اعد قادرة علي لعب هذا الدور ..اصاب الممثل الوقور العطب فظهر الضعف بكل صوره و بدأت ادرك اخيرا انه ليس مطلوبا مني ان اكون دائما قوية.. و انه يجب علي الاعتراف اني مازلت اتألم ..و اني ضعيفة و اني غبية لأني لا اقدر علي استيعاب حقيقة كونية معتادة متكررة ..و اني لا افهم بعد جملة بسيطة التركيب لكنها لا تعبر خلايا ادراكي ..وادركت انه آن الاوان ان اعترف بها و اقرأها جيدا لأستوعب معني جملة "قد رحلت امي" ..ثلاث كلمات فقط و رغم ذلك لا استوعبها و لا اريد ذلك بل اوهم الجميع انه ليس صحيحا و الدليل أني كما انا و كما احب ان يراني الناس "قوية" و مازلت اضحك و اتنزه و آكل و استذكر و أحيا ..إذن فهي ليست جملة صحيحة و من القاها يعاني من خلل املائي
لكن كما قلت حان الوقت كي اعترف لنفسي بما لا اريده لها ابدا ..حان الوقت ان اصرح هذة المرة بلا همس معتاد انها اوحشتني للغاية ..حان الوقت ان اصرخ و لو بلا صوت اني بحاجة لها هذة الايام بشدة و احتياجي لها يزيد كل يوم..وحان الوقت ان اجسر علي تذييل كلامي حين اتحدث عنها ب" امي ..رحمها الله"
و صار علي ان ابدأ في الاعتياد علي مرور شهر مارس دون التجول في الطرقات للبحث عن هدية تعجبها و ان اتقن طهي "تارت" الجبنة التي مازلت اعجز عن طهيها كما كانت تفعل ..وان اعترف ان الدمع في عيوني ليس بسبب الانفلونزا كما ازعم ..و قبل ان اصاب بانهيار عصبي علي ان اطلق العنان لدموعي التي حبستها طيلة هذة الفترة كيلا يراعها احد و ان اعترف بضعفي و هشاشتي و قابليتي للكسر
اود ان اقف امام المرآة و اشعر بمصالحة ذاتية و قدرة علي تأمل ملامحي لفترة اطول دون ان اشيح عنها كما في كل مرة..ان اصرّح بما في قلبي من الم دون ان اشعر انه لا ينبغي عليّ التصريح به ..ان افك اسر مشاعري و اعلنها بلا خجل..نعم اشعر بالالم يسحقني ..والحزن يلفني ..و الغضب يقض مضجعي..و الاحتياج يملأني
حان الوقت ان افهم معني انه لم يعد بوسعي ان اطمئنها علي وصولي لاي مكان بجرس قصير علي هاتفها المحمول كما كانت تلح عليّ حتي عند ذهابي يوميا الي الجامعة ..و الاهم ان اقوَ علي الخروج من المنزل وترديد دعاء الخروج التي كانت تحرص علي جعلي اردده اكثر من مرة و انا مازلت اشعر بنفس الامان السابق لأني ادرك انها تدعو لي في كل خطوة اخطوها فيمتلئ قلبي ثقة ..اود كثيرا لو استعيد نفس الشعور بالامان دون هذا الاحساس الذي يلازمني اني خائفة و اني صرت كعصفور خرج لاول مرة بمفرده و يخشي العودة الي العش لأنه تغير و لم يعد يعرف معالمه و لا القش الذي بني به ..احاول الا احسد كل هذة العصافير الصغيرة التي ستعود لاعشاشها و لا تجدها خاوية..ستعود لتجد من يعتني بها
واخشي كثيرا ان اجد نفسي كما تغني مارسيل خليفة اني " فقدت الوقوف ..بدون صلاة نهارك"

7 Comments:

Blogger سمراء said...

ارتعش جسدي عندما قرأت كلماتك
ولم استطيع حبس دموعي في عيني
تعزياتي لك
واود ان اقول انها ستبقي حية بداخلك ستجدينها في وقت الشدائد تعضدك بتلك الكلمات واللمسات التي ستذكرينها من مواقف مشابهه
اما عن الضعف والهشاشة فهي سمة انسانية من حقك ان تصرخي وتبكي وتهربي في بعض الاحيان ليس هذا جرما
تعزياتي مرة اخري
سمراء

1:03 AM  
Blogger الساحرة said...

