كراكيب حية
كراكيب حية
هناك الكثير من الاشخاص –انا من ضمنهم!-يميلون الي الاحتفاظ بأشيائهم القديمة التي كانوا يستخدمونها في طفولتهم او في صباهم فيجمعون ترسانة كاملة لديهم من الالعاب الطفولية البدائية الي اقلام فرغت و لم يعودوا يستعملونها الي اوراق و مجلات و تستمر هذة الترسانة في النمو و التعاظم حتي لتوشك علي التحول الي سلاح ذخيرة قائم بذاته ..وكما ان هذة النوعية من البشر – التي انا منهم!- موجودة هناك من يري ان الاحتفاظ بالاشياء القديمة (الكراكيب) كما يطلقون عليها لا تعني سوي ان هذا الشخص شخص مهمل او بخيل ..لكنهم لا يستوعبون كيف تمثل بعض الاشياء المادية التافهة في نظرهم كما هائلا و سلسلة طويلة من الذكريات المتعاقبة التي يكفي نظرةواحدة لتتذكرها.. فنظرة الي قلم مكسور مثلا قد يعيدك الي مرحلتك الابتدائية و يذكرك بحادث كسره فقط نظرة واحدة الي هذا القلم المكسور الذي لا تساوي قيمته شيئا تجعلك تجدد ذكرياتك و تنعش خلايا عقلك لتعود تلك الذكري بقوة و بالوانها و اصواتها و ملابستها ..-صورة ضبابية كانت او ملونة علي حسب قوة ذاكرتك –امام شاشة العرض الخفية في مؤخرة راسك فتضحك او تبكي لتذكرك تلك الايام التي لن تعود و لا تعود سوي برؤيتك لهذا القلم من حين لاخر و لعل الشخص الذي تربط به الذكري قد رحل او هاجر او فقط لم يعد في محيط عالمك فبأمكان نظرة واحدة تلقيها علي كراكيبك تجسيم ذلك الشخص الذي افتقدته
..وهذا يدفعني احيانا للتساؤل عن الاشياء المادية في ظاهرها لكنها قد تحمل روحا مستقلة بها تشعر انك في حضرة شخص او اشخاص و انك اذا ما قمت باستخراج صندوقك لتعيد ترتيب حاجياتك منذ الطفولة ستشعر انك محاط باصدقائك منذ الصبا حتي لحظتك الحالية فلن تستشعر لحظة وحدة واحدة بل قد تجد زحاما من الشخصيات يزيد عن اتساع الغرفة!
في بعض الاحيان تندهش والدتي لاحتفاظي بورقة منزوعة من كشكولي في الثانوية العامة و تري ان ذلك لا يعني سوي الاهمال او الكسل عن التنظيم و الترتيب لكن تلك الورقة لها سيل من الذكريات مرأها وحده كفيل باستلقائي علي ظهري من الضحك لانها تذكرني بلحظة مشاغبة عندما كانت المعلمة منهمكة في الشرح و كنت و صديقتي منهمكتان ايضا لكن رسم عرض ازياء لملابس البحرلفتيات رشيقات قبل ان يتم القبض علينا متلبستان بهذا الديفيليه !
هناك الكثير و الكثير.. من ممحاة لم تستخدم قط و ظلت علي حالها لان شكلها اعجبني و "استخسرتها " في ان يتم استخدامها في المحو! الي ذراع عروسة اتخذها اخي كمطب صناعي و حطمها بسيارته ! الي مجموعة هائلة من الصور لمرحلة الثانوية –افضل المراحل بالنسبة لي رغم الثانوية العامة و الكابوس المصري!-..الي اول كراس رسم لك الي اوراق اختبارات لثانوية العامة و..الي اخر المخزون العجيب الذي اراه مجموعة من الاشخاص المجمدين في صورة اشياء مادية لكنها تنتظر فقط لحظة ان تنير في رأسك مصباح يستدعي لحظات مر عليها دهر فتدب الحياة في هذة الكراكيب وتري اشخاصا و تسمع اصواتا و كأنك تشاهد عرضا سينمائي خاص لما مضي من حياتك
فقط اردت ان اوضح ان من يجمع تلك الاشياء لا يعني ذلك اهمالا او بخلا فقط يعني انه لا يستطيع ان يتخلي عن اجزاء من حياته و لا يملك ان يدفع بلحظات من عمره بعيدا عنه
بدأت اشك ان تلك الكراكيب تحمل روحا بداخلها حقا ..فلكل من يهوي الاحتفاظ بكراكيبه ابق كما انت و اخف ذلك الامر عمن حولك ممن يجدونها مجموعة من القمامة لا اكثر و ادخر لنفسك لحظات من المتعة بعيدا عن الاعين المتهكمة
