كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Friday, January 30, 2009

توم و جيري ومنكم نستفيد

"توم و جيري"..ومنكم نتستفيد!
كان ابن اختي يعشق كعادة الاطفال افلام الكرتون و حين كان في سن صغيرة لا تعي احداث الفيلم انما تتابع عيونه الصغيرة ما يدور علي الشاشة من تتابع الالوان و صراع الحيوانات و الاشخاص كان يجد في ذلك استمتاع كبير لذلك كنا نتركه احيانا بمفرده مع الكارتون لنقوم بما علينا من مهام لكنه كبر الآن و صار يميز الحركات و يتابع الاحداث و يبدو من تعبيرات وجهه انه يفهم ما يدور امامه لذا كان واجبا ان اجلس اشاهد معه الكارتون كبلا يتسرب سلوك خاطئ اليه دون داع ..وكانت من امتع اللحظات هي تلك التي يشاهد فيها الكرتون الكلاسيكي و " توم و جيري" حيث اني صرت احفظ ميعاد عرضه و صرت انا التي انبه حين يكون مشغولا باللعب كي يتابعه فاجدها حجة لمتابعته معه!..
لفت نظري احد الافلام و انتبهت حينها لمتابعة قصة الفيلم التي تذكرتها و التي كنت اشاهدها كثيرا في طفولتي لكني فهمتها بطريقة اخري الان ..كانت قصة مختلفة لا تدور حول مضايقات الفأر للقط كما هو معتاد بل عن محاولات " جيري" ان يعلم قريبه الصغير كيف يحتال علي القط و كل مرة يأتي له بفصل من الكتاب ليعلمه خدعة جديدة للقط المسكين..لكن الفأر الصغير كان مصرا علي حسن معاملة القط رغم كل العقاب الذي كان ينهال عليه من "جيري" و اصراره علي تعليمه ان القط عدو و ينبغي عليه ان يعاديه و يقوم معه بالمقالب و لكن الفأر الصغير البرئ كان يصر علي رأيه فتارة يعلمه كيف يسرق الجبن من القط مع مغامرات طويلة فإذ بالصغير يتوجه بادب الي القط ليطلب منه قطعة الجبن بأدب ! و تارة يعلمه ربط الجرس حول رقبة القط ليضايقه و بعد ان يضرب القط جيري علقة ساخنة يتوجه الفأر الصغير بكل ذوق الي القط ليقدم له الجرس هدية فيقبلها منه في سعادة و يرتديها بفرح!..هنا استسلم جيري و قد تحول الي تلميذ لدي قريبه الصغير الذي بدأ يعلمه كيف يكون افأر و القط الصدقاء مع موافقة "توم" و فرحه بالجرس الهدية!
انتهي الفيلم فجلست اتأمله طويلا معجبة بهذة الفكرة التي نستطيع ان نفهمها علي عدة مستويات..فالطفل يفهم ان الصداقة افضل من العداوة و عليه تكوين صداقات و هكذا و لكني اري انها تحمل بعدا آخرا خفي فهو نوع من التمرد علي المسلمات و الثوابت التي نتلقاها و يلقنونها لنا دون ان نقتنع بها و نجبر علي مسايرتها دون ارادة منا ..فالفأر الصغير لم يستسلم لما يريد الكبير ان يغرزه بداخله من عداوة تجاه القط و رفض الانصياع وراء المنبع و هو لا يري فائدةمن هذا الاستعداء طالما يستطيع العيش بصورة طبيعية مع القط دون مضايقة متبادلة ..