كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Wednesday, August 01, 2007

ألعجوز و البحر

ارنست هيمنجواي..العجوز و البحر
حين تدرك ان العجوز هو من يقرأ و ليس البطل!

"ارنست هيمنجواي"الكاتب الامريكي الشهير صاحب ابداعات ادبية لها بصمتها التي لا تمحي في تاريخ الادب العالمي ..فلك ان تدرك انه صاحب " لمن تدق الاجراس" و " الشمس تشرق ايضا" لتدرك مكانة هذا الكاتب و دوره الفريد في اثراء الادب العاملي ..عند قراءة اعمال "هيمنجواي" تجده شغوفا بالطبيعة لحد كبير يظهر حبه لها في مختلف اعماله ..حياته الاسرية متماسكة الي حد كبير فهو من عائلة ميسورة اورثه والده حب الطبيعة و المغامرة و رغم ذلك الا ان الامور لا تبدو كما هي في الظاهر فكان انتحار والده بمثابة ندبة في حياة "هيمنجواي" لم يستطع التخلص منها و لا مسامحة والدته لذلك و جعلت الموت ضيفا متكررا علي تفكيره و ادت الي نتيجة سأقولها اخر المقال
حياته قد يراها الناظر من بعيد حياة مثالية لشاب ناجح في دراسته يجيد كثير من الرياضات يهوي المغامرة واسع الانشطة منذ صغره اذ كان يعمل بالصحافة و هو في المرحلة الثانوية ..لكن المتأمل يجده يعاني من عدم رضا عن نفسه كبير و تخبط اكبر فكان كثير القرارت و النقلات بين المهن المختلفة كثير الطلاق و الزواج لا يتمتع باستقرار واضح..لكن كل ذلك و التحامه بالفئات المختلفة من الشعب جعله يحتك اكثر بفئة المهمشين التي ترزح تحت قشور المدنية اللامعة و بالطبع صقلت موهبته اكثر ..اما اكثر الخبرات صقلا لموهبته فهي مشاركته في الحرب في ايطاليا و مشاركته في الحرب الاهلية في اسبانيا و ابدع بعدها روايته " لمن تدق الاجراس" كل تلك الخبرات حفرت بداخله نقوشا صعب ازالتها و تركت اثارها في كتاباته.
كان لابد من مقدمة مختصرة لكاتب من وزن " هيمنجواي"
اما عن روايته التي اتحدث عنها هي " العجوز و البحر" التي حصل بها علي جائز " بوليترز " و جائزة نوبل عام 1954
تدور القصة حول صياد عجوز في كوبا يدعي " سانتياجو" يعيش وحيدا حياة هي البؤس ذاته ..فهو يحيا بمفرده في كوخ بدائي لا يوجد بداخله اي من اساسيات الحياة سوي قطع من ملابس رثة يستخدمها كفراش و لم تعرف الكهرباء طريقها لكوخ العجوز ..رغم ذلك تجد العجوز عبارة عن كتلة انسانية متحركة فهو يهتم بمتابعة مباريات البيسبول و فريقه المفضل و دائم السؤال عنه لجيرانه الذين يملكون مذياعا
الصياد العجوز لديه مساعد صبي صغير يعمل تحت امرته في القارب الشراعي البسيط لكن سوء الحظ يلازم العجوز لمدة 84يوما بلا اي سمكة علي الاطلاق ..فلا يتحمل اهل الصبي ذلك و يسحبون ابنهم من العمل مع العجوز بعد ما تولي تدريبه لسنوات و يذهب الصبي ليعمل في مركب صيد وفيرة الحظ
