كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Sunday, October 28, 2007

ان تكون جحشا او لا تكون ..تلك هي المسألة!

ان تكون جحشا او لا تكون..تلك هي المسألة!!

كانت هناك قصة قصيرة لكاتب فرنسي يدعي "الفونس دوديه" تدعي " جحشة البابا" – الاسم صعب بعض الشيئ!- تدور احداث القصة في فرنسا في بلدة " افينيون" التي كانت جنة صغيرة علي الارض و كان يحكمها بابا
..كان لدي البابا جحشة صغيرة يحبها جدا و يبالغ في العناية بها و كأنها صديقه ..وكانت جميلة سوداء اللون ذات بقع حمراء داكنة و كان الجميع يحبون رؤية البابا مع جحشته ..حتي جاء البابا باحد الصبية الصغار المشاغبين الذي طرده والده لسوء خلقه ..كان يحوم حول قصر البابا و لمارأه مع جحشته اخذ يبالغ في مدح جمالها و بهائها حتي عرض عليه البابا وظيفة العناية بها حين يكون متعيا
..كان الصبي شريرا سادي النزعة كان يأتي بالطعام للجحشة المسكينة و يأكله مع اصدقاء السوء و بالطبع لا تستطيع الجحشة ان تشتكي و عندما كان يسكر مع اصدقائه كان كالشيطان ..ينطلق في تعذيبه للجحشة يجذب اذنيها و يضربها بالعصا ضربا مبرحا و رغم كل التعذيب تصبر الجحشة و لا تضربه او ترفصه ..فهي اصيلة فجحشة البابا لا تعض و لاترفص
..حتي يوما ما قادها الصبي الي اعلي برج القصر و تملك منها الرعب للارتفاع الشاهق فأخذت تصدر اصواتا مرتفعة استيقظ عليها البابا من نومه ليجدها في اعلي البرج فيغضب غضبا شديدا لكن الصبي يهرع باكيا مدعيا انها التي افلتت منه و يصدقه البابا و يوبخها ..عندها تقرر الجحشة انها ستختزن للصبي ضربة قوية انتقاما منه لكنها لا تجده اليوم التالي اذ ان البابا قد كافأه بتسفيره الي بلدة اخري مكافاة له علي عنايته بجحشته ! ..تشعر الجحشة من يومها بالخزي و المهانة فالجميع سخر منها عند معرفة قصة صعودها لاعلي البرج و صياحها حتي البابا لم يعد يثق في افعالها
..تمر سبع سنوات تعيشها الجحشة في الم و حزن و يعود الصبي و يتمني ان يجد له البابا وظيفة له في قصره ..لا يتذكره البابا لكبر سنه لكن الصبي يذكره بنفسه و يعطيه البابا الوظيفة التي طلبها و اعدوا استقبالا للاحتفال بهذة المناسبة
في اليوم التالي يأتي الجميع في ابهي حلة لحضور الحفل ..يسير الصبي متبخترا فرحا بوضعه الجديد ..و الجحشة واقفة تحت السلم بانتظار قدوم البابا ليقودها الي مزرعته..يقترب منها الصبي مداهنا البابا و يربت علي ظهرها في حنان مصطنع فجأة ترفصه الجحشة رفصة قوية للغاية و هي تقول" خذها ..لقد اختزنتها لك سبع اعواما كاملة"!
كانت الضربة شديدة جدا لدرجة القت بالصبي بعيدا و لم يره احد بعدها في البلدة ..الطبيعي ان ضربات الجحش لا تكون بمثل هذة القوة لكن هذة المرة كانت ضربة تم التحضير لها طيلة سبعة اعوام
روي " دوديه" تلك القصة القصيرة كمثال من لا ينسي اذي الحق به مهما طالت المدة ..لكني احكي تلك القصة لاني اري انها فيها الكثير من الاسقاطات علي واقعنا الحاضر فتلك القصة من ضمن المجموعة القصصية " حكايات طاحونتي" كتبها "دوديه" عام 1869 اي من القرن التاسع عشر لكنها سهل تطبيق الكثير من الاشارات بها علي حياتنا المعاصرة ..فتلك الجحشة الصبورة التي تحملت اذي الصبي و سخافاته و ساديته لفترة طيولة دون ان تضربه او تدافع عن نفسها فيها الكثير منا – لااقصد الجحش كحيوان بل الموقف نفسه- فنحن نصمت علي الاذي دون ان نشتكي او نرد الاذي لفترات طويلة فنعطي فرصة لمن يمارس ذلك الدور بالمزيد و بالاستزادة من قوته حتي لو كان بلا قوة تذكر اصلا
