كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Friday, May 18, 2007

عن شعرة معاوية التي اهترأت

عن شعرة معاوية التي اهترأت!
كلنا يدرك او يسمع عن مصطلح شعرة معاوية الذي اصبح ماركة مسجلة ما ان تسمعه لتدرك انه يعني و يقصد الديبلوماسية و الذكاء في التعامل مع الناس بمهارةو حزم
ترجع قصة الشعرة الي وقت خلافة (معاوية بن ابي سفيان) حيث كان معروفا بالدهاء السياسي و الحكمة البالغة في تولي زمام الامور و حكم الرعية باللين تارة و القسوة تارة اخري حسب ما يتراءي له من المواقف و المقولة الكاملة هي"اني لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا اضع سوطي حيث يكفيني لساني و لوكان بيني و بين الناس ما انقطعت كانوا اذا امدّوهاارخيتها و اذا ارخوها مددتهها" هذة البلاغة و الحكمة تجعلنا نفغر فاهنا تعجبا من عقلية فذة كمعاوية ..فكان مثالا لحاكم يدرك و يعرف مداخل رعيته ..يدرك متي يفسو و متي يحنو ..واذا ما تركنا جانبا حادثة الفتنة التي كان معاوية ضلعا اساسيا فيها و خلافه مع (علي بن ابي طالب )حول احقيته في خلافة المسلمين و ما تلا ذلك من احداث مؤسفة معروفة نترك الخلاف حول شخص معاوية و اثارته لفتنة بين المسلمين حيث اختلف في الحكم علي شخصه الكثيرين لكن –في رأي الشخصي- ما يعاب بشدة علي معاوية هو تحويله الخلافة الاسلامية الي توريث امتد اثره حتي وقتنا هذا علي امتنا العربية حيث الغيت الشوري صار التوريث عادة في الخلافة الاسلامية ..لو تركناا ذلك جانبا لنهتم اكثر بالجانب السياسي لمعاوية و ذكاءه الشديد الذي امكنه من الاستمرار في الحكم حوالي الاربعين عاما!..نعم.. فعشرون عاما قضاها كأمير يتولي احدي الامارات الهامة و عشرون اخرون كخليفة للمسلمين ..ثم اتي بابنه يزيد خليفة بعده خليفة ايضا! ..من هذا لا يحتاج المرء ان يكتشف ان السلطة فعلا مغرية و بريقها جذاب حتي لصحابي كمعاوية شهد الغزوات مع الرسول الكريم لكن كما قلنا لندع ذلك جانبا و نتأمل اكثر العقل السياسي الذي كان يحرك معاوية ..فمقولته هذة اكبر دليل علي دهاء ليس سياسي فحسب انما اجتماعي ايضا و ديبلوماسية قوية اتاحت لن ان يتربع علي قلوب الشعب طيلة هذة المدة و لا يتمرد الشعب لطول الحكم سوي مرات قلائل كانت في الغالب يتولي امرهاالحجاج ابن يوسف ! و رغم ذلك احب الناس معاوية و حكم معاوية!
من حقا مازال يطبق قاعدة شعرة معاوية؟ ..ان تلتزم الوسطية في تعاملك مع الناس و تتولي الامور بالحصافة و الذكاء الذي يمكنك من امتلاك قلوب الناس قبل عقولهم لانك لو علمت مكانة معاوية في قلوب الرعية في ذلك الوقت ستندهش فلقد احبوه و رهبوه في ذات الوقت رغم طيلة فترة حكمه
فلو نظرت الي مجتمعنا المصري حاليا لادركت ان الشعرة قد اهترأت حقا !
..لم يعد احد يعبأ بقطعها او بمدها او بوجودها من الاساس ..فعلي الجانب السياسي الدولي نري ان الجميع اصبح يتسابق لجذب الشعرة فالعالم بأكمله يتجه نحو حافة الهلاك سعيدا باقتراب انقطاع الشعرة و كأنه اشتاق للمعارك و الحروب و افتقد مشاهد الدماء و الدمار! ..ولو التقطنا لقطة مقربة بعدسة زووم علي بلدنا الحبيب نجد ان حكوتنا تجتهد لقطع الشعرة بقراراتها التي تزيد من سخط الشعب و شحن الكراهية داخله فكل يوم تزداد كوارث حكومتنا من غلاء اسعار ..لتدهور تعليم ..لانعدام رعاية صحية ..لمزيد من التقييد علي الحريات الي جانب مصائبها من حوادث القطارات و العبارات و اكياس الدم الملوثة لتستمر في جذب الشعرة حتي تصبح وترا حساسا بدأت اطرافه في التمزق و تتمزق معها اي تواصل بين الدولة و الشعب ..فالدولة الان في واد و الشعب بفئاته في واد اخر لكنه واد صحراوي قاحل جفت اباره ..فلقد اوشك فتيل الناس علي الاشتعال منذرا بانفجار في وجه الحكومة فلك يعد في قوس الصبر اي منزع كما يقال!
اذا تركنا جانبا الشان السياسي و حكومتنا لانه يبدو ان الكلام لا طائل منه بهذا الصدد لتعمد الدولة لعب دور الاصم الاعمي الابكم ..فالشعرة ايضا اوشكت علي التمزق بيننا كشعب و كأسرة و كمجتمع ..فالوسطية في الكلام او الفعل او رد الفعل اصبحت شيء نادر و حلت محلها المبالغة في كل شيء
فتجد عند اي نقاش اجتماعي اسري او حتي بين الزملاء نفقد سريعا كل ادوات الخطاب الراقي المتحضر و يفقد الحوار (استكيته) من استك! و قابليته للمط و التقصير لتقريب وجهات النظر بل يسارع كل فرد لفرض رأيه و رغباته علي الاخر كل علي حسب قدرته علي جذب الشعرة تجاهه و علي حسب حجم عضلات الساعدين –البنات سيأخذن صفوف المتفرجين في هذا السباق!- ليجذب الشعرة ناحيته غافلا بذلك –او متغافلا- عن ان الشعرة ستنقطع و تنقطع معها كل جسور العلاقات بينه و بين من حوله .
اكثر المحاولات وضوحا لذلك هي تربية الابناء –علي اساس انهم متربيين!-اري حولي غرائب كثيرة فالاباء نوعان ام نوع يقسو بشدة فيفقد كل تواصل مع ابنائه و يكسب خوفهم لكنه يخسر محبتهم او من يتساهل بشدة فيخسر الاحترام الواجب و يختلط الحابل بالنابل و الفوضي التي نراها حولنا
فلنحاول ان نتبع سياسة معاوية الداهية ..اترك الشعرة بينك و بين من حولك و حافظ علي وجودها لا تجذب بشدة و لا ترخي بتهاون لتكسب حبك و احترامك في ان واحد حافظ علي جسور الاتصال قائمة بينك و بين الناس حتي لا تصبح في يوم و ليلة و قد تم نفيك الي جزيرة معزولة عن اي معلم حضاري و بشري
واكثر من يجب ان يلتزم بهذة السياسة هي حكومتنا لان رصيدها اصبح سالبا و اوشك الشعب ان ينفجر بعد ان ضمنت بجذبها المستمر كراهية غير مسبوقة في القلوب و من ضمن الكراهية لا يأمن من غدر الرعية ..فمن يكره بشدة سيود لو تخلص ممك يكره و اكرهه و كرّهه في عيشته
!

