كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Saturday, August 25, 2007

كراكيب حية

كراكيب حية

هناك الكثير من الاشخاص –انا من ضمنهم!-يميلون الي الاحتفاظ بأشيائهم القديمة التي كانوا يستخدمونها في طفولتهم او في صباهم فيجمعون ترسانة كاملة لديهم من الالعاب الطفولية البدائية الي اقلام فرغت و لم يعودوا يستعملونها الي اوراق و مجلات و تستمر هذة الترسانة في النمو و التعاظم حتي لتوشك علي التحول الي سلاح ذخيرة قائم بذاته ..وكما ان هذة النوعية من البشر – التي انا منهم!- موجودة هناك من يري ان الاحتفاظ بالاشياء القديمة (الكراكيب) كما يطلقون عليها لا تعني سوي ان هذا الشخص شخص مهمل او بخيل ..لكنهم لا يستوعبون كيف تمثل بعض الاشياء المادية التافهة في نظرهم كما هائلا و سلسلة طويلة من الذكريات المتعاقبة التي يكفي نظرةواحدة لتتذكرها.. فنظرة الي قلم مكسور مثلا قد يعيدك الي مرحلتك الابتدائية و يذكرك بحادث كسره فقط نظرة واحدة الي هذا القلم المكسور الذي لا تساوي قيمته شيئا تجعلك تجدد ذكرياتك و تنعش خلايا عقلك لتعود تلك الذكري بقوة و بالوانها و اصواتها و ملابستها ..-صورة ضبابية كانت او ملونة علي حسب قوة ذاكرتك –امام شاشة العرض الخفية في مؤخرة راسك فتضحك او تبكي لتذكرك تلك الايام التي لن تعود و لا تعود سوي برؤيتك لهذا القلم من حين لاخر و لعل الشخص الذي تربط به الذكري قد رحل او هاجر او فقط لم يعد في محيط عالمك فبأمكان نظرة واحدة تلقيها علي كراكيبك تجسيم ذلك الشخص الذي افتقدته
..وهذا يدفعني احيانا للتساؤل عن الاشياء المادية في ظاهرها لكنها قد تحمل روحا مستقلة بها تشعر انك في حضرة شخص او اشخاص و انك اذا ما قمت باستخراج صندوقك لتعيد ترتيب حاجياتك منذ الطفولة ستشعر انك محاط باصدقائك منذ الصبا حتي لحظتك الحالية فلن تستشعر لحظة وحدة واحدة بل قد تجد زحاما من الشخصيات يزيد عن اتساع الغرفة!
في بعض الاحيان تندهش والدتي لاحتفاظي بورقة منزوعة من كشكولي في الثانوية العامة و تري ان ذلك لا يعني سوي الاهمال او الكسل عن التنظيم و الترتيب لكن تلك الورقة لها سيل من الذكريات مرأها وحده كفيل باستلقائي علي ظهري من الضحك لانها تذكرني بلحظة مشاغبة عندما كانت المعلمة منهمكة في الشرح و كنت و صديقتي منهمكتان ايضا لكن رسم عرض ازياء لملابس البحرلفتيات رشيقات قبل ان يتم القبض علينا متلبستان بهذا الديفيليه !
هناك الكثير و الكثير.. من ممحاة لم تستخدم قط و ظلت علي حالها لان شكلها اعجبني و "استخسرتها " في ان يتم استخدامها في المحو! الي ذراع عروسة اتخذها اخي كمطب صناعي و حطمها بسيارته ! الي مجموعة هائلة من الصور لمرحلة الثانوية –افضل المراحل بالنسبة لي رغم الثانوية العامة و الكابوس المصري!-..الي اول كراس رسم لك الي اوراق اختبارات لثانوية العامة و..الي اخر المخزون العجيب الذي اراه مجموعة من الاشخاص المجمدين في صورة اشياء مادية لكنها تنتظر فقط لحظة ان تنير في رأسك مصباح يستدعي لحظات مر عليها دهر فتدب الحياة في هذة الكراكيب وتري اشخاصا و تسمع اصواتا و كأنك تشاهد عرضا سينمائي خاص لما مضي من حياتك
فقط اردت ان اوضح ان من يجمع تلك الاشياء لا يعني ذلك اهمالا او بخلا فقط يعني انه لا يستطيع ان يتخلي عن اجزاء من حياته و لا يملك ان يدفع بلحظات من عمره بعيدا عنه
بدأت اشك ان تلك الكراكيب تحمل روحا بداخلها حقا ..فلكل من يهوي الاحتفاظ بكراكيبه ابق كما انت و اخف ذلك الامر عمن حولك ممن يجدونها مجموعة من القمامة لا اكثر و ادخر لنفسك لحظات من المتعة بعيدا عن الاعين المتهكمة

Tuesday, August 21, 2007

الخروج من الموود!