استطاع "هيمنجواي" ان يرسم العلاقة المعقدة بين الصياد و الصبي بطريقة رقراقة و شفافة فالصبي يشعر بالذنب لتركه العجوز وحيدا بلا اي عون و هو يعلم سوء حالته الصحية و سوء الحظ الذي يلازمه فيأتي للاطمئنان عليه كل يوم و يحاول ان يترك له طعاما دون ان يجرح كرامته ..لكن الصياد العجوز لا يعرف اليأس فيخرج كل صباح للصيد حتي ياتي يوم يحالفه الحظ اخيرا و يحظي بسمكة من نوع " مرلين" و هي سمكة شديدة الاهمية لدي الصيادين للحمها الطيب و سعرها المرتفع ..يصور لك " هيمنجواي" بقلمه الساحر معاناة العجوز الشديدة في اصطيادها حتي لتشعر بالمعاناة انت نفسك عند القراءة
فالعجوز يشعر بالوحدة الشديدة تفلت في عبارات منه ك " لو كان الصبي معي " ..دائم الحديث لنفسه و للبحر كي ينسي وحدته يتضاحك معه و يتجاذب اطراف الحديث عن كل شيء و عن البيسبول و يحمس نفسه و يعاتبها احيانا كي يظل صابرا متحملا البرودة و الجوع الشديد ..يعيب علي نفسه تخاذله و يوبخها احيانا حين يشعر بالام عظام ظهره العجوز .
يستطيع العجوز رغم ضعفه الشديد ان يصطاد سمكة المرلين و يجعلها تبتلع الخطاف و رغم ذلك الا انها ظلت حية و ظلت تجذب القارب الذي يصغرها حجما الي عمق البحر و استمرت حية لمدة يومين عاني فيها العجوز الام مبرحة و جوعا مؤلما حتي طفت السمكة في النهاية بعد تأملات شديدة الجمال ابدعها قلم " هيمنجواي " مبرزا حديث العجوز للسمكة و اعتذاره لها
بما ان المركب صغير لا يكفي السمكة فكان علي العجوز ان يربط السمكة الي جانب المركب و يبحر عائدا للشاطئ بعد ثلاثة ايام في عرض البحر ضل فيها طريقه لكنه رغم ذلك و رغم تمزق كفيه الهزيلتين من جراء جذبه للخطاف و مقاومة السمكة حتي ان يداه نزفت كثيرا ..رغم كل تلك المعاناة اخذ يبحر بقاربه مهتديا بالتيار و معتمدا علي حاسته البحرية و قد بدأ يصبّر نفسه كي يتحمل الجوع و الالم حتي يصل للشاطئ ..تبتسم و انت تقرأ فرحة العجوز التي تكاد تراها مجسدة بعد 84يوما من الفقر المدقع و فوزه بالسمكة المراوغة ,,وتتعجب من صبره و جلده العجيب و مثابرته التي لم تتوقع ان تكون في شخص ضعيف هزيل كهذا العجوز
لكن لاتستمر الفرحة طويلا فسرعان ما تأتي اسماك القرش فرادي اولا ثم جماعات تنهش احداهم السمكة و تقضم جزءا كبيرا منها لكن العجوز رغم ان يده اليسري اصابها الشلل المؤقت من شدة الالم و النزيف و كان لا يقو علي الوقوف الا انه امسك ببلطته الصغيرة و استطاع ان يقتل سمكة القرش ..و تراه لم يقتلها بقوة عضلية ما فهي ليست موجودةاصلا لكن الذي قتلها هو غضبه و احساسه بالظلم فهو احس ان لقرش هو عدوه الذي جاء بعد 84 من المعاناة الشديدة ليخطف منه انتصاره الذي حققه و هو لم يكن ليسمح بذلك