Tuesday, May 01, 2007

من الثامن للسابع!

من الثامن الي السابع!

لا احبذ كثيرا الاعلانات "الشخصية" و الامور "الشخصية" التي قد لا تهم احدا سواي و لكن بما انها مدونتي "الشخصية" فلابد ان اتعامل معها علي هذا الاساس من حين لاخر!
بالامس القريب الموافق الاثنين كان حفل توزيع جوائز مسابقة القصة القصيرة التي تقيمها ساقية الصاوي و بما اني قد تقدمت للاشتراك بالمسابقة فكان من البديهي ان اذهب لموعد تسليم الجوائز علي اساس " الفرجة!" و مشاهدة هؤلاء الذين اسمع عنهم و يفوزون بمثل تلك المسابقات !
و كان اليوم لطيفا بحق –معلش حابدأ الحكاية من الاول!- كان قد مضي ردح من الزمن – قد ايه بالظبط مش عارفة!- لم ار فيها صديقتي العزيزة علي جدا – و هي عارفة نفسها!-و قررنا ان نمضي يوما لطيفا بين المواصلات من روكسي الي الاهرام الي الاسعاف و انتهاءا بالزمالك طبعا حيث الساقية! و بما اني كنت قد مهدت لها قبل الذهاب في الا تذهب بعيدا بخيالها كعادتها و تأخذها الحماسة لتظن – و ان بعض الظن اثم!- اننا ذاهبين لتسلم جائزة لا سمح الله انما فقط كي اشركها معي في مشاهدة هؤلاء الذين يفوزون ! و الغريب انه رغم الازدحام الشديد و تلكؤنا الاشد في شارع الاهرام حتي الساعة السادسة و خمس دقائق الا اننا و يا للعجب وصلنا من مصر الجديدة للزمالك في ساعة الا ثلث فقط و لم تكن الحفلة قد بدأت بعد
مزيدا من الاطناب!
و بما ان المرء كان محرجا من نفسه فلم اخبر الكثيرين بامر اشتراكي- لانها مش ناقصة فضايح!- فلم اخبر سوي العائلة و الاستاذ العزيز محمد عبيه الذي شجعني رغم ما قرأه قديما من بؤس ادبي مقصّص ارسلته في الماضي الغابر و مازال يذكره للاسف الشديد! و مازل حتي الان يشجع – ودة الاغرب!- علي الكتابة القصصية و بالطبع صديقتي العزيزة التي كان لي الفضل يومها كي اجعلها تشرف بركوب المترو لاول مرة في حياتها لتدرك اننا نسحب التذكرة " الصفراء" من الماكينة بعد اول مرة و لا نسحبها بعد ثاني مرة!
قليل من الاسهاب!
كان الحضور الي حد ما بين بين لا بالقليل و لا بالكثير- الحمد لله عشان الفضايح برضه!- و كنت مشغولة في شيء ما وقت اعلان الاسامي الفائزة – علي اساس اني جاية اتفرج مش اكتر!- و هوووب عند الاسم الثامن اسمع اسم قصة ليس بغريب علي اذني و يعقبه اسمي الذي ليس بغريب علي اذني ايضا! و بعد الللاب داب و بوم بام بوم بام التي عزفها قلبي و تمالكي لنفسي قبل ان اسقط من فوق السلم و انا صاعدة لتسلم الشهادة – عشان تبقي فضيحة بجد!-وجدت نفسي امسك بشهادة من الساقية تقول انني حصلت علي المركز الثامن عن قصتي خيوط!!
و بعد ان عدت لمكاني في جانب القاعة و بعد ان اصطدمت بقدم سيدة و يبدو انها مازالت تتألم حتي الان جلست ببلاهة شديدة و انا انظر للشهادة و للصورة الاكثر بلاهة التي التقطتها صديقتي لي و مازالت حتي الان و انا اكتب تلك الحروف بكل بلاهة لا اصدق اني صرت من هؤلاء الذين كنت اسمع عنهم و كانوا يفوزون بالمسابقات القصصية!