تاج..و كلام..و كدة!

شكر كبير جدا لمريم الي دايما تحرجني بذوقها العالي..مرسي كتير اوي يا مريومة علي التاج دايما زانقاني كدة !..و ندخل بقي

احب شخص الي قلبي؟
لو اعتبرنا ان عائلتي الصغيرة شخص يبقي هم احب الناس الي قلبي..و باحمد ربنا انه كرمني بناس كتير بيصلوا لمرتبة احبهم الي قلبي منهم واحدة حتعرف نفسها و هي بتقرا..مش كدة يا بسمة؟! و من غير سبب طبعا كفاية وجودهم في عالمي
انسان مستعد اضحي بحياتي عشانه؟
ممم..لو علي اعتبار ان حياتي تساوي فعلا مكانة الانسان دة ..يبقي نفس الكلام الي بينطبق علي السؤال السابق اجيب هنا برضه..بس ياريت حياتي تساوي فعلا
انسان كرهته لدرجة الجنون و تمنيت لو تمسك سكينة وتنقض وتغرزها فى قلبه تقتله وتقف تبص عليه لجثته وتشفي غليل قلبك؟
!!!!!!!..يا خبرابيض..
هي مش حتوصل للدرجة طبعا..بس الي نفسي الناس كلها تفش غلها منه معروف..و نفسي كل ايد اتمدت عشان تعذب مواطن و تذله يحصل فيها نفس الشيئ و تذوق نفس المهانة و العذاب
اجمل كتاب -كتبه بشر؟!-.. قريته و محتفظ بيه؟
هي الكتب كلها باحتفظ بيها – او باحاول اعمل كدة- سواء بحبها او لا..اجمل كتاب قريته الفترة اللي فاتت..العجوز و البحر – في البوست الي فات- و العسكري الاسود
اسم كتاب – كتبه بشر!!!- قريته و متعلقة بيه و باقراه كل فترة؟
الغريب ..:البير كامو"..و قصص قصيرة لبوشكين..و رواية روعة لنجيب محفوظ..اسمها العائش في الحقيقة
جهاز منزلي متعلق بيه و اكثرمن استخدامه؟
بعيدا عن الكمبيوتر طبعا..الخلاط و المكنسة!..و دة مش عن حب بس اجبار..اشغال منزلية مؤبدة!
مكان تحس بالراحة فيه؟
احم..كلنا عارفينه يعني!
بس جد يعني..بيتنا و تحديدا غرفتي
مكان احس فيه بالحنين؟
شارع سنان باشا في الزيتون..مدرستي العزيزة الي قضيت فيها 13 سنة من اجمل ايامي
و شارع المنتزه مصر الجديدة ثانوية عامة و الدروس..هاااه ..ليت الشباب!
و مكان عائلي كدة كنا نجتمع فيه زمان
مكان احس بالراحة النفسية لما اشوفه؟
اي مكان فيه طبيعة..بس تكون لسه بخيرها..اي كانت بحر..شجر ..ماء و خضرة يعني..و ياسلام لو فيه وجه حسن!
و القلعة منظرها مهيب اوي من فوق
اجمل مدينة زرتها؟
اسكندرية..في الشتاء ..بقالي كتير مرحتهاش..اوعدنا يارب!
اجمل منظر طبيعي داخل مصر؟
يعني انا رحت اماكن تعد علي اصابع اليد بس المكان الي شدني شكله و نفسي ازروه اوي..سيوة..و اسوان..و وادي الريان..طماعة اوي انا!
شخصية كارتونية بحبها؟
بندق!..طيوب اوي و ساذج و علي طبيعته..و بكره ميكي ماوس!
نوع هاتفي المحمول؟
حاليا الهاتف انتقل الي الانعاش في التوكيل..! ادعوله يقوم بالسلامة!
بالنسبة لسرعة بروسيسور الجهاز وحجم الهاردوحجم المواد الاسلامية والكلام دا؟
مش عارفة و الله ..بس الكمبيوتر مش وحش و شغال!..حجم المواد الاسلامية؟..ليه الاسئلة دي..الامور الدينية دي بحب تكون بيني و بين ربنا..و بصراحة الواحد بيحاول يتعمق اكثر دينيا..
اهم هدف واضعه لحياتي الان؟
التوفيق في الكلية و الخلاص منها بكامل اعضائي وربنا يوفقني في حاجات تانية برده
مواصفات فتاة الاحلام بالنسبة لي؟
فتاة ..و احلام؟!.. ازاي يعني ؟ النمرة غلط!
شعوري لما باسمع كلمة مصر؟
حخلي سؤال ايه معني مصر اكتر لان احيان كتيرة باسمعالاسم ومش باشعر بحاجة!
حنين رغم اني مسبتهاش..و لازم تنهيدة حرقة علي الي فات و علي الي احنا عايشينه..بس مصر و الله متستاهلش كدة ابدا ..و بلدنا بجد حلوة و احلي من اي مكان تاني..كفاية تكبيرة العيد الصبح و انت مع اهلك..و منظر اطفال الروضة و هم رايحين المدرسة – الروضه بس بعد كدةمش اطفال!- و لمتنا ساعة الفطار في رمضان و المسحراتي..بجد خليط فريد مش حتلاقي في اي مكان في العالم
شعوري لما باسمع كلام عن اليهود؟
زمان كانوا عاوزنا نفرق بين اليهود و الصهاينة..ان الاولانين دين سماوي و التانيين هم الي بيذبحوا فلسطين كل يوم..بس لما هما يفرقوا بين التصنيفين نبقي احنا نفرق..متتوقعش اشوف مجازر فلسطين و تهانئ و ضحكات وزراء خارجيتنا معاهم و احس باي شعور غير الغضب
شعوري لما اشوف ضابط شرطة؟
للاسف و مع الاعتذار لكل الشرفاء منهم..مزيج من الخوف و الالم و الاستياء..و دي محتاجة حل لان دة اغلب شعورالمصريين بعد الانتهاكات البشعة من كتيرمنهم
شعوري لمااشوف كناس عجوز؟
مش هو بس..ممكن السؤال احسن شعورك لما تشوف مواطن مصري مطحون..حسبي الله و نعم الوكيل في الي حرم اهلهامن خيرها..و برده احنا شاركنا في كدة