يتأمل العجوز التلف الذي احدثه القرش في سمكته و يحاول ان ينسي الامر رغم تأثيره الاكيد في ثمنها يدرك العجوز ان الامر لن يمر ببساطة و ان رائحة الدماء ستجذب اسماك قرش اخري فيبدأ يجهز نفسه للمعركة ..فيربط سكينته في عصا طويلة لتكون رمحا ..لا تمر دقائق و يصح حدس العجوز فتأتي اسماك القرش جماعات اكثر شراسة هذة المره ..يزود العجوز عن سمكته بكل مافيه من قوة فيطعن بعض الاسماك لكن الكثرة تغلب الشجاعة تبكي مع بكاء العجوز و هو يري سمكته يقتطع منها جزءا جزءا في فم تلك القروش المتسلقة التي اختطفت ثمرة تعبه و الامه و مثابرته طيله 84 يوما ..يقتل العجوز بعضها رغم هزاله الا انه في النهاية تترك القروش السمكة هيكلا عظميا لا يتبقي منه سوي الرأس ..ينظر العجوز بعينان لا تريان الي هيكل السمكة و قد اقترب الشاطئ يجلس مهموما بانتظار اقتراب القارب فقط يلوم نفسه لانه ابتعد كثيرا عن الشاطئ مما ادي لحدوث ذلك و يعاود اعتذاره للسمكة لانها لم تكن تستحق ما مر بها ..يرسي المركب فيربطه العجوز و يمضي دون ان ينظر الي السمكة ..يعود لكوخه و يستلقي علي قطع الثياب المهلهلة و ينام بعد ثلاث ايام من العمل و العذاب دون جدوي
يأتي الصبي للاطمئنان عليه بعد غيابه فيري يداه و قد تمزقتا و الدم ينزف منهما يبكي الصبي و يهرع ليجلب له طعاما
يتأمل البحارة هيكل السمكة الضخم و لا يصدقون ان العجوز سانتياجو قد استطاع ان يظفر بها بمفرده ويضربون كفا بكف اسفا علي ضياعها ..ينهض العجوز من نومه فيري الصبي ..يتحدثان كثيرا و يأكلان معا.. يفرح العجوز انه يتحدث لشخص بعد طول حديثه مع نفسه و مع البحر و يخبر الصبي ان يعطي رأس السمكة لاحد الصيادين..يقرر العجوز في مثابرة غير معقولة ان يعود للصيد اليوم التالي لان النسيم جيد فيقرر الصبي ان يعود للعمل معه رغما عن اهله فهو لن يتركه مرة اخري لانه بحاجة لتعلم الكثير منه
تنتهي القصة بمشهد احدي السائحات تنظرالي هيكل السمكة قبل ان يجذبه المد و تندهش من ضخامتها بينما العجوز نائم يحلم بالاسود و السباع!
تلك الرواية الرائعة التي تدفعك للبكاء في احيان منها جديرة بحق بجائزة نوبل بل قل ان نوبل هي الجديرة بها ..فهذا العجوز الذي تمكن منه الضعف و الهزال هو القوة ذاتها .. ليست القوة العضلية انما قوة نفسية تصل لاوجها في شخصية لا تعرف اليأس ولا التكاسل و تعمل بكفين ضعفيتين حتي ينزفا كي تصل لغايتها ..ذلك العجوز البسيط الذي يتابع اخبار البيسبول بشغف يعلمك الكثير في حياتك ..يعلمك المثابرة و التحدي ..ذلك العجوز الوحيد يخبرك بالحقيقة في وجهك ..ان ظروفك انت من يحددها و حياتك ملكك.. انت فقط من يملك قرار اذا ما كنت ستستسلم لليأس و تقنع بموت نفسي حتي يأتيك الموت الفعلي ام انك ستحارب حتي لو بيدين شبه مشلولتين لتثبت لنفسك انك علي قيد الحياة مع كل نفس يدخل رئتك..ذلك العجوز الضعيف يخبرك بكل قسوة ان العجوز هو انت ..القارئ و ليس البطل!
بقي ان نعرف نهاية كاتب هذة الرواية الساحرة..الغريب ان في قمة مجد "هيمنجواي" ومع انه كاتب تلك التحفة المحفزةعلي الامل ..مات منتحرا تماما كوالده !!فالموت كما قلنا كان ضيفا علي رأس "هيمنجواي" تربع علي عرش افكاره حتي منعه من التمتع بحياته و بمجده الذي وصل له و منعه حتي من السماع لبطل قصته الاشهر