..فذلك الصبي في الحقيقة لا يمثل اي قوة تذكر سواء عقلية او بدنية فقط كل ما يملكه هو خزين عملاق من السادية و الامراض النفسية تجعله يقوم بتعذيب الجحشة لا لغرض سوي متعته المريضة و تلذذه حين يري انه يستطيع ان يفرد سيطرته علي من هو اضعف منه
..طبق ذلك علي كل المجالات ..الاجتماعي منها و الدولي و المحلي ..ستجد ان ثنائي الصبي و الجحشة متوفر في كل مكان وزمان
..الدول التي غرتها قوة ما لديها تستخدمها كما استخدم الصبي العصا و تفرض سيطرتها علي الدول الاضعف و تلك الدول تكتفي بلعب دور الجحش ..تكتفي بالصبر علي الاذي و تتحمله دون ان تشكو او تدافع عن نفسها
..كذلك الامر في واقعنا المحلي نتحمل ما يفعله الصبي من تعذيب نفسي و مادي ..نصبر تماما كما فعلت الجحشة متعللين اننا اكبر منزلة من الصبي و سخافاته ..فيزيد منها و يزداد عنفه و يزداد معها التحمل و محاولة التعامي عن آذاه حتي يستفحل و يستحيل التغاضي عنه ..عندها يكون قد ازداد قوة مقارنة بما سبق و ازداد غرورا و تجبرا ..وذلك ليس ذنبه قدر ما هو ذنب – الجحشة- التي تحملت كل هذا دوا ان تضع حدا لذلك منذ البداية فكان باستطاعتها ان تمنع الحاق اي ضرر لها من الاصل
..وليس ذلك في الاطارالضيق لما نعانيه من احوال متردية يوما بعد يوم لو اعتبرنا ان الحكومة تتعامل معنا كالصبي لكن تستطيع ان تطبق ذلك علي الجانب الاجتماعي ..فمنذ القدم يظهر لكل حارة فتوة او بلطجي يملي شروطه علي اهلالحارة معتمدا علي قدر من القوة المصاحبة بالافتراء و يتقمص كل فرد دور الجحشة بحرفنة فيتركونه يعيث فيهم فسادا مستخدما يده الباطشة دون ان يشتكوا او يقاوموا
...تطور الامر مع الزمن و تطورت الادوار ليصبح كل من بيده سلطة يستيطيع ان يلعب بسهولة دور الصبي لان هناك كثيرون ممن ادمنوا دور الجحشة حتي لم لهم يعد دورا سواه يلعبونه!
و تري ذلك واضحا في ما حولك ..في العمل حين يفرد كل من بيده سلطة ما مهما قل او كبر شانها علي من هو اصغر منه ..واستغلال النفوذ و التحكم فيمن هو اضعف حيلة
الي العائلة حين يلعب احد الافراد دور الصبي و يتفنن فيه علي الطريقة المصرية!
كان هناك قصة قصيرة تحمل نفس المضمون ليوسف ادريس العبقري في مجموعته القصصية "ارخص ليالي" تدعي " الهجانة" و تروي باختصار قصة قرية مصرية جاء عليها بعض قطاع الطرق بدءوا اولا بفرض اتاوات ثم تطور الامر حين لم يجدوا في القرية مقاومة الي فرض حظر التجوال و السطو المسلح علي المنازل و الاستياء علي الاملاك حتي استطاع واحدا من اهل القرية سرقة سلاحهم و كرابيجهم و هم نيام- كانوا قد عذبوه من قبل عذابا شديدا- و عندها فقط سقط الهجانة و سقط جبروتهم
فانظر حولك ستدرك بسهولة من يلعب دور الصبي و ستجده بنفس الهيئة التي كتبها " دوديه" من القرن التاسع عشر او التي كتبها ادريس في القرن العشرين ..لا يتغير شيئ في الصبي سوي تطور ادواته من العصا التي كان يضرب بها الجحشة للسوط و ذلك لانه في كل الازمنة توجد الجحشة التي تصبر و تصبر دون اي مقاومة
لكن الفارق هنا ان جحشة "دوديه" انتصرت لكرامتها في النهاية اينعم بعد 7 اعوام لكنها ثأرت لكرامتها ردت الاهانة مضاعفة و دفعت بمن الحق بها الاذي خارج البلدة
..فهل نرتقي لمستواها؟!