افكارك تجاه شاب ماشى فى الطريق يلبس جلابية بيضاء قصيرةوعمامة وله لحية وبجيبه السواك وبيده المصحف؟
هو حر!..طالما متعداش علي حريتي اناكمان او نصب نفسه حامي حمي الاسلام لان الاسلام مش هو و لا انا و لا الف غيرنا..و كل واحد تدينه في قلبه مش مظهره
اسم مدونتك؟
"كلام"..و ماليش دعوة بالاسم الي في اللينك !..هي اسمها كلام!..مفيش الاسم عجبني كتبته ..انا باكتب ايه؟... اهو كلام!
ما نيتي من ورا ء اختيار الاسم؟
نية سليمة و الله!
هل فكرت في اغلاق مدونتك؟
مرة او مرتين بس لقيت اني مديالها اهمية زيادة عن حجمها..و علي العموم لو قررت ابطل كتابة مظنش حاقفلها اهي موجودة!
صورتك في المدونة..و ما رمزها؟
احم..مفيش صورة..و بالتالي الرمز مفيش..واضح اني محتاجة اعامل نفسي باحترام اكتر شوية!
لماذا دخلت عالم التدوين من الاساس؟
مفيش..حابة اكتب و الاقي كلامي ..نوع من انواع التنفيس عن الدواخل الكامنة في خبايا النفس المتلبدة بالاحاسيس و الافكار المتراكمة التواقة للخلاص.. بس كدة عشان تعبت!
احلي جملة قيلت في وصف مدونتي؟
و الله كل نقد انا باعتز بيه فعلا.لاني صاحبه تجشم عناء القراءة..فدة جميل في رقبتي
اهمية التعليقات؟
مهمة اكيد..بتوضحلك انت ساير في انه اتجاه
احلي بوست كتبته؟
و الله كلهم عزاز علي..بس احلاهم شروق
احلي مدونة قريتها؟
و الله فعلاكتيراوي..و كلهم افخر اني بقرالهم
حد قل ادبه في التعليق..و عملت ايه؟
يعني انا اكفل حرية النقد و التعليق بس مش لدرجة الخروج عن الاداب واستخدام الالفاظ النابية..و الحمد لله محصلتش
اسوأ مدونة و اسوأ بوست؟
مقدرش اقول كدة لاني مش اهل و مش من حقي اصلا اني احكم علي حد بالطريقة دي
ابعت التاج لمين؟
و الله انا متأخرة بلوجيا جدا و معرفش مدونات و مدونين كتير..بس التاج يتبعت لكل الي اعرفه
بسمة زانوبيا لعلها ترجع عن قرارها باغلاق البلوج!
من نفسي محمد هشام..غتاتة كالمعتاد!
كراكيب..هاني جورج
اوماس و باعتذر جدا عن التاج الي فات
و كل من تسول له نفسه دخول المدونة!
من جديد شكر عظيم يا مريومة ..

