كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Monday, March 31, 2008

عن الكمال المتسلسل

عن الكمال المتسلسل!

هناك الكثير من الاعمال الاذاعية و التلفزيونية التي تتناول سيرة احد الشخصيات المعروفة سواء اكان زعيما او ممثلا او مطربا معروفا و هذا شيئ رائع لانه يقوم بتعريف شريحة كبيرة من الناس بهؤلاء لان شريحة مشاهدي التلفاز اكبر بكثير من شريحة القراء ..فهي فرصة عظيمة كي لا يندثر تاريخ هؤلاء و فرصة اعظم للاجيال الجديدة ان تتعرف عليهم و علي انجازاتهم.
.و لكن اذا تم بالشكل الطبيعي السليم ..فالغالب علي مسلسلاتنا المصرية – و العربية – التي تتناول سيرة الشخصيات الشهيرة انها تعمل بكل جد و اجتهاد كي تظهرهم في صورة الملائكة ذوي الاجنحة الذين لا يخطئون و لا يصدر منهم اي فعل شاذ او عفوي ..فقط تجد سيناريو مكتوب بطريقة غريبة يروي لك عظمة و جلال تلك الشخصيات حتي لو اضطر الي تلفيق احداث وهمية فقط ليعطيك لهم صورة القديسين و هذا بالطبع خطأ
..أولا لانه يفتقد للمصداقية و يدرك ذلك المشاهد سريعا مما يفقدهم ثقة المشاهد ليس فقط بالمسلسل انما بالشخصية نفسها ..ثانيا اين الامانة الادبية في نقل التاريخ اذا كنا سنعمل علي تمجيد اي شخصية معروفة لاسباب عديدة منها بالتأكيد الرغبة في الابتعاد عن عش الدبابير و عن الدعاوي القضائية التي ستنهال علي المؤلف و المخرج و كل من شارك في المسلسل لو ظهرت فيه الشخصية المتناولة بشكل يخرج عن هالة القداسة التي احاطوها بها حتي لو كان مثلا اظهار البطل يعطس اثناء المسلسل مما يعطي احساس للمشاهدين ان هذة الشخصية العظيمة كان يصيبها دور برد كالاخرين!
فمثلا مسلسل " ام كلثوم" الذي تناول قصة حياتها ..علي الرغم من جودته و جديته الا انه لم يأت بالحقيقة كاملة ..فكان واضحا حرص المؤلف علي اظهار شخصية " ام كلثوم" كملاك رقيق لا تخطيئ و لا تسهو انما افعالها سلسلة من المعجزات الانسانية تشي في كل لحظة من حياتها بطيبة قلب و حكمة و تضحية و باقي الصفات الاخري المحببة لدي الورثة! فما المانع في اظهار هذا الجانب و اظهار جانبها الانساني الاخر الذي لدينا جميعا و الذي لا يرتدي هالة الملائكة بالتأكيد
كذلك مسلسل " العندليب" و هذا حرم من جدية و جودة المسلسل السابق بالاضافة لنفس الخطأ المكرر لدي كتاب السيناريو و صناع المسلسلات المصرية و هي انه لابد و اظهار الشخصية المتناولة دراميا كشخصية مثالية لا يصدر منها اي عيب او هفوة انما هي حلقات في سلسلة الكمال و التواضع و النجاح و البطولات المجيدة
فلماذا لا نجد مسلسل واحد يتحدث عن اي شخصية شهيرة و يتناولها بحياد و امانة ..فيأتي بالتاريخ كما هو و يصوغه صياغة ادبية تتناسب مع العمل الدرامي دون ان يحذف منه احداث او افعال قامت بها الشخصية – ايا كانت- و دلت علي انها انسان يخطئ و يهفو ؟..لماذا لا نأتي بكل صفات الشخص كقطعة واحدة دون تقطيعها علي حسب الاهواء فنظهر جانبها الشهير الذي عرفه الناس و احبه و كذلك لا يمنع من اظهار جانبها الانساني الذي بداخلنا جميعا
..فمن منا لايخطئ..من منا لا يتسم بالانانية احياناو بالتواضع احيانا ,,فكل انسان تمر عليه لحظات ضعف و لحظات قوة ..لحظات نبل و لحظات اخري سيئة ..و اظهار تلك الجوانب في الشخصيات المتناولة اعلاميا لا يحط من قدرها و لا ينقص منه بل علي العكس فهو يعطي صورة اشمل و اكثر انسانية لها و تزيدها قربا من المشاهد حين يدرك ان تلك الشخصية الشهيرة سواء لمطرب او ممثل او زعيم او كاتب لا يختلف في محتواه الانساني كثيرا عنه
و انه ليس ملاك نزل من السماء فيدرك ان بداخله انه يستطيع تحسين نفسه ليصبح كتلك الشخصية التي يراها امامه و ليس الامر مستحيلا ..
