حوار الطرشان
حوار الطرشان!!
لغة الحوار في مصر مفقودة نماما الكل يتحدث نعم و لكن لا يوجد من ينصت و ان وجد من يسمع فلن تجده ينصت او يصغي لما تقول فلو صادف و وجدته صامتا فتظنه انه يستمع لك فتكون واهم لانه اما صامت لانه لا يجد ما يقال او صامت لتحضير ما سيقال ! اي في كلتي الحالتين لن تجد من ينصت لك نحن بحاجة بشدة و ملحة الي اعادة تأهيل عقولنا و صدورنا كي تستوعب الاختلاف و التباين . اذ ان المصريين في اغلبهم يجدون في الاختلااف معهم في الراي ابتعاد عن قواعد الذوق و الاداب العامة و البعض من اصحاب الحس المرهف يجدوها وقاحة و انعدام للادب!! فكلمة "لا " لها اثر سيء للغاية في نفس المصريين فما بالك بالاختلاف في التفكير و الثقافة و العقيدة! طبعا لابد حينها ان تري السلوك الهمجي و العدواني البعيد تماما عن دعوات التحضر التي ننادي بها و يظهر هذا السلوك في اي محاورة تبدأ فيها بذرة الاختلاف في الانبات فتجد الحوار قد انقلب الي مشادة و كلما استمر الطرف الاخر في عناده بالتمسك برأيه كلما زاد عنف الاخر و اعتبره تحدي و استفزاز له فتزيد حدة النقاش حتي من الممكن ان تصل الي التراشق بالسباب و الالفاظ و الاشتباك بالايدي حينا و الارجل حينا اخر! حتي يستحيل ان تفصل الاطراف المتناحرة عن بعضها البعض الا بعملية جذرية
و المثال الحي نراه في كل نواحي حياتنا اليومية بدءا من مناقشة بين زملائك او في المقهي او في الطريق و حتي ما نراه علي شاشات الفضائيات بين الضيوف فكل ضيف يري نفسه اذكي البشر و ان الحقيقة لا تخرج الا من فمه و انه قد وقّع عقد احتكار للحكمة والرأي الصائب!! اما الاخر لو سوّلت له نفسه معارضته فانه يبادر بالهجوم المباشر عليه من منطلق انه " لا يفقه شيئا" و " ان عليه ان يبادر بتعلم الكلام اولا قبل ان يفتح فمه"! و من الممكن ان يتطور الامر بالاستعانة بالالفاظ النابية التي تتطل برأسها فتصبح الصورة من اقبح ما يمكن و الشيء الذي يثير العجب و الاستفزاز ان هذا المستوي المتدن من الحوار لا يظهر فقط بين المختلفين في الاراء تماما كان يكون احد الضيوف من المعارضة و الاخر من الحزب الحاكم الابدي فغالبا ما يبدأ الطرف الثاني الاستفزاز و يمنع الاخر من الحديث و النقاش مستغلا مهارته في الجعجعة و يمنع ايضا المذيع من الكلام! و لكن للاسف ايضا يظهر ذلك بين المتفقين في الاراء و لكن يختلفوا حول التفاصيل و الرؤي للامور فبدلا من الالتفاف حول العدو المشترك يتجهون الي الشكليات و يبدأون وصلة طويلة من حوار الطرشان لا يسمع احد منهم الاخر و ينفعلون فيخرج المشاهد في النهاية انهم جماعة من الغوغاء لا يحترمون اداب الحديث و لا يعرفون شيئا عن التحضر و ثقافة الاخر فيخسرون باندفاعهم مواقف شريفة لهم و يخسرون معها ثقة و اهتمام من يستمع لهم للمرة الاولي و لا يعرف تاريخهم فيكسب بذلك عدوهم المشترك نقطة بسبب هذا التعصب في الاراء
فعلا نحن بخاجة الي (فرمتة) ثقافتنا و عقليتنا لتقبل التباين و الاختلاف بصدر رحب لان الاختلاف يثري الفكر و يحفزه للتفكير و لابد ان نقتنع ان النقد ليس شيء شخصي يعيبناو لابد من تأديب صاحبه!