بعض الاسترسال!
و بعد اقل من خمس دقائق و بينما كنت اتأهب للقيام بابلاغها اذ بها كعادتها الرائعة الرقيقة التي دائما ما تحرجني بذوقها الرهيب تبادر بالاتصال و قد عرفت نتيجة المسابقة لتهنئني ! من هي ؟
هي الصديقة الجميلة الرقيقة الاعز و التي لا يكيفها شكري لها و التي احمد الله اني تعرفت بها و شرفت بصداقتها
ميريسي يا " نانسي" بجد مش عارفة لحد دلوقتي اقولك اني فخورة بصداقتك اد ايه
ثم تلاها مباشرة تهنئة جميلة من العزيز محمد عبيه ايضا قبل ان ابادر انا باعلان الامر بجد ميرسي جدا
اطالة لابد منها!
و كان من بين الحضور الاستاذ " حسام مصطفي ابراهيم " الذي فاز بالمركز الثاني لقصته " محاولة اللحاق بأخر عربة من القطار " و الذي اصبح بعدها الاول ! التفاصيل في اخر المقال – عشان الساسبنس!-
و الذي عرفت انه من فتن عليّ و احرق المفاجأة التي كنت اود ان اقوم بها بعد ان قام بأخبارهم قبلي! و في نهاية الجلسة مشكورة لانها مازلت تذكرني حتي الان هنأتني رغم قصر الفترة التي التقينا بها ميرسي يا " مني " و قبل رحيلي تعرفت بالاستاذ حسام و بخطيبته الجميلة اللذيذة و اتمني بشدة ان اقرأ قصته الفائزة
كفاية بقي حرام!
في الختام اود ان اشكر بشدة و بحرارة " نانسي " و " محمد" حقيقي من نعم ربنا علي اني عرفت ناس في جمالكم الانساني و في ذوقكم الرهيب و فعلا من ساعة ما عرفتكو و وشكو كان اكتر من حلو علي ..و مش عارفة بقي اخبار وشي عليكو ايه بالظبط؟!
بجد ميرسي علي كل حاجة و ميرسي علي التشجيع الدائم – يارب استحق سدسه- و فعلا كملت فرحتي انهاردة لرؤيتكم
مبروك للاستاذ " حسام " علي المركز الاول !
ازاي الاول ؟ ..دي حكاية تانية..شدوا الرحال!
نبذة مختصرة!
الصراحة لم اكن اعلم عن الامر اي شيء الا صباح اليوم عندما اخبرتني " نانسي " و " محمد " ان الحائز علي المركز الاول تم سحب المركز منه لان قصته كانت تم نشرها في جهة اخري و هذا اخلالا بشروط المسابقة و علي هذا الاساس اصبح
الا ستاذ " حسام " حائزا علي المركز الاول و بت انا – من فعل بات و ليس من حذاء باتا!- حاصلة علي المركز السابع! كعادتهم دائما في الاخبار الجميلة ميرسي مرة كمان
في الختام – بجد المرة دي!- مبرووووووك للاستاذ حسام المركز الاول هذا العام و التاسع مكرر العام الماضي – التاسع كان الاستاذ محمد عبيه- و ميرسي بجد يا نانسي و محمد و ميرسي يا بسمة و ميرسي لي اني فرجتك علي المترو! وميرسي لكل الي حيقري المقال المختصر دة!
و بما ان مصلحة التليفونات قررت الاحتفال بي ايضا فالحرارة قد انقطعت عن هاتفنا العزيز و بالتالي اعتذر ان لم تأت الردود في حينها بس بعد الشكوي انشاء الله التلفون حيتصلح!..و كفاية رغي بقي
!

