كلام

الشارع دة رحنا فيه المدرسة ..اللي باقي منه باقي و اللي مش باقي اتنسي كنسوه الكناسين بالمكنسة بدموعي في لحظة اسي انا برضة كمان نسيت صلاح جاهين

Name:
Location: cairo, Egypt

Wednesday, December 26, 2007

ياريتني بيضة و عندي ضب!

"يا ريتني كنت بيضة و عندي ضب"!!

لدينا المصريين حساسية وحرج تجاه لون البشرة الاسمر و كلما اصبح اللون داكنا كلما زاد الحرج ..فاللون الخمري او الاسمر يعطيهم احساس بالضيق قد يصل الي حد الاحساس بالعار لدي بعض الناس
فلا شك انك قابلت بعض العبارات من نوعية .." لا دي وحشة اصلها سمرة!" ..فالجمال لدي المصريين صار مقترنا كثيرا بالبياض بغض النظر عن الملامح فحتي لو كان الشخص وسيم الملامح لكنه اسمر فان هذة الخطيئة الكبري لا يمكن غفرانها له و بغض النظر ايضا عن الجمال الداخلي و جمال الروح فكثير يرون ان تلك العبارات مجرد كلام لا يسمن و لا يغني من جوع و لا محل له من الاعراب فالغالب الان علي التفكير المجتمعي هو الجمال الخارجي و الذي حتما مقترنا ببياض البشرة
الغريب ان مع تعصب المصريين لذوي البشرة البيضاء تري ان اصل العرق المصري هو سمار البشرة !
فاجدادنا الفراعنة كلهم سمر الوجوه و يري ذلك واضاحا علي النقوش الملونة التي تركها اجدادنا منذ اكثر من 6 الالف عام و تبرز بكل وضوح انهم كانوا من اصحاب البشرة السمراء و بل و الداكنة ايضا..و الاغرب ان معظم المصريين اصلا من ذوي البشرة السمراء!
فالصعيد بأكمله و هو يشكل مساحة كبيرة من مصر الي جانب الكثير من سكان العاصمة يتمتعون ببشرة سمراء خمرية ..فالقليل فقط بالنسبة للمصريين من ذوي البشرة البيضاء و رغم ذلك تجد نوعا غريبا من الحساسية الشديدة لدي المصريين تجاه لون بشرتهم..فالسمر يجدون حرجا من لونهم – بلا اي سبب واضح- و يتمنون لو كانوا اكثر بياضا ..و لك ان تتأكد من ذلك من خلال كمية الاعلانات عن كريمات التفتيح و التبييض و التشقير المنتشرة حاليا و التي رغم ما بذله الاطباء من جهد و صراخ لتوضيح خطورتها علي الجلد قد تصل لدرجة الاصابة بالسرطان الا انها تجد رواجا شديدا
فالاعلانات كلها تروج لذات الفكرة ..ان الجمال مرتبط ارتباطا لصيقا ببياض البشرة و كأنهم توأم ملتصق فهذا الاعلان المعروف عن احدي الفتيات التي تتقدم للعمل فترفض لان بشرتها غامقة اللون!..فتعود منكسرة لتستخدم كريم التفتيح المعجزة الذي يحول لون بشرتها و يغير من جيناتها و من تركيز صبغة الميلانين بجلدها خلال اسابيع – و هو محض هراء طبعا!- لتصبح فتاة بيضاء تجذب الانظار و تحظي بفرصة العمل!..
و غيرها من الاعلانات علي نفس الوتيرة كله يدور حول تعاسة الفتاة و حظها السيئ لكونها سمراء و بعد استخدامها للكريم المعلن عنه تصبح بيضاء سعيدة ممشوقة القوام ساحرة الالباب!!
مما يدلك ان تلك الفكرة المسطحة تجد رواجا و صدي نفسي واسع لدي المشاهدين ...فخلال فترة تدريبي بالصيدلية لك ان تقوم بعد كمية كريمات التفتيح التي يبتاعها الناس خاصة بعد مشاهدتهم لتلك الاعلانات و الكل يتطلع الي صورة الفتاة المتحولة لبيضاء اللون و قد اصبحت تطير من الفرح و كأنها ايقونة عن السعادة!..فكل من ابتاع العبوة- و لاحظ انهم من كل الاعمار حتي الاطفال!- تتخيل انها فور فتح الغطاء ستفتح لها مغارة علي بابا و تطرق السعادة بابها و نافذتها ايضا – و من يدري من قد يطرق الباب ايضا !- وتحظي بكل ما حلمت به و بالطبع هذا لاا يحدث مما يصيبها باكتئاب مضاعف !
فمخرجي الاعلانات عرفوا تلك العقدة في نفوس المصريين و لعبوا عليها جيدا ضامنيين ان مجرد الاشارة و التلويح براية بياض البشرة ستروج بضاعتهم حتي لو كانت لبن العصفور الذي اصابه انفلونزا الطيور !
كذلك تجد ان الامر متوغل في عقلية المصريين منذ القدم فهناك امثلة عديدة تمجد البشرة البيضاء و تذم ذما سيئا في البشرة السمراء انتقي اخف تلك الامثال حدة لان اغلبها تمنعه الرقابة!
" ياريتني كنت بيضة و عندي ضب..اصل البياض عند الرجال يتحب!!"
المثل ابلغ دليل علي وجود تلك العقدة في نفوس الكثيرين رغم ان المصري اساسا معروفا بسمار البشرة التي دائما ما يتغني بها و انها تشبه لون الطمي و تربة النيل السمراء لكنه كلام اغاني فقط انما بداخل النفوس تبقي البشرة البيضاء لها مكانة ما
السبب في هذا الاحساس بالحرج من لون البشرة قد يكون معروفا لو توغل الانسان في علوم النفس البشرية ليتساءل عن الدافع الذي يجعل المرء يخجل من لونه.. الا لو كان خللا داخل الشخصية و انعدام للثقة تجعله يحصر كل اهتمامه و تقديره لغلافه الخارجي الذي يراه هو قيمته الاساية و ما عدا ذلك لا معني له.
كان هناك برنامج اعدته احدي الفتيات في امريكا كانت تسأل كل طفل و طفلة عن العروسة التي يحبها – كانت تخيرهم بين عروسة بيضاء و اخري سمراء – فالكل كان يختار البيضاء و لما كانت تسأل عن السبب فكان الرد بمنتهي الطلقائية ..لانها بيضاء!.. فحتي الاطفال ترسخ لديهم ذلك المفهوم و تسرب لعقلهم الباطن دون اي وعي .
.فهل حقا كلامنا عن الجمال الداخلي له محل من الاعراب اذن؟ ام هو مجرد شعار اجوف نردده كي نتظاهر بالعمق بينما الحقيقة هي ان السطحية باغت مداها منا؟..و هل يحمل كل منا بذرة التعصب للون داخله حتي لو تظاهر بالعكس؟..و كم فردا يشعر حقا بالضيق احيانا و يتمني لو صار اكثر بياضا ..و الا فما تفسير كم الاعلانات عن كريمات التفتيح و هذا الاقبال الشديد عليها؟..يبدو اننا بحاجة لنظرة داخلية مرة اخري و اعادة صياغة العقول من جديد كي تكف عن ترديد حملة الجمال الداخلي دون الايمان بها و دون ان نفهمها حق فهما انما لمجرد الرغبة في الظهوربمظهرالعمق

Sunday, October 28, 2007

ان تكون جحشا او لا تكون ..تلك هي المسألة!

ان تكون جحشا او لا تكون..تلك هي المسألة!!

كانت هناك قصة قصيرة لكاتب فرنسي يدعي "الفونس دوديه" تدعي " جحشة البابا" – الاسم صعب بعض الشيئ!- تدور احداث القصة في فرنسا في بلدة " افينيون" التي كانت جنة صغيرة علي الارض و كان يحكمها بابا
..كان لدي البابا جحشة صغيرة يحبها جدا و يبالغ في العناية بها و كأنها صديقه ..وكانت جميلة سوداء اللون ذات بقع حمراء داكنة و كان الجميع يحبون رؤية البابا مع جحشته ..حتي جاء البابا باحد الصبية الصغار المشاغبين الذي طرده والده لسوء خلقه ..كان يحوم حول قصر البابا و لمارأه مع جحشته اخذ يبالغ في مدح جمالها و بهائها حتي عرض عليه البابا وظيفة العناية بها حين يكون متعيا
..كان الصبي شريرا سادي النزعة كان يأتي بالطعام للجحشة المسكينة و يأكله مع اصدقاء السوء و بالطبع لا تستطيع الجحشة ان تشتكي و عندما كان يسكر مع اصدقائه كان كالشيطان ..ينطلق في تعذيبه للجحشة يجذب اذنيها و يضربها بالعصا ضربا مبرحا و رغم كل التعذيب تصبر الجحشة و لا تضربه او ترفصه ..فهي اصيلة فجحشة البابا لا تعض و لاترفص
..حتي يوما ما قادها الصبي الي اعلي برج القصر و تملك منها الرعب للارتفاع الشاهق فأخذت تصدر اصواتا مرتفعة استيقظ عليها البابا من نومه ليجدها في اعلي البرج فيغضب غضبا شديدا لكن الصبي يهرع باكيا مدعيا انها التي افلتت منه و يصدقه البابا و يوبخها ..عندها تقرر الجحشة انها ستختزن للصبي ضربة قوية انتقاما منه لكنها لا تجده اليوم التالي اذ ان البابا قد كافأه بتسفيره الي بلدة اخري مكافاة له علي عنايته بجحشته ! ..تشعر الجحشة من يومها بالخزي و المهانة فالجميع سخر منها عند معرفة قصة صعودها لاعلي البرج و صياحها حتي البابا لم يعد يثق في افعالها
..تمر سبع سنوات تعيشها الجحشة في الم و حزن و يعود الصبي و يتمني ان يجد له البابا وظيفة له في قصره ..لا يتذكره البابا لكبر سنه لكن الصبي يذكره بنفسه و يعطيه البابا الوظيفة التي طلبها و اعدوا استقبالا للاحتفال بهذة المناسبة
في اليوم التالي يأتي الجميع في ابهي حلة لحضور الحفل ..يسير الصبي متبخترا فرحا بوضعه الجديد ..و الجحشة واقفة تحت السلم بانتظار قدوم البابا ليقودها الي مزرعته..يقترب منها الصبي مداهنا البابا و يربت علي ظهرها في حنان مصطنع فجأة ترفصه الجحشة رفصة قوية للغاية و هي تقول" خذها ..لقد اختزنتها لك سبع اعواما كاملة"!
كانت الضربة شديدة جدا لدرجة القت بالصبي بعيدا و لم يره احد بعدها في البلدة ..الطبيعي ان ضربات الجحش لا تكون بمثل هذة القوة لكن هذة المرة كانت ضربة تم التحضير لها طيلة سبعة اعوام
روي " دوديه" تلك القصة القصيرة كمثال من لا ينسي اذي الحق به مهما طالت المدة ..لكني احكي تلك القصة لاني اري انها فيها الكثير من الاسقاطات علي واقعنا الحاضر فتلك القصة من ضمن المجموعة القصصية " حكايات طاحونتي" كتبها "دوديه" عام 1869 اي من القرن التاسع عشر لكنها سهل تطبيق الكثير من الاشارات بها علي حياتنا المعاصرة ..فتلك الجحشة الصبورة التي تحملت اذي الصبي و سخافاته و ساديته لفترة طيولة دون ان تضربه او تدافع عن نفسها فيها الكثير منا – لااقصد الجحش كحيوان بل الموقف نفسه- فنحن نصمت علي الاذي دون ان نشتكي او نرد الاذي لفترات طويلة فنعطي فرصة لمن يمارس ذلك الدور بالمزيد و بالاستزادة من قوته حتي لو كان بلا قوة تذكر اصلا
..فذلك الصبي في الحقيقة لا يمثل اي قوة تذكر سواء عقلية او بدنية فقط كل ما يملكه هو خزين عملاق من السادية و الامراض النفسية تجعله يقوم بتعذيب الجحشة لا لغرض سوي متعته المريضة و تلذذه حين يري انه يستطيع ان يفرد سيطرته علي من هو اضعف منه
..طبق ذلك علي كل المجالات ..الاجتماعي منها و الدولي و المحلي ..ستجد ان ثنائي الصبي و الجحشة متوفر في كل مكان وزمان
..الدول التي غرتها قوة ما لديها تستخدمها كما استخدم الصبي العصا و تفرض سيطرتها علي الدول الاضعف و تلك الدول تكتفي بلعب دور الجحش ..تكتفي بالصبر علي الاذي و تتحمله دون ان تشكو او تدافع عن نفسها
..كذلك الامر في واقعنا المحلي نتحمل ما يفعله الصبي من تعذيب نفسي و مادي ..نصبر تماما كما فعلت الجحشة متعللين اننا اكبر منزلة من الصبي و سخافاته ..فيزيد منها و يزداد عنفه و يزداد معها التحمل و محاولة التعامي عن آذاه حتي يستفحل و يستحيل التغاضي عنه ..عندها يكون قد ازداد قوة مقارنة بما سبق و ازداد غرورا و تجبرا ..وذلك ليس ذنبه قدر ما هو ذنب – الجحشة- التي تحملت كل هذا دوا ان تضع حدا لذلك منذ البداية فكان باستطاعتها ان تمنع الحاق اي ضرر لها من الاصل
..وليس ذلك في الاطارالضيق لما نعانيه من احوال متردية يوما بعد يوم لو اعتبرنا ان الحكومة تتعامل معنا كالصبي لكن تستطيع ان تطبق ذلك علي الجانب الاجتماعي ..فمنذ القدم يظهر لكل حارة فتوة او بلطجي يملي شروطه علي اهلالحارة معتمدا علي قدر من القوة المصاحبة بالافتراء و يتقمص كل فرد دور الجحشة بحرفنة فيتركونه يعيث فيهم فسادا مستخدما يده الباطشة دون ان يشتكوا او يقاوموا
...تطور الامر مع الزمن و تطورت الادوار ليصبح كل من بيده سلطة يستيطيع ان يلعب بسهولة دور الصبي لان هناك كثيرون ممن ادمنوا دور الجحشة حتي لم لهم يعد دورا سواه يلعبونه!
و تري ذلك واضحا في ما حولك ..في العمل حين يفرد كل من بيده سلطة ما مهما قل او كبر شانها علي من هو اصغر منه ..واستغلال النفوذ و التحكم فيمن هو اضعف حيلة
الي العائلة حين يلعب احد الافراد دور الصبي و يتفنن فيه علي الطريقة المصرية!
كان هناك قصة قصيرة تحمل نفس المضمون ليوسف ادريس العبقري في مجموعته القصصية "ارخص ليالي" تدعي " الهجانة" و تروي باختصار قصة قرية مصرية جاء عليها بعض قطاع الطرق بدءوا اولا بفرض اتاوات ثم تطور الامر حين لم يجدوا في القرية مقاومة الي فرض حظر التجوال و السطو المسلح علي المنازل و الاستياء علي الاملاك حتي استطاع واحدا من اهل القرية سرقة سلاحهم و كرابيجهم و هم نيام- كانوا قد عذبوه من قبل عذابا شديدا- و عندها فقط سقط الهجانة و سقط جبروتهم
فانظر حولك ستدرك بسهولة من يلعب دور الصبي و ستجده بنفس الهيئة التي كتبها " دوديه" من القرن التاسع عشر او التي كتبها ادريس في القرن العشرين ..لا يتغير شيئ في الصبي سوي تطور ادواته من العصا التي كان يضرب بها الجحشة للسوط و ذلك لانه في كل الازمنة توجد الجحشة التي تصبر و تصبر دون اي مقاومة
لكن الفارق هنا ان جحشة "دوديه" انتصرت لكرامتها في النهاية اينعم بعد 7 اعوام لكنها ثأرت لكرامتها ردت الاهانة مضاعفة و دفعت بمن الحق بها الاذي خارج البلدة
..فهل نرتقي لمستواها؟!