واجد ذلك رائعا ..بل مذهلا ..فهناك حقا الكثير من التقاليد المجتمعية التي نسير وفقها دون ان نتمهل قليلا و نفكر في جدوي ما نفعل و في صواب ما نتبعه من تقاليد و اعراف حتي لو كانت تعود لمئات السنين و اتبعها اجدادنا و اباءنا و صار لزاما ان نسير وفقها نحن ايضا..هي احيانا تكون عادات سيئة كسرادقات العزاء و ما يحدث فيها من تباهي نهي عنه الدين في موقف مهيب لا مكان فيه للتفاخر و لا التباهي بكبر حجم السرادق و من جايئ به ليتلو القرآن ..
وليس بالضرورة ان تكون العادات المتوارثة سيئة بل حتي لو كانت عادة لا سوء فيها لكنك غير مقتنع بها فعلينا الا نستسلم لها و نتبع نهج الاباء صاغرين كيلا نغضبهم و كيلا نشذ عن الجميع..وعلي نفس الموقف قد تجد فيبعض العائلات عداوات و كراهية تنتقل من الجيل الذي اوجدها الي الجيل الذي يليه الي اجيال كثيرة بعدهم لم تشهد سبب العداء و لا ذنب لهم فيها لكنها تواراثت الكراهية و صارت في ثقافتها و موروثاتها و لذلك كان لزاما ان يظل افراده يكرهون بعضهم البعض وفاء لتلك الذكري السيئة!
واذا فكرت في سبب هذا العداء ستجده تافها و لو حاولت الصلح لوجدته اسهل و افضل و لندمت علي ما اضعته من وقت في الكراهية التي لا مبرر لها..وهذا الامر لا ينطبق علي " توم و جيري" فالقط و الفأر اعداء بالغريزة دون تدخل الاجيال ! و ينبغي عليهما العودة لمشاكاستهما و الا ستفلس الشركة المنتجة و لن نجد ما نشاهده من كرتون ممتع!
فيجب علينا ان نتفكر في كل خطوة نخطوها و نعقلها كيلا تصير حياتنا نتيجة مكررة من حياة السابقين و كيلا نحمل علي ظهرنا احمال صنعها الاخرون دون ذنب لنا فيها سوي اننا لم نستخدم عقلنا و قررنا السير وراء الموروث و الثوابت دون تفكير في صحتها و ملاءمتها لنا و ان نجد في انفسنا الشجاعة قدوة بذلك الفأر الصغير البريء الذكي لنتمرد علي مالانحب و علي المتبع و السائد ان كان لا يناسبنا و نري فيخ ضررا لنا حتي لو قوبل ذلك باستهجان الجميع و انتقادهم لان المجتمع اذ يعتاد علي شيئ يدمنه و يصير شبه مستحيل التخلي عنه و يصير لديه بمثابة الدين لا يجوز الاشارة له و لا حتي التفكير في مدي صحته..
فيجب ان نعيد التفكير في افعالنا و نتفكر فيما نقوم به و قناعاتنا التي غرسها المجتمع فينا و نري ان كانت تماشي مع ثقافتنا و تعاليم ديننا و فطرتنا السليمة فان لم تكن كذلك علينا ان نكون حازمين لنخرج عن القطيع كيلا نتحول الي مجرد رأس من الماشية التي يقودها راعي لا يفقه شيئا!
و ختاما اكن اعجابي لذلك الفأر الصغير الذكي,.ولنا في "توم و جيري" خير عظة!

