كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Monday, March 31, 2008

عن الكمال المتسلسل

عن الكمال المتسلسل!

هناك الكثير من الاعمال الاذاعية و التلفزيونية التي تتناول سيرة احد الشخصيات المعروفة سواء اكان زعيما او ممثلا او مطربا معروفا و هذا شيئ رائع لانه يقوم بتعريف شريحة كبيرة من الناس بهؤلاء لان شريحة مشاهدي التلفاز اكبر بكثير من شريحة القراء ..فهي فرصة عظيمة كي لا يندثر تاريخ هؤلاء و فرصة اعظم للاجيال الجديدة ان تتعرف عليهم و علي انجازاتهم.
.و لكن اذا تم بالشكل الطبيعي السليم ..فالغالب علي مسلسلاتنا المصرية – و العربية – التي تتناول سيرة الشخصيات الشهيرة انها تعمل بكل جد و اجتهاد كي تظهرهم في صورة الملائكة ذوي الاجنحة الذين لا يخطئون و لا يصدر منهم اي فعل شاذ او عفوي ..فقط تجد سيناريو مكتوب بطريقة غريبة يروي لك عظمة و جلال تلك الشخصيات حتي لو اضطر الي تلفيق احداث وهمية فقط ليعطيك لهم صورة القديسين و هذا بالطبع خطأ
..أولا لانه يفتقد للمصداقية و يدرك ذلك المشاهد سريعا مما يفقدهم ثقة المشاهد ليس فقط بالمسلسل انما بالشخصية نفسها ..ثانيا اين الامانة الادبية في نقل التاريخ اذا كنا سنعمل علي تمجيد اي شخصية معروفة لاسباب عديدة منها بالتأكيد الرغبة في الابتعاد عن عش الدبابير و عن الدعاوي القضائية التي ستنهال علي المؤلف و المخرج و كل من شارك في المسلسل لو ظهرت فيه الشخصية المتناولة بشكل يخرج عن هالة القداسة التي احاطوها بها حتي لو كان مثلا اظهار البطل يعطس اثناء المسلسل مما يعطي احساس للمشاهدين ان هذة الشخصية العظيمة كان يصيبها دور برد كالاخرين!
فمثلا مسلسل " ام كلثوم" الذي تناول قصة حياتها ..علي الرغم من جودته و جديته الا انه لم يأت بالحقيقة كاملة ..فكان واضحا حرص المؤلف علي اظهار شخصية " ام كلثوم" كملاك رقيق لا تخطيئ و لا تسهو انما افعالها سلسلة من المعجزات الانسانية تشي في كل لحظة من حياتها بطيبة قلب و حكمة و تضحية و باقي الصفات الاخري المحببة لدي الورثة! فما المانع في اظهار هذا الجانب و اظهار جانبها الانساني الاخر الذي لدينا جميعا و الذي لا يرتدي هالة الملائكة بالتأكيد
كذلك مسلسل " العندليب" و هذا حرم من جدية و جودة المسلسل السابق بالاضافة لنفس الخطأ المكرر لدي كتاب السيناريو و صناع المسلسلات المصرية و هي انه لابد و اظهار الشخصية المتناولة دراميا كشخصية مثالية لا يصدر منها اي عيب او هفوة انما هي حلقات في سلسلة الكمال و التواضع و النجاح و البطولات المجيدة
فلماذا لا نجد مسلسل واحد يتحدث عن اي شخصية شهيرة و يتناولها بحياد و امانة ..فيأتي بالتاريخ كما هو و يصوغه صياغة ادبية تتناسب مع العمل الدرامي دون ان يحذف منه احداث او افعال قامت بها الشخصية – ايا كانت- و دلت علي انها انسان يخطئ و يهفو ؟..لماذا لا نأتي بكل صفات الشخص كقطعة واحدة دون تقطيعها علي حسب الاهواء فنظهر جانبها الشهير الذي عرفه الناس و احبه و كذلك لا يمنع من اظهار جانبها الانساني الذي بداخلنا جميعا
..فمن منا لايخطئ..من منا لا يتسم بالانانية احياناو بالتواضع احيانا ,,فكل انسان تمر عليه لحظات ضعف و لحظات قوة ..لحظات نبل و لحظات اخري سيئة ..و اظهار تلك الجوانب في الشخصيات المتناولة اعلاميا لا يحط من قدرها و لا ينقص منه بل علي العكس فهو يعطي صورة اشمل و اكثر انسانية لها و تزيدها قربا من المشاهد حين يدرك ان تلك الشخصية الشهيرة سواء لمطرب او ممثل او زعيم او كاتب لا يختلف في محتواه الانساني كثيرا عنه
و انه ليس ملاك نزل من السماء فيدرك ان بداخله انه يستطيع تحسين نفسه ليصبح كتلك الشخصية التي يراها امامه و ليس الامر مستحيلا ..