خيوط

1
خيوط

تتثاءب بصوت عال و تمد يدها بجوارها فتصطدم يدها اليسري بذراع أحدهم فيستيقظ فزعا
-"خلاص مش حاعمل كدة تاني ..كفاية ضرب!"
تضحك بصوتها العالي المتقطع فيصمت خجلا من نفسه عندما يدرك أنها ذراعها و ليست الذراع التي كان يحسبها
-"طول عمرك شجاع يا فتحي"
تتبعها بضحكة أخري مجلجلة لتقفز الدماء ألي وجهه من الخزي و يشعر بطنين في أذنه اليمني

..توقظ ضحكاتها باقي المجموعة التي تصحو من غفوتها في كسل شديد
-"قوموا بلاش كسل كفاية نوم ..بقالكو نايمين من زمان اوي"
يقترب منها عم (خليل) و هو يعرج بأحدي قدميه قليلا من جراء داء النقرس الذي أصابه
-"أيه يا (امل) ؟ بتصحينا بدري ليه ماحنا نايمين و مبسوطين ومش حاسين بحاجة ..لازم تفوقينا يعني؟"
تنظر له بدهشة و تستعيد ضحكتها العالية مرة أخري
-" صحيح ..هم يبكي و هم يضحك..قوموا قبل ما يجي و متعرفوش تتنفسوا حتي ..الحقوا اعملوا الي نفسكوا فيه قبل ما يجي"

يقفز (فتحي) بجوارها و يبدأ صوته في التهدّج
-" انت مش شايفة عمل في ايه لما قلت بس علي الي عاوزه ؟..امال لو عملنا حاجة حيحصل ايه؟"
يقولها و يقوم بتعرية جزء من ظهره ليريها أثار ضربات السوط الذي جلده به البارحة ثم يعود ألي مكانه و يندس بين الاغطية ليختفي عن الأنظار ..تتأمله باقي المجموعة و يتحسس (محمود) الفطاطري ظهره لا شعوريا ثم يعود أدراجه مطرقا بوجهه للأرض كيلا يري نظرات من حوله فيضطر للحديث مع أحدهم و هو لا يأمن أن يسمعه فيصيبه ما أصاب (فتحي)

..تمر (امل) علي (نبيلة) التي تعد السلّة و تملأها بالخضرة التي ستذهب لبيعها علي مدخل الحارة و تسألها أذا كان زوجها قد وجد وظيفة أم مازال يبحث بعد ..ترد عليها بأسي
-"لا لقي وظيفة و لا حتي عاوزين يصرفوله مكأفاة نهاية خدمة بعد ما سرّحوه ..موت و خراب ديار منهم لله"
تهم بالرحيل فتمسكها (امل) من ذراعها لتسألها من جديد
-" طب ما قدمتيش شكوي ليه ؟"
تنظر لها (نبيلة) برعب و تضع اصبعها علي فمها و هي تلتفت حولها خوفا من أن يسمعها ثم تضع السلّة فوق رأسها و تلتحف بالعباءة السوداء التي تلازمها ليل و نهار و ترحل مسرعة قبل أن تمسك بها (امل) من جديد و تسمعها المزيد

