ابتسام و بسيمة و سرور ومسرات!!ء
ابتسام و بسيمة و سرور و مسرّات!
يمتلك المرء احيانا مخزونا من الذكريات يتم تصنيفها تحت بند الذكريات المخجلة! و يكفي تذكرها اثناء اشد ساعات النهار زحاما لتبعث ضحكة عابثة ماكرة علي شفتيك تحاول جاهدا ان تكتمها كيلا يلحظها من حولك..كنت و صديقتي الحبيبة اثناء مرحلة الثانوية نجلس لساعات طويلة ليس للاستذكار بالطبع انما للثرثرة اللامعقولة و التي كانت كفيلة بتسجيلنا في موسوعة "جينيس" للارقام القياسية! و كعادة البنات في مثل هذة المرحلة العمرية يدور الحديث عن المستقبل في صورته الساذجة المفروشة بالورود و السعادة و مواصفات فارس الاحلام الرومانسية و احلامنا المثالية لمستقبل براق لا يوجد سوي في خيالنا فقط..
في احدي المرات اثناء حديثنا المرح قررنا ان كل واحدة منا ستنجب ولدا و بنتا في المستقبل! نعم كان هذا قرارا لا رجعة فيه ! و بلغ بنا الشطط في الخيال ان الابناء لابد و ان يحملوا اسماءا بها اشتقاق من اسامينا..فقررت هي ان تطلق علي ابنائها في المستقبل"سرور" و "مسرّات" كي يكونا من نفس اشتقاق اسمي و بالمثل قررت ان اسمي ابنائي الذين في علم الغيب "ابتسام" و "بسيمة" ليكونا من اشتقاق اسم صديقتي "بسمة" !
و كنا نخطط لمستقبل الابناء كيف ستكون ملامحهم و في بعض الاحيان كانوا سمر الوجوه ..وفي حديث اخر يتحولوا الي اصحاب بشرة بيضاء .وفي رواية اخري يصبحوا ذوي شعور حمراء غجرية!
ومرت الثانوية العامة و لم تفلح صدمتها في افاقتنا من هذة الطفولة المتأخرة و احلام المستقبل الزاهي المثالي هذا!..بل و رغم ان زميلاتنا و صديقاتنا باتوا اكثر واقعية و تفكيرهن صار منهجيا عمليا ..ظللنا نحن نتمازح دائما في محادثتنا عما ادخرناه من اشياء جديدة لمستقبل الانجال!
فتارة يتفتق ذهني انه لابد ان تتعلم "بسيمة" السباحة و تارة يتفتق ذهنها ان "سرور" لابد ان يكون اكبرهم في العمر كي يتزوج" بسيمة"! نعم فلقد كبر الاطفال و زوجناهم ايضا و كل ذلك علي ارض خيالنا الخصب!..وعندما تفشل احدي محاولاتنا الفاشلة في الخروج سويا خاصة بالليل بحكم تاء التأنيث في اسمائنا و التي في مجتمعنا الشرقي تضع القيود علي الحرية..فكان يستبد بنا الغضب حين نري اخوتنا الذكور جعلوا الشارع لهم مأوي و نحن قابعتان في المنزل فنقرر حينها ان نعاقب الابناء الذكور في المستقبل! و نقرر ان الفتيات سيصبحن متساويات في الحقوق مع اشقائهن الذكور بل و سنجبر الذكور علي المساعدة في اعمال المنزل!
اما الاكثر خجلا هو ما يحدث لنا حين نمر امام محلات لعب الاطفال و ما يصيبنا من بلاهة و تسمر في المكان بعيون مذهولة تبتلع كل هذا الكم الهائل من الالعاب..و السر الخطير الذي نخفيه عن الجميع كي تظل صورتنا الناضجة الوقورة ..وهو عشقنا للعروسة " الكورونبة" ! تلك العروسة بشكلها الطفولي البرئ و وجهه "المكلبظ" الودود و ضحكتها الرائعة..وكان مولد ابن اختي بمثابة طوق النجاة لي حيث صار من حقي العبث بالالعاب و العرائس داخل المحل دون خجل بحجة اني اريد ابتياعها له!
هكذا مرت سنوات جميلة من الاحلام الساذجة اشعر بالامتنان لله اني عشتها ..حتي فوجئنا اننا كبرنا و اصبحنا في عامنا الرابع من الكلية و مازلنا نحلم بعرائس الكورونبة و الشكولاتة! ..وادركت صديقتي انه يفصلها شهور معدودة علي خوضها معترك العمل..واني عما قريب سألحق بها بعد عام واحد لا اكثر..فأدركنا انه حان الوقت لإزاحة هذة المشاغل العظيمة جانبا رغم اهميتها الشديدة !
وفي احدي المرات تذكرنا اثناء حديثنا وعدنا الطفولي بتسمية ابنائنا و انفجرنا في الضحك طويلا ..فطيلة هذة الفترة الماضية لم نلحظ علي الاطلاق ان اطلاق اسامي "بسيمة" و "ابتسام" و "سرور" و "مسرّات" علي ابنائنا ستكون جريمة لا تغتفر في حقهم!!