فذلك يجعل المشاهد يشعر بحميمية اكثر تجاه الشخصية التي يراها امامه و يزداد قربا لها حين يراها علي طبيعتها و طبيعة البشر تخطئ و تصيب تتسلح بالفضيلة احيانا و تفلت منها بعض النواقص احيانا
اما لو تناولنا الاعمال الدرامية حاليا فكلها يسير في نفس الدرب التسبيحي التهليلي للشخصيات و يمجدونها معطيين لها صورة بعيدة عن الحقيقة و ذلك لا يخفي علي المشاهد لذكائه و فطرته فهو ليس غر ساذج يفتح فاه مندهشا متعجبا من هذة المثالية الفجة و يقتنع بها ..انما يدرك انما يشاهده انماهو تلميع زائد عن حده و زاد بريقه لدرجة اعمت العيون و جعلهاترفض ما يشاهده
..و الهدف من المسلسل و هو تقديم قدوة للشباب يفقد معناه حين يجد الشباب ان الشخصية التي يريدون منه الاقتداء بها لا تخطئ انما فقط اعمالها مزيج من الكمال فيصيبه اليأس في امكانيته الوصول لدرجتها يوما ما
في الغرب و امريكا ..حين يتم تناول السيرة الذاتية لاي شخصية معروفة – كاتب زعيم او مطرب- يتناولونه بكل جوانبه و ليس كما تفعل مسلسلاتنا فيوضحون اخطاءه و يبرزون الجانب من حياتهم الذي لا يعرفه الناس عنهم ..فمثلا في فيلم رائع عن قصة حياة " بيتهوفن" الموسيقار العظيم اوضح صناع الفيلم كل عيوب " بيتهوفن" التي يعرفها من عاصروه و التي سجلها التاريخ في حياد و امانة مهنية عالية ..و كانت عيوبه حقا كثيرة فكان شخصية شديدة الطباع لدرجةالقسوة الزائدة تتسم احيانا بالشر المبالغ فيه ..تخطيئ و تصيب و يظهر ضعفها الانساني مثلنا جميعا ..و لم يعترض احد مطالبا بمنع عرض هذا الجانب منه و لم يعترض ورثته كما يحدث لدينا في مصر ..
و بالمثل لم يحط ذلك من قدر " بيتهوفن" و لم يكرهه الناس انما عرفوا انه بشر و ليس ملاك من حقه الخطأ و من حقنا معرفة جوانب حياته ..و هذا يعطي نتيجة ايجابية – علي عكس ما يظن البعض- فحين يري المشاهد انه باستطاعته ان يكون مثله فهو ليس بالامر المستحيل ..فهو كائن بشري مثله له عيوبه و ميزاته و ليس في حالتنا عندما نجاهد كي نعطي صورةليست صحيحة و بعيدة عن كل ما جاء في التاريخ و من روايات من عايشوا تلك الشخصيات
فهل مثلا لدي معرفتك ان " سعد زغلول" كان يجاهد نفسه كي يتوقف عن المقامرة يحط ذلك من قدر ذلك الزعيم الوطني العظيم؟..بالطبع لا بالعكس فهو يعضد نظرية انه بشر مثلك له ضعفه الانساني مثلك و بالتالي ليس مستحيلا ان تكون مثله و بالعكس تزداد احتراما له فعلي الرغم من معاناته الشخصية لم يؤثر ذلك في وامته العظيمة ..لكن في الخيال طبعا لواستطاع اي مسلسل وضع تلك التفصيلة في حواشيه فالهلاك سيكون مصير كل صانعيه!