تستمر (امل) علي ضحكها و سخريتها بصوتها المرتفع و تمر علي (ام فهمي) التي مازالت مستلقية علي جانبها الايمن تهزها برفق لتستيقظ الا انها لا تأتي بأي حركة ..تلتفت للناحية الاخري لتري وجهها فتجد انهارا من الدموع تنهمر من عينيها


2

-" ايه يا شروق ..فهمي لسه بعافية؟"
تمسح (ام فهمي) دموعها سريعا كيلا يراها
-" تعبان اوي و المستشفي العام رافضةعلاجه.. حيموت"
لا تقدر علي منع دموعها فتنهمر مرة اخري
-" ما قدمتيش شكوي ليه ؟"
تضرب (ام فهمي) بيدها علي صدرها
-" شكوي ..يا مصيبتي انتي الي طلع عليك شكوي ؟..عاوزة تودينا ورا الشمس؟"
تقولها ثم تلتفت للناحية الاخري لتكمل بكائها في صمت

تتجه (امل) الي (سيدة) الممرضة و تطلب منها مساعدة (ام فهمي) في تقديم شكوي لمدير المستشفي فترد عليها و هي تشيح بنظرها
-" انا ماليش دعوة"
تمر عليهم (امل) لتقنعهم أن يجمعوا مالا كي يعالج (فهمي) بأحد المستشفيات الخاصة لينقذوا حياته
-" مش عاوزين مشاكل ..خلينا جنب الحيط "
يقولها (حسن) الميكانيكي فتتجه لعم (خليل) يمضي مبتعدا و هو يشير بيديه
0-" و انا مالي ..احنا لاقيين ناكل ؟"
تستمر في مرورها عليهم فيتهرب منها البعض و يتشاغل الاخر عنها بعمل وهمي

تصرخ فيهم (امل) غاضبة
-" مافيش منكم فايدة ..خليكو نايمين كدة ..دة حتي اهل الكهف صحيوا بعد كام سنة ..انتو حاتفضلوا نايمين كدة علي طول..الله يرحمكو"
تقولها و تهرع فارة من أمامهم يحاول ( حسن) اللحاق بها لكنها تبعده بدفعة من يدها و تستمر في سيرها المتحفز ..تصعد السلم فيشهق الجميع و يقفون متجاورين يضربون كفا بكف و هم يرونها تصعد نحو النافذة الوحيدة في السقف
-"حاتعملي ايه يا امل .. اعقلي "

تستمر في صعودها ..تتوقف (ام فهمي) و يقف (عم خليل) علي قدمه دون أن يستشعر ألما و هو يتابعها بنظراته الملهوفة يراها الجميع تفتح النافذة فتدخل أشعة الشمس لتضيء المكان و تنشر الدفء في ارجائه ..يزيح (فتحي) الأغطية عن رأسه و يري (امل) و هي تفتح النافذة و تقف لتصيح بأعلي ما تملك في حنجرتها من صوت
-" بس يا امل يا بنتي حايسمعك"
يقولها (عم خليل) و هو يهرع ناحية السلم

فجأة يسمع الجميع صوت خطواته قادمة فيصيح الجميع ب (امل) أن تهبط لكنها لا تتحرك ..يرون يده تلتف حولها و تجرها جرا الي الخارج و هي مازالت علي صياحها الغاضب تتعلق بالنافذة قليلا ثم تستسلم ..تنغلق النافذة خلفها ويعود الظلام و البرد من جديد ..يتناهي الي سمعهم من بعيد صراخ ( امل) المتعذب الذي ينطق بالألم فيبتعد الجميع عن النافذة و يعود كل منهم الي ما كان يفعله ..يندس (فتحي) اكثر تحت الاغطية و تستكمل (ام فهمي) البكاء


3

تمر دقيقة اخري ثم ينفتح جزء صغير من النافذة يعبر منه شعاع ضئيل من الضوء و تجده ( ام فهمي) يجذبها من يدها بخيوطه التي ربطهم بها ليوقفها علي قدميها و يجعلها ترقص ..فترقص و هي مازالت تبكي و يجذب بيده الاخري (عم خليل) ليقفز علي قدمه التي تؤلمه فيبدأ في القفز دون أن يجسر علي اصدار أهة ألم واحدة


يستمر الرقص و القفز و يسمع (فتحي) من بين الأغطية صوت فتاتين صغيرتين
-" شايفة العرايس بترقص حلو ازاي؟"
-" عرايس ايه؟"
-"عرايس الماريونت "
-" اه حلوين اوي ..شايفة الاراجوز الي بيرقص ؟"
-" انهي واحد؟"
-" مش مهم ما كلهم اراجوزات"

****