12 Comments:

Anonymous Anonymous said...

ياااااااااه اخيرا جيتى

عموما كالعادة رائعة

ومبروووك على اجتياز حاجز المستحييييييييل

5:39 AM  
Blogger mariam said...

اسلوبك فى السرد حلو كالعاده

و طرحك للقصه دى بالذات جميل فعلا

لكن اول مره اعرف ان هيمنجواى مات منتحرا

كل سنه و انت طيبه يل ساره
عرفت من البروفايل ان عيد ميلادك جه

تحياتى

6:19 AM  
Anonymous Anonymous said...

law kan hemingway 3rf enk hatigi b3d 46 sana tktbi 3ano bel raw3a di makantch inta7ar 3mouman tla2i mza2tat dlw2ti fi torbeto
post insaaaani awwi ya sarah
3ayatini walahi eh2 eh2 ...
ya ret kol mat2ri ktab tktblna 3ano.. w keda..
besame ya a7la kateba 3ala voix lactee

9:43 AM  
Blogger يا مراكبي said...

مقال أكثر من رائع .. جذبني من بدايته حتى نهايته

معلومات قيمة ومجهود واضح فعلا .. والقصة بها الكثير والكثير من الرموز

11:48 PM  
Blogger No Fear said...

السلام عليكم
أنت كمان تستحقي نوبل في النقد الفني ده من ناحية النقد و الشرح أشك أنك معيدة مثلا في كلية أداب
عارف هتقولي صيدلة بس ده إحساس أو تخيل
ده بالنسبة للنقد
بالنسبة للقصة نفسها مش هأقولك غير إني هاخد منها كوبي علشان أبقي أقراها كتيييييير
شكرا جدا جدا جدا لك

1:21 PM  
Blogger mariam said...

ساره يا جميله
ليكى عندى تاج

2:36 PM  
Blogger إنسان || Human said...

الرواية دي قرتها وشفت الفيلم كمان
على مااتذكر اعتقد ان هو لأنطوني كوين ..مش فاكر
بس الإتنين رائعين جدا سواء السرد في القصة والتفاصيل الكثيرة والدقيقة
..أو حتى الأداء في الفيلم والعلاقات الإنسانية ..وصف الأسماك ..القرش خاصة
الكوخ والفقر وولع بنتائج مبارايات البيسبول .......رواية اكثر من رائعة

12:53 AM  
Blogger سجدة said...

فعلا القصة تحمل معانى كثيرة مهمة واهم حاجة هى التطبيق واسلوب السرد ممتع بجد وجميل
جزاكى الله خير

4:42 AM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

زينب
انا هنا منزمان بس انتي الي مش بتيجي!
انتي مبتجيش ليه مش تبقي تيجي؟!..انا ببقي هناك!

مريومة

القصة فعلا رائعة و انسانية جدا
هيمنجواي مات منتحر انه اطلق علي نفسه الرصاص ..برجله!

5:12 AM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

اللهو المكتئب
كفاية كأبة بقي!..متبسطهاش اكتر من كدة!

يامراكبي
مرسي يا فندم جدا
بس الرواية جدا رائعة و حتقراها في قعدة واحدة

5:13 AM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

no fear
يا فندم الف الف شكر
مش للدرجة يعني
بس الرواية ممتعة فعلا و تتعرف بيها علي دماغ هيمنجواي العبقرية

human
انا مشفتش الفيلم..بس لو كان انتوني كوين هو الي مثل الدور يبقي تكيد تحفة فنية
فعلا جزئية البيسبول دي شدتني برضه


سجدة
الف شكر يا فندم
الرواية نصيحة فلا تقريها جميلة و حتشدك

5:16 AM  
Blogger محمد عبد الغفار said...

ان اجد من قرأها عامه فهذا نادر
وان تكون القارئه فتاه فى العشرين فهذا حلم
وان تتمتع بهذا الحس والفهم فلم يخطر لى على بال

11:31 PM  

Post a Comment

<< Home