فذلك يجعل المشاهد يشعر بحميمية اكثر تجاه الشخصية التي يراها امامه و يزداد قربا لها حين يراها علي طبيعتها و طبيعة البشر تخطئ و تصيب تتسلح بالفضيلة احيانا و تفلت منها بعض النواقص احيانا
اما لو تناولنا الاعمال الدرامية حاليا فكلها يسير في نفس الدرب التسبيحي التهليلي للشخصيات و يمجدونها معطيين لها صورة بعيدة عن الحقيقة و ذلك لا يخفي علي المشاهد لذكائه و فطرته فهو ليس غر ساذج يفتح فاه مندهشا متعجبا من هذة المثالية الفجة و يقتنع بها ..انما يدرك انما يشاهده انماهو تلميع زائد عن حده و زاد بريقه لدرجة اعمت العيون و جعلهاترفض ما يشاهده
..و الهدف من المسلسل و هو تقديم قدوة للشباب يفقد معناه حين يجد الشباب ان الشخصية التي يريدون منه الاقتداء بها لا تخطئ انما فقط اعمالها مزيج من الكمال فيصيبه اليأس في امكانيته الوصول لدرجتها يوما ما
في الغرب و امريكا ..حين يتم تناول السيرة الذاتية لاي شخصية معروفة – كاتب زعيم او مطرب- يتناولونه بكل جوانبه و ليس كما تفعل مسلسلاتنا فيوضحون اخطاءه و يبرزون الجانب من حياتهم الذي لا يعرفه الناس عنهم ..فمثلا في فيلم رائع عن قصة حياة " بيتهوفن" الموسيقار العظيم اوضح صناع الفيلم كل عيوب " بيتهوفن" التي يعرفها من عاصروه و التي سجلها التاريخ في حياد و امانة مهنية عالية ..و كانت عيوبه حقا كثيرة فكان شخصية شديدة الطباع لدرجةالقسوة الزائدة تتسم احيانا بالشر المبالغ فيه ..تخطيئ و تصيب و يظهر ضعفها الانساني مثلنا جميعا ..و لم يعترض احد مطالبا بمنع عرض هذا الجانب منه و لم يعترض ورثته كما يحدث لدينا في مصر ..
و بالمثل لم يحط ذلك من قدر " بيتهوفن" و لم يكرهه الناس انما عرفوا انه بشر و ليس ملاك من حقه الخطأ و من حقنا معرفة جوانب حياته ..و هذا يعطي نتيجة ايجابية – علي عكس ما يظن البعض- فحين يري المشاهد انه باستطاعته ان يكون مثله فهو ليس بالامر المستحيل ..فهو كائن بشري مثله له عيوبه و ميزاته و ليس في حالتنا عندما نجاهد كي نعطي صورةليست صحيحة و بعيدة عن كل ما جاء في التاريخ و من روايات من عايشوا تلك الشخصيات
فهل مثلا لدي معرفتك ان " سعد زغلول" كان يجاهد نفسه كي يتوقف عن المقامرة يحط ذلك من قدر ذلك الزعيم الوطني العظيم؟..بالطبع لا بالعكس فهو يعضد نظرية انه بشر مثلك له ضعفه الانساني مثلك و بالتالي ليس مستحيلا ان تكون مثله و بالعكس تزداد احتراما له فعلي الرغم من معاناته الشخصية لم يؤثر ذلك في وامته العظيمة ..لكن في الخيال طبعا لواستطاع اي مسلسل وضع تلك التفصيلة في حواشيه فالهلاك سيكون مصير كل صانعيه!
و ليس معني ما اقول هو التشهير بالرموز..بالطبع لا و بشدة ..فالرموز لن تشوها معرفتنا لتاريخها الحقيقي و ليس الذي تم تلميعه ..لان ذلك التاريخ و تفاصيل حياتها معروفة اساسا في الكتب و لذلك تجد اختلافا شاسعا بين ما تقرأه في الكتب و ماتراه علي الشاشة و لا اقصد بالتغييرات الفنية للتناسب مع طبيعة العمل لدرامي انما اقصد التغيرات في التاريخ نفسه و اغفال احداث حدثت لاعطاء صورةمختلفة تماما عن الحقيقة
و لا يمكن ان يكون رد فعل اي مشاهد عندما يري جوانب الانسان داخل الشخصيات الشهيرة ان يكرهها مثلا حين يدرك انها كانت تخطيئ مثله..فتلك سطحية مبالغ في سطحيتها و ابتعادا تماما عن النضج ..فهؤلاء بشر مثلنا لا يمكن ان يكونوا قضوا حياتهم في المثاليات و الكمال!
فالمسلسلات حاليا تعد استهتارا بالتاريخ و بعقول المشاهدين و اعتمادهم انهم سذج يصدقون ما يشاهدون و يصدقون ان المشاهير – اي كانوا- قد صنعوا من طينة اخري غير التي صنعنا منها و لا تحفر هذة الاعمال بالنفوس فقط يرضي بها صناع العمل الورثة و يزيدون من احباط المشاهد حين يري امامه شخصيات لا تخطئ تتعامل بكمال لا يصدق فيفقد اي امل في امكانيةان يصبح مثلهم يوما ما

8 Comments:

Blogger No Fear said...