Thursday, October 25, 2007

السعادة لن تأتي اليك من تلقاء تفسها
عليك بالبحث عنها
و لكنك لن تجدها علي اية حال

Thursday, October 11, 2007

تكبيرة عيد

تكبيرة عيد

العيد كلمة تحمل من المعاني اكثر من حروفها الثلاث اذ كانت تمثل لي ثلاث او اربع ايام من الفرح و السعادة الحقيقية البكر و البراءة في سنوات عمري الاولي و طفولتي . كانت اخر ليلة رمضانية اجمل لياليه و اقصرها –دائما اخر الشيء يكون اجمله اذ انك تدرك ان لن يكون مرة اخري المزيد منه- كنت ابدأ في تخيل ما سافعله اول يوم عيد من سنزور من الاقارب هل سنذهب مثل كل عام للتجمع عند خالتي ام سيكون هناك تجديد و تبدأ امي بعد اذان العشاء في تجهيز الكحك و اراها ترش السكر عليه فينزل كالمطر الابيض فوقه و اتوق ان تسمح لي برشه انا ايضا و تظهر بعدها باقي الكنوز من الغريبة و البسكوت وو ضعها في صواني استعداد لضيوف الغد ثم اسمع الاغنية الشهيرة التي تذاع منذ بداية اخر خمس ايام في رمضان " تم البدر بدري .. و الايام بتجري و الله لسه بدري و الله يا شهر الصيام" التي ما ان اسمعها حتي يداهمني شعور بالشجن و رغم انني كنت لا افهم معظم كلماتها ان الصوت و الموسيقي كانت كفيلة بجعلي امر بحالة من الشجن العذب و احزن لوداع رمضان و انتهاء جوه الروحاني و لكن ما تلبث مشاعري الطفولية المتقلبة ان تذكرني ايضا ان انتهاء رمضان انما يعني ان العيد غدا و استعيد مرحي و سعادتي السابقة فاعيد تخيل كيف سيكون الغد حتي يهدني التعب و انام . و يوقظني ابي في صباح اليوم التالي كي نذهب لصلاة العيد فاقفز من فوق الفراش بكل الحيوية و الهمة ارتدي ملابسي و نبدأ في تبادل التهنئة مع اخي و اختي و قبلات امي ثم ابدأ في التسابق مع ابي و الاصرار علي ان يحملني و اصراري علي ان امشي فلم اعد طفلة! و امشي فخورة الي جانبه احمل سجادة الصلاة و اطوح يدي بجانبي و اري الناس مبتسمين ذاهبين للصلاة نتبادل معهم التهنئة و اسمع ابي يردد تكبيرة العيد مع المسجد و احاول ان ارددها معه لكني لا اعرف فيضحك ابي عند رؤية لعثمتي و محاولاتي كي اظهر فهمي و معرفتي لما اقول حتي نصل للمسجد و نصلي و نعود للقاء الاقارب و ابدا حفلة اللهو مع اطفال العائلة و نري ما قام كل منا من افكار لاحياء ذلك اليوم
هكذا كان العيد في طفولتي حفنة من المشاعر الصاخبة المتخبطة التي كانت كفيلة بجعلي ارقص فرحا لمدة ثلاث ايام و بعد ان ولت بعيدا سنوات الطفولة و البراءة لم تعد تباغتني نفس المشاعر يوم العيد و ام اعد اشعر بنفس الفرحة السابقة .. اصبحت امي تسمح لي برش السكر علي الكحك و بقيت المظاهر..وبقيت الاغنية اسمعها في التلفاز في خلفية عقلي و مازالت تثير نفس مشاعر الشجن لرحيل رمضان و لكن اصبحت لا تحمل سوي هذا الشجن فقط لا ادري..لما لم يعد قدوم العيد يحمل نفس الفرحة المتوحشة التي كنت احسها في طفولتي ..من الذي تغير انا ام يوم العيد؟ حاليا لم يعد العيد يعني لي سوي شيء واحد هو تكبيرة العيد التي اظل مستيقظة بعد صلاة الفجر حتي اشهد اول بداية لصوت المؤذن و هو يعلن بداية التكبير و ابدأ في ترديدها معه و و اصبحت انا من يذهب لايقاظ ابي و نتبادل التهنئة و نذهب للصلاة و نردد في الطريق التكبيرة و اري الاطفال سعداء يفعلون ما كنت افعله في طفولتي حاملين بفخر سجادة الصلاة سائرين بسعادة مزهوين بانفسهم مثلما كنت افعل و تملا الابتسامة الجميلة وجوههم .. احيانا اغبطهم ..احيانا اود لو اعود طفلة مرة ثانية كي استعيد تلك الخلطة السحرية من المشاعر الثرية.. و تنتهي الصلاة فخطبة العيد سريعا رغم رغبتي في استمرارهما ابد الدهر للاستمتاع بذلك الجو الروحاني الذي تخلقه التكبيرات و نعود للمنزل و نغفو قليلا ثم نبدأ في زيارة الاقارب و اري اطفال الجيل التالي من العائلة يلعبون نفس الالعاب و يعيدون سيرتنا الاولي فاتذكر و احزن ..اتذكر و اتنهد..اتذكر و ابتسم
كتبته العام الماضي و اجده ملائما اكثر للعام الحالي