و ليس معني ما اقول هو التشهير بالرموز..بالطبع لا و بشدة ..فالرموز لن تشوها معرفتنا لتاريخها الحقيقي و ليس الذي تم تلميعه ..لان ذلك التاريخ و تفاصيل حياتها معروفة اساسا في الكتب و لذلك تجد اختلافا شاسعا بين ما تقرأه في الكتب و ماتراه علي الشاشة و لا اقصد بالتغييرات الفنية للتناسب مع طبيعة العمل لدرامي انما اقصد التغيرات في التاريخ نفسه و اغفال احداث حدثت لاعطاء صورةمختلفة تماما عن الحقيقة
و لا يمكن ان يكون رد فعل اي مشاهد عندما يري جوانب الانسان داخل الشخصيات الشهيرة ان يكرهها مثلا حين يدرك انها كانت تخطيئ مثله..فتلك سطحية مبالغ في سطحيتها و ابتعادا تماما عن النضج ..فهؤلاء بشر مثلنا لا يمكن ان يكونوا قضوا حياتهم في المثاليات و الكمال!
فالمسلسلات حاليا تعد استهتارا بالتاريخ و بعقول المشاهدين و اعتمادهم انهم سذج يصدقون ما يشاهدون و يصدقون ان المشاهير – اي كانوا- قد صنعوا من طينة اخري غير التي صنعنا منها و لا تحفر هذة الاعمال بالنفوس فقط يرضي بها صناع العمل الورثة و يزيدون من احباط المشاهد حين يري امامه شخصيات لا تخطئ تتعامل بكمال لا يصدق فيفقد اي امل في امكانيةان يصبح مثلهم يوما ما

Saturday, March 22, 2008

لاني فقدت الوقوف

لأني فقدت الوقوف
احمق من قال ان الزمن خير علاج و انه يجعلنا ننسي الاحداث المؤلمة في حياتنا و لا ادري من الذي قرر هذة القاعدة و ما هي صحتها من عدمها ..لكن كل ما ادركه انها ليست قاعدة صحيحة تماما او ربما انا الشاذ الذي يؤكدها ..او حتي ربما تكون قاعدة صحيحة لكني انا الحمقاء التي لا ترضي بها و مستوي ذكائي لا يصل الي امكانية تصديقها و تطبيقها ..مع انني اكافح مع خلايا ذاكرتي كي تسعفني بالتذكر ايام المذاكرة لكنها تخذلني في اوقات الامتحانات كعادتها لكنها يبدو و كأنها قررت ان تستجمع قواها في تذكرتي بالاحداث الاليمة كأنما حدثت البارحة و كأنما مازلت تحدث كل يوم دون اي نية حقيقية في مدارتها عن نفسي قليلا كي احظي بلحظات هدنة و لو ضئيلة مع ذاتي المبعثرة ..فكل يوم يمر اكتشف انه لم يساهم في تخفيف الامر و لا اخفائه كما اسمع و كل يوم مضي اكتشفت فيه ان الزمن لا يقوم بوظيفته في النسيان معي كما يجب و لا يستحق راتبه علي الاطلاق لتغافله عن جعلي انسي بل ربما ينبغي توقيع اقصي العقوبة عليه لانه يقوم بوظيفته معي بطريقة عكسية تماما!
اتعمد دائما اعطاء ايحاء اني قوية للآخرين ولمن لا يعرفونني حق المعرفة كي اضع حدودا حازمة للتعامل ..فتجد من يخبرك بكل ثقة ان "سارة دي جامدة اوي!" و اضحك بداخلي للخدعة التي انطلت عليهم و لنجاحي في اخفاء ملامح ضعفي و مناطق الالم بداخلي و التي لا يعرفها سوي المقربون..وابتسم دائما لما تقوله عني صديقتي الحبيبة اني اعطي احساس الوقار و القوة لمن يراني لأول وهلة فيسقط بالضربة القاضية في حلبة المصارعة هذة و لا نملك بعدها سوي ان نضحك لتذكرنا حالات المرح المجنون العديدة التي مرت بنا و لحظات الطفولة المتأخرة التي سجلها الزمن لنا..فحقا لحظات كلها قوة و وقار و شمم!