Thursday, October 25, 2007

السعادة لن تأتي اليك من تلقاء تفسها
عليك بالبحث عنها
و لكنك لن تجدها علي اية حال

Thursday, October 11, 2007

تكبيرة عيد

تكبيرة عيد

العيد كلمة تحمل من المعاني اكثر من حروفها الثلاث اذ كانت تمثل لي ثلاث او اربع ايام من الفرح و السعادة الحقيقية البكر و البراءة في سنوات عمري الاولي و طفولتي . كانت اخر ليلة رمضانية اجمل لياليه و اقصرها –دائما اخر الشيء يكون اجمله اذ انك تدرك ان لن يكون مرة اخري المزيد منه- كنت ابدأ في تخيل ما سافعله اول يوم عيد من سنزور من الاقارب هل سنذهب مثل كل عام للتجمع عند خالتي ام سيكون هناك تجديد و تبدأ امي بعد اذان العشاء في تجهيز الكحك و اراها ترش السكر عليه فينزل كالمطر الابيض فوقه و اتوق ان تسمح لي برشه انا ايضا و تظهر بعدها باقي الكنوز من الغريبة و البسكوت وو ضعها في صواني استعداد لضيوف الغد ثم اسمع الاغنية الشهيرة التي تذاع منذ بداية اخر خمس ايام في رمضان " تم البدر بدري .. و الايام بتجري و الله لسه بدري و الله يا شهر الصيام" التي ما ان اسمعها حتي يداهمني شعور بالشجن و رغم انني كنت لا افهم معظم كلماتها ان الصوت و الموسيقي كانت كفيلة بجعلي امر بحالة من الشجن العذب و احزن لوداع رمضان و انتهاء جوه الروحاني و لكن ما تلبث مشاعري الطفولية المتقلبة ان تذكرني ايضا ان انتهاء رمضان انما يعني ان العيد غدا و استعيد مرحي و سعادتي السابقة فاعيد تخيل كيف سيكون الغد حتي يهدني التعب و انام . و يوقظني ابي في صباح اليوم التالي كي نذهب لصلاة العيد فاقفز من فوق الفراش بكل الحيوية و الهمة ارتدي ملابسي و نبدأ في تبادل التهنئة مع اخي و اختي و قبلات امي ثم ابدأ في التسابق مع ابي و الاصرار علي ان يحملني و اصراري علي ان امشي فلم اعد طفلة! و امشي فخورة الي جانبه احمل سجادة الصلاة و اطوح يدي بجانبي و اري الناس مبتسمين ذاهبين للصلاة نتبادل معهم التهنئة و اسمع ابي يردد تكبيرة العيد مع المسجد و احاول ان ارددها معه لكني لا اعرف فيضحك ابي عند رؤية لعثمتي و محاولاتي كي اظهر فهمي و معرفتي لما اقول حتي نصل للمسجد و نصلي و نعود للقاء الاقارب و ابدا حفلة اللهو مع اطفال العائلة و نري ما قام كل منا من افكار لاحياء ذلك اليوم
هكذا كان العيد في طفولتي حفنة من المشاعر الصاخبة المتخبطة التي كانت كفيلة بجعلي ارقص فرحا لمدة ثلاث ايام و بعد ان ولت بعيدا سنوات الطفولة و البراءة لم تعد تباغتني نفس المشاعر يوم العيد و ام اعد اشعر بنفس الفرحة السابقة .. اصبحت امي تسمح لي برش السكر علي الكحك و بقيت المظاهر..وبقيت الاغنية اسمعها في التلفاز في خلفية عقلي و مازالت تثير نفس مشاعر الشجن لرحيل رمضان و لكن اصبحت لا تحمل سوي هذا الشجن فقط لا ادري..لما لم يعد قدوم العيد يحمل نفس الفرحة المتوحشة التي كنت احسها في طفولتي ..من الذي تغير انا ام يوم العيد؟ حاليا لم يعد العيد يعني لي سوي شيء واحد هو تكبيرة العيد التي اظل مستيقظة بعد صلاة الفجر حتي اشهد اول بداية لصوت المؤذن و هو يعلن بداية التكبير و ابدأ في ترديدها معه و و اصبحت انا من يذهب لايقاظ ابي و نتبادل التهنئة و نذهب للصلاة و نردد في الطريق التكبيرة و اري الاطفال سعداء يفعلون ما كنت افعله في طفولتي حاملين بفخر سجادة الصلاة سائرين بسعادة مزهوين بانفسهم مثلما كنت افعل و تملا الابتسامة الجميلة وجوههم .. احيانا اغبطهم ..احيانا اود لو اعود طفلة مرة ثانية كي استعيد تلك الخلطة السحرية من المشاعر الثرية.. و تنتهي الصلاة فخطبة العيد سريعا رغم رغبتي في استمرارهما ابد الدهر للاستمتاع بذلك الجو الروحاني الذي تخلقه التكبيرات و نعود للمنزل و نغفو قليلا ثم نبدأ في زيارة الاقارب و اري اطفال الجيل التالي من العائلة يلعبون نفس الالعاب و يعيدون سيرتنا الاولي فاتذكر و احزن ..اتذكر و اتنهد..اتذكر و ابتسم
كتبته العام الماضي و اجده ملائما اكثر للعام الحالي

Tuesday, September 04, 2007

ف..س ..د ..فسد

ف..س..د..فسد!

فسد في اللغة العربية تعني ان الشيء تلف ..خرب ..اي من الاخر (باظ)!
اصبحت كلمة فساد تتكرر علي اسماعنا كثيرا خاصة في السنوات الاخيرة بصورة ملحة بدءا من فساد الطعام و الشراب الي فساد الهواء و تلوثه لفساد الذمم و النفوس و هي اشد انواع الفساد تبجحا و السبب الرئيسي و الدينامو لكل انواع الفساد الاخري فهذا الطبيعي فمن فسدت ذمته –كحال الكثير للاسف- فسد ضميره ان لم يكن قد تلاشي بعد و بالتالي فسدت كل اعماله المكلف بها ..فخراب او فساد الذمم الذي نراه حولنا و الذي لم يعد هناك اي حيلة مجدية للتعامي عنه حتي بعد تقمصنا لدور طائرنا المفضل –الذي اوشك ان يصبح طائرا قوميا- و هو النعامة فاننا اذا دفنا رؤوسنا في الرمال سنجدها فسدت هي الاخري! فلقد استشري الفساد و خراب النفوس بشكل لم يسبق له مثيل بحيث اصبح الحل الوحيد هومواجهته و هو الحل الايجابي الذي يتحاشاه المصريون كثيرا نتيجة لثقافات الخوف التي زرعت داخل النفوس علي مدار سنوات طوال في اشارة لنوع اخر لفساد تعليمي و تربوي ..و لقد ازداد عن حده حتي اصبح المرء يستيقظ ليستنشق فسادا و ينام ليحلم بفساد!
..بعيدا عن الفساد الذي يعلمه الجميع و نلمسه طيلة اليوم..فان هناك انواع اخري اشد و هو اكثر انواع الفساد تدميرا لثقة المرء ليس بمن حوله فقط انما بنفسه و بالقيم التي تربي عليها و التي يراها تننتهك بلا اي حرج
وهو الا تدرك فيمن حولك من علي صواب و من علي خطأ او من الفاسد من الصالح و من اللص من الشريف و ذلك لاننا في بلدنا نجحنا بجدارة في تعمية الحقائق و ليّ اعناقها حتي بات المرء تائها حائرا بين اشخاص يتهمون بعضهم البعض بالفساد و الكل يحمل براهين و ادلة ما يؤكد فساد خصمه حتي لينتابك شعور بالاشمئزاز و انت تري الحق اصبح تائها هو الاخر يبحث باستماتة عن صديق وفيّ يتخذه خليلا بعد ان بات غريبا في بلدنا, فكم من برامج علي الفضائيات تستضيف ضيوفا يلقون الاتهامات و اللعنات علي بعضهم البعض حتي لا تعرف في النهاية من علي حق فتكتفي بغلق التلفاز و قد اصابتك حالة من التخبط و الاكتئاب
الافظع ان تدرك انك شخصيا قد شاركت بدون قصد في اكتمال دائرة الفساد ابتداءا من الواسطة الي الرشاوي في اي مكان كي تقوم بانجاز مصالحك التي لن تتحرك قيد انملة الا بدفعة من ورق بنكنوت يدرك طريقه جيدا لدرج الموظف الذي بحاجة الي عملية تعيد غلقه !
الاكثر ايلاما انك تعلم انك ان لم تقم بذلك فلن تنجز اي من مصالحك فبالتالي انت مضطر للمشاركة في هذة المسرحية و لعب دورك مع كل المشاركين فيها حتي و ان لم تكن ترغب في هذا الدور فنحن بذلك لا نتعدي كوننا كأحد مسرحيات العبث التي يتحرك فيها الابطال دون وعي و لافهم فقط مزيد من العبث يأتي بمزيد منه و مزيد من الفساد
لواردنا ان نبحث عن السبب وراء استشراء الفساد و الخراب هكذا فبدون اي مجاملة للنفس السب هو نحن ..انا و انت و هم و باقي الضمائر ..فمن سمح لنفسه بأخذ الرشوة؟ .. و من قام باعطائها ؟..و من يصمت عن الفاسد و بذلك يشاركه في فساده؟ ..ستري ان الفاعل في كل الحالات هو نحن..نحن من زرع الخوف من الكلام و نحن ضلع مشارك لكن مشاركة سلبية عكس الفساد الايجابي الذي انتهز سلبيتنا ليعيث فسادا في جنبات حياتنا و نحن نكتفي بالمشاهدة والحسرة!
فمهما تعددت اشكال الفساد سيبقي السبب واحد و هو فساد الذمم و الاخلاق و حلها ايضا واحد و هو اصلاحها..اذا تعلمنا تطبيق تعاليم ديننا كما تنص و لا نكتفي بالمظهر منها فقط و اذا رمينا الخوف وراء ظهورنا حتي نملك الشجاعة الكافية لنشير للفاسد باصبع الاتهام في وجهه و نصيح به " انت فاسد" ..كل ذلك لن يتم الا لو توافرت نية صادقة للاصلاح نية يتوافر معها العمل الجماعي لان النبتة الصغيرة سهلة القطع ..فكي تكسر دائرة الفساد لا يكون ذلك بعلاج فساد المسؤول الصغير و موظفي الحكومة لانهم براعم لاشجار و جذور فاسدة ..فالاصلاح الذي له معني ينبغي ان يكون بقطع الجذور الفاسدة التي تمنع عن الشجرة الماء و الهواء و الغذاء من تربة نظيفة ..فان اردت ان تحيا حياتك تدرك فيها اللون الابيض من الاسود لا تمر بتخبط عندما تري تداخل المفاهيم و تتملكك الحيرة حتي تعجز عن اتخاذ قرارك في اجواء سيطر عليها ضباب الفساد لا يوجد امامك سوي تطهير تربتك من تلك الجذور..قبل ان يتحول الامر لتدريس قواعد الفساد في المدارس للاطفال لتعليمهم القراءةك ( ح ص د .. ز ر ع .. ف س د !)

Saturday, August 25, 2007

كراكيب حية

كراكيب حية

هناك الكثير من الاشخاص –انا من ضمنهم!-يميلون الي الاحتفاظ بأشيائهم القديمة التي كانوا يستخدمونها في طفولتهم او في صباهم فيجمعون ترسانة كاملة لديهم من الالعاب الطفولية البدائية الي اقلام فرغت و لم يعودوا يستعملونها الي اوراق و مجلات و تستمر هذة الترسانة في النمو و التعاظم حتي لتوشك علي التحول الي سلاح ذخيرة قائم بذاته ..وكما ان هذة النوعية من البشر – التي انا منهم!- موجودة هناك من يري ان الاحتفاظ بالاشياء القديمة (الكراكيب) كما يطلقون عليها لا تعني سوي ان هذا الشخص شخص مهمل او بخيل ..لكنهم لا يستوعبون كيف تمثل بعض الاشياء المادية التافهة في نظرهم كما هائلا و سلسلة طويلة من الذكريات المتعاقبة التي يكفي نظرةواحدة لتتذكرها.. فنظرة الي قلم مكسور مثلا قد يعيدك الي مرحلتك الابتدائية و يذكرك بحادث كسره فقط نظرة واحدة الي هذا القلم المكسور الذي لا تساوي قيمته شيئا تجعلك تجدد ذكرياتك و تنعش خلايا عقلك لتعود تلك الذكري بقوة و بالوانها و اصواتها و ملابستها ..-صورة ضبابية كانت او ملونة علي حسب قوة ذاكرتك –امام شاشة العرض الخفية في مؤخرة راسك فتضحك او تبكي لتذكرك تلك الايام التي لن تعود و لا تعود سوي برؤيتك لهذا القلم من حين لاخر و لعل الشخص الذي تربط به الذكري قد رحل او هاجر او فقط لم يعد في محيط عالمك فبأمكان نظرة واحدة تلقيها علي كراكيبك تجسيم ذلك الشخص الذي افتقدته
..وهذا يدفعني احيانا للتساؤل عن الاشياء المادية في ظاهرها لكنها قد تحمل روحا مستقلة بها تشعر انك في حضرة شخص او اشخاص و انك اذا ما قمت باستخراج صندوقك لتعيد ترتيب حاجياتك منذ الطفولة ستشعر انك محاط باصدقائك منذ الصبا حتي لحظتك الحالية فلن تستشعر لحظة وحدة واحدة بل قد تجد زحاما من الشخصيات يزيد عن اتساع الغرفة!
في بعض الاحيان تندهش والدتي لاحتفاظي بورقة منزوعة من كشكولي في الثانوية العامة و تري ان ذلك لا يعني سوي الاهمال او الكسل عن التنظيم و الترتيب لكن تلك الورقة لها سيل من الذكريات مرأها وحده كفيل باستلقائي علي ظهري من الضحك لانها تذكرني بلحظة مشاغبة عندما كانت المعلمة منهمكة في الشرح و كنت و صديقتي منهمكتان ايضا لكن رسم عرض ازياء لملابس البحرلفتيات رشيقات قبل ان يتم القبض علينا متلبستان بهذا الديفيليه !
هناك الكثير و الكثير.. من ممحاة لم تستخدم قط و ظلت علي حالها لان شكلها اعجبني و "استخسرتها " في ان يتم استخدامها في المحو! الي ذراع عروسة اتخذها اخي كمطب صناعي و حطمها بسيارته ! الي مجموعة هائلة من الصور لمرحلة الثانوية –افضل المراحل بالنسبة لي رغم الثانوية العامة و الكابوس المصري!-..الي اول كراس رسم لك الي اوراق اختبارات لثانوية العامة و..الي اخر المخزون العجيب الذي اراه مجموعة من الاشخاص المجمدين في صورة اشياء مادية لكنها تنتظر فقط لحظة ان تنير في رأسك مصباح يستدعي لحظات مر عليها دهر فتدب الحياة في هذة الكراكيب وتري اشخاصا و تسمع اصواتا و كأنك تشاهد عرضا سينمائي خاص لما مضي من حياتك
فقط اردت ان اوضح ان من يجمع تلك الاشياء لا يعني ذلك اهمالا او بخلا فقط يعني انه لا يستطيع ان يتخلي عن اجزاء من حياته و لا يملك ان يدفع بلحظات من عمره بعيدا عنه
بدأت اشك ان تلك الكراكيب تحمل روحا بداخلها حقا ..فلكل من يهوي الاحتفاظ بكراكيبه ابق كما انت و اخف ذلك الامر عمن حولك ممن يجدونها مجموعة من القمامة لا اكثر و ادخر لنفسك لحظات من المتعة بعيدا عن الاعين المتهكمة

Tuesday, August 21, 2007

الخروج من الموود!

تاج..و كلام..و كدة!

شكر كبير جدا لمريم الي دايما تحرجني بذوقها العالي..مرسي كتير اوي يا مريومة علي التاج دايما زانقاني كدة !..و ندخل بقي

