كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Saturday, August 16, 2008

الشارع دة....

الشارع ده..!
اؤمن دائما ان الذاكرة كائن حي مثلها مثل باقي الكائنات تحتاج الي غذاء و عناية متواصلة كي تعتني هي بدورها بما و من تحتويه من ذكريات عزيزة علي قلبك..لذلك فإن اهملتها و لم تراعيها فهي بالمثل ستهمل ذكري بعض الجوانب من حياتك ..و المدهش في امر الذاكرة انها لاتكلفك مالا و لا عبئا في العناية بها فقط يكفيها انك ما زلت علي قيد الحياة فتقوم هي بالعناية بنفسها دون اثقال عليك ..وغذاؤها لن يكلفك شيئا لانها تستمده من بقائك شخصيا فقط كل ما ترجوه هو لحظة صفاء نادرة تمر بخلايا عقلك المزدحم بالاف الخواطر لتستعيد صورة قديمة في ذهنك او تسمع اصواتا قديمة لتتجدد الصورة مرة اخري و تعود للخلفية الابيض و الاسود بهجة الالوان من جديد و تصبح بعدها من اسهل الملفات استرجاعا من ارشيف ذاكرتك لكن في بعض الاحيان ينشغل المرء باحداث مهمة و اشخاص اهم بل و ذكريات ارفع مكانه و اعز لديه مما يؤدي الي اختباء بعض الذكريات الاخري في خجل ليعلوها الغبار و تكسوها التجاعيد و يصيبها الهرم...و إذ فجأة يحدث امرا مفاجئا يفيقها من غفوتها فتصحو مذعورة بملابس رثة و شعر اشعث و ملامح باهتة تحاول ان تفهم حينها ما الذي حدث و احالها الي هذة الصورة المزرية!
كنت اسير في طريق العودة و لم يكن في ذهني اي شيء سوي الرغبة في الوصول للمنزل و كان الازدحام لا يطاق فلجأت الي بعض الطرق المختصرة لعلي اصل للمنزل اسرع و بعد الكثير من اليسار و اليمين و قليل من التيه المعتاد اذ فجأة اجدني في الشارع الرئيسي المفضي الي مدرستي القديمة!..وكان مضي من الزمن اكثر من اربع سنوات بعد تخرجي لم ازرها سوي مرة واحدة ..قررت الاستمرار في الشارع دون ان انحرف عنه و هو ما كنت اتعمده قديما لسبب لا ادريه ..لعلي كنت اشفق علي نفسي من الحزن الذي سأحسه و الحنين الذي سيغمرني حينها لولا اني في منتصف الطريق لمحت في اقل من ثانية زميلة قديمة تمر في الشارع !! علي الفور تعرفتها و تعرفت ملامحها التي لم تتغير سوي لماما و قفز اسمها الي ذاكرتي في سرعة اندهشت لها بعدما ظننت ان اكوام الغبار علي هذة المرحلة من ذاكرتي ستحتاج الكثير و الكثير لازالتها و ادركت انها لا يمكن ان تكون مصادفة قوية لهذة الدرجة و ادركت انها الاشارة فعدت ادراجي و شققت طريقي نحو المدرسة في نفس الشارع الذي كنت اسلكه قديما
اشعر برهبة شديدة و كأني سأذهب الي لقاء الزمن نفسه و بدأت اولي البوادر في الظهور ..مسجد العزيز بالله ثم الكنيسة العملاقة المهيبة.انحرف يمينا فتطالعني المكتبة الصغيرة التي كنا نبتاع منها جريدة "الاهرام ابدو" كل اربعاء ..يزداد خفقان قلبي اكثر و اكثر حين اقترب من محل العصير الذي كنا نرتاده في مرحلة الثانوية العامة و انهار القصب و السوبيا التي شربتها مع صديقتي العزيزة حتي قضينا علي محصول القصب في البلد آنذاك! و اخيرا لمحت الجدران العالية لمدرستي الحبيبة المح اسمها الذي حفر علي الجدران منذ ما يقارب المائة عام و مازال اسمها يحمل صفة المدرسة الداخلية رغم انها لم تعد كذلك منذ فترة طويلة.. يرتفع ضجيج قلبي حتي يصيبني بالصمم فاحاول تهدئته بمزيد من التنفس العميق و بعد ان هدأت بدأت ادرك التفاصيل الاخري التي اعماني الانبهار عن رؤيتها ..فالشارع تغير لم يكن بهذا الضيق فيما سبق..كنت اتخيله بحرا واسعا و كنت اخاف من عبوره بمفردي ..الآن صار مزدحما بصفين من السيارات و عشررات المحلات التجارية التي ظهرت من حيث لا اعلم..اختفت الفيلتين القديمتين و حل مكانهما اربعة ابراج ضخمة لم تكن موجودة قبل ذلك مما ساهم في اضافة المزيدمن الضيق النفسي بعد زوال كل علامة للماضي الفخيم و اناقة ذلك الزمن الذي ولي ليحل مكانة تلك المكعبات..اختفي محل الخردوات الصغير ليحل مكانه مقهي يتكدس فيه شباب لا يفعلون شيئا سوي القهقهة و شرب الشيشة ..ابحث بجنون بعيني عن تلك المكتبة الصغيرة فأهدأ حين تقع عيني علي لافتتها العزيزة.هي ..هي ..نفس الخط الطفولي و صورة البنت و الولد و نفس الهيئة لم تغيرها السنون "صبيان و بنات" التي كانت تشكل لنا العالم باسره خارج اسوار المدرسة..استرجع طعم اللوليتا التي تذوقتها لاول مرة مع صديقتي و مشاعر الرهبة بداخلنا كيلا تكتشف احدي الراهبات الامر و يكون العقاب المستحق لهذة الجريمة النكراء!..بدأت الفتيات في الخروج من المدرسة عقب "جرس المرواح" كما كنا نطلق عليه و انفتح الباب الكبير لاري مدرستي من الداخل ..حمدت الله انها لم تتغير كثيرا لازلت اعرف المكان و المكان يعرفني..فقط تغيرت الوان الحوائط بعض الشيئ و رحل اللون الرمادي القديم ليحل محله الوان اكثر عددا لكنها نفس الحوائط التي احاطتنا في صبانا يوما ما ..اشعر اني عدت للوراء اعواما كثيرة ..اتجهت من فوري الي ملعب المرحلة الثانوية اجمل سنوات عمري ..المح تغيرا طرأ علي ترتيب الفصول فاصبح فصلي الاثير الذي كان يطل علي الحديقة الخلفية ملجأ لطلبة الاعدادي ..تجولت في بعض الفصول و اعترفت اخيرا انها تغيرت كثيرا و لولا شكلها الخارجي لما تعرفتها بالوانها الجديدة ..اختفت اللوحات السوداء و الطباشير الملون ليحل محلها الوايت بورد ..لم اتعرف علي اي من المدرسات الجديدات لكن مع سؤال بعض الطالبات عرفت ان مدرسيني الاحباء مازالوا بها..مازال هناك "مسيو سليم" اللبناني الوسيم الذي لم ار في مثل دماثة اخلاقه و خفة دمه..ومازال هناك "مدموازيل نيللي" ببشرتها السمراء الجميلة و "مدام فاطمة" التي عشقت النحو بسببها ..اما الباقون فلا اعرفهم....المكان هو المكان لكني اصبحت غريبة عنه..افتقد ذكرياتي الطفولية و حوادث الفصول و مشاغبات المرحلة الثانوية و افتقد حتي لحظات العقاب!..تخرج احدي الراهبات من احد الابواب فتلمحني و تبتسم.لا اعرفها فاعود لسؤال الفتيات عن اسماء بعض الراهبات القدامي..فيهززن رئوسهن جهلا فأشعر اني من عصر سحيق مضي!
تمضي الدقائق سريعة بعد تجولي في انحاء حديقة الروضة و فصولها و ابتسمت حين رأيت بعض المناطق مازالت علي حالها لم تطالها عصا التغيير بعد..ثم حان وقت العودة فاخرج و انا اودعها بنظرات تقطر شجنا و حنينا لا يوصف..اشتاق بشدة الي زميلاتي و سنوات البراءة ..اتراهن علي حالهن ام تبدلن هن الاخريات؟..اعود الي الشارع الذي كان رحبا قديما و اذ به ضاق كما لم اتصور و اشعر بحزن لا ادري مبعثه..ارمق المدرسة مرة اخيرة و اختزن بعض الذكريات بداخلي و امضي و انا اردد احدي رباعيات جاهين
"الشارع دة رحنا فيه المدرسة....الي باقي منه باقي و الي مش باقي اتنسي
كنسوه الكناسين بالمكنسة.....بدموعي في لحظة اسي
الشارع دة كنا فيه زمان....كل يوم يضيق زيادة عما كان
بقي دلوقت زي بطن الام...مالناش فيه مكان
"