اما بيني و بين نفسي ادرك دائما اني هشة و اشعر بالالم لذلك و ادرك اني احيانا كثيرة احاول التحور الي نعامة بارعة كي ابتعد عن كل ما يؤلمني لأني لا استطيع تغييره ..اما الآن فلم اعد قادرة علي لعب هذا الدور ..اصاب الممثل الوقور العطب فظهر الضعف بكل صوره و بدأت ادرك اخيرا انه ليس مطلوبا مني ان اكون دائما قوية.. و انه يجب علي الاعتراف اني مازلت اتألم ..و اني ضعيفة و اني غبية لأني لا اقدر علي استيعاب حقيقة كونية معتادة متكررة ..و اني لا افهم بعد جملة بسيطة التركيب لكنها لا تعبر خلايا ادراكي ..وادركت انه آن الاوان ان اعترف بها و اقرأها جيدا لأستوعب معني جملة "قد رحلت امي" ..ثلاث كلمات فقط و رغم ذلك لا استوعبها و لا اريد ذلك بل اوهم الجميع انه ليس صحيحا و الدليل أني كما انا و كما احب ان يراني الناس "قوية" و مازلت اضحك و اتنزه و آكل و استذكر و أحيا ..إذن فهي ليست جملة صحيحة و من القاها يعاني من خلل املائي
لكن كما قلت حان الوقت كي اعترف لنفسي بما لا اريده لها ابدا ..حان الوقت ان اصرح هذة المرة بلا همس معتاد انها اوحشتني للغاية ..حان الوقت ان اصرخ و لو بلا صوت اني بحاجة لها هذة الايام بشدة و احتياجي لها يزيد كل يوم..وحان الوقت ان اجسر علي تذييل كلامي حين اتحدث عنها ب" امي ..رحمها الله"
و صار علي ان ابدأ في الاعتياد علي مرور شهر مارس دون التجول في الطرقات للبحث عن هدية تعجبها و ان اتقن طهي "تارت" الجبنة التي مازلت اعجز عن طهيها كما كانت تفعل ..وان اعترف ان الدمع في عيوني ليس بسبب الانفلونزا كما ازعم ..و قبل ان اصاب بانهيار عصبي علي ان اطلق العنان لدموعي التي حبستها طيلة هذة الفترة كيلا يراعها احد و ان اعترف بضعفي و هشاشتي و قابليتي للكسر
اود ان اقف امام المرآة و اشعر بمصالحة ذاتية و قدرة علي تأمل ملامحي لفترة اطول دون ان اشيح عنها كما في كل مرة..ان اصرّح بما في قلبي من الم دون ان اشعر انه لا ينبغي عليّ التصريح به ..ان افك اسر مشاعري و اعلنها بلا خجل..نعم اشعر بالالم يسحقني ..والحزن يلفني ..و الغضب يقض مضجعي..و الاحتياج يملأني
حان الوقت ان افهم معني انه لم يعد بوسعي ان اطمئنها علي وصولي لاي مكان بجرس قصير علي هاتفها المحمول كما كانت تلح عليّ حتي عند ذهابي يوميا الي الجامعة ..و الاهم ان اقوَ علي الخروج من المنزل وترديد دعاء الخروج التي كانت تحرص علي جعلي اردده اكثر من مرة و انا مازلت اشعر بنفس الامان السابق لأني ادرك انها تدعو لي في كل خطوة اخطوها فيمتلئ قلبي ثقة ..اود كثيرا لو استعيد نفس الشعور بالامان دون هذا الاحساس الذي يلازمني اني خائفة و اني صرت كعصفور خرج لاول مرة بمفرده و يخشي العودة الي العش لأنه تغير و لم يعد يعرف معالمه و لا القش الذي بني به ..احاول الا احسد كل هذة العصافير الصغيرة التي ستعود لاعشاشها و لا تجدها خاوية..ستعود لتجد من يعتني بها
واخشي كثيرا ان اجد نفسي كما تغني مارسيل خليفة اني " فقدت الوقوف ..بدون صلاة نهارك"

Monday, March 17, 2008

مجرد فأر!!