جميع من يظهرون بمظهر القوةوالصلابه هم في الحقيقه اضعف خلق الله ليس عيبا ان نظهر ضعفنا في بعض المواقف حتي نحس بالراحه

رحم الله امواتنا جميعا وبالطبع الزمن لا ينسينا فراق عزيز علينا مهما طال الزمن

3:49 AM  
Blogger karakib said...

لا اعرف ان اتكلم كثيرا في مثل هذه المواقف
ربنا ينور لك ايامك
و يرحم احبابك الاحياء و الراحلين

6:44 PM  
Blogger Marwa Friday said...

الزمن؟.. ربما كلما مر الزمن يزداد وضوح المطبوع داخلنا.. كأنه ماكينة تصوير يتم تعبئتها بالحبر بمنتهى الغباء دون حساب!، أنا كمان مش باعرف أتكلم وأقول إيه؟ مش هقدر أتكلم وأقول الكلام المعتاد"لأني مهما قلت ومهما أوتيت من القدرة لأكتب ببلاغة مؤازرة لكِ فيما تشعرين به، سيكون كل هذا بلا فائدة، مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع".. تصدقي.. كتير برضه بيقولوا لي "مروة دي قوية"!.. تعرفي لو رحت الجامعة يوم مكشرة يقولوا"إيه ده مروة انتِ بتعرفي تزعلي؟".. أنتِ قوية بالفعل يا سارة- ولا أقول ياد.سارة عشان أمشيها رسمي!- ولستِ ممثلة.. ولكن أحياناً يضطر الإنسان منا لإخفاء مشاعر حزنه ليس إدعاءاً للقوة بل أحياناً خوفاً من ألا يُفهم..
هقول إيه بس!.. الله يرحمها ويخلدها في جنة الفردوس.. هي وكل أحبائنا الذين رحلوا ولم يرحلوا في وجهة نظري، دائما ما أعزي نفسي قائلة "عمر الروح ما بتموت أبداً".. وهي حقيقة على فكرة
:)
على فكرة اوعديني انك- لو رديتِ عليّ- ما تقوليش كلمتين "يا أستاذة مروة.. ويافندم!".. لأني فعلاً بازعل منهم جداً جداً:(
ربنا يريح بالك.. آمين

12:42 AM  
Anonymous Anonymous said...

ربنا يرحمها ويسكنها فسيح جناته ... امين

عليكى بالصبر
الصبر
الصبر

لا راد لقضاء الله
المهم الرضااااااااااااا

4:15 PM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

سمراء
شكرا لمرورك و عذرا لو كان البوست كئيب بس كان حالة نفسية سيئة وقتية و حتمر باذن الله
شكرا مرة تانية لكلماتك المشجعة


الساحرة
مش كل الي بيبينوا القوة بيكونوا ضعفاء ليست قاعدة..انما اتكلم عن اوقات معينة من حياتي احتاج فيها للاعتراف بضعفي دون خجل
شكرا لمرورك


كراكيب
فيه لحظات في حياتنا مينفعش فيها اي كلام و لا تلاقيه حتي باستطاعته انه يعبر عن الي جواك مهما بلغ من فصاحة ..بس هي كانت شحنة حزن مفرط و كان لازم تتفرغ خارجيا ..احيانا كتير فعلا الكلام بيكون لا يليق بالي جواك
اشكرك جدا علي دعوتك الجميلة,..امين يارب


مروة جمعة
ليه بتقولي"لو رديتي علي"؟..انا بارد دايما علي التعليقات..وبلاش "استاذة"لو كانت بتزعلك..بس انا بحب يا فندم!
الزمن ساعات كتير ممكن يكون علاج فعال بس للي متقبلين العلاج دة و الي نفوسهم تقبله..لكن فيه اشخاص و لحظات اكبر من اي نسيان و من اي كلام او عبارات
يكفيني اني بانعش ذاكرتي من وقت للتاني حتي لو حتسبب الم بس اكيد حابتسم بعدها
مرسي لمرورك



anonymous
هو فعلا كدة..
شكرا للمرور

5:11 AM  
Blogger No Fear said...

السلام عليكم
ساعات بس بأحب أقول لحد إني قريت كلامه
المرة دي كده
علشان فعلا تعليق يناسب الكلام اللي أنت كتبتيه
ربنا يرحمهاو يرزقك الصبر

6:54 AM  

Post a Comment

<< Home