3 Comments:

Anonymous Anonymous said...

Sarah pour la 2eme fois ce sujet me fait fondre en larmes,tu sais tu es ma porte-parole tu vois les choses avec le meme oeil que moi les memes choses retiennent notre attention et font surgir les memes idees...Des le debut je notais cette enorme similitude, pourtant je n'en suis pas moins surprise mnt qu'auparavant ,surtout j'en suis plus fiere mnt...
fakra ya sarah, au sein des lecons,des examens (que je n'ai jamais repondus), du stress du bac, de la peur, des interminables devoirs(que je n'ai jamais faits) du desir de rompre avec tout ca au sein de ce calvaire, nous eprouvions une perception aigue que ce bonheur etait irrevocable...
Pourtant je suis comblee mnt que ns sommes tjrs amies meme plus que jamais ,j'espere que ce sera pour tjrs ou du moins autant qu'il te seras possible de supporter mes inepuisables betises
je t'aime d'un amour contagieux!!!

4:03 PM  
Blogger sarah la tulipe rose said...

l'innocence du loup...et quel loup!!
je me rappelle des mots que nous disons a la meme instant " tu te rapplle de (tatarana7) au lecon d'arabe de m gamal!"
a propos des examens - auxqueles tu avais une seule reponse "desolee"!!- et a propos des devoirs- que tu resoudrais dans ta tete!-je me souviens tres bien des jours avant les examens finales quand nous decidions la table des matieres que nous allions finir ce jour surtout l'arabe....au comble du massacre de bac nous etions sures que ces jours ne seront jamais oublies...quelque fois je me demande si j'ai cette nosatlgie pour l'ecole rien que parce que tu etais avec moi(besame)
je t'aime d'un amour epidemique!!

1:40 AM  
Anonymous Anonymous said...

mara 7adart cours mercredi wl Mrs Cherif kan taleb menena rasma keda galvanometre bayin w 3ada 3ala chacun de ns ywarilo el cahier fana oltlo rasmtaha fi dmaghi:))) ta5ayli el ragel el kobara lam yanbes b un mot w ibtsam w mechi sagheran:D:D
ya sarah ton francais est impeccable,, plzz erga3i tani ektebi fil ahram hebdooo plzzzzzzz... masir el francophonie mo3alaq 3alikiii "besame"

5:12 AM  

Post a Comment

<< Home