مجرد فأر..وتصحبه ضفدعة!!

لو كان احد قد اخبرني يوما اني سأمسك بيدي فأرا لكنت لمته كثيرا حتي يتوقف عن تلك الدعابات المستفزة!..ولكني لم اكن اتخيل ابدا اني سأبادر بمسكه فعلا!
طيلة عمري اكره الفئران و اخشاها لدرجة الارتعاد خوفا..وفي احدي المرات التي دخل فيها فأر منزلنا كادت تصيبني صدمة عصبية و قد امضيت الليل واقفة فوق احد الارائك و ابي يحاول ان يقضي علي هذا الوحش و اكتفي بسماع اصوات تحطيم الاباجورة ثم الفازة مما يدل علي معركة حامية الوطيس بين ابي و الفأر!
و كي يكون الامر اكثر متعة كان علي الامساك ليس فقط بفأر انما ايضا ضفدعة!..و هذا ليس في معتقلات التعذيب لاجباري علي الاعتراف باسم المنظمة الارهابية التي انتمي لها انما هو بكل بساطة في معمل الادوية و السموم بالدور الثالث بكليتي العزيزة! كان المعيدون قد اخبرونا بضرورة احضار علبة كرتونية كي نحبس بها الفأر ريثما نحقن الضفدعة و كانوا يتكلمون باعتيادية و روتينية من يتحدث عن احوال الطقس! و استمريت طيلة الاسبوع امهد لنفسي ان علي التحلي بالشجاعة الكافية كيلا يراني زملائي في صورتي الفاضحة اياها و انا فوق الاريكة بمنزلنا!..و اخذت اردد طيلة الاسبوع " ليست مشكلة انه مجرد فأر و ضفدعة!" حتي اتي ميعاد السكشن و انا احاول التجلد رغم زميلاتي التي بدأن في الصراخ قبل ان تأتي الفئران اصلا! ثم بدأ الدكتور يوبخنا منبها ان من سيهرب منه فأر في الاختبار سيحرم من درجة الامتحان العملي وكان هذا كفيلا بدب الرعب الي الاعماق في قلبي ..ثم لم ينس قبل ان يمضي ان يعطي نصيحة لانسات السكشن و هي ان من ترتدي كما واسعا عليها ان تربطه و تحكم غلقه تحت البالطو و الا سيدخل الفأر بداخله كما حدث مع احدي الفتيات!..تحسست لا شعوريا كمي و انا اتخيل الفار داخل ملابسي لتكون فضيحة تتحدث عنها اجيال مقبلة !
..ظللت اردد لنفسي ان علي التحلي بالهدوء كيلا اخسر درجة العملي و هو امر ليس هين بل انه في بعض الاحيان يكون القشة التي يتعلق بها المرء .حتي قدم العامل و معه الفئران بابتسامة مذهلة يكاد يقهقه و هو يسمع صرخات الطالبات لدري رؤيتهن قفص الفئران و قد خرجوا بانوفهم الوردية من وراء القضبان يشاهدون هذا السيرك القومي!
قررت ان اتشجع و اذهب اولا للمشاهدة و لعلي ابدا بالضفدعة كي تشجعني فلما ذهبت الي العامل تراجعت عن الفكرة تماما لاني رأيت الضفدعة تفوق حجم الفأر مرتين و نصف و تنظر لنا بعيونها المستفزة و لونها الرمادي اللزج و قفزاتها المحلقة ..لكنه لم يمهلني ترف التراجع اذ سرعان ما وضع الضفدعة في علبتي و همت بالقفز فسارعت بغلق العلبة و وجدته بصورة اليه يضع ذيل الفأر في يدي اليسري و انا اكاد لا اصدق ما يمر بي ففي لحظة واحدة كنت من المتفرجين و ها انا الان امسك باليد اليمني علبة تحوي ضفدعة و باليد اليسري امسك بذيل فأر ابيض صغير يتلوي متطلعا بنهم الي فتحة كمي و اكاد اراه متحمسا لا يطيق انتظار القفز داخله!