احب شخص الي قلبي؟
لو اعتبرنا ان عائلتي الصغيرة شخص يبقي هم احب الناس الي قلبي..و باحمد ربنا انه كرمني بناس كتير بيصلوا لمرتبة احبهم الي قلبي منهم واحدة حتعرف نفسها و هي بتقرا..مش كدة يا بسمة؟! و من غير سبب طبعا كفاية وجودهم في عالمي
انسان مستعد اضحي بحياتي عشانه؟
ممم..لو علي اعتبار ان حياتي تساوي فعلا مكانة الانسان دة ..يبقي نفس الكلام الي بينطبق علي السؤال السابق اجيب هنا برضه..بس ياريت حياتي تساوي فعلا
انسان كرهته لدرجة الجنون و تمنيت لو تمسك سكينة وتنقض وتغرزها فى قلبه تقتله وتقف تبص عليه لجثته وتشفي غليل قلبك؟
!!!!!!!..يا خبرابيض..
هي مش حتوصل للدرجة طبعا..بس الي نفسي الناس كلها تفش غلها منه معروف..و نفسي كل ايد اتمدت عشان تعذب مواطن و تذله يحصل فيها نفس الشيئ و تذوق نفس المهانة و العذاب
اجمل كتاب -كتبه بشر؟!-.. قريته و محتفظ بيه؟
هي الكتب كلها باحتفظ بيها – او باحاول اعمل كدة- سواء بحبها او لا..اجمل كتاب قريته الفترة اللي فاتت..العجوز و البحر – في البوست الي فات- و العسكري الاسود
اسم كتاب – كتبه بشر!!!- قريته و متعلقة بيه و باقراه كل فترة؟
الغريب ..:البير كامو"..و قصص قصيرة لبوشكين..و رواية روعة لنجيب محفوظ..اسمها العائش في الحقيقة
جهاز منزلي متعلق بيه و اكثرمن استخدامه؟
بعيدا عن الكمبيوتر طبعا..الخلاط و المكنسة!..و دة مش عن حب بس اجبار..اشغال منزلية مؤبدة!
مكان تحس بالراحة فيه؟
احم..كلنا عارفينه يعني!
بس جد يعني..بيتنا و تحديدا غرفتي
مكان احس فيه بالحنين؟
شارع سنان باشا في الزيتون..مدرستي العزيزة الي قضيت فيها 13 سنة من اجمل ايامي
و شارع المنتزه مصر الجديدة ثانوية عامة و الدروس..هاااه ..ليت الشباب!
و مكان عائلي كدة كنا نجتمع فيه زمان
مكان احس بالراحة النفسية لما اشوفه؟
اي مكان فيه طبيعة..بس تكون لسه بخيرها..اي كانت بحر..شجر ..ماء و خضرة يعني..و ياسلام لو فيه وجه حسن!
و القلعة منظرها مهيب اوي من فوق
اجمل مدينة زرتها؟
اسكندرية..في الشتاء ..بقالي كتير مرحتهاش..اوعدنا يارب!
اجمل منظر طبيعي داخل مصر؟
يعني انا رحت اماكن تعد علي اصابع اليد بس المكان الي شدني شكله و نفسي ازروه اوي..سيوة..و اسوان..و وادي الريان..طماعة اوي انا!
شخصية كارتونية بحبها؟
بندق!..طيوب اوي و ساذج و علي طبيعته..و بكره ميكي ماوس!
نوع هاتفي المحمول؟
حاليا الهاتف انتقل الي الانعاش في التوكيل..! ادعوله يقوم بالسلامة!
بالنسبة لسرعة بروسيسور الجهاز وحجم الهاردوحجم المواد الاسلامية والكلام دا؟
مش عارفة و الله ..بس الكمبيوتر مش وحش و شغال!..حجم المواد الاسلامية؟..ليه الاسئلة دي..الامور الدينية دي بحب تكون بيني و بين ربنا..و بصراحة الواحد بيحاول يتعمق اكثر دينيا..
اهم هدف واضعه لحياتي الان؟
التوفيق في الكلية و الخلاص منها بكامل اعضائي وربنا يوفقني في حاجات تانية برده
مواصفات فتاة الاحلام بالنسبة لي؟
فتاة ..و احلام؟!.. ازاي يعني ؟ النمرة غلط!
شعوري لما باسمع كلمة مصر؟
حخلي سؤال ايه معني مصر اكتر لان احيان كتيرة باسمعالاسم ومش باشعر بحاجة!
حنين رغم اني مسبتهاش..و لازم تنهيدة حرقة علي الي فات و علي الي احنا عايشينه..بس مصر و الله متستاهلش كدة ابدا ..و بلدنا بجد حلوة و احلي من اي مكان تاني..كفاية تكبيرة العيد الصبح و انت مع اهلك..و منظر اطفال الروضة و هم رايحين المدرسة – الروضه بس بعد كدةمش اطفال!- و لمتنا ساعة الفطار في رمضان و المسحراتي..بجد خليط فريد مش حتلاقي في اي مكان في العالم
شعوري لما باسمع كلام عن اليهود؟
زمان كانوا عاوزنا نفرق بين اليهود و الصهاينة..ان الاولانين دين سماوي و التانيين هم الي بيذبحوا فلسطين كل يوم..بس لما هما يفرقوا بين التصنيفين نبقي احنا نفرق..متتوقعش اشوف مجازر فلسطين و تهانئ و ضحكات وزراء خارجيتنا معاهم و احس باي شعور غير الغضب
شعوري لما اشوف ضابط شرطة؟
للاسف و مع الاعتذار لكل الشرفاء منهم..مزيج من الخوف و الالم و الاستياء..و دي محتاجة حل لان دة اغلب شعورالمصريين بعد الانتهاكات البشعة من كتيرمنهم
شعوري لمااشوف كناس عجوز؟
مش هو بس..ممكن السؤال احسن شعورك لما تشوف مواطن مصري مطحون..حسبي الله و نعم الوكيل في الي حرم اهلهامن خيرها..و برده احنا شاركنا في كدة

افكارك تجاه شاب ماشى فى الطريق يلبس جلابية بيضاء قصيرةوعمامة وله لحية وبجيبه السواك وبيده المصحف؟
هو حر!..طالما متعداش علي حريتي اناكمان او نصب نفسه حامي حمي الاسلام لان الاسلام مش هو و لا انا و لا الف غيرنا..و كل واحد تدينه في قلبه مش مظهره
اسم مدونتك؟
"كلام"..و ماليش دعوة بالاسم الي في اللينك !..هي اسمها كلام!..مفيش الاسم عجبني كتبته ..انا باكتب ايه؟... اهو كلام!
ما نيتي من ورا ء اختيار الاسم؟
نية سليمة و الله!
هل فكرت في اغلاق مدونتك؟
مرة او مرتين بس لقيت اني مديالها اهمية زيادة عن حجمها..و علي العموم لو قررت ابطل كتابة مظنش حاقفلها اهي موجودة!
صورتك في المدونة..و ما رمزها؟
احم..مفيش صورة..و بالتالي الرمز مفيش..واضح اني محتاجة اعامل نفسي باحترام اكتر شوية!
لماذا دخلت عالم التدوين من الاساس؟
مفيش..حابة اكتب و الاقي كلامي ..نوع من انواع التنفيس عن الدواخل الكامنة في خبايا النفس المتلبدة بالاحاسيس و الافكار المتراكمة التواقة للخلاص.. بس كدة عشان تعبت!
احلي جملة قيلت في وصف مدونتي؟
و الله كل نقد انا باعتز بيه فعلا.لاني صاحبه تجشم عناء القراءة..فدة جميل في رقبتي
اهمية التعليقات؟
مهمة اكيد..بتوضحلك انت ساير في انه اتجاه
احلي بوست كتبته؟
و الله كلهم عزاز علي..بس احلاهم شروق
احلي مدونة قريتها؟
و الله فعلاكتيراوي..و كلهم افخر اني بقرالهم
حد قل ادبه في التعليق..و عملت ايه؟
يعني انا اكفل حرية النقد و التعليق بس مش لدرجة الخروج عن الاداب واستخدام الالفاظ النابية..و الحمد لله محصلتش
اسوأ مدونة و اسوأ بوست؟
مقدرش اقول كدة لاني مش اهل و مش من حقي اصلا اني احكم علي حد بالطريقة دي
ابعت التاج لمين؟
و الله انا متأخرة بلوجيا جدا و معرفش مدونات و مدونين كتير..بس التاج يتبعت لكل الي اعرفه
بسمة زانوبيا لعلها ترجع عن قرارها باغلاق البلوج!
من نفسي محمد هشام..غتاتة كالمعتاد!
كراكيب..هاني جورج
اوماس و باعتذر جدا عن التاج الي فات
و كل من تسول له نفسه دخول المدونة!
من جديد شكر عظيم يا مريومة ..

Wednesday, August 01, 2007

ألعجوز و البحر

ارنست هيمنجواي..العجوز و البحر
حين تدرك ان العجوز هو من يقرأ و ليس البطل!

"ارنست هيمنجواي"الكاتب الامريكي الشهير صاحب ابداعات ادبية لها بصمتها التي لا تمحي في تاريخ الادب العالمي ..فلك ان تدرك انه صاحب " لمن تدق الاجراس" و " الشمس تشرق ايضا" لتدرك مكانة هذا الكاتب و دوره الفريد في اثراء الادب العاملي ..عند قراءة اعمال "هيمنجواي" تجده شغوفا بالطبيعة لحد كبير يظهر حبه لها في مختلف اعماله ..حياته الاسرية متماسكة الي حد كبير فهو من عائلة ميسورة اورثه والده حب الطبيعة و المغامرة و رغم ذلك الا ان الامور لا تبدو كما هي في الظاهر فكان انتحار والده بمثابة ندبة في حياة "هيمنجواي" لم يستطع التخلص منها و لا مسامحة والدته لذلك و جعلت الموت ضيفا متكررا علي تفكيره و ادت الي نتيجة سأقولها اخر المقال
حياته قد يراها الناظر من بعيد حياة مثالية لشاب ناجح في دراسته يجيد كثير من الرياضات يهوي المغامرة واسع الانشطة منذ صغره اذ كان يعمل بالصحافة و هو في المرحلة الثانوية ..لكن المتأمل يجده يعاني من عدم رضا عن نفسه كبير و تخبط اكبر فكان كثير القرارت و النقلات بين المهن المختلفة كثير الطلاق و الزواج لا يتمتع باستقرار واضح..لكن كل ذلك و التحامه بالفئات المختلفة من الشعب جعله يحتك اكثر بفئة المهمشين التي ترزح تحت قشور المدنية اللامعة و بالطبع صقلت موهبته اكثر ..اما اكثر الخبرات صقلا لموهبته فهي مشاركته في الحرب في ايطاليا و مشاركته في الحرب الاهلية في اسبانيا و ابدع بعدها روايته " لمن تدق الاجراس" كل تلك الخبرات حفرت بداخله نقوشا صعب ازالتها و تركت اثارها في كتاباته.
كان لابد من مقدمة مختصرة لكاتب من وزن " هيمنجواي"
اما عن روايته التي اتحدث عنها هي " العجوز و البحر" التي حصل بها علي جائز " بوليترز " و جائزة نوبل عام 1954
تدور القصة حول صياد عجوز في كوبا يدعي " سانتياجو" يعيش وحيدا حياة هي البؤس ذاته ..فهو يحيا بمفرده في كوخ بدائي لا يوجد بداخله اي من اساسيات الحياة سوي قطع من ملابس رثة يستخدمها كفراش و لم تعرف الكهرباء طريقها لكوخ العجوز ..رغم ذلك تجد العجوز عبارة عن كتلة انسانية متحركة فهو يهتم بمتابعة مباريات البيسبول و فريقه المفضل و دائم السؤال عنه لجيرانه الذين يملكون مذياعا
الصياد العجوز لديه مساعد صبي صغير يعمل تحت امرته في القارب الشراعي البسيط لكن سوء الحظ يلازم العجوز لمدة 84يوما بلا اي سمكة علي الاطلاق ..فلا يتحمل اهل الصبي ذلك و يسحبون ابنهم من العمل مع العجوز بعد ما تولي تدريبه لسنوات و يذهب الصبي ليعمل في مركب صيد وفيرة الحظ
استطاع "هيمنجواي" ان يرسم العلاقة المعقدة بين الصياد و الصبي بطريقة رقراقة و شفافة فالصبي يشعر بالذنب لتركه العجوز وحيدا بلا اي عون و هو يعلم سوء حالته الصحية و سوء الحظ الذي يلازمه فيأتي للاطمئنان عليه كل يوم و يحاول ان يترك له طعاما دون ان يجرح كرامته ..لكن الصياد العجوز لا يعرف اليأس فيخرج كل صباح للصيد حتي ياتي يوم يحالفه الحظ اخيرا و يحظي بسمكة من نوع " مرلين" و هي سمكة شديدة الاهمية لدي الصيادين للحمها الطيب و سعرها المرتفع ..يصور لك " هيمنجواي" بقلمه الساحر معاناة العجوز الشديدة في اصطيادها حتي لتشعر بالمعاناة انت نفسك عند القراءة
فالعجوز يشعر بالوحدة الشديدة تفلت في عبارات منه ك " لو كان الصبي معي " ..دائم الحديث لنفسه و للبحر كي ينسي وحدته يتضاحك معه و يتجاذب اطراف الحديث عن كل شيء و عن البيسبول و يحمس نفسه و يعاتبها احيانا كي يظل صابرا متحملا البرودة و الجوع الشديد ..يعيب علي نفسه تخاذله و يوبخها احيانا حين يشعر بالام عظام ظهره العجوز .
يستطيع العجوز رغم ضعفه الشديد ان يصطاد سمكة المرلين و يجعلها تبتلع الخطاف و رغم ذلك الا انها ظلت حية و ظلت تجذب القارب الذي يصغرها حجما الي عمق البحر و استمرت حية لمدة يومين عاني فيها العجوز الام مبرحة و جوعا مؤلما حتي طفت السمكة في النهاية بعد تأملات شديدة الجمال ابدعها قلم " هيمنجواي " مبرزا حديث العجوز للسمكة و اعتذاره لها
بما ان المركب صغير لا يكفي السمكة فكان علي العجوز ان يربط السمكة الي جانب المركب و يبحر عائدا للشاطئ بعد ثلاثة ايام في عرض البحر ضل فيها طريقه لكنه رغم ذلك و رغم تمزق كفيه الهزيلتين من جراء جذبه للخطاف و مقاومة السمكة حتي ان يداه نزفت كثيرا ..رغم كل تلك المعاناة اخذ يبحر بقاربه مهتديا بالتيار و معتمدا علي حاسته البحرية و قد بدأ يصبّر نفسه كي يتحمل الجوع و الالم حتي يصل للشاطئ ..تبتسم و انت تقرأ فرحة العجوز التي تكاد تراها مجسدة بعد 84يوما من الفقر المدقع و فوزه بالسمكة المراوغة ,,وتتعجب من صبره و جلده العجيب و مثابرته التي لم تتوقع ان تكون في شخص ضعيف هزيل كهذا العجوز
لكن لاتستمر الفرحة طويلا فسرعان ما تأتي اسماك القرش فرادي اولا ثم جماعات تنهش احداهم السمكة و تقضم جزءا كبيرا منها لكن العجوز رغم ان يده اليسري اصابها الشلل المؤقت من شدة الالم و النزيف و كان لا يقو علي الوقوف الا انه امسك ببلطته الصغيرة و استطاع ان يقتل سمكة القرش ..و تراه لم يقتلها بقوة عضلية ما فهي ليست موجودةاصلا لكن الذي قتلها هو غضبه و احساسه بالظلم فهو احس ان لقرش هو عدوه الذي جاء بعد 84 من المعاناة الشديدة ليخطف منه انتصاره الذي حققه و هو لم يكن ليسمح بذلك
يتأمل العجوز التلف الذي احدثه القرش في سمكته و يحاول ان ينسي الامر رغم تأثيره الاكيد في ثمنها يدرك العجوز ان الامر لن يمر ببساطة و ان رائحة الدماء ستجذب اسماك قرش اخري فيبدأ يجهز نفسه للمعركة ..فيربط سكينته في عصا طويلة لتكون رمحا ..لا تمر دقائق و يصح حدس العجوز فتأتي اسماك القرش جماعات اكثر شراسة هذة المره ..يزود العجوز عن سمكته بكل مافيه من قوة فيطعن بعض الاسماك لكن الكثرة تغلب الشجاعة تبكي مع بكاء العجوز و هو يري سمكته يقتطع منها جزءا جزءا في فم تلك القروش المتسلقة التي اختطفت ثمرة تعبه و الامه و مثابرته طيله 84 يوما ..يقتل العجوز بعضها رغم هزاله الا انه في النهاية تترك القروش السمكة هيكلا عظميا لا يتبقي منه سوي الرأس ..ينظر العجوز بعينان لا تريان الي هيكل السمكة و قد اقترب الشاطئ يجلس مهموما بانتظار اقتراب القارب فقط يلوم نفسه لانه ابتعد كثيرا عن الشاطئ مما ادي لحدوث ذلك و يعاود اعتذاره للسمكة لانها لم تكن تستحق ما مر بها ..يرسي المركب فيربطه العجوز و يمضي دون ان ينظر الي السمكة ..يعود لكوخه و يستلقي علي قطع الثياب المهلهلة و ينام بعد ثلاث ايام من العمل و العذاب دون جدوي
يأتي الصبي للاطمئنان عليه بعد غيابه فيري يداه و قد تمزقتا و الدم ينزف منهما يبكي الصبي و يهرع ليجلب له طعاما
يتأمل البحارة هيكل السمكة الضخم و لا يصدقون ان العجوز سانتياجو قد استطاع ان يظفر بها بمفرده ويضربون كفا بكف اسفا علي ضياعها ..ينهض العجوز من نومه فيري الصبي ..يتحدثان كثيرا و يأكلان معا.. يفرح العجوز انه يتحدث لشخص بعد طول حديثه مع نفسه و مع البحر و يخبر الصبي ان يعطي رأس السمكة لاحد الصيادين..يقرر العجوز في مثابرة غير معقولة ان يعود للصيد اليوم التالي لان النسيم جيد فيقرر الصبي ان يعود للعمل معه رغما عن اهله فهو لن يتركه مرة اخري لانه بحاجة لتعلم الكثير منه
تنتهي القصة بمشهد احدي السائحات تنظرالي هيكل السمكة قبل ان يجذبه المد و تندهش من ضخامتها بينما العجوز نائم يحلم بالاسود و السباع!
تلك الرواية الرائعة التي تدفعك للبكاء في احيان منها جديرة بحق بجائزة نوبل بل قل ان نوبل هي الجديرة بها ..فهذا العجوز الذي تمكن منه الضعف و الهزال هو القوة ذاتها .. ليست القوة العضلية انما قوة نفسية تصل لاوجها في شخصية لا تعرف اليأس ولا التكاسل و تعمل بكفين ضعفيتين حتي ينزفا كي تصل لغايتها ..ذلك العجوز البسيط الذي يتابع اخبار البيسبول بشغف يعلمك الكثير في حياتك ..يعلمك المثابرة و التحدي ..ذلك العجوز الوحيد يخبرك بالحقيقة في وجهك ..ان ظروفك انت من يحددها و حياتك ملكك.. انت فقط من يملك قرار اذا ما كنت ستستسلم لليأس و تقنع بموت نفسي حتي يأتيك الموت الفعلي ام انك ستحارب حتي لو بيدين شبه مشلولتين لتثبت لنفسك انك علي قيد الحياة مع كل نفس يدخل رئتك..ذلك العجوز الضعيف يخبرك بكل قسوة ان العجوز هو انت ..القارئ و ليس البطل!
بقي ان نعرف نهاية كاتب هذة الرواية الساحرة..الغريب ان في قمة مجد "هيمنجواي" ومع انه كاتب تلك التحفة المحفزةعلي الامل ..مات منتحرا تماما كوالده !!فالموت كما قلنا كان ضيفا علي رأس "هيمنجواي" تربع علي عرش افكاره حتي منعه من التمتع بحياته و بمجده الذي وصل له و منعه حتي من السماع لبطل قصته الاشهر

Tuesday, July 10, 2007

مواطن بدرجة باكتيريا

مواطن بدرجة باكتيريا!