Wednesday, August 01, 2007

ألعجوز و البحر

ارنست هيمنجواي..العجوز و البحر
حين تدرك ان العجوز هو من يقرأ و ليس البطل!

"ارنست هيمنجواي"الكاتب الامريكي الشهير صاحب ابداعات ادبية لها بصمتها التي لا تمحي في تاريخ الادب العالمي ..فلك ان تدرك انه صاحب " لمن تدق الاجراس" و " الشمس تشرق ايضا" لتدرك مكانة هذا الكاتب و دوره الفريد في اثراء الادب العاملي ..عند قراءة اعمال "هيمنجواي" تجده شغوفا بالطبيعة لحد كبير يظهر حبه لها في مختلف اعماله ..حياته الاسرية متماسكة الي حد كبير فهو من عائلة ميسورة اورثه والده حب الطبيعة و المغامرة و رغم ذلك الا ان الامور لا تبدو كما هي في الظاهر فكان انتحار والده بمثابة ندبة في حياة "هيمنجواي" لم يستطع التخلص منها و لا مسامحة والدته لذلك و جعلت الموت ضيفا متكررا علي تفكيره و ادت الي نتيجة سأقولها اخر المقال
حياته قد يراها الناظر من بعيد حياة مثالية لشاب ناجح في دراسته يجيد كثير من الرياضات يهوي المغامرة واسع الانشطة منذ صغره اذ كان يعمل بالصحافة و هو في المرحلة الثانوية ..لكن المتأمل يجده يعاني من عدم رضا عن نفسه كبير و تخبط اكبر فكان كثير القرارت و النقلات بين المهن المختلفة كثير الطلاق و الزواج لا يتمتع باستقرار واضح..لكن كل ذلك و التحامه بالفئات المختلفة من الشعب جعله يحتك اكثر بفئة المهمشين التي ترزح تحت قشور المدنية اللامعة و بالطبع صقلت موهبته اكثر ..اما اكثر الخبرات صقلا لموهبته فهي مشاركته في الحرب في ايطاليا و مشاركته في الحرب الاهلية في اسبانيا و ابدع بعدها روايته " لمن تدق الاجراس" كل تلك الخبرات حفرت بداخله نقوشا صعب ازالتها و تركت اثارها في كتاباته.
كان لابد من مقدمة مختصرة لكاتب من وزن " هيمنجواي"
اما عن روايته التي اتحدث عنها هي " العجوز و البحر" التي حصل بها علي جائز " بوليترز " و جائزة نوبل عام 1954
تدور القصة حول صياد عجوز في كوبا يدعي " سانتياجو" يعيش وحيدا حياة هي البؤس ذاته ..فهو يحيا بمفرده في كوخ بدائي لا يوجد بداخله اي من اساسيات الحياة سوي قطع من ملابس رثة يستخدمها كفراش و لم تعرف الكهرباء طريقها لكوخ العجوز ..رغم ذلك تجد العجوز عبارة عن كتلة انسانية متحركة فهو يهتم بمتابعة مباريات البيسبول و فريقه المفضل و دائم السؤال عنه لجيرانه الذين يملكون مذياعا
الصياد العجوز لديه مساعد صبي صغير يعمل تحت امرته في القارب الشراعي البسيط لكن سوء الحظ يلازم العجوز لمدة 84يوما بلا اي سمكة علي الاطلاق ..فلا يتحمل اهل الصبي ذلك و يسحبون ابنهم من العمل مع العجوز بعد ما تولي تدريبه لسنوات و يذهب الصبي ليعمل في مركب صيد وفيرة الحظ