اتجهت لمقعدي و انا اردد كلمات لا افهم معناها و وضعت العلبة بعيدا معتمدة علي صديقتي في مراقبتها لاتفرغ لهذا الكائن ذو الذيل الوردي الطويل ..وضعته علي حافة المنضدة و بدات احاول تهدئته و انا اشعر بضربات قلبي تتسارع مع كل وثبه من وثباته.. مرت علي احدي الصديقات و ذهلت لمرآي و انا اتصبب عرقا فظنت اني حقنت الدواء خطأ في جسدي بدلا من الفأر لدي رؤيتها لوني الشاحب!
بدأت استرجع كيفية مسكه و هو يكاد لا يستقر في مكان.. كلما اتي له من اليمين يدور حول نفسه نحو اليسار ثم يحرك انفه بطريقة عصبية كأحد المدمنين في افلامنا العربية الساذجة! ثم يرفع اذنيه عاليا و يقفز محاولا الهرب ..بدأت في الهدوء شيئا فشيئا و اخذت اربت علي ظهره فهدأ قليلا هو الاخر و هممت بمسكه بفوطة صفراء لافاجأ بصرخة حادة من زميلتي التي غفلت عن العلبة فخرجت الضفدعة منها لتقفز باتجاهي!..و بالطبع افلت الفأر من يدي ليقفز هو الاخر باتجاهي ايضا!..الذاكرة لا تسعفني حتي الان لتذكر ما تم وقتها بالضبط لان الاصوات تداخلت و لم اعد اذكر من كان يصرخ لكن المؤكد انه لم يكن الفأر الذي صرخ!
بعد ان هدأت ثانية و امسكت بالفأر مرة اخري و انا سعيدة بضياع الضفدعة وجدت الدكتور يعيد الي ضفدعتي الحبيبة مرة ثانية !..
نجحت هذة المرة في حقن الفأر بالدواء بعد ان وخزت اصبعي بالابرة مرتين و انتظرت ان اري تأثير الدواء عليه بعد نصيحة مخلصة ان اضعه داخل احد الاحواض العميقة لان الدواء سيزيد من نشاطه كثيرا..وكأن نشاطه بحاجة لزيادة!
و لما وجدتني بهذة الجسارة عزمت علي حقن الضفدعة هي الاخري ..ولم اكن اعرف ان الكلام بالسهولة التي يبدو عليها !
فتلك الخبيثة ما ان فتحت لها الغطاء حتي سارعت بالقفز عاليا هاربة من العلبة.. قامت صديقتي الشجاعة باحاطتها و نصبنا حولها ساترا من العلب كي نمنعها من الفرار و في كل مرة تشجعني صديقتي علي مسكها فأراها تمسكها و تلوح لي بها وتعيدها لمكانها كي افعل مثلها ..بهذة البساطة!..كنت اراها بجلستها المستفزة .. تثني ساقيها الخلفيتين- اتحدث عن الضفدعة و ليس صديقتي!- و اكاد اراها تتأملني باستخفاف بتلك العين الدائرية الواسعن و كأنها تهزأ بي و تخبرني بوضوح " ورينا شطارتك!" اعدت محاولة مسكها حوالي اثني عشر مرة و في كل مرة اتحمس و اخبر صديقتي ان" خلاص ايه الدلع دة حامسكها!" ثم اجبن كالمعتاد و اخشي لمسها حتي اصاب صديقتي الملل و قامت بحنقها لتضع حدا لهذا الهرج!
و فجأة وجدت صوتا غريبا بجواري لالتفت لاجد الفأر الذي نسيت امره تماما يقفز بشكل جنوني داخل الحوض و في كل مرة يقترب من الخروج منه فسارعت بوضع المزيد من العوائق حوله مع قليل من الاسلاك الشائكة!..و بعدها وجدت تأثير الدواء واضحا جليا ..فكان الكافيين الذي حقنته به جعله يسير علي قدمية الخلفيتين متفوقا علي "جيري" نفسه !..ثم يضم قدميه الاماميتين كمن يصفق و بعدها يسير علي اطراف اصابعه ! جلست اتابعه و هو يعيد الكرة من جديد و اقتربت اكثر لاراه لكنه قفز قفزة حرة ارجعتني عن تهوري و الزمتني الادب في التعامل معه!