بعض الباكتريا شرسة ما ان تدخل جسد الانسان او الحيوان حتي تبرز انيابها و تتغول و تدخل في معركة مع المناعة الجسدية لتكون الغلبة لاقواهم ..لكن ليست كل الباكتريا مضرة هناك باكتريا تحيا بجسد الانسان من ضمن المكونات الطبيعية له في الامعاء او علي الجلد ..و تعرف بالباكتيريا المسالمة و هذة الباكتريا تقوم حياتها داخل جسم الانسان علي نظام المنفعة المتبادلة او symbiosisو قوامه ان ينتفع منه الانسان سواء من الانزيمات التي تفرزها و التي قد تكون لها دور في تنشيط هرمونات خاملة او تنشيط فيتامينات او اي منافع اخري للانسان و في المقابل تنتفع هي منه بأن تتغذي علي طعامه و تحيا بداخله و قد توفر لها المسكن و المأكل و المشرب و الوجه الحسن!
هذة المقدمة العلمية لو طبقتها علي من حولك ستجد اننا في بلدنا تحولنا الي موطانين بدرجة باكتيريا! طبعا ليست الباكتيريا الشرسة القوية نحن اكثر غلبا من ان نصل لمرتبتها انما نحن نكاد نقترب- و ليس جميعنا- الي مرتبة الباكتيريا المسالمة داخل جسم الانسان ..رضينا بحياة قوامها المنفعة المتبادلة ..طموحاتنا لا تتعدي طموح اي باكتيريا –هل رأيت في حياتك باكتيريا لديها طموح؟!- اصبح كل ما يهمنا في هذة الحياة هو توافر المأكل و المشرب و لو توافر المسكن ايضا لكان ذلك فضلا و نعمة! ..المهم ان نجد شيئا نسد به جوعنا و نروي به ظمأنا اي كان هذا الشيء صالح للاكل ام لا ..وكما ان الباكتيريا رضت بمعيشة ساكنة من كل الجوانب رضينا نحن كذلك بحياة مستقرة اشبه بمستنقع راكد قوامها الطعام و الشراب و النوم –اهم حاجة النوم!- حتي تمر الايام كغيرها و تنتهي حياة كغيرها ..رضينا بالفتات تماما كالباكتيريا التي تتغذي علي بواقي طعام الانسان و احيانا فضلاته.فحتي نوعية الطعام باتت سيان لدينا سواء اطعمونا طعام يصلح للاستخدام الادمي او حتي لا يصلح لاستخدام الماشية المهم انه سيصمت صراخ احشائنا كي تنام و ننام معها غافلين عن اي شيء يدور حولنا
و بما اننا من البداية رضينا هذة المعاملة فاصبحنا نستحقها بجدارة فتم التعامل حرفيا علي كوننا باكتيريا و لا نلومن من عاملنا علي هذا الاساس فنحن من سمحنا لذلك من البداية و نحن من وضعنا قواعد اللعبة ..فتدور الدائرة و نصبح نحن اللعبة التي تحرك كيفما اراد من يلهو بها
و حتي لا نجحف الباكتيريا حقها فهي تفرز بعض الانزيمات التي تمد بها جسدنا مقابل ما تأكل من طعامنا اما نحن فلا فائدة تعود علينا او علي غيرنا مقابل ما نطعم به بات اقصي طموحنا الحصول علي قوت اليوم و خفت بجوار ذلك الحلم باقي الاحلام لحياة كريمة
الباكتيريا متعاونة مع بعضها البعض ..تتجمع معا لتقوي بنفسها تعمل كأنها خلية واحدة اما نحن فنجاهد كي نبث الفرقة بين صفوفنا و نفترق للون او دين او حتي اختلاف في الاراء
و الباكتيريا احيانا عندما تلحظ ضعف مناعة الانسان فانها ترمي بقناع مسالمتها الوديعة الذي ترتديه و تستأسد عندما تري من سيطر عليها طويلا قد ضعفت قبضته فتفرد عضلاتها عليه و تخرّب في جسده ..اما نحن فدمرنا قرون الاستشعار التي منحنا اياها الله لندرك بها لحظات ضعف اعدائنا ..ادمنا السلبية فادمنتنا هي الاخري ..و بتنا توأم ملتصق لا نفترق او لعلنا تعامينا عن رؤية لحظات ضعف اعدائنا كيلا نحمل انفسنا المسؤلية للمقاومة من اجل حياة افضل ربما لا نستحقها نحن –اذ اننا لم نبذل حتي الرخيص لنكون اهلا لها- و لكن يستحقها ابناؤنا من الجيل الصاعد الذين لا يريدون ان يصبحوا باكتيريا
في النهاية لا عذر قوي نلتمسه لانفسنا ..فالحر لا يقبل ان يكون باكتيريا ترمي لها الفتات حتي لو جاع قرونا

Saturday, June 30, 2007

افلام كرتون ليست بريئة

برامج الاطفال غير مأمونة احيانا!

في هذة الاونة اكثر من مشاهدة برامج الاطفال و افلام الكرتون و قناة " سبايس تون" ..ليس هذة طفولة متأخرة او عقدة العودة الي الطفولة اصابتني و انا في سني هذة! لكني لاني اصبحت امضي الكثير من الوقت في رعاية ابن اختي الصغير كجليسة اطفال ..بلا اجر طبعا! و من الممكن ان امضي نصف اليوم اشاهد افلام الرسوم المتحركة التي انقذتني لان ابن اختي شغوف جدا بما يراه من افلام الكرتون خاصة " توم و جيري" ليجلس ساعات طويلة فاغرا فاه علي اتساعه متابعا بنهم مقالب " جيري " ..او غيرها من افلام الكرتون الاخري
الحقيقة للاعتراف بالفضل ..هذة القناة بها الكثير من افلام الكرتون الجيدة حقا و التي بطبيعة الحال ليست افلام مصرية انما في الاغلب افلاما يابانية و تمت دبلجتها "ككابتن ماجد" قديما الذي كان بقضي نصف الحلقة يجري خلف الكرة و كأن الملعب مساحته تساوي مساحة صحراء الربع الخالي! و في المرة الوحيد التي حولت القناة لمشاهدة كرتون مصري الصنع اصبت بالغثيان لتفاهة الفكرة و المضمون و رداءة الحوارالعامي المبتذل الذي يعلم الاطفال مزيدا من الوقاحةو الابتذال ناهيك عن ابن اختي ذي العامين الا قليلا انفجر في البكاء معلنا رأيه بوضح شديد!عند مشاهدة احد اغاني الاطفال المصرية!
لم اكن انتبه فعلا لاحداث الكرتون اذ كنت ادعه يشاهده و احاول انجاز مهامي الاخري بجواره لكن مرات قليلة جذبتني احداث الكرتون لاشاهده معه لان في احدي المرات كان هناك كرتون لدب او فأر يغني في مسرح علي موسيقي السيمفونية السابعة لبيتهوفن بحركات تجشؤ مقززة للغاية! ..دعك من تشويه فيلم كرتوني لسيمفونية بيتهوفن و الحركات المقززة التي كان يأتي بها ذلك الفأر المتدبدب او الدب المتفأرر! الا انني وجدت ابن اختي في منتهي الفرح يضحك ببلاهة و وقف امامي ليقلد الدب –او الفأر!- لكنه لحداثة سنه لم يستطع ان يأتي بنفس حركاته
انا اصابتني الصدمة بالطبع و قمت بتحويل القناة و احمد الله ان ذاكرة الاطفال ليست قوية في تلك السن و من وقتها احسست بالذنب لانه قد يكتسب عادات بذيئة من افلام الكرتون بريئة المظهر فأخذت اتابع ما يراه كنوع من الرقابة العمرية بما انني اقوم بدور جليسة اطفال فلابد ان اقوم به كما يجب بشيء من المسؤلية..فوجدت ان افلام الكرتون ليست كلها بريئة بل و حتي افلام كنت اشاهدها في صغري ز كنت اهيم بها عشقا احسست حاليا ان لها افكارا ليست بالمحببة علي الاطلاق
ابسط مثال (توم وجيري) دائما في طفولتنا كنا نكره القط "توم" لانه يقوم بضرب "جيري" و يسعي لالتهامه لكن حاليا وجدت ان جيري هو من يقوم باستفزاز القط في الاساس فهو من ياتي لسرقة اللبن منه و من يجذب ذيله ليوقظه و قس علي ذلك الكثير من الاستفزاز للقط يتبعها سلسلة من المطاردات للانتقام من الفأر و المفترض ان نلوم الفأر لا القط لانه من استفزه من البداية ! لكن رغم ذلك القط هو الشخصية المكروهة في اغلب الحلقات حتي لو كان بريئا تماما ككل المقاييس الخاطئة في حياتنا
كرتون اخر كنت اعشقه قديما و احيانا احن لمشاهده الساحره "سندريللا " و " سنوهوايت و الاقزام السبعة" حاليا وجدت ان الافلام علي شاكلة (سنوهوايت) و (الجمال النائم) و غيرها رسخت في ذهن الاطفال –البنات منهم خصيصا- ان الطيبة مقترنة بحسن الخلقة و الشر مرتبط بالقبح فالاميرة المسكينة المقهورة لا تفعل شيئا طيلة الكرتون سوي انتظار الامير الوسيم الخلاب الذي ينقذها و لابد ان يكون شديد الوسامة و يكون اميرا و تكون البطلة بديعة الحسن لان هذا هو المنطق الذي رسخته تلك القصص في الاذهان ..اصبح القبح مرادفا للشر و العكس صحيح غير ان قصة "سندريللا" و غيرها جعلت السعادة مقتصرة علي زواج البطلة من الامير - لا يجوز زواجها من اي شخص عادي!- و حضورها الحفل بابهي الملابس و الحلي و الثوب الرائع –الذي اصبح عقدة كل البنات!- كي ينبهر بها الامير –ذلك الابله!- فيعجب بها و يتزوجها لمجرد مشاهدته لها و هي في قمة جمالها!
هذا هو المبدأ الذي ترسخه في الاذهان – البنات بالطبع- ان الامير –تلك الشخصية السطحية المسطحة !- لن يعجب بها الا وهي في ابهي صورة لها فالاعجاب بالخارج و ليس بما في داخل الانسان و الصورة البلهاء للسعادة ان تتزوج البطلة الامير و العصافير من حولهم تغرد و هي معه في قصره المنيف!
اما عن الفواصل بين الافلام و التي يبكي عندها ابن اختي ظانا انني قمت بتحويل القناة- فالبعض منها له مغزي تجاري بحت في ان تستغل شركات الالعاب افلام الكرتون في انتاج ادوات مدرسية و ملابس عليها صور ابطال الكرتون و الالعاب المستوحاة من الافلام و طبعا عندما يري الطفل ذلك سيود لو ابتاع تلك الالعاب ليبدأ حملة الالحاح و البكاء و العويل مطالبا والديه بشرائها
اما عن المأخذ المعروفة لافلام الكرتون من مشاهد العنف المبالغ فيها عندما يضرب البطل جميع من في الكادر ! و اطفال هذة الايام ليسوا بحاجة لمزيد من العنف يكفي مخزونهم الشخصي!
لكن للانصاف اعجبتني بعض الافلام-المدبلجة بطبيعة الحال- مثل كرتون يناقش علاقة صبي باخيه الصغير بعد وفاة امهما و عنايته به و مسؤليته تجاهه الكرتون عرض الامر بطريقة جميلة للغاية لدرجة انني من اصبح يتابعه بغض النظر عن رغبة ابن اختي!
حاليا لم تعد هناك الكثير من برامج الاطفال الجميلة كقديما فكان فيما مضي ايام طفولتي المشهودة كانت تذاع حلقات من برنامج " البرلمان الصغير" لا يسمع عنه اطفال اليوم فكان صورة مصغرة لبرلمان من اطفال صغار يعلمهم كيفية المعارضة و ابداء الرأي الاخر و يبدو انه لكونه برنامج يعلم الاطفال اسس الديموقراطية و اسس حياة سياسية و دستورية سليمة فتم وقف انتاجه منذ امد بعيد كما تم وقف عرض حلقاته القديمة!
في النهاية ليست برامج الاطفال ساذجة و لا يجب التعامل معها بمنطق انها بريئة فاحيانا و بدون قصد يتم غرس قيم مستهجنة داخل نفوس الاطفال الذين لا يعرفون بعد الخطأ من الصواب و تكون تلك الافلام لها تأثير اقوي من تربية الاباء فليست افلام كرتون علي غرار " سنوهوايت "- رغم استمتاعي الشديد بها و بتقنية ديزني العالية – تعطي دروسا سليمة للاطفال فالحياة ليست غابة فسيحة تتراقص فيها الغزلان حول الاميرةالمقهورة دائما من زوجة الاب حتي تم تشويه صورة زوجات الاباء فرغم جمال هذة الافلام الا انها ترسم للاطفال صورة ساذجة مسطحة عن سعادة مادية جوفاء

Tuesday, June 19, 2007

bob million!

Bob million!
و حقيقتك التي تظهر امام حفنة جنيهات

كان هناك فيلم فرنسي انتج في التسعينات عرضته " بانوراما فرنسية "وقت ان كانت برنامجا له علاقة بعنوانه..الفيلم يدعي " بوب مليون" و تدور قصته حول احد برامج المسابقات الترفيهية علي غرار 0900المصرية لكنه برنامج ذي جوائز حقيقية و كانت الجائزة الكبري هي مليون فرنك فرنسي –الفيلم قديم قبل ان تتوحد الدول الاوروبية و تتوحد عملتها ..عقبالنا يارب!- و كان من المتابعين لهذا البرنامج سيدة مسنة وحيدة رحل عنها زوجها و تزوج الابناء و استقلوا بحياتهم بعيدا عنها لا يدركون عنها شيئا و كنتيجة للوحدة و العزلة لجأت لتربية قطة و متابعة برنامجها المفضل لمقدمه الوسيم "بوب" .وبعد محاولات عديدة تنجح و تفوز بالجائزة الكبري و هي المليون فرنك و علي اثر الصدمة و السعادة لم يتحمل قلبها المفاجأة السغيدة ..فتوقف عن العمل!
الفيلم فانتازي و من قلائل الافلام الفرنسية التي تشعر معها بمتعة حقيقية و انت تشاهده علي عكس باقي الافلام الغارقة في الجهامة احيانا و الاملال احيانا اخري
فكرة البرنامج هي ان ترسل صورة لعائلتك الكبيرة للبرنامج و معها بيانتاك و علي اثرها يختار البرنامج من بين الصور من سيفوز بلقب اجمل عائلة
يدرك الابناء خبر موت والدتهم من الجيران فيجتمعوا في المنزل الذي تركوه منذ فترة طويلة و تري التنافر الواضح بين الاخوة و ازواجهم و زوجاتهم فزوجة الابن لا تطيق اخته و الخلافات بين افراد العائلة الواحدة التي تصل لمشادات فقط يدارونها عن الاخرين حتي تمر جنازة امهم و يعودوا لحياتهم مرة اخري و في اثناء انشغال الجميع بمراسم الجنازة يدرك الابناء بالمفاجأة عن طريق القط الذي تعود علي فتح التلفاز في الميعاد اليومي للبرنامج و يعلمون بفوز امهم الراحلة التي بقيت روحها بالمنزل تتابع كل ما يجري بطريقة فانتازية مضحكة
و عندما يدرك الابناء الامر يبدأون في العمل علي اصلاح ما بينهم صوريا فقط لان شرط الفوز بالجائزة اجتماع كل افراد العائلة بالصورة معا و تري محاولات الابطال لاعادة المياة الي مجاريها فالابنة تجاهد كي ترجع طليقها الذي استقل بحياته بعيدا منذ سنوات مقابل ان يحصل علي نسبة من المليون فرنك و تبدأ الخلافات المعقدة تحل امام سطوة المال و ينشغل الابناء بتصفية خلافاتهم و محاولة جمع شمل من في الصورة جميعا – اقتصرت محاولات جمع الشمل علي من في الصورة فقط!- فيأتي من سافر من بعيد ليحصل علي نصيبه من الجائزة حتي يدركوا ان امهم الراحلة ايضا في الصورة التي ارسلت للبرنامج!!
و بما انه لم يتبق سوي يوما واحدا علي حضور المذيع لتصوير مشهد استلامهم الجائزة التي اعلن عنها طويلا و تم اذاعة الصورة و اسم الفائزة مرارا و تكرارا في التلفاز لمدة اسبوع كامل بانتظار تصوير لحظة استلام الجائزة الكبري علي الهواء مباشرة ..و هكذا يتفق الابناء علي خداع مقدم البرنامج بأن يظهروا له الام مرة نائمة و مرة علي مقعد و احدهم يحرك يدها من الخلف! و هكذا استمر الامر حتي لم يعد باقي علي البث المباشر سوي دقائق ..عندما ينشغل الابناء بخلاف بينهم فيدرك المذيع حقيقة وفاة الام ..يقرر في البداية حرمانهم من الجائزة لغشهم لكنه ما يلبث ان يعيد حساباته و يري ما ستخسره القناة و تهديد رؤسائه له بعد كم الاعلانات عن السيدة العجوز و عائلتها الفائزة –اجمل عائلة لا حظ المفارقة!- ..اجري الحسبة بسرعة و عقد الصفقة مع افراد العائلة لينتهي الفيلم في النهاية بمشهد عائلي جميل فيه يبتسم الجميع و منهم من احاط كتف الاخر امعانا في اظهار ود غير موجود وبينهم تجلس الام علي مقعد و قد ثبتت اليه جيدا كيلا تسقط اثناء التصوير و البسوها نظارة سوداء كيلا يكتشف احد الخدعة !
يتقدم المذيع الوسيم محبوب الجماهير ليصافح الام المتوفاة و يسلمها الجائزة!!
الفيلم المفترض انه كوميدي و فكاهي لكني رغم استمتاعي باحداثه طيلة الوقت احسست بغصة في حلقي عندما رأيت ان واقعنا هو الاخر صورة نيجاتيف لهذا الفيلم ..فالمال فعلا يصنع المستحيل و يجعل الاعداء يتظاهرون بالوداعة مع بعضهم البعض ليوم واحد و هم يعلمون انهم سيفتكون ببعضهم البعض بعد ذلك ..المال يصنع النفاق و المال يجعل ابناء لم يودوا امهم في حياتها يتجمعوا حولها بعد مماتها و عيونهم زائغة علي النقود ..المال –كما في الفيلم و الواقع- يجعل الابناء ينتهكون حرمة والدتهم المتوفاة ليلبسوها ثوبا زاهيا و فروة رأس و نظارة سوداء كي يخدعوا المشاهد ..المال يدفعنا لاهانة الميت و يجعل الجميع يشترك في مهزلة اخلاقية
فامام المال ..تظهر الناس علي حقيقتها الكريهة و تري الرموز تنتهك و القيم تسحق بالاحذية و بالفعل و حرفيا يبيع المرء اهله
فالمال يشتري كل شيء حقا حتي النفوس ..لكنها النفوس الضعيفة التي يسيل لعابها امام حفنة من الجنيهات
معلش يا بسمة انتي عارفة بقي!
omas
مرسي جدا للتاج و معلش شفته بعد ما نزلت البوست دة الامتحانات بقي بس حارد عليه علي طول انشاء الله..اسئلته تقيلة و حلوة..مرسي كمان مرة