يمتلك المرء احيانا مخزونا من الذكريات يتم تصنيفها تحت بند الذكريات المخجلة! و يكفي تذكرها اثناء اشد ساعات النهار زحاما لتبعث ضحكة عابثة ماكرة علي شفتيك تحاول جاهدا ان تكتمها كيلا يلحظها من حولك..كنت و صديقتي الحبيبة اثناء مرحلة الثانوية نجلس لساعات طويلة ليس للاستذكار بالطبع انما للثرثرة اللامعقولة و التي كانت كفيلة بتسجيلنا في موسوعة "جينيس" للارقام القياسية! و كعادة البنات في مثل هذة المرحلة العمرية يدور الحديث عن المستقبل في صورته الساذجة المفروشة بالورود و السعادة و مواصفات فارس الاحلام الرومانسية و احلامنا المثالية لمستقبل براق لا يوجد سوي في خيالنا فقط..
في احدي المرات اثناء حديثنا المرح قررنا ان كل واحدة منا ستنجب ولدا و بنتا في المستقبل! نعم كان هذا قرارا لا رجعة فيه ! و بلغ بنا الشطط في الخيال ان الابناء لابد و ان يحملوا اسماءا بها اشتقاق من اسامينا..فقررت هي ان تطلق علي ابنائها في المستقبل"سرور" و "مسرّات" كي يكونا من نفس اشتقاق اسمي و بالمثل قررت ان اسمي ابنائي الذين في علم الغيب "ابتسام" و "بسيمة" ليكونا من اشتقاق اسم صديقتي "بسمة" !
و كنا نخطط لمستقبل الابناء كيف ستكون ملامحهم و في بعض الاحيان كانوا سمر الوجوه ..وفي حديث اخر يتحولوا الي اصحاب بشرة بيضاء .وفي رواية اخري يصبحوا ذوي شعور حمراء غجرية!
ومرت الثانوية العامة و لم تفلح صدمتها في افاقتنا من هذة الطفولة المتأخرة و احلام المستقبل الزاهي المثالي هذا!..بل و رغم ان زميلاتنا و صديقاتنا باتوا اكثر واقعية و تفكيرهن صار منهجيا عمليا ..ظللنا نحن نتمازح دائما في محادثتنا عما ادخرناه من اشياء جديدة لمستقبل الانجال!
فتارة يتفتق ذهني انه لابد ان تتعلم "بسيمة" السباحة و تارة يتفتق ذهنها ان "سرور" لابد ان يكون اكبرهم في العمر كي يتزوج" بسيمة"! نعم فلقد كبر الاطفال و زوجناهم ايضا و كل ذلك علي ارض خيالنا الخصب!..وعندما تفشل احدي محاولاتنا الفاشلة في الخروج سويا خاصة بالليل بحكم تاء التأنيث في اسمائنا و التي في مجتمعنا الشرقي تضع القيود علي الحرية..فكان يستبد بنا الغضب حين نري اخوتنا الذكور جعلوا الشارع لهم مأوي و نحن قابعتان في المنزل فنقرر حينها ان نعاقب الابناء الذكور في المستقبل! و نقرر ان الفتيات سيصبحن متساويات في الحقوق مع اشقائهن الذكور بل و سنجبر الذكور علي المساعدة في اعمال المنزل!
اما الاكثر خجلا هو ما يحدث لنا حين نمر امام محلات لعب الاطفال و ما يصيبنا من بلاهة و تسمر في المكان بعيون مذهولة تبتلع كل هذا الكم الهائل من الالعاب..و السر الخطير الذي نخفيه عن الجميع كي تظل صورتنا الناضجة الوقورة ..وهو عشقنا للعروسة " الكورونبة" ! تلك العروسة بشكلها الطفولي البرئ و وجهه "المكلبظ" الودود و ضحكتها الرائعة..وكان مولد ابن اختي بمثابة طوق النجاة لي حيث صار من حقي العبث بالالعاب و العرائس داخل المحل دون خجل بحجة اني اريد ابتياعها له!
هكذا مرت سنوات جميلة من الاحلام الساذجة اشعر بالامتنان لله اني عشتها ..حتي فوجئنا اننا كبرنا و اصبحنا في عامنا الرابع من الكلية و مازلنا نحلم بعرائس الكورونبة و الشكولاتة! ..وادركت صديقتي انه يفصلها شهور معدودة علي خوضها معترك العمل..واني عما قريب سألحق بها بعد عام واحد لا اكثر..فأدركنا انه حان الوقت لإزاحة هذة المشاغل العظيمة جانبا رغم اهميتها الشديدة !
وفي احدي المرات تذكرنا اثناء حديثنا وعدنا الطفولي بتسمية ابنائنا و انفجرنا في الضحك طويلا ..فطيلة هذة الفترة الماضية لم نلحظ علي الاطلاق ان اطلاق اسامي "بسيمة" و "ابتسام" و "سرور" و "مسرّات" علي ابنائنا ستكون جريمة لا تغتفر في حقهم!!