Thursday, January 22, 2009

pre-exam syndrome متلازمة ما قبل الامتحان!

Pre-exam syndrome!
متلازمة ما قبل الامتحان
!
دائما هي نفس الاعراض..مهما مرت الاعوام و ازداد عدد ما املك منها تبقي هي علي حالها ..تأتي في موعدها الدائم الذي لا يتغير صيفا او شتاءا..ودائما ما تتسم بالنظام و الدقة الشديدة فتبدأ بالتمهيد الاوّلي المعتاد و من ثم يبدأ كل عرض في فرض نفسه علي الساحة في ثقة و تأن و لا يختلط الامر علي اي منهم..فينتظر الجميع دوره في روية كي يؤديه في لهفة..ومع انتهاء كل فصل دراسي يحين موعدها..ولها في كل فصل سمت و رائحة مرتبطة بالمناخ و الموسم ..ففي الفصل الدراسي الاول تأتي متلفحة بالكوفية الصوف و تري وجهها الرمادي يبتسم متشفيا و متحفزا ..اما في الفصل الثاني فتأتي مشمرة عن ذراعيها شاعرة بالرطوبة و الحرارة لكنها تبقي كما هي ..نفس الحالة النفسية التي تثيرها بداخلي و التي تعد مؤشر لقرب الامتحانات و تمهيدا للجو العام من الكآبة المزمنة و ما يصاحبها من اعراض مرضية لا تخطئها العين!
ورغم كل هذة السنوات الدراسية التي مرت إلا انني مازلت كأنما هي المرة الاولي في كل عام ..مازلت لم اعتد الامر بعد و مازال قدوم الامتحانت يمثل لي نفس الخوف و الرهبة و الاحساس العام بانعدام الحيلة!..ودائما ما اتوقع المقدمات التي تسبق ايام الاختبارات الاخيرة كل عام و التي اطلقت عليها "متلازمة ما قبل الامتحان" او كإسم علمي لاتيني رصين pre exam syndrome
تبدا اولا بحالة تعامي عن الامر كأنه غير موجود حتي يمر بعض الوقت في هذا الانطباع المتجاهل للكارثة المقبلة ثم يتطور بعدها الادراك الانفعالي لادرك حجم الماساة و مقارنتها باحجام الكتب العملاقة النظيفة و التي لم تمس طيلة العام فيتحول الادراك الانفعالي الي درجة عصاب متوسط!
و يبدأ بعدها العرض الثاني يأخذ دوره في المسرحية ..حين يبدأ الاحساس بالمسئولية او بالكارثة كتعبير ادق و محاولات خرقاء لتقسيم ساعات الايام القليلة المتبقية في جداول و رسوم بيانية و منحنيات رأسية و افقية و تجميع كل الساعات المتوفرة في اليوم البشري و تكديسها كيفما اتفق داخل مربعات و مستطيلات لعلها تكفي حجم المواد الهائلة التي ينبغي ان تكون بداخل رأسي و ليس خارجه!
تمر بي بعدها حالة من السعادة حين انجح في حشر موادي كلها داخل الايام المتبقية و تنتابني حالة من الرضا الغامر لدي رؤية ملامح وجهي التي لم تعد مفزوعة و استمتع حينها بهذة الحالة من الانتشاء!
ثم ازاء ظني اني مازلت امسك بزمام اموري.. يعطيني ذلك دفعة قليلة من الغرور فأضيع ايام مني و انا علي هذة الحالة المزيفة من الامان المتوهم لأفاجأ بان الامور صارت اخطر مما كانت عليه!
و عندها يبدأ العرض الثالث في القفز فرحا بقدوم دوره اخيرا و يبذل كل جهده في الاداء التمثيلي التراجيدي و الميلودرامي لعله يحصل علي"الجولدن جلوب" مع ظهور النتيجة!..تبدأ حالة العصاب في التطور الي حالة اكتئاب حاد تفاعلي..واري ملامح الفزع تعود بقوة الي انعكاسي في المرآة ..ثم تبدأ حالة التقوقع و الانعزال البؤري في الظهور!
ومع كل يوم تري الاوراق و المناهج تترعرع بجوارك لتصبح كمحصول ذرة اتقنت زراعته و تكاد تضل طريقك بداخله!..وبالطبع تزداد ملامح وجهي تجهما و يصير فمي مضموما عابسا لا يقدر علي فك اشتباكه احد!
يحين وقتها العرض الرابع و هو اخطرهم علي الاطلاق اذ اجد نفسي ذات يوم اضحك بكل قوة و سعادة و انا اري اكوام الكتب و تلال الملازم ثم يزداد ضحكي لتتحول الي حلقة فاصلة بين الهيستيريا و الذهان!
تتلوها بعدها حالة من "الايوفوريا"-السعادة الزائفة- و ابدأ في مشاهدة التلفاز بكثافة رغم انه لم يتبق سوي ايام معدودة علي الاختبار الا ان احساس اليأس قد تسرب الي عقلي الباطن بصورة لا شعورية لينمو داخل نفسي الراغبة في الانفصال النفسي اللاشعوري عن الامر الواقع!
و بعدها يبدأ الحفل!..اطنان من الشوكولاتة السادة و اكياس البطاطس المحمرة التي تنهمر علي معدتي لتصيبها ببلاهة و مع ذلك ينقص وزني باستمرا!
وهنا يحين العرض الاخير بعد هذة الحالة من الانكار الايجابي و هي الوعي المدرك بعد ان يستفيق عقلي الباطن من غفلته!..وعادة يتم هذا العرض في الفصول الاخيرة من مسرحية الاختبارات..اي تحدث في الفترة الزمنية بين تسلمك ورقة الاسئلة و ورقة الاجابة!
ليختتم بعدها المشهد و اعراض المتلازمة بالقمة النفسية التصاعدية في مزيج من عدم التصديق و الدهشة ثم عودة مرة اخري الي الاكتئاب التفاعلي من جديد!!
وكل اختبار و الاخوة الطلبة في صحة نفسية طيبة!