استطاع "هيمنجواي" ان يرسم العلاقة المعقدة بين الصياد و الصبي بطريقة رقراقة و شفافة فالصبي يشعر بالذنب لتركه العجوز وحيدا بلا اي عون و هو يعلم سوء حالته الصحية و سوء الحظ الذي يلازمه فيأتي للاطمئنان عليه كل يوم و يحاول ان يترك له طعاما دون ان يجرح كرامته ..لكن الصياد العجوز لا يعرف اليأس فيخرج كل صباح للصيد حتي ياتي يوم يحالفه الحظ اخيرا و يحظي بسمكة من نوع " مرلين" و هي سمكة شديدة الاهمية لدي الصيادين للحمها الطيب و سعرها المرتفع ..يصور لك " هيمنجواي" بقلمه الساحر معاناة العجوز الشديدة في اصطيادها حتي لتشعر بالمعاناة انت نفسك عند القراءة
فالعجوز يشعر بالوحدة الشديدة تفلت في عبارات منه ك " لو كان الصبي معي " ..دائم الحديث لنفسه و للبحر كي ينسي وحدته يتضاحك معه و يتجاذب اطراف الحديث عن كل شيء و عن البيسبول و يحمس نفسه و يعاتبها احيانا كي يظل صابرا متحملا البرودة و الجوع الشديد ..يعيب علي نفسه تخاذله و يوبخها احيانا حين يشعر بالام عظام ظهره العجوز .
يستطيع العجوز رغم ضعفه الشديد ان يصطاد سمكة المرلين و يجعلها تبتلع الخطاف و رغم ذلك الا انها ظلت حية و ظلت تجذب القارب الذي يصغرها حجما الي عمق البحر و استمرت حية لمدة يومين عاني فيها العجوز الام مبرحة و جوعا مؤلما حتي طفت السمكة في النهاية بعد تأملات شديدة الجمال ابدعها قلم " هيمنجواي " مبرزا حديث العجوز للسمكة و اعتذاره لها
بما ان المركب صغير لا يكفي السمكة فكان علي العجوز ان يربط السمكة الي جانب المركب و يبحر عائدا للشاطئ بعد ثلاثة ايام في عرض البحر ضل فيها طريقه لكنه رغم ذلك و رغم تمزق كفيه الهزيلتين من جراء جذبه للخطاف و مقاومة السمكة حتي ان يداه نزفت كثيرا ..رغم كل تلك المعاناة اخذ يبحر بقاربه مهتديا بالتيار و معتمدا علي حاسته البحرية و قد بدأ يصبّر نفسه كي يتحمل الجوع و الالم حتي يصل للشاطئ ..تبتسم و انت تقرأ فرحة العجوز التي تكاد تراها مجسدة بعد 84يوما من الفقر المدقع و فوزه بالسمكة المراوغة ,,وتتعجب من صبره و جلده العجيب و مثابرته التي لم تتوقع ان تكون في شخص ضعيف هزيل كهذا العجوز
لكن لاتستمر الفرحة طويلا فسرعان ما تأتي اسماك القرش فرادي اولا ثم جماعات تنهش احداهم السمكة و تقضم جزءا كبيرا منها لكن العجوز رغم ان يده اليسري اصابها الشلل المؤقت من شدة الالم و النزيف و كان لا يقو علي الوقوف الا انه امسك ببلطته الصغيرة و استطاع ان يقتل سمكة القرش ..و تراه لم يقتلها بقوة عضلية ما فهي ليست موجودةاصلا لكن الذي قتلها هو غضبه و احساسه بالظلم فهو احس ان لقرش هو عدوه الذي جاء بعد 84 من المعاناة الشديدة ليخطف منه انتصاره الذي حققه و هو لم يكن ليسمح بذلك