هناك الكثير من الاشخاص –انا من ضمنهم!-يميلون الي الاحتفاظ بأشيائهم القديمة التي كانوا يستخدمونها في طفولتهم او في صباهم فيجمعون ترسانة كاملة لديهم من الالعاب الطفولية البدائية الي اقلام فرغت و لم يعودوا يستعملونها الي اوراق و مجلات و تستمر هذة الترسانة في النمو و التعاظم حتي لتوشك علي التحول الي سلاح ذخيرة قائم بذاته ..وكما ان هذة النوعية من البشر – التي انا منهم!- موجودة هناك من يري ان الاحتفاظ بالاشياء القديمة (الكراكيب) كما يطلقون عليها لا تعني سوي ان هذا الشخص شخص مهمل او بخيل ..لكنهم لا يستوعبون كيف تمثل بعض الاشياء المادية التافهة في نظرهم كما هائلا و سلسلة طويلة من الذكريات المتعاقبة التي يكفي نظرةواحدة لتتذكرها.. فنظرة الي قلم مكسور مثلا قد يعيدك الي مرحلتك الابتدائية و يذكرك بحادث كسره فقط نظرة واحدة الي هذا القلم المكسور الذي لا تساوي قيمته شيئا تجعلك تجدد ذكرياتك و تنعش خلايا عقلك لتعود تلك الذكري بقوة و بالوانها و اصواتها و ملابستها ..-صورة ضبابية كانت او ملونة علي حسب قوة ذاكرتك –امام شاشة العرض الخفية في مؤخرة راسك فتضحك او تبكي لتذكرك تلك الايام التي لن تعود و لا تعود سوي برؤيتك لهذا القلم من حين لاخر و لعل الشخص الذي تربط به الذكري قد رحل او هاجر او فقط لم يعد في محيط عالمك فبأمكان نظرة واحدة تلقيها علي كراكيبك تجسيم ذلك الشخص الذي افتقدته
..وهذا يدفعني احيانا للتساؤل عن الاشياء المادية في ظاهرها لكنها قد تحمل روحا مستقلة بها تشعر انك في حضرة شخص او اشخاص و انك اذا ما قمت باستخراج صندوقك لتعيد ترتيب حاجياتك منذ الطفولة ستشعر انك محاط باصدقائك منذ الصبا حتي لحظتك الحالية فلن تستشعر لحظة وحدة واحدة بل قد تجد زحاما من الشخصيات يزيد عن اتساع الغرفة!
في بعض الاحيان تندهش والدتي لاحتفاظي بورقة منزوعة من كشكولي في الثانوية العامة و تري ان ذلك لا يعني سوي الاهمال او الكسل عن التنظيم و الترتيب لكن تلك الورقة لها سيل من الذكريات مرأها وحده كفيل باستلقائي علي ظهري من الضحك لانها تذكرني بلحظة مشاغبة عندما كانت المعلمة منهمكة في الشرح و كنت و صديقتي منهمكتان ايضا لكن رسم عرض ازياء لملابس البحرلفتيات رشيقات قبل ان يتم القبض علينا متلبستان بهذا الديفيليه !
هناك الكثير و الكثير.. من ممحاة لم تستخدم قط و ظلت علي حالها لان شكلها اعجبني و "استخسرتها " في ان يتم استخدامها في المحو! الي ذراع عروسة اتخذها اخي كمطب صناعي و حطمها بسيارته ! الي مجموعة هائلة من الصور لمرحلة الثانوية –افضل المراحل بالنسبة لي رغم الثانوية العامة و الكابوس المصري!-..الي اول كراس رسم لك الي اوراق اختبارات لثانوية العامة و..الي اخر المخزون العجيب الذي اراه مجموعة من الاشخاص المجمدين في صورة اشياء مادية لكنها تنتظر فقط لحظة ان تنير في رأسك مصباح يستدعي لحظات مر عليها دهر فتدب الحياة في هذة الكراكيب وتري اشخاصا و تسمع اصواتا و كأنك تشاهد عرضا سينمائي خاص لما مضي من حياتك
فقط اردت ان اوضح ان من يجمع تلك الاشياء لا يعني ذلك اهمالا او بخلا فقط يعني انه لا يستطيع ان يتخلي عن اجزاء من حياته و لا يملك ان يدفع بلحظات من عمره بعيدا عنه
بدأت اشك ان تلك الكراكيب تحمل روحا بداخلها حقا ..فلكل من يهوي الاحتفاظ بكراكيبه ابق كما انت و اخف ذلك الامر عمن حولك ممن يجدونها مجموعة من القمامة لا اكثر و ادخر لنفسك لحظات من المتعة بعيدا عن الاعين المتهكمة