Friday, May 18, 2007

عن شعرة معاوية التي اهترأت

عن شعرة معاوية التي اهترأت!
كلنا يدرك او يسمع عن مصطلح شعرة معاوية الذي اصبح ماركة مسجلة ما ان تسمعه لتدرك انه يعني و يقصد الديبلوماسية و الذكاء في التعامل مع الناس بمهارةو حزم
ترجع قصة الشعرة الي وقت خلافة (معاوية بن ابي سفيان) حيث كان معروفا بالدهاء السياسي و الحكمة البالغة في تولي زمام الامور و حكم الرعية باللين تارة و القسوة تارة اخري حسب ما يتراءي له من المواقف و المقولة الكاملة هي"اني لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا اضع سوطي حيث يكفيني لساني و لوكان بيني و بين الناس ما انقطعت كانوا اذا امدّوهاارخيتها و اذا ارخوها مددتهها" هذة البلاغة و الحكمة تجعلنا نفغر فاهنا تعجبا من عقلية فذة كمعاوية ..فكان مثالا لحاكم يدرك و يعرف مداخل رعيته ..يدرك متي يفسو و متي يحنو ..واذا ما تركنا جانبا حادثة الفتنة التي كان معاوية ضلعا اساسيا فيها و خلافه مع (علي بن ابي طالب )حول احقيته في خلافة المسلمين و ما تلا ذلك من احداث مؤسفة معروفة نترك الخلاف حول شخص معاوية و اثارته لفتنة بين المسلمين حيث اختلف في الحكم علي شخصه الكثيرين لكن –في رأي الشخصي- ما يعاب بشدة علي معاوية هو تحويله الخلافة الاسلامية الي توريث امتد اثره حتي وقتنا هذا علي امتنا العربية حيث الغيت الشوري صار التوريث عادة في الخلافة الاسلامية ..لو تركناا ذلك جانبا لنهتم اكثر بالجانب السياسي لمعاوية و ذكاءه الشديد الذي امكنه من الاستمرار في الحكم حوالي الاربعين عاما!..نعم.. فعشرون عاما قضاها كأمير يتولي احدي الامارات الهامة و عشرون اخرون كخليفة للمسلمين ..ثم اتي بابنه يزيد خليفة بعده خليفة ايضا! ..من هذا لا يحتاج المرء ان يكتشف ان السلطة فعلا مغرية و بريقها جذاب حتي لصحابي كمعاوية شهد الغزوات مع الرسول الكريم لكن كما قلنا لندع ذلك جانبا و نتأمل اكثر العقل السياسي الذي كان يحرك معاوية ..فمقولته هذة اكبر دليل علي دهاء ليس سياسي فحسب انما اجتماعي ايضا و ديبلوماسية قوية اتاحت لن ان يتربع علي قلوب الشعب طيلة هذة المدة و لا يتمرد الشعب لطول الحكم سوي مرات قلائل كانت في الغالب يتولي امرهاالحجاج ابن يوسف ! و رغم ذلك احب الناس معاوية و حكم معاوية!
من حقا مازال يطبق قاعدة شعرة معاوية؟ ..ان تلتزم الوسطية في تعاملك مع الناس و تتولي الامور بالحصافة و الذكاء الذي يمكنك من امتلاك قلوب الناس قبل عقولهم لانك لو علمت مكانة معاوية في قلوب الرعية في ذلك الوقت ستندهش فلقد احبوه و رهبوه في ذات الوقت رغم طيلة فترة حكمه
فلو نظرت الي مجتمعنا المصري حاليا لادركت ان الشعرة قد اهترأت حقا !
..لم يعد احد يعبأ بقطعها او بمدها او بوجودها من الاساس ..فعلي الجانب السياسي الدولي نري ان الجميع اصبح يتسابق لجذب الشعرة فالعالم بأكمله يتجه نحو حافة الهلاك سعيدا باقتراب انقطاع الشعرة و كأنه اشتاق للمعارك و الحروب و افتقد مشاهد الدماء و الدمار! ..ولو التقطنا لقطة مقربة بعدسة زووم علي بلدنا الحبيب نجد ان حكوتنا تجتهد لقطع الشعرة بقراراتها التي تزيد من سخط الشعب و شحن الكراهية داخله فكل يوم تزداد كوارث حكومتنا من غلاء اسعار ..لتدهور تعليم ..لانعدام رعاية صحية ..لمزيد من التقييد علي الحريات الي جانب مصائبها من حوادث القطارات و العبارات و اكياس الدم الملوثة لتستمر في جذب الشعرة حتي تصبح وترا حساسا بدأت اطرافه في التمزق و تتمزق معها اي تواصل بين الدولة و الشعب ..فالدولة الان في واد و الشعب بفئاته في واد اخر لكنه واد صحراوي قاحل جفت اباره ..فلقد اوشك فتيل الناس علي الاشتعال منذرا بانفجار في وجه الحكومة فلك يعد في قوس الصبر اي منزع كما يقال!
اذا تركنا جانبا الشان السياسي و حكومتنا لانه يبدو ان الكلام لا طائل منه بهذا الصدد لتعمد الدولة لعب دور الاصم الاعمي الابكم ..فالشعرة ايضا اوشكت علي التمزق بيننا كشعب و كأسرة و كمجتمع ..فالوسطية في الكلام او الفعل او رد الفعل اصبحت شيء نادر و حلت محلها المبالغة في كل شيء
فتجد عند اي نقاش اجتماعي اسري او حتي بين الزملاء نفقد سريعا كل ادوات الخطاب الراقي المتحضر و يفقد الحوار (استكيته) من استك! و قابليته للمط و التقصير لتقريب وجهات النظر بل يسارع كل فرد لفرض رأيه و رغباته علي الاخر كل علي حسب قدرته علي جذب الشعرة تجاهه و علي حسب حجم عضلات الساعدين –البنات سيأخذن صفوف المتفرجين في هذا السباق!- ليجذب الشعرة ناحيته غافلا بذلك –او متغافلا- عن ان الشعرة ستنقطع و تنقطع معها كل جسور العلاقات بينه و بين من حوله .
اكثر المحاولات وضوحا لذلك هي تربية الابناء –علي اساس انهم متربيين!-اري حولي غرائب كثيرة فالاباء نوعان ام نوع يقسو بشدة فيفقد كل تواصل مع ابنائه و يكسب خوفهم لكنه يخسر محبتهم او من يتساهل بشدة فيخسر الاحترام الواجب و يختلط الحابل بالنابل و الفوضي التي نراها حولنا
فلنحاول ان نتبع سياسة معاوية الداهية ..اترك الشعرة بينك و بين من حولك و حافظ علي وجودها لا تجذب بشدة و لا ترخي بتهاون لتكسب حبك و احترامك في ان واحد حافظ علي جسور الاتصال قائمة بينك و بين الناس حتي لا تصبح في يوم و ليلة و قد تم نفيك الي جزيرة معزولة عن اي معلم حضاري و بشري
واكثر من يجب ان يلتزم بهذة السياسة هي حكومتنا لان رصيدها اصبح سالبا و اوشك الشعب ان ينفجر بعد ان ضمنت بجذبها المستمر كراهية غير مسبوقة في القلوب و من ضمن الكراهية لا يأمن من غدر الرعية ..فمن يكره بشدة سيود لو تخلص ممك يكره و اكرهه و كرّهه في عيشته
!

Tuesday, May 01, 2007

من الثامن للسابع!

من الثامن الي السابع!

لا احبذ كثيرا الاعلانات "الشخصية" و الامور "الشخصية" التي قد لا تهم احدا سواي و لكن بما انها مدونتي "الشخصية" فلابد ان اتعامل معها علي هذا الاساس من حين لاخر!
بالامس القريب الموافق الاثنين كان حفل توزيع جوائز مسابقة القصة القصيرة التي تقيمها ساقية الصاوي و بما اني قد تقدمت للاشتراك بالمسابقة فكان من البديهي ان اذهب لموعد تسليم الجوائز علي اساس " الفرجة!" و مشاهدة هؤلاء الذين اسمع عنهم و يفوزون بمثل تلك المسابقات !
و كان اليوم لطيفا بحق –معلش حابدأ الحكاية من الاول!- كان قد مضي ردح من الزمن – قد ايه بالظبط مش عارفة!- لم ار فيها صديقتي العزيزة علي جدا – و هي عارفة نفسها!-و قررنا ان نمضي يوما لطيفا بين المواصلات من روكسي الي الاهرام الي الاسعاف و انتهاءا بالزمالك طبعا حيث الساقية! و بما اني كنت قد مهدت لها قبل الذهاب في الا تذهب بعيدا بخيالها كعادتها و تأخذها الحماسة لتظن – و ان بعض الظن اثم!- اننا ذاهبين لتسلم جائزة لا سمح الله انما فقط كي اشركها معي في مشاهدة هؤلاء الذين يفوزون ! و الغريب انه رغم الازدحام الشديد و تلكؤنا الاشد في شارع الاهرام حتي الساعة السادسة و خمس دقائق الا اننا و يا للعجب وصلنا من مصر الجديدة للزمالك في ساعة الا ثلث فقط و لم تكن الحفلة قد بدأت بعد
مزيدا من الاطناب!
و بما ان المرء كان محرجا من نفسه فلم اخبر الكثيرين بامر اشتراكي- لانها مش ناقصة فضايح!- فلم اخبر سوي العائلة و الاستاذ العزيز محمد عبيه الذي شجعني رغم ما قرأه قديما من بؤس ادبي مقصّص ارسلته في الماضي الغابر و مازال يذكره للاسف الشديد! و مازل حتي الان يشجع – ودة الاغرب!- علي الكتابة القصصية و بالطبع صديقتي العزيزة التي كان لي الفضل يومها كي اجعلها تشرف بركوب المترو لاول مرة في حياتها لتدرك اننا نسحب التذكرة " الصفراء" من الماكينة بعد اول مرة و لا نسحبها بعد ثاني مرة!
قليل من الاسهاب!
كان الحضور الي حد ما بين بين لا بالقليل و لا بالكثير- الحمد لله عشان الفضايح برضه!- و كنت مشغولة في شيء ما وقت اعلان الاسامي الفائزة – علي اساس اني جاية اتفرج مش اكتر!- و هوووب عند الاسم الثامن اسمع اسم قصة ليس بغريب علي اذني و يعقبه اسمي الذي ليس بغريب علي اذني ايضا! و بعد الللاب داب و بوم بام بوم بام التي عزفها قلبي و تمالكي لنفسي قبل ان اسقط من فوق السلم و انا صاعدة لتسلم الشهادة – عشان تبقي فضيحة بجد!-وجدت نفسي امسك بشهادة من الساقية تقول انني حصلت علي المركز الثامن عن قصتي خيوط!!
و بعد ان عدت لمكاني في جانب القاعة و بعد ان اصطدمت بقدم سيدة و يبدو انها مازالت تتألم حتي الان جلست ببلاهة شديدة و انا انظر للشهادة و للصورة الاكثر بلاهة التي التقطتها صديقتي لي و مازالت حتي الان و انا اكتب تلك الحروف بكل بلاهة لا اصدق اني صرت من هؤلاء الذين كنت اسمع عنهم و كانوا يفوزون بالمسابقات القصصية!
بعض الاسترسال!
و بعد اقل من خمس دقائق و بينما كنت اتأهب للقيام بابلاغها اذ بها كعادتها الرائعة الرقيقة التي دائما ما تحرجني بذوقها الرهيب تبادر بالاتصال و قد عرفت نتيجة المسابقة لتهنئني ! من هي ؟
هي الصديقة الجميلة الرقيقة الاعز و التي لا يكيفها شكري لها و التي احمد الله اني تعرفت بها و شرفت بصداقتها
ميريسي يا " نانسي" بجد مش عارفة لحد دلوقتي اقولك اني فخورة بصداقتك اد ايه
ثم تلاها مباشرة تهنئة جميلة من العزيز محمد عبيه ايضا قبل ان ابادر انا باعلان الامر بجد ميرسي جدا
اطالة لابد منها!
و كان من بين الحضور الاستاذ " حسام مصطفي ابراهيم " الذي فاز بالمركز الثاني لقصته " محاولة اللحاق بأخر عربة من القطار " و الذي اصبح بعدها الاول ! التفاصيل في اخر المقال – عشان الساسبنس!-
و الذي عرفت انه من فتن عليّ و احرق المفاجأة التي كنت اود ان اقوم بها بعد ان قام بأخبارهم قبلي! و في نهاية الجلسة مشكورة لانها مازلت تذكرني حتي الان هنأتني رغم قصر الفترة التي التقينا بها ميرسي يا " مني " و قبل رحيلي تعرفت بالاستاذ حسام و بخطيبته الجميلة اللذيذة و اتمني بشدة ان اقرأ قصته الفائزة
كفاية بقي حرام!
في الختام اود ان اشكر بشدة و بحرارة " نانسي " و " محمد" حقيقي من نعم ربنا علي اني عرفت ناس في جمالكم الانساني و في ذوقكم الرهيب و فعلا من ساعة ما عرفتكو و وشكو كان اكتر من حلو علي ..و مش عارفة بقي اخبار وشي عليكو ايه بالظبط؟!
بجد ميرسي علي كل حاجة و ميرسي علي التشجيع الدائم – يارب استحق سدسه- و فعلا كملت فرحتي انهاردة لرؤيتكم
مبروك للاستاذ " حسام " علي المركز الاول !
ازاي الاول ؟ ..دي حكاية تانية..شدوا الرحال!
نبذة مختصرة!
الصراحة لم اكن اعلم عن الامر اي شيء الا صباح اليوم عندما اخبرتني " نانسي " و " محمد " ان الحائز علي المركز الاول تم سحب المركز منه لان قصته كانت تم نشرها في جهة اخري و هذا اخلالا بشروط المسابقة و علي هذا الاساس اصبح
الا ستاذ " حسام " حائزا علي المركز الاول و بت انا – من فعل بات و ليس من حذاء باتا!- حاصلة علي المركز السابع! كعادتهم دائما في الاخبار الجميلة ميرسي مرة كمان
في الختام – بجد المرة دي!- مبرووووووك للاستاذ حسام المركز الاول هذا العام و التاسع مكرر العام الماضي – التاسع كان الاستاذ محمد عبيه- و ميرسي بجد يا نانسي و محمد و ميرسي يا بسمة و ميرسي لي اني فرجتك علي المترو! وميرسي لكل الي حيقري المقال المختصر دة!
و بما ان مصلحة التليفونات قررت الاحتفال بي ايضا فالحرارة قد انقطعت عن هاتفنا العزيز و بالتالي اعتذر ان لم تأت الردود في حينها بس بعد الشكوي انشاء الله التلفون حيتصلح!..و كفاية رغي بقي
!