لغة الحوار في مصر مفقودة نماما الكل يتحدث نعم و لكن لا يوجد من ينصت و ان وجد من يسمع فلن تجده ينصت او يصغي لما تقول فلو صادف و وجدته صامتا فتظنه انه يستمع لك فتكون واهم لانه اما صامت لانه لا يجد ما يقال او صامت لتحضير ما سيقال ! اي في كلتي الحالتين لن تجد من ينصت لك نحن بحاجة بشدة و ملحة الي اعادة تأهيل عقولنا و صدورنا كي تستوعب الاختلاف و التباين . اذ ان المصريين في اغلبهم يجدون في الاختلااف معهم في الراي ابتعاد عن قواعد الذوق و الاداب العامة و البعض من اصحاب الحس المرهف يجدوها وقاحة و انعدام للادب!! فكلمة "لا " لها اثر سيء للغاية في نفس المصريين فما بالك بالاختلاف في التفكير و الثقافة و العقيدة! طبعا لابد حينها ان تري السلوك الهمجي و العدواني البعيد تماما عن دعوات التحضر التي ننادي بها و يظهر هذا السلوك في اي محاورة تبدأ فيها بذرة الاختلاف في الانبات فتجد الحوار قد انقلب الي مشادة و كلما استمر الطرف الاخر في عناده بالتمسك برأيه كلما زاد عنف الاخر و اعتبره تحدي و استفزاز له فتزيد حدة النقاش حتي من الممكن ان تصل الي التراشق بالسباب و الالفاظ و الاشتباك بالايدي حينا و الارجل حينا اخر! حتي يستحيل ان تفصل الاطراف المتناحرة عن بعضها البعض الا بعملية جذرية
و المثال الحي نراه في كل نواحي حياتنا اليومية بدءا من مناقشة بين زملائك او في المقهي او في الطريق و حتي ما نراه علي شاشات الفضائيات بين الضيوف فكل ضيف يري نفسه اذكي البشر و ان الحقيقة لا تخرج الا من فمه و انه قد وقّع عقد احتكار للحكمة والرأي الصائب!! اما الاخر لو سوّلت له نفسه معارضته فانه يبادر بالهجوم المباشر عليه من منطلق انه " لا يفقه شيئا" و " ان عليه ان يبادر بتعلم الكلام اولا قبل ان يفتح فمه"! و من الممكن ان يتطور الامر بالاستعانة بالالفاظ النابية التي تتطل برأسها فتصبح الصورة من اقبح ما يمكن و الشيء الذي يثير العجب و الاستفزاز ان هذا المستوي المتدن من الحوار لا يظهر فقط بين المختلفين في الاراء تماما كان يكون احد الضيوف من المعارضة و الاخر من الحزب الحاكم الابدي فغالبا ما يبدأ الطرف الثاني الاستفزاز و يمنع الاخر من الحديث و النقاش مستغلا مهارته في الجعجعة و يمنع ايضا المذيع من الكلام! و لكن للاسف ايضا يظهر ذلك بين المتفقين في الاراء و لكن يختلفوا حول التفاصيل و الرؤي للامور فبدلا من الالتفاف حول العدو المشترك يتجهون الي الشكليات و يبدأون وصلة طويلة من حوار الطرشان لا يسمع احد منهم الاخر و ينفعلون فيخرج المشاهد في النهاية انهم جماعة من الغوغاء لا يحترمون اداب الحديث و لا يعرفون شيئا عن التحضر و ثقافة الاخر فيخسرون باندفاعهم مواقف شريفة لهم و يخسرون معها ثقة و اهتمام من يستمع لهم للمرة الاولي و لا يعرف تاريخهم فيكسب بذلك عدوهم المشترك نقطة بسبب هذا التعصب في الاراء
فعلا نحن بخاجة الي (فرمتة) ثقافتنا و عقليتنا لتقبل التباين و الاختلاف بصدر رحب لان الاختلاف يثري الفكر و يحفزه للتفكير و لابد ان نقتنع ان النقد ليس شيء شخصي يعيبناو لابد من تأديب صاحبه!