جلست علي المقعد التقط انفاسي قليلا و ازجي وقتي بمتابعة زميلاتي اللاتي يصرخن بشكل هيستيري و اسمعوني طبقات من الصراخ لم اسمعها من قبل! حتي اتي العامل كي يساعدهن مشيرا اليّ بفخر" زميلتكو اهي حقنتهم و خلصت ..قوليلهم يا دكتورة؟!" اصبت بالحرج فأخذت اهز رأسي معقبة" احم..اه سهل اوي..خصوصا الضفدعة"! ابتسمت صديقتي و سحبتني معها خارجا ساخرة" بقي سهل اوي..طب يالا يا شجاعة!"
خرجنا معا من المعمل و نظرت بجواري لاجد احدي الضفادع تقفز مسرعة هاربة و قد غفل عنها العامل و استمرت تقفز حتي اختفت عن الانظار خارج المعمل..ولا احد يعلم اين سيستقر بها المقام حتي الان
!

Friday, March 07, 2008

انتهي الدرس يا...!

انتهي الدرس يا ...!
احيانا يشعر المرء انه يملك الدنيا و ما فيها ..والايام و الشهور تملأ خزينته و تفيض ..و تأخذه الحياة في ركبها تلهيه عن كل الاشياء و الاشخاص المحيطين به و يشعر ان الوقت امامه متوفرا بكثرة اذا اراد ان يتدارك امرا نساه او شيئا لم يقم به كما يجب ..
و يستمر في حياته لا يشعر بأي تقصير في اي جانب لانه يعتمد دائما علي فائض الايام و الشهور الذي يحسبه ملكا له معتمدا علي شبابه و واثقا ان الايام مازالت امامه متاحة..كثيرة..وافرة ..قد لا يستطيع عدّها من كثرتها و ينسي في غمار انهماكه بحياته اشخاص و اشياء ليعود بعد حين يتذكرهم فيرجئ الاقتراب منهم للمستقبل الذي يحسبه عريضا عملاقا امامه
حقا الانسان غرور متكبر اذ يظن ذلك بنفسه ..و لا معني لثقته هذة بعمره و بعمر من حوله و بالامان الذي يحسبه ملكا له سوي جهل مطلق و لنقل غباء لا حد له ..فرغم علمه التام انه لا يملك عمره و لا عمر ما حوله الا انه يتغافل تماما عن هذة الحقيقة ظانا ان ذلك يحدث للاخرين فقط ..و يترك نفسه تدور مع اطارات الحياة دون ان تستثمر وقتها القليل هذا في الاهتمام باشياء هامة اهملها غروره و غباؤه و ثقته التي لا اساس لها في عمره و شبابه لتفيق بعدها علي عقاب قوي يستحقه من تلك الايام التي وثق فيها فخذلته ..ليدرك حينها انها تسربت من يده كحبات الرمل تدفقت الواحدة تلو الاخري لتسقط علي ارض رخوة يحملها الهواء بعيدا عنك و تقف متأملا كل ما استندت اليه في ثقة ذات يوم يطير بعيدا ساخرا من سذاجتك .فرحا بخيبة الامل التي اصابتك حين ادركت انك اضعت الكثير و الكثير من الوقت و لم تكتشف فيه اجمل الاشياء حولك
..فلقد بلغ بك غرورك انك صرت تعتبر اشخاصا و اشياءا رائعة حولك امرا واقعا ..دائما ..تستطيع العودة له في اي وقت تريد لتنهل من روعته و جماله ثم تأخذك الحياة مرة اخري بعيدا عنه لتعود له بعدها بفترة لتجده كما هو بانتظارك ..ثابت دائم لك و كأنه قد خلق من اجلك فقط
و عند ادراكك لحقيقتك و ضعفك و فهمك لقيمتك الحقيقية و تدرك ان كل تلك الايام التي اختزنتها بداخل خزينتك لعلك تستغلها يوما ما ..بعد شهر..او بعد عام لثقتك انها ستبقي للابد ..تجدها لا قيمة لها و لا معني اذ اختفي كل جميل و كل رائع كنت تثق في وجوده ثقة ساذجة طفولية لتفيق و قد اخذت ضربة شديدة علي رأسك قامت بتعريفك حقيقتك و قدرتك المعدومة في مقابلة الحياة التي انشغلت بها و التي اعطتك درسا قيما قاسيا لعلك ترجع ..فتفهم ..فتتعلم
ستتحسر كثيرا ..وتلوم نفسك اكثر ..وتبكي اكثر فاكثر متأملا خزينتك بايامها و شهورها التي اعطتك يوما ما احساسا بامان لا معني له حاليا ..وستبدأ في محاسبة نفسك علي كل يوم و كل لحظة تركت فيها جانبا مضيئا في حياتك كنت انت من بحاجة الي الاقتراب منه لتتلمس وهجه و تحس نوره كي تحيا .