خيوط

1
خيوط

تتثاءب بصوت عال و تمد يدها بجوارها فتصطدم يدها اليسري بذراع أحدهم فيستيقظ فزعا
-"خلاص مش حاعمل كدة تاني ..كفاية ضرب!"
تضحك بصوتها العالي المتقطع فيصمت خجلا من نفسه عندما يدرك أنها ذراعها و ليست الذراع التي كان يحسبها
-"طول عمرك شجاع يا فتحي"
تتبعها بضحكة أخري مجلجلة لتقفز الدماء ألي وجهه من الخزي و يشعر بطنين في أذنه اليمني

..توقظ ضحكاتها باقي المجموعة التي تصحو من غفوتها في كسل شديد
-"قوموا بلاش كسل كفاية نوم ..بقالكو نايمين من زمان اوي"
يقترب منها عم (خليل) و هو يعرج بأحدي قدميه قليلا من جراء داء النقرس الذي أصابه
-"أيه يا (امل) ؟ بتصحينا بدري ليه ماحنا نايمين و مبسوطين ومش حاسين بحاجة ..لازم تفوقينا يعني؟"
تنظر له بدهشة و تستعيد ضحكتها العالية مرة أخري
-" صحيح ..هم يبكي و هم يضحك..قوموا قبل ما يجي و متعرفوش تتنفسوا حتي ..الحقوا اعملوا الي نفسكوا فيه قبل ما يجي"

يقفز (فتحي) بجوارها و يبدأ صوته في التهدّج
-" انت مش شايفة عمل في ايه لما قلت بس علي الي عاوزه ؟..امال لو عملنا حاجة حيحصل ايه؟"
يقولها و يقوم بتعرية جزء من ظهره ليريها أثار ضربات السوط الذي جلده به البارحة ثم يعود ألي مكانه و يندس بين الاغطية ليختفي عن الأنظار ..تتأمله باقي المجموعة و يتحسس (محمود) الفطاطري ظهره لا شعوريا ثم يعود أدراجه مطرقا بوجهه للأرض كيلا يري نظرات من حوله فيضطر للحديث مع أحدهم و هو لا يأمن أن يسمعه فيصيبه ما أصاب (فتحي)

..تمر (امل) علي (نبيلة) التي تعد السلّة و تملأها بالخضرة التي ستذهب لبيعها علي مدخل الحارة و تسألها أذا كان زوجها قد وجد وظيفة أم مازال يبحث بعد ..ترد عليها بأسي
-"لا لقي وظيفة و لا حتي عاوزين يصرفوله مكأفاة نهاية خدمة بعد ما سرّحوه ..موت و خراب ديار منهم لله"
تهم بالرحيل فتمسكها (امل) من ذراعها لتسألها من جديد
-" طب ما قدمتيش شكوي ليه ؟"
تنظر لها (نبيلة) برعب و تضع اصبعها علي فمها و هي تلتفت حولها خوفا من أن يسمعها ثم تضع السلّة فوق رأسها و تلتحف بالعباءة السوداء التي تلازمها ليل و نهار و ترحل مسرعة قبل أن تمسك بها (امل) من جديد و تسمعها المزيد

تستمر (امل) علي ضحكها و سخريتها بصوتها المرتفع و تمر علي (ام فهمي) التي مازالت مستلقية علي جانبها الايمن تهزها برفق لتستيقظ الا انها لا تأتي بأي حركة ..تلتفت للناحية الاخري لتري وجهها فتجد انهارا من الدموع تنهمر من عينيها


2

-" ايه يا شروق ..فهمي لسه بعافية؟"
تمسح (ام فهمي) دموعها سريعا كيلا يراها
-" تعبان اوي و المستشفي العام رافضةعلاجه.. حيموت"
لا تقدر علي منع دموعها فتنهمر مرة اخري
-" ما قدمتيش شكوي ليه ؟"
تضرب (ام فهمي) بيدها علي صدرها
-" شكوي ..يا مصيبتي انتي الي طلع عليك شكوي ؟..عاوزة تودينا ورا الشمس؟"
تقولها ثم تلتفت للناحية الاخري لتكمل بكائها في صمت

تتجه (امل) الي (سيدة) الممرضة و تطلب منها مساعدة (ام فهمي) في تقديم شكوي لمدير المستشفي فترد عليها و هي تشيح بنظرها
-" انا ماليش دعوة"
تمر عليهم (امل) لتقنعهم أن يجمعوا مالا كي يعالج (فهمي) بأحد المستشفيات الخاصة لينقذوا حياته
-" مش عاوزين مشاكل ..خلينا جنب الحيط "
يقولها (حسن) الميكانيكي فتتجه لعم (خليل) يمضي مبتعدا و هو يشير بيديه
0-" و انا مالي ..احنا لاقيين ناكل ؟"
تستمر في مرورها عليهم فيتهرب منها البعض و يتشاغل الاخر عنها بعمل وهمي

تصرخ فيهم (امل) غاضبة
-" مافيش منكم فايدة ..خليكو نايمين كدة ..دة حتي اهل الكهف صحيوا بعد كام سنة ..انتو حاتفضلوا نايمين كدة علي طول..الله يرحمكو"
تقولها و تهرع فارة من أمامهم يحاول ( حسن) اللحاق بها لكنها تبعده بدفعة من يدها و تستمر في سيرها المتحفز ..تصعد السلم فيشهق الجميع و يقفون متجاورين يضربون كفا بكف و هم يرونها تصعد نحو النافذة الوحيدة في السقف
-"حاتعملي ايه يا امل .. اعقلي "

تستمر في صعودها ..تتوقف (ام فهمي) و يقف (عم خليل) علي قدمه دون أن يستشعر ألما و هو يتابعها بنظراته الملهوفة يراها الجميع تفتح النافذة فتدخل أشعة الشمس لتضيء المكان و تنشر الدفء في ارجائه ..يزيح (فتحي) الأغطية عن رأسه و يري (امل) و هي تفتح النافذة و تقف لتصيح بأعلي ما تملك في حنجرتها من صوت
-" بس يا امل يا بنتي حايسمعك"
يقولها (عم خليل) و هو يهرع ناحية السلم

فجأة يسمع الجميع صوت خطواته قادمة فيصيح الجميع ب (امل) أن تهبط لكنها لا تتحرك ..يرون يده تلتف حولها و تجرها جرا الي الخارج و هي مازالت علي صياحها الغاضب تتعلق بالنافذة قليلا ثم تستسلم ..تنغلق النافذة خلفها ويعود الظلام و البرد من جديد ..يتناهي الي سمعهم من بعيد صراخ ( امل) المتعذب الذي ينطق بالألم فيبتعد الجميع عن النافذة و يعود كل منهم الي ما كان يفعله ..يندس (فتحي) اكثر تحت الاغطية و تستكمل (ام فهمي) البكاء


3

تمر دقيقة اخري ثم ينفتح جزء صغير من النافذة يعبر منه شعاع ضئيل من الضوء و تجده ( ام فهمي) يجذبها من يدها بخيوطه التي ربطهم بها ليوقفها علي قدميها و يجعلها ترقص ..فترقص و هي مازالت تبكي و يجذب بيده الاخري (عم خليل) ليقفز علي قدمه التي تؤلمه فيبدأ في القفز دون أن يجسر علي اصدار أهة ألم واحدة


يستمر الرقص و القفز و يسمع (فتحي) من بين الأغطية صوت فتاتين صغيرتين
-" شايفة العرايس بترقص حلو ازاي؟"
-" عرايس ايه؟"
-"عرايس الماريونت "
-" اه حلوين اوي ..شايفة الاراجوز الي بيرقص ؟"
-" انهي واحد؟"
-" مش مهم ما كلهم اراجوزات"

****

Tuesday, April 17, 2007

لا تكن اول من يصيح لقد هزمنا!

لا تكن اول من يصيح .."لقد هزمنا!"
الرسول الكريم نهانا عن التشاؤم و كان يحث دائما علي التفاؤل و الاستبشار و هذا فعلا ما يجب ان يتحلي به المرء –رغم صعوبته- فالتفاؤل يفتح ابوابا مغلقة كثيرة و يتيح للعقل ان يعد نفسه بمزيد من الخير مستقبلا حتي لو كانت كل الامور المحيطة لا تنبأ باي شيء و لا تعد بخير فاالتشاؤم فعلا خطر علي كل نفس لانه يميت الامل و عندما يموت الامل فيموت معه العزم و الرغبة في التغيير فنرضي بالامر الواقع علي انه افضل من توقعاتنا المتشاءمة و ذلك ما ادركه قائد عسكري محنك كنابليون عندما راي تأثير اليأس و الامل علي نفوس الجنود و اداءئهم في المعارك فالعامل النفسي مهم جدا يكاد يكون اكثر اهمية من عامل القوة المادية
يقول نابليون ان الجيش يهزم حين يصيح اول جندي " لقد هزمنا" فهذة الصيحة المشبعة باليأس كفيلة ان تصيب الجيش كله في مقتل لانها تبعث فيه اشد انواع القنوط الممكنة فحتي لو كان الجيش قادرا علي التماسك و باستطاعته بقليل من المثابرة قلب حالة الهزيمة الي نصر فان هذة الصيحة المثبطة للعزائم كفيلة ان تسقط الروح المعنوية لكل الجنود حتي اكثرهم بشاشة و بشر و تفاؤل من عليائها الي الدرك الاسفل من اليأس و معها يكمل الجيش السيناريو و يتخبط و يمني بالهزيمة الفعلية...كل ذلك من جراء صيحة واحدة لشخص واحد اصابه اليأس في وسط المعركة و لم يستطع او لم يرد ان يتجلد و يتحمل اتون الحرب الدائرة او لعله اراد الخلاص سريعا من الضغط و المسؤولية في ان يثابر و يكافح ليحاول تحويل الهزيمة الي نصر فنقل العدوي بصيحته المشؤومة هذه الي جيش باكمله فحتي من كان بداخله بصيص من امل واهن يدفئه و يشعل محركات روحه كي تمسك بالسلاح و تعافر و تكافح لعله يتلمس اطراف النصر فلقد القت هذة الصيحة بكوم من الثلج علي شعلة روحه المتفائلة فاطفئتها من فورها فترك السلاح يسقط و قبع في مكانه ممتلئا باليأس منتظرا الهزيمة يري زملاءه و قد سبقه العدو اليهم و طالهم الموت فلا يبادر باي رد فعل بل يغلق عينيه منتظرا دوره في هدوء و ادب !كل ذلك من جراء صيحة واحدة!!
اريد ان اقول اننا حاليا في موقف مشابه نمر حاليا بحالة معركة اينعم ليست حربا ضروسا كحروب القرون الوسطي او الحروب النووية لكنها حربا اكثر ضراوة و مستقبل الامة يتوقف علي نتيجتها فهي حربنا مع انفسنا اولا و مع الظروف التي لاتغيب علي احد ثانيا. فأفات كثيرة تسربت لنفوسنا بعلم او بدون ..يقصد او بدون ما يهم ان نفوسنا تشبعت بكثير من الرذائل التي لم يعد التغاضي عنها ممكنا اكثر من ذلك و قبل ان نلوم الفساد الخارجي و الظلم الخارجي و القهر الخارجي علينا اولا ان ننقي نفوسنا التي تعكرت لاني لا اتخيل ان شخصا امتلأت نفسه بالشوائب و الافات النفسية يستطيع ان ينير شمعة للاجيال القادمة فاول ما سيفكر فيه هو ثمن الشمعة او ثمن عود الكبريت و انه اولي بهما!!
لا شك ان هناك تيارات مبشرة بدأت تعيد الحياة لنا مرة اخري لكنها مازالت تيارات خفيفة تحتاج للمزيد فنحن بدأنا معركتنا الشخصية في تطهير انفسنا فاصبحنا في ساحة حرب داخلية –اردنا ام لم نرد-فالفساد ملأ دنيانا باشكاله و احجامه و اعماره فلم يعد امامنا مناص سوي مقاومته ..استشرت السوقية بشكل منفر و اصبح الذوق العام في الحضيض بأغاني هابطة و اخلاق اكثر هبوطا و ثقافة فجة هي الهبوط في حد ذاته. انتشرت بيننا و بنا سمات غريبة عنا ..تعودنا علي الظلم و التخاذل و بتنا نردد"الينا بالمزيد!" و تعودنا علي التذاكي و الفهلوة و لانري في ذلك عيبا فكانت النتيجة الحتمية لكل ذلك السوء الذي استشري هو ان تقوم معركة بين الفساد و بين من لم يزل يريد ان يري و يري ابناؤه مستقبل افضل هو حق لنا جميعا و لكن المشكلة الحقيقية هي اليأس الذي تسرب للبعض فيدفعه للتخاذل و يستسلم فهذا اخر ما نحتاج اليه في عز المعركة كنت احسد من يستمر تفاؤله رغم كل ما حولنا من مثبطات لاقوي العزائم وو جدت انهم علي حق و ان المتفائلين هم الاكثر قوة و ارادة و ثقة بالذات.. ادركت ان التشاؤم لن يأتي باي نتيجة ايجابية و علينا التمسك بتلابيب الامل لاخرلحظة و لاندعه يفلت منا فعدونا الاشرس هو القنوط فلا يتملك منك و يدفعك لتصعد فوق اعلي صخرة معنوية فرحا بكم اليأس الذي اصابك و قد اقسمت ان تجعل الشعب كله-نفر نفر- يتمتع بيأسك و يشاركك اياه! و تعلن علي الملأ من منبرك المحبط صيحتك الميمونة " يا قوم ...لقد هزمنا!" و لم يمض علي المعركة سوي جولة واحدة
كفانا يأسا لقد اكتفينا منه حقا انا شخصيا قد اقتنعت بهذا فالفساد ضعيف و السوقية اضعف و الظلم اكثرهم ضعفا و هم يستمدون قوتهم من ثقتهم ان عزيمتنا تخور سريعا و هم يراهنون علي ذلك فلا نعطيهم هذة الفرصة لا نفرحه بعبارتنا الخالدة من ايام الاحتلال البريطاني " مافيش فايدة" قليل من التجلد و المسئولية تجعل من راهن علي ذبول همتنا يخسر رهانه علي من يجد هذا الجندي اليائس المستيئس و هو يتأهب للصعود علي الصخرة ليقوم بفعلته ان يمنعه من الصعود و من تلفظ تلك العبارة حتي لو اضطر للجلوس فوقه لكتم انفاسه فلقد تشبعت روحنا بالياس فلا نضيف لها المزيد! و لنحاول ان نتحلي بالبشر كهؤلاء المتفائلين السعداء لانه الحل الوحيد لتحسين الوضع