يتأمل العجوز التلف الذي احدثه القرش في سمكته و يحاول ان ينسي الامر رغم تأثيره الاكيد في ثمنها يدرك العجوز ان الامر لن يمر ببساطة و ان رائحة الدماء ستجذب اسماك قرش اخري فيبدأ يجهز نفسه للمعركة ..فيربط سكينته في عصا طويلة لتكون رمحا ..لا تمر دقائق و يصح حدس العجوز فتأتي اسماك القرش جماعات اكثر شراسة هذة المره ..يزود العجوز عن سمكته بكل مافيه من قوة فيطعن بعض الاسماك لكن الكثرة تغلب الشجاعة تبكي مع بكاء العجوز و هو يري سمكته يقتطع منها جزءا جزءا في فم تلك القروش المتسلقة التي اختطفت ثمرة تعبه و الامه و مثابرته طيله 84 يوما ..يقتل العجوز بعضها رغم هزاله الا انه في النهاية تترك القروش السمكة هيكلا عظميا لا يتبقي منه سوي الرأس ..ينظر العجوز بعينان لا تريان الي هيكل السمكة و قد اقترب الشاطئ يجلس مهموما بانتظار اقتراب القارب فقط يلوم نفسه لانه ابتعد كثيرا عن الشاطئ مما ادي لحدوث ذلك و يعاود اعتذاره للسمكة لانها لم تكن تستحق ما مر بها ..يرسي المركب فيربطه العجوز و يمضي دون ان ينظر الي السمكة ..يعود لكوخه و يستلقي علي قطع الثياب المهلهلة و ينام بعد ثلاث ايام من العمل و العذاب دون جدوي
يأتي الصبي للاطمئنان عليه بعد غيابه فيري يداه و قد تمزقتا و الدم ينزف منهما يبكي الصبي و يهرع ليجلب له طعاما
يتأمل البحارة هيكل السمكة الضخم و لا يصدقون ان العجوز سانتياجو قد استطاع ان يظفر بها بمفرده ويضربون كفا بكف اسفا علي ضياعها ..ينهض العجوز من نومه فيري الصبي ..يتحدثان كثيرا و يأكلان معا.. يفرح العجوز انه يتحدث لشخص بعد طول حديثه مع نفسه و مع البحر و يخبر الصبي ان يعطي رأس السمكة لاحد الصيادين..يقرر العجوز في مثابرة غير معقولة ان يعود للصيد اليوم التالي لان النسيم جيد فيقرر الصبي ان يعود للعمل معه رغما عن اهله فهو لن يتركه مرة اخري لانه بحاجة لتعلم الكثير منه
تنتهي القصة بمشهد احدي السائحات تنظرالي هيكل السمكة قبل ان يجذبه المد و تندهش من ضخامتها بينما العجوز نائم يحلم بالاسود و السباع!
تلك الرواية الرائعة التي تدفعك للبكاء في احيان منها جديرة بحق بجائزة نوبل بل قل ان نوبل هي الجديرة بها ..فهذا العجوز الذي تمكن منه الضعف و الهزال هو القوة ذاتها .. ليست القوة العضلية انما قوة نفسية تصل لاوجها في شخصية لا تعرف اليأس ولا التكاسل و تعمل بكفين ضعفيتين حتي ينزفا كي تصل لغايتها ..ذلك العجوز البسيط الذي يتابع اخبار البيسبول بشغف يعلمك الكثير في حياتك ..يعلمك المثابرة و التحدي ..ذلك العجوز الوحيد يخبرك بالحقيقة في وجهك ..ان ظروفك انت من يحددها و حياتك ملكك.. انت فقط من يملك قرار اذا ما كنت ستستسلم لليأس و تقنع بموت نفسي حتي يأتيك الموت الفعلي ام انك ستحارب حتي لو بيدين شبه مشلولتين لتثبت لنفسك انك علي قيد الحياة مع كل نفس يدخل رئتك..ذلك العجوز الضعيف يخبرك بكل قسوة ان العجوز هو انت ..القارئ و ليس البطل!
بقي ان نعرف نهاية كاتب هذة الرواية الساحرة..الغريب ان في قمة مجد "هيمنجواي" ومع انه كاتب تلك التحفة المحفزةعلي الامل ..مات منتحرا تماما كوالده !!فالموت كما قلنا كان ضيفا علي رأس "هيمنجواي" تربع علي عرش افكاره حتي منعه من التمتع بحياته و بمجده الذي وصل له و منعه حتي من السماع لبطل قصته الاشهر