فتفاجأ انه رحل ..ككل شيئ جميل ..ككل شيئ مضيئ يدرك ان عمره قصير و يحاول افهامك ذلك لكن غباءك اعماك عن تلك الحقيقة البديهية لتقف بعدها و حيدا في ظلام خلّفه رحيل الضوء عن حياتك و فجأة لم تعد تري في تلك الايام الكثيرة و الشهور الطويلة صمام امان بالنسبة اليك و تكاد تراها تقهقه من غبائك و سذاجتك اذ انطلت عليك خدعتها و خدعتك بعددها الذي لا يلبث ان يتبخر كأنه لم يكن من قبل .فعندها تتمني لو يمهلك الزمن و لو شهرا اخر او يوما اخيرا تحاول فيه التمتع ببعض الاشياء الجميلة و الاشخاص الاجمل بعالمك ..تكاد تتسول للزمن ان يمهلك سويعات تحاول بها تعويض ما مضي من سنوات الثقة الساذجة و الانشغال بأمور كنت تراها اكثر اهمية مما حولك فأذ به يعرض عنك متعجبا من عجزك اذ كان بأمكانك الكثير لتفعله و تحسن فعله لكنك آثرت المضي في سذاجتك للنهاية
ستجلس تلوم نفسك و تحاول استجداء كل خلايا ذاكرتك كي تتشبث بكل يوم مضي تريد ان تتذكره ليذكرك دائما بغبائك لعله يكون درسا مفهوما يجعلك اكثر حرصا في المستقبل من غدر الشهور الي تحتفظ بها في خزينتك
فحقا اليوم الاخير دائما هو الاجمل و لو كان يوما واحدا او خمسون عاما لظلت اللحظة الاخيرة هي الاصعب
فحين تدرك انه لن يكون هناك غدا يصبح اليوم من اثمن ما تملك ..ستحاول حينها ان تملأ عينيك باشيائك الجميلة قدر استطاعتك و تلهث كي تستقبل حواسك كل ما تستطيع من اللحظات الاخيرة لعله يصبرك يوما ما ..لكن الاكثر ايلاما انك لا تعلم ابدا اي يوم هو اليوم الاخير لتأخذ حيطتك و تختزن قدر ما تستطيع من جمال اخير لمن حولك ,.وهذا ما يدفعنا ان نحاول ان نتعامل مع كل يوم علي انه الاخير ..استثمر وقتك في الارتواء من كل الاشخاص الذين تحبهم و في الاقتراب من كل الاشياء الرائعة حولك التي لن تدرك قيمتها الا بعد زوالها
و لا تثق كثيرا في مخزونك من ايام قد تراها كثيرة ..اكثر من ان تنفق بعضها في الالتفات لحياتك لتتأملها و تخرج ما بها من نقاء و هدوء ..فعليك ان تبادر بالاستفادة منها قبل الا اتجد وقتا كافيا لذلك و قبل ان تبادر شهورك و سنواتك بافاقتك علي طريقتها الخاصة موضحة لك انه .." انتهي الدرس يا
...!"