Wednesday, April 04, 2007

لماذا لم يعد هناك انتيجون؟

لماذا لم يعد بيننا انتيجون؟
قصة انتيجون الشهيرة و موقفها البطولي المثالي بات حقا اسطورة كاسطورتها فانتيجون –حسب مسرحية جون انوي - ابنه اوديب الذي نفي خارج مملكته تعود بعد وفاته الي بلدها لتجد اخويها قد تقاتلا حتي الموت في مبارزة بينهم علي خلافة عرش والدهم و تصبح المملكة في حالة من الفوضي و دمار حتي يتولي خالها (كريون) ليستتب الامن في البلاد و كانت احدي قراراته هي تشييع جنازة مهيبة ملكية لاحد الاخوين (ايتيوكل) و حرمان الاخ الاخر(بولينيس)من الدفن و ترك جثته تتعفن شهرا في العراء تنهشها الطيور الجارحة و اعلن ان من تسول له نفسه دفن الجثة سيكون الموت عقابه . السبب وراء ذلك ان رغم ان احد الاخوين لم يكن ليستحق تلك الجنازة الملكية لخيانتهم لوطنهم و تناحرهم من اجل العرش معرضين وطنهم للخطر و الفوضي عابثين بامن البلاد و استقرارها الا ان كريون قرر ان يختار واحدا منهم يجعله بطلا في اعين الناس و اخرا يكن مذنبا يستحق العقاب فالحظ وحده هو الذي حرم جثة اتيوكل من التعفن و ذلك لمنطق كريون وقتها الذي فهم عقلية الشعب الذي جعله القدر حاكما عليه فلو اوضح لهم ان الاخوين كليهما كانا خائنين لا يستحقان سوي الموت لفقد الشعب الامل و القدوة و لدبت الفوضي في النفوس من منطلق بما ان السادة فاسدون فلا يوجد ما يمنع من فساد الرعية بدورهم . كما اختار ان يكون العقاب الشنيع بترك الجثة تتعفن في العراء شهرا كاملا حتي تكون عظة امام الشعب و رادع لكل خائن حتي لو كان من اهل الحكم فوجهة نظره في ذلك انه لم يختر هذا الوضع لكنه في يوم و ليلة لغباء الاخوين و جشعهما استيقظ فاصبح ملكا فكان عليه ان ينقذ المركب من الغرق رغم كل الاعتبارات
اما موقف انتيجون الخالد و قيامها بنبش قبرا لاخيها باظفارها مخالفة بشكل واضح تعليمات خالها الحاكم الجديد حتي حملها الحرس لخالها الذي كان يحاول ان يبرر لها موقفه ليقنعها فتتراجع عن موقفها موضحا ان اخاها لم يكن سوي خائن استعان باعداء البلد و اعداء ابيه للوصول للعرش و كلاهما حاولاقتل والدها كلاهما لم يترددا في بيع البلد للاعداء من اجل العرش فهما لا يستحقان ان تضحي بحياتها من اجل اي منهما و لم يمنع ان يختار (بولينيس) ليجعل منه هو البطل سوي ان وجهه كان مشوها اكثر من اللازم و كان من عادتهم ابراز الوجه في الجنازات-
ترد عليه انتيجون انه لك يكن مجبرا علي شيء كان بامكانه ان يترك الحكم و يقول "لا" للملك لتجنب مثل ذلك الموقف فهو لم يتول العرش مجبرا انما ايضا رغبة منه في السلطة و المجد رافضة ان تقتنع باي من تبريراته. حاول كريون ان يقنعها انه لو تخلي عن العرش وقتها لكان جبانا كمن يتهرب من المسؤلية وقت الشدة و ليس هذا بالامر الشريف عبثا يحاول ان يثنيها عن موقفها لينقذها من الموت موضحا ان الحياة ليست كما تظنها عليها ان تسرع بالتمتع بها قبل ان تتسرب من يدها فتندم حين لا يفيد الندم يحثها علي اتمام زواجها من حبيبها "ايمون"-ابنه في ذات الوقت- راجيا اباها الا تسمع خطبته التي سيلقيها غدا و يمتدح فيها اخاها ايتيوكل فلن تكون صادقة و لكنه مجبرا علي اداء هذا الدور حتي النهاية لينقذ البلاد من الفوضي فلابد من يد من حديد تعاقب عقابا شنيعا لينذر الشعب من سوء عاقبة الخيانة حتي لو تعدي ذلك الاعتبارات الانسانية فلا وقت و لا مكان للمثاليات في ظل دولة توشك علي السقوط
رغم محاولات كريون المستميتة للحفاظ علي حياة ابنه اخته الا انها اصرت علي موقفها من دفن اخيها حتي لو كان خائنا فهذا مر انساني لا نقاش فيه و استعدادها للموت بشجاعة لعجزها عن الحياة بعد هذة المأساة فكيف يطالبها بالسعادةو ان تخدع نفسها بعد ان تكسرت المثل امامها معلنة رفضها القاطع لحياة قائمة علي الحلول الوسط و انصاف المواقف رافضة حياة تنتهك فيها الانسانية بغض النظر عن اي تجاوزات قائلا عبارتها الخالدة" اما الكل او لا شيئ" ..تفتح انيجون الابواب لتعلن موقفها علي الملا فلا يعد امام كريون خيارا سوي توقيع العقاب عليها حتي لا تهتز صورته امام الشعب تنتهي القصة بمقتل انتيجون و ينتحر ايمون حبيبها حزنا عليها و في نهاية هذة المأساة الملحمية لو تأملنا موقف كل منهما علي حدة لن نجد احدهم خاطيء
(كريون) اجبر علي منصب لم يرده كان امام شعب هائج فلم يجد سوي تلك البشاعة في العقاب للسيطرة علي الفوضي لكنه بالطبع تعدي حدود الانسانية بتركه جثه ابن اخته لتتعفن (انتيجون) المثالية الحالمة بعالم مثالي لا يوجد علي ارضنا الرافضة لموقف خالها العاجزة عن رؤية جثة اخيها في العراء تنهشها الطيور الجارحة رغم خيانته فهي لم تخلق لعالم مثل عالمنا فنحن جميعا بين بين ..اما بين كريون او بين انتيجون ..نعم لانه لايوجد بيننا كريون كما لا يوجد انتيجون
لا يوجد بيننا "كريون" لانه كان مجبرا علي ما فعل لم يسع للسلطة -مثلما يفعل الكثيرون الان- لم يسع كي يكون في مثل هذا الموقف وو جد جبلا من المسؤلية امامه وجد مستقبل بلد مرهونا برد فعله فطبق ما رأه صوابا لصالح البلاد بغض النظر عن اي شيء ضحي بعائلته و بابنة اخته و ابنه الذي لحق بها كيلا تضيع البلاد .. لا يوجد منا من اجبر علي موقف كذلك لكننا من سعينا له بانفسنا و لا اظن ان هناك حاليا من سيتهرب من السلطة بل الكل سيسعي لها في هذا الزمن ...كما انه لا يوجد بيننا" انتيجون" لانه لم يعد هناك من يرفض الحلول الوسط اصبحنا جميعانرضي بانصاف المواقف ..انصاف الاخلاق و اصبحنا حتي نعيش بانصاف ارواح لا نملك شجاعة انتيجون في رفض الحياة في عالم افسدته المواقف الباهتة و افسدته السلطة و الخيانة . رغم كراهتنا لعالمنا لكننا لا نستطيع التخلي عنه ..فحقا لماذا لم يعد هناك انتيجون؟

Saturday, March 24, 2007

عن جلباب ابي الذي نتزاحم عليه

عن جلباب ابي الذي نتزاحم عليه
قديما كانت المهن تورث ككثير من الاشياء الاخري ..فمن حوالي قرن من الزمان كان الاسكافي يعلم ابناءه الصنعة ليشبوا اسكافيين بدورهم حتي لا تخرج الصنعة من العائلة و هكذا ..فكانت عائلات كاملة في الماضي معروفة بمهنة واحدة لا تتغير فهناك عائلة معروفة بالنجارة و اخري بالحدادة و الي اخره و كان امرا مفروغا منه ان يشب الابناء علي صنعة اباءهم جيل بعد جيل دون تبرم او ضيق فكانت هذة العادة كي لاتنقرض صناعة ما و توسع الامر مع توسع العائلات و تشعبها فكانوا يحرصون علي السكن بجوار بعضهم البعض لتنشأ احياء و مناطق بأكملها معروفة و شهيرة بحرفة ما كحارة النجارين و حارةالخبازين ..كل هذا كان في القرن الماضي او ابعد قليلا
ثم بدأت الشخصيات تنمو و تدخل العلم مع عوامل الحضارة و التقدم الاخري مع قدوم الاحتلال الانجليزي ليتمرد الابناء علي صنعة الاباء و يتمسك البعض بحقهم في العمل بالوظائف و المهن التي يحبونها كل حسب هواه..اينعم قلت الحرف اليدوية شيئا فشيئا لكن في عصرنا هذا بلغت حدها الادني فالكل اصبح الان يري في الحرف اليدوية مهنة معيبة او علي اقل تقدير لا تعطي صاحبها ما تعطيه الشهادات من وجاهة اجتماعية و مظهر لا بأس به حتي و ان كان زائفا فالتعليم اصبح في عصرنا مظهرا في الاساس و من لا يحصل علي شهادة جامعية هوشخص فاشل في نظر الكثيرين ..بعد ان كان الابناء في الماضي البعيد يبدأون بانفسهم في خلق حياة جديدة خاصة بهم ليصنعوا انفسهم بعيدا عن القوالب المعدة لهم و يبحثون عن مجالات عمل جديدة شاقين طريقهم بأنفسهم بعيدا عن المهن المتوارثة من الاباء ..بدأت تلك الظاهرة في الانحسار لتعود من جديد لبلدنا و نحن في الرقن الحادي و العشرين توريث المهن ..فالاباء اصبحوا يريدون ان يسير الابناء علي نفس دربهم و يشتغلوا بنفس المهن ..فالنجار يعلم ابنه صنعته و قد يجعله يترك التعليم من اجلها و الطبيب يريد ان يصبح ابناؤه اطباء بدورهم و هكذا في اغلب المهن و الغريب ان الابناء انفسهم اصبحوا لا يعارضون ذلك او البعض يعارض و لكن لا يملك القدرة النفسية الكاملة لرفضه فيرضخون في النهاية و في حالة اخري الابناء انفسهم هم اكثر الناس حرصا علي البقاء في جلباب ابيهم كي يضمنوا عند التخرج وظيفة و يكونوا علي ثقة في انهم سيجدون فرصة عمل و لن ينضموا الي طابور العاطلين ..فحتي لو كانت لا تتماشي ميولهم و مهنة الاباء فانهم يفضلون التضحية باحلامهم و طموحاتهم مقابل ان يجدوا ضمانا للمستقبل و الا يتعرضوا لخطر البطالة التي زحفت علي شباب مصر فلم يعد احد يصدق و يقتنع بمبدأ النبش في الصخور و شق المستقبل في زمن حتي لو توافرت لديك العزيمة و الات الحفر و النبش ستجد الاف المشاكل و الوساطة و المنافع المتبادلة ليسد الطريق امام الشباب و امام من يستحق ليفسح المجال لمن لا يستحق ..فمن الطبيعي ان يفقد الشباب الثقة في هذا العصر و يصبح امر التوجه بشجاعة للعمل بالمجال الذي ارادوه تجربة خطيرة لا يجرؤ عليها الكثيرون و لا تثبت نجاحها الا نادرا في وقت اصبح العمل في حد ذاته-ايا كان- مشتهي و مطلب عزيز المنال لملايين الخريجين
بالطبع هذا امر غير صحي ..فالرغبة في الحياة و المكوث داخل جلباب الاباء نوع من الذكاء و التحايل علي الظروف الطاحنة لكنها لا تحمل سوي المزيد من رداءة الوضع الراهن لانه قد يولد اطباء كارهين لمهنتهم و مهندسون يودون لو عملوا بوظيفة اخري فلا تفتح المجال للابداع في العمل لان الابداع لا ينتج الا من نفس تحب عملها و لم تجبر عليه
هل هي ردة لايام العربة الحنطور و حارة الاسكافيين و النجاريين في وقت يتسابق فيه العالم علي غزو الفضاء؟
هي امور نسبية علي حسب رؤية من يراها و علي حسب وضعه هل هو خارج الجلباب او من الذين تمردوا و قرروا ان يحفروا بايديهم في صخور الكساد واجدين لانفسهم عاالمهم الخاص و هل نجحوا في ذلك ام فشلوا ..انا شخصيا لا انكر اني دخلت الجلباب ! و اري حول الكثيرين ممن فعلوا المثل لضمان وظبفة المستقبل حتي بت لا اري حولي سوي جلابيب اباء منتفخة بالابناء من تحتها ! ..ولا ار حلا الا التحايل علي الواقع و شق جزءا من الجلباب تخرج منه يدك لتمارس ما تحب.
السؤال حاليا هو هل نحن فعلا في عصر يتيح لك ارتداء جلباب خاص بك ؟ وهل سيتسع الجلباب للمزيد
؟!

Thursday, March 15, 2007

لا اتشطرنا علي الحمار ولا حتي البردعة

الموضة السنة دي ايران!
لماذا كل هذة الحملة من الشحن السياسي ضد ايران علي اعتبار انها انها دولة تسعي لامتلاك سلاح نووي؟..الرئيس يعارض و يستنكر و بالتالي يستنكر وزراء الخارجية و الداخلية و باقي المناطق..و بالمثل تنطلق ابواق الحكومة في الصحف القومية يشجبون و يدينون رغبة ايران في التسلح رغم ان ايران اعلنت ان برنامجها سلمي و حتي لو كان غير ذلك فالحكومة انطلقت لشحن الراي العام ضد ايران و ضد رغبتها في امتلاك نشاط نووي فمن يري هذاالموقف يظن ان هذا موقف و مبدأ –علي اساس اننا بلد المبادئ طبعا!- من الدولة تجاه التسلح النووي في شكله العام و الشامل لكان هذا عذرا لسياسات الخارجية و تصريحاتها الغريبة التي تزيد من فجوة العلاقات بيننا و بين ايران و تشعل المزيد من العداء بين البلدين في وقت تخسر مصر الكثير من رصيدها السياسي و الدولي لكن المخزي فعلا ان ليس هذا موقف عام بل هو "استنصاد" لايران لسبب لا يخفي علي احد فمصر لم تعلق علي تصريح اولمرت ان اسرائيل تملك سلاح نووي و لم تستغله بالحسن او السيء للضغط من اجل صالح القضية الفلسطينية رغم ان تصريح كهذا كان يمكن استعلاله جيدا كما تمطر ايران باللعنات لرغبتهابالتسلح و طبعا السبب من جديد لا يخفي علي احد .لكن الذي لا تدركه الحكومة علي ما يبدو ان تلك السيايسة لن تغير ابدا من وضع اسرائيل في نفوس المصريين اذ انها لا تتعدي كونها دولة معادية سبق ان حاربتنا و ليست المعاهدة الا حقنا للدماء ليس الا و لم تزد الصفقات و لا الكويز من جمال الصورة و رغم هذا تصر الخارجية ان اسرائيل دولة صديقة و بما ان اكرام الصديق وجب فنمدها بالغاز المدعم في وقت نحن اشد حاجة لكل قرش لميزانية الدولة و ديونها المتاعظمة بل و ايضا نصف اولمرت انه رجل طيب و نتبادل الضحكات معهم و نضع الايادي علي ااكتاف متناسين تماما تصريحها بامتلاك سلاح نووي في اعلان واضح للعرب ان"اعلي ما خيلكو اركبوه" فعندما تري ذلك التناقض الحاد في الموقف من ايران و طموحها في النووي و اسرائيل التي تمتلكه بالفعل تشعر بالخزي لان السبب كما قلنا لا يخفي علي احد فعندا تري امريكا ان ايران "وحشه" و امر نشاطها النووي غير مسموح يصادف ان تري مصر نفس الامر ايضا! و كذلك تكثر الصدف و محاسنها فعندما تتغاضي امريكا عن تصريح اسرائيل يصادف ايضا ان يصاب افريق السياسي بكامله في مصر بالصمم و لا يعلق علي الامر! فتتحول اسرائيل ل"انتيم" لمصر فلا نتعجب اذن من اتهام الفلسطينيين لنا بالتخلي عنهم و الارتماء في الحضن الامريكي خالطين الحكام و حكومتهاهم بالشعب فهم معذورون و فحكومتنا لم تتخل فحسب عن القضية الفلسطينية و اللبنانية و العربية بل تخلت عن القضية المصرية ذاتها تخلت عن كلمة مصري حتي يمر فيلما للاسري المصريين تعرضه اسرائيل بثقة علي تليفزينها المحلي و هي واثقة تمام الثقة ان ساستنا لن يهتز لهم رمش بل لن يجرؤ الرمش ان يهتز و الا ..فبالتالي لم يعد هناك مجالا للاندهاش من نصرف السادة الحكماء الذين ملأوا عالمنا بحكمتهم حتي اصابنا الاعياء كلمة مصري في حد ذاتها بالنسبة لهم و كأنها عار يجب التغافل عنه و لا عجب ايضا اننا كسبنا بجدارة عداوة ايران و تراجع مستوي مصر الدولي لادني مراتبه و اختلفت النظرة لنا في المحفل الدولي خاصة من الدول الحرة ذات الدماء الحارة فالدولة تسير في طريق و لا تعبأ بسير الشعب في طريق اخر..فما الذي تراه الديبلوماسية من مكسب من موقف مثل هذا فلم و لن نصير اصدقاء حقا لاسرائيل لان اسرائيل نفسها لا تري مكسب في صداقتنا و لا تريدها انما هي تتعامل من منطلق من احتوي شخصا في جيبه الداخلي فهذا التنازل المستمر في المواقف من اجل الابقاء علي العرش لعله ياتي بنتائجه علي المدي القريب لكن ليست امريكا و لا اسرائيل بالبلهاء فما ان تتم مصالحهم ستلتفت لمن يضيف لها المزيد و ندعو الله الا يأتي وقت لتقديم اي تنازل جديد من اجل البقاء تحت دفء العلم ذي النجوم الذي اوشك ان يضاف له نجم اخر..بل لعلنا لا نهين النجوم
لنقل..ستلايت (تابع) اخر
ملحوظة: علي نفس الخط يا دايما يا مريم..