السلام عليكم
بصراحة يعني الفكرة دي لم تخطر علي بالي فعلا
فكرة جميلة قوي
و أكيد مفيش إنسان كامل

6:44 AM  
Anonymous Anonymous said...

يا بنتي انت عبقرية دايما بتفكرى في اللي محدش فكر فيه و اللي الناس بتعتبره قضاء و قدر بجد يا سارة انت موهوبة بضراوة انت فخر لكلية الصيدلة و للقطاع الطبي قاطبة يعني كده و انت لسه في العشرين خريفا يعني بعد 10 سنين كدة بإذن الله هتكتسحي
الساحة الأدبية و الصحفية كمان
انشالله دايما يا سارة في تألق مستمر لأنك انسانة جمييييلة بعنف و أجمل حاجة فيكي طفولتك و برائتك و تواضعك أه الف مبروك على التقدير المرعب و عقبال الترم الجاي و السنة الجاية و كل ايامك الجاية و يا رب يسعدك يا رب عشان انت تستاهلي أحلى حاجة في الدنيا

7:54 AM  
Anonymous Anonymous said...

سارة بلاحظ كطده فعلا محاولة تصوير الشخص اللي بيتكلم عنه الفيلم أو المسلسل كملاك أو قديس بصورة تفقد الفيلم منطقيته و موضوعيته

الفيلم عن بيتهوفن كان إسمه
immortal beloved
مش كده بعتبره فلم هايل

2:28 PM  
Blogger karakib said...

مزاج
المكتوب ده
مكتوب بمزاج
مثلا مثلا باتفقع لما باشوف فيلم عبد الناصر
او فيلم السادات
و كأنهم بلا اخطاء ... حتي النكسة ما جابوش سيرتها نهائي و لا اللي سموها انتفاضة الحرامية
و لا اي حاجة خالص خالص خالص .. كله حلو
و كأن انتقادهم في حياتهم و حتي مماتهم
ممنوع !!

2:34 PM  
Anonymous Anonymous said...

تحصل ف الحقيقة برضه مش ف المسلسلات بس

ساعات الانسان يقابل شخص ويظنه حاجة كداا فوق الوصف

وبعدين يصطدم بالواقع وساعتها اللى اكسر عمره ما بيتصلح

!!!
موضوع جامد احييكى

4:22 PM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

no fear
,عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
المسلسلات عندنا للاسف مفهومة غلط لازم كلمة دراما عندنا يعني اعطاء صورة كاملة متكاملة عن الشخصية المتناولة حتي لو مزيفة حاجة غريبة فعلا!




anonymous

احم..!..مين معايا؟!!
علي العموم مرسي يا فندم خالص جدا اوي..والله احرجت بجد من الكلام الكبير دة كله..بس مين معايا؟!

2:43 PM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

يحيي المصري
فعلا الظاهر ان دي بقيت ثقافة راسخة عندنا ومن ضمن المسلمات لازم الشخصية تكون لا تخطيئ ولا تفكر حتي في الخطأ!..تخلي المشاهد يفقد اي صقة في العمل الدرامي و في صانعيه و في مصداقية الكتاب نفسهم
اظن فعلا الفيلم كان اسمه كدة..بس حاجة تانية خالص ناس بتحترم عقول مشاهديها




هاني جورج

ماهو لازم كدة مش كانوا رؤساء مصريين..يبقي ملائكة لا تصدر عنهم زلة لسان و لا يفكرون سوي بمعجزات !..عادة التأليه دي صارت لازمة مصرية لا يتم الاستغناء عنها حتي في الافلام!..بس لو كانوا كاملين و منتهي المثالية امال النكسة و الانفتاح و الكوارث التانية مين الي عملهم؟!..
و لو كان كل الشعب المصري ملايكة كدة في المسلسلات امال ايه الي يحصل حوالينا دة.!



anonymous
مجهول تاني!..
اكيد طبعا..لان الدراما هي جزء مصغر من الحياة..ومفيش ح فوق الوصف لان الكنال لله وحده و لسنا انبيا ولا ملايكة مجرد بني ادمين نخطئ اكثر مما نصيب و دة الطبيعي مش الي بيجيبوا دة علي التلفزيون!

2:50 PM  
Anonymous Anonymous said...

الدراما هى مرايه البشر شاهدوا فرقه الصامتون للاداء الحركى اول فرقه استعراضيه من الصم والبكم بالعالم العربى على موقعها www.elsamteen.com

8:47 AM  

Post a Comment

<< Home