Sunday, March 04, 2007

وكر الطلبة..شئونهم سابقا

وكر الطلبة ..شئونهم سابقا!
في اوروبا و الدول المتقدمة شئون الطلبة يعاملون الطلبة علي كونهم طلبة و علي كونهم مسئولون عن شئونهم كماتقول اللافتة الصغيرة اعلي مكاتبهم ! اما في بلدنا الحبيبة لا اعلم لماذا يعاملوننا علي كوننا من الدهماء او الغوغاء الذين لا وزن لهم و لا لكلامهم! كنت اظن شئون طلبة كليتنا فقط هم الذين يتعاملون معنا باشمئزاز غير مبرر و لكن اتضح ان شئوننا كشئون باقي الكليات! فلقد اخذت اتردد علي شئون كليتنا اكثر من اربع مرات لدفع المصروفات و في كل مرة " بكرة يا دكتورة!" لانه في كل مرة لا يوجد بالخزينة اذونات للدفع ..البيروقراطية المصرية العتيدة في كل مكان. و في المرة الخامسة ذهبت و كان الموظف قد اغلق نافذته فتوجهت للموظفة الاخري و اخذت انادي عليها علها تجبني حتي اغلقت النافذة في وجهي في النهاية تفاديا للصخب الذي اقوم به! فاغتظت و استدرت و توجهت لمكاتبهم بالداخل حتي صرت وجها لوجه معها و ما ان تلفظت بكلمة مصاريف حتي اشارت بملل و اشمئزاز الي زميلها الذي اغلق لنافذته لانهماكه في تناول المقرمشات! و يبدو انه احرج لاني رأيت ذلك المشهد و كالعادة اخبرني ان " بكرة " فبعد مرور اسبوع لم تصل اذونات الدفع للخزينة بعد! فانسحبت متمتمة "بلاش ..وفرتم!" كل هذا و كنت اظن انها حالة استثنائية لشئون طلبة كليتنا لكن يبدو انه "سلو العائلة " للجامعات فقد طلب مني مؤخرا اخي ان استخرج له كارنيه دخول الاختبار بما اني اذهب لكليته مرة في الاسبوع حسب جدولي و بعد ان شرح لي مكان شئون طلبة السنة السادسة بكليته توجهت مبكرة قبل ميعاد معملي بساعة الا الربع حتي لا اتأخر و انتظرت امام النافذة و كان امامي اثنين ينتظران دورهما و لكن مرت عشر دقائق و لم يظهر الموظف المسؤول خلف النافذة فسألتهم علهم يعرفون مكانه فاخبروني ان الموظفة ذهبت للافطار! بعد خمس دقائق اخري اتت اخيرا و ما كادت تجلس حتي قامت مرة اخري لاعداد كوب شاي ! ثم عادت و اخذت تثرثر مع زميلتها حتي تعطفت و اخبرت من امامي ان ورقهم غير كامل و ينقصه دمغات فرحلوا و جاء دوري فما كدت اسألها " هنا استخراج كارنيه دخول الامتحان؟" حتي هبت من مكانها و اجابت انه " عواطف!!" .. لقد كنت اتوقع ان يكون الرد بنعم او لا اما هذة الكلمة الجمع لا موضع لها في السياق علي الاطلاق! ثم فطنت انها لا تجيبني و لكنها تنادي علي زميلتها التي كانت تمر بالجوار! فأخذ تثرثر معها و تضحك كانها في متنزه عام و نظرت الي ساعتي فوجدت انه لم يبق سوي عشر دقائق علي موعد المعمل فأخذت انادي عليها فعادت و اخذت البطاقة و الصورة و الايصال فسألتني عن الاسم رغم انه مكتوب في البطاقة فاسمعتها اياه و اخذت تبحث عن الاسم في الكشف امامها حتي فطنت انه كشف السنة الخامسة و ليس السادسة فقامت و فتحت خزانة في الحائط ليخرج الهول منها ! فكانت الملفات مكدسة بطريقة مرعبة بالداخل و يبدو ان الخزانة كانت تستخدم في تربية الفئران في السابق ! و في النهاية و بعد عثورها علي الاسم و انا اكاد اصاب بشلل خماسي و سداسي اخذت تنقل الاسم الي الكارنية فرغم انها تنقله من امامها الا انها نقلته خطأ ففي التو و اللحظة " تشييييك!" مزقت الكارنيه و نزعت الصورة و اخذت تكتب الاسم في كارنيه اخر! و يا سبحان الله كتبت الاسم خطأ مرة اخري و نبهتها للخطأ فالقت دعابة ما و .."تشيييك!" مرة اخري و مزقت الكارنيه الثاني و نزعت الصورة التي اهترأت و اخذت تكتب الاسم للمرة الثالثة و اخذت املي عليها الاسم هذة المرة كيلا اسمع ."تشيييك!" للمرة الثالثة ! و اخيرا اعطتني الكارنيه و طلبت ان اختمه في النافذة المجاورة فتعجبت لماذا لا يتم ختم الكارنيه في نفس مكان الاستخراج توفيرا للوقت و الموظفين و امام النافذة الثانية توقفت لاجد ان الموظف و الموظفة يديران ظهريهما للنافذة ! فاخذت انادي " لو سمحت " –لا رد- ..."من فضلك" –لا رد- فأخذت اصيح بصوت ادهش سكان جزر القمر و رغم ذلك يبدو ان طبلة الاذن لديها لم تمر بالذبذات المعروفة لنقل الصوت للاذن الداخلية! فاخّذت ادق علي النافذة و ياليتني لم اقم بذلك فقد اثارها ذلك الفعل الاهوج فاستدارت " انتي و بعدين في الدوشة اللي انتي عاملاها دي؟!" – "عاوزة اختم الكارنيه" -لا رد_ " انا بقول عاوزة اختم الكارنيه" " لفي اختميه من جوه" " طب ماتختموهولي من هنا بدل ما الف" فرفعت حاجبيها و صرخت في وجهي " يا سلام و انا حاقملك اظن؟" فاستدرت و دلفت للداخل و مع الاعتذار لكلية الطب لم تكن غرفة شئون طلبة علي الاطلاق كانت اشبه بوكر!.. ابواب مخلوعة و ملفات ملقاة باهمال حتي و صلت للغرفة المنشودة ظننت انني في مشهد من فيلم الارهاب و الكباب او انهم يقومون بتمثيل فيلما هزليا عن موظفي الحكومة ! و توقعت علي اقل تقدير ان تظهر الكاميرا الخفية في اي لحظة!!
كان المكان به حوالي ست موظفات و موظف واحد و الكل يثرثر بلا انقطاع و الطعام فوق المكاتب تماما كفيلم يسخر من موظفي الحكومة! بعد ان مررت بالموظفة السابقة التي رمقتني شذرا لازعاجها عن اللاشيء الذي تقوم به توجهت للموظف الوحيد الصامت و ما ان اوشكت ان افتح فمي حتي اشارفي صمت بليغ لزميلته –بالضبط كما في الفيلم!- فتوجهت لها و امسكت نفسي عن الضحك لانها كانت تفتح الدرج و تقوم باعداد شطائر من جبنة نستو طعمة!!! فطلبت الختم و ختمته بصورة اليه دون ان تنظر حتي الي الكارنيه و دون ان تندهش انه يحمل صورة اخي! و عادت لتكمل حوارها مع الاخري عمن سيقبض الجمعية هذا الشهر!
خرجت مسرعة بعدها لالحق بالمعمل الذي بدأ و لم يفتني ان القي نظرة سريعة علي المكان قبل ان اغادر علّني اجد من يخرج بالكاميرا الخفية!

Saturday, February 24, 2007

"التلصص" و حياة اخري تراها من ثقب الابواب المغلقة

"التلصص" و حياة اخري تراها من ثقب الابواب المغلقة
اخر رواية لصنع الله ابراهيم هي "التلصص" قرأتها منذ اسبوعين ..للوهلة الاولي اندهشت لانها طريقة جديدة للكاتب الكبير صنع الله ابراهيم لكن بعد ذلك تندمج في طريقة السرد الجديدة علي ما تعودناه من روايات صنع الله عنيفة احيانا كوردة و مقبضة كيومياته في سجن الواحات فهذة المرة يتناول اسلوبا جديدا للسرد بسيط سهل ممتنع لانه يصف احداث و مشاهدات علي لسان طفل صغير فأتت العبارات بسيطة التراكيب و المعاني عميقة المعني قصيرة موجزة مقتضبة احيانا ..و الرواية ليست الا سرد لاحداث يومية في صورتها الخارجية لكنك تدرك ابعادا اخري عندما تتعمق و تترك هذا الصبي الصغير يأخذك معه لعالمه ..فاترك له يدك ليقودك..

البطل هو الصبي الصغير ذي التسعة او العشرة اعوام –تبدو و كأنها السيرة الذاتية للكاتب نفسه- تدور الاحداث كلها علي لسان الصبي الذي يروي تفاصيل الحياة اليومية مع والده المسن الذي تشعر انه جده لفارق السن الكبير بينهم ..تبدأ الرواية بأقحامك مباشرة في الاحداث لتشترك فيها منذ الصفحة الاولي مع الطفل و كأنك تعلم خلجات و خلفيات هذة الحياة.. .فيشعرك صنع الله انك تستمع الي طفل بالفعل فلا يمهد لك ..فالاطفال لا يعرفون المقدمات مثلنا بل يقحمونك تماما في الحدث ..العبارات جاءت قصيرة بسيطة التراكيب و قريبة المعاني –فهي عبارات طفل- يبرز في كل لحظة تفاصيل جديدة تكشف لك غموض بعض اجزاء حياة الصبي فهو يبدأ اولا بالحديث عن ابيه و يصفه لك و يوضح في سرده المتواصل انهم يقيمون في حارة بسيطة و يصف سكانها ثم يتجه للمنزل و يصفه هو منزل بسيط فقير من حجرة معيشة و حجرة نوم و مطبخ و غرفة كرار و كنيف "معادل دورة المياه" و تري تحاشي الطفل المستمر للكلام عن الكنيف و حتي انه يتحاشي وجوده ذاته مكررا في اجزاء عدة عبارة "اتجنب النظر للكنيف" لتدرك انه يحمل خوفا مبهما بداخله منه و كراهية قد تكون بسبب اظلامه الدائم و انبعاث رائحة كريهة منه علي الدوام ..يحكي لنا الطفل احداث يومه البسيطة في مكوناتها لكنها تعرض لك صورة فوتوغرافية بالالوان هذة المرة لمصر في هذة الفترة التاريخية –النصف الثاني من الاربعينيات- و الحالة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية بصورة جذابة لا تشعر معها انك تستمع لدرس تاريخي
--تبدأ شيئا فشيئا تدرك معاناة الااب في الرعاية باينه الصغير و بحثه المستمر عن مربية او مدبرة منزل كي تتولي شئون الخدمة و الطهي و التنظيف ليجعلك تتساءل عن الام و اين هي؟ حيث لا يأتي ذكرها الا من خلال تقنية " الفلاش باك" التي يعرضها الطفل بعفوية الاطفال حيث يذكره مشهد او شيئ رأه بذكري له مع والدته فيروها بداخل السياق بسلاسة مسنخدما الكاتب اللون الداكن ليبرز هذة الذكري و هي تقنية مال اليها الكاتب و -سبق ان استخدم الكثير من التقنيات الكتابية فمثلا كان يدس بين الاحداث قصصات الصحف في رواية اخري مثل اللجنة- ..تبدأ في التساؤل عن وجود الام و يبدأ يقين لديك في النمو انها قد ماتت
يستمر الصبي في السرد لتدرك انهم فقراء رغم ان اهل الحارة يلقبون الاب ب "خليل بيه" و لكن الاب يجاهد كيلا يشعر ابنه باي ققر او عوز و تندهش حين تعلم ان للصبي اخوة اخرين اكبر كثيرا منه في السن من ام اخري فاخته غير الشقيقة "نبيلة" لديها اطفال في مثل عمره و له اخ أخر لم يذكر سوي اسمه بالرواية.. و تري تناقض المستوي المعيشي بين وصفه لمنزل الاب و منزل الابنة فالابنة التي يزورونها كل عيد تحيا في مستوي اجتماعي اعلي منهم و تراه من خلال وصف الطفل للمنزل و مقارنته بمنزلهم المتواضع و ملابس ابناء اخته مثلا تري ذلك في عبارات " تفرش لنا مرتبة وثيرة علي الارض تغطيها بملاءة نظيفة لها رائحة مميزة ...ليست متعجنة متخشبة كمخداتنا" ...تبتسم حين تسمع الاب بعد الزيارة عند العودة يخبر ابنه " بيتنا اخسن بيت في الدنيا"

اكثر ما ستلاحظه في الرواية هي هواية الطفل الصغير و هي كما هو واضح من العنوان " التلصص" فهو يقتل وقت فراغه الكبير و يتسلي بالتلصص علي الجميع و احيانا يدفعه والده للتلصص علي الخادمات ..فتراه تارة يتلصص علي جارتهم في السكن في الغرفة المجاورة "ماما تحية " كما يلقبها الطفل يمضي معها اوقاتا مرحة احيانا و تعتني به فيحبها و لكن لا يمنعه ذلك من التلصص عليها ايضا! تارة اخري تجده يتلصص علي اخته حين يزورونها في منزلها فيبدأ في التجوال بانحاء الشقة و يتلصص علي الغرف المغلقة و منها يوضح لك الكاتب ما يفعله الناس خلف الابواب المغلقة فزوج الاخت منحرف يراه الطفل يهرول خلف الخادمة و يلهث ليعاكسها بكل بذاءة ثم يعود علي هيئته الوقور ليكمل جلسته معهم! فان صنع الله يريدك ان تكتشف من تلقاء نفسك زيف تلك الحياة و زيف الناس و نفاقهم دون مباشرة منه بل يكتفي بسرد ما يراه الطفل خلف الابواب المغلقة لتعلم طبيعة الحياة المزدوجة التي نحياها
يستمر الوصف و يعود الصبي لسرد احداث يومهم فتراه يشدك لتشهد معهم رمضان و مظاهره في هذة الحقبة و العيد لتدرك حقا ان هناك علاقة قوية تجمع بين الاب و ابنه ..فالاب هو محور حياة الطفل التي من حوله تدور الافلاك الاخري و الحياة بتفاصيلها لا تعتبر سوي انعكاس لوجود الاب ..تدرك ايضا ان الاب يحب ابنه كثيرا لكنه يمل صحبته المستمرة احيانا حيث لا يترك له لحظة فراغ و ووحدة ينعم بها
تبدأ الامور في الوضوح شيئا فشيئا تدرك ان الاب تزوج مرة اخري سرا في اثناء مرض زوجته الاولي و خاف من اعلان الامر كيلا يغضب الابناء و بمت الزوجة "ام نبيلة" اعلن الاب زواجه و وجود اخ غير شقيق لهم فقاطعه الابناء الا نبيلة لكنها ايضا لم تتقبل الامر و هذا يوضح المعاملة الجافة لاخيها غيرالشقيق .. و يتضح سر اختلاف مستوي المعيشة هكذا فالاب كان ميسور الحال فيما مضي لكنه اصابته كبوة و ازمات مالية متتالية اتت علي ثروته تراه من خلال عبارات مثل " بعد يا خليل ما كنت وردة في ايد الناس يشموك بقيت يا خليل زي الطبيخ حمض دلقوك" ..تري اكثر لحظة حميمة بين الاب و ابنه لحظة الغارات و قنابل الالمان تهوي علي البيوت
يستمر السرد و تري الاحداث السياسية التي يروها الصبي و يسمعها علي لسان اصدقاء ابيه في المقهي فتري بينهم تباين الثقافات و الشخصيات فتجد هناك من تزوج من جنية و تراهم يتكلمون عن الامر باعتيادية و كأنه امر يحدث و لاغرابة فيه سوي ان العنوسة انتشرت و كان امامه من بنات الانس الكثيرات! يبرز لك صنع الله بعض الاحداث السياسية لتلك الفترة مثل حرب فلسطين و الاستعداد لها و اراء شلة اصدقاء المقهي و اعتراضهم ان تخوض مصر حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل و الحكومة و النحاس باشا و الاحتلال و الاحكام العرفية و حزب الوفد و تنمو الاحداث مع الايام لتشهد هزيمة مصر في حرب فلسطين و غضب الشعب و فشل البعثة الرياضية في اولمبياد لندن و محاكمة السادات في تهمة اغتيال امين عثمان ...الي جانب وصف الصبي لاعلانات الافلام التي يراها في الجرائد و ماركات السيارات و الترام و ركابه و ما يدور فيه و طريقة الملبس لتشعر انك انتقلت لتلك الفترة لتري بنفسك مشاهد من الحياة الاجتماعية و السياسية و تلمس انتقاد الكاتب لما كان يدور بطريقة لا تستطيع ان تمسك بها
هناك بعض الفقرات التي قد تحمل صدمة للقارئ اثناء القراءة لكنها عادة صنع الله فهو لا يداري و لا يتلاعب بالالفاظ بل يسمي الاشياء باسمائها حتي و ان بدت بها بعض الفجاجة ..يتوالي الحكي لتصل في نهاية الرواية لنقطة التنوير فتدرك ان ام الطفل لم تمت و لكنها نزيلة احدي المصحات النفسية بعد ان يوضح معاناة الاب مع جنونها و كيف انها كانت تحبسه في منزله لانه جاسوس الماني! و تتوالي المفاجأت عندما يعود الصبي باكرا ليتلصص علي ابيه فتجده في الفراش مع الخادمة لتكون صدمة في حياة الطفل لكن رغم توقعك ان تؤثر هذة المفاجأة علي الطفل و مجريات الاحداث من بعدها الا انه ما يلبث ان يستعيد السرد بطريقة روتينية كما بدأه و كأن ما حدث لم يعلق بذاكرته او لعله تناساه ..تنتهي احداث الرواية بانسيابية مشهد الاب و هو يساعد ابنه في اداء واجبه كما يفعل دائما لتستمر الحياة كما هي
الرواية قد تحمل تفاصيل كثيرة يراها البعض اثقلت الوضع و ابطأت الايقاع لكنها بلا شك طريقة جديدة لصنع الله ابراهيم ..اتت التلصص علي صورتها البسيطة ظاهريا كسرد يومي لاحداث يومية لكنها بساطة المنع ..فالعبارات بليغة تحمل لك المعني بسهولة لكن دون ابتذال علي لسان طفل لم يتعلم التكلف في التعبير بعد ..فرغم انه يروي في بعض الاحيان مأسي كجنون امه و زيارته لها في المصحة ..و الفارق الاجتماعي الذي يلمسه بينهم و بين اخته و ملابس اطفالها مقارنة بملابسه الا انك لا تستشعر نبرة غضب او حقد في صوت الطفل ..فقط هو يصف لك و يحكي دون اي انفعال بل يترك لك الحلبة خالية كي تبدي انت انفعالاتك ..فتتعاطف و تكره و تبغض و تشمئز مما يراه الصبي في تلصصه الذي يشجعه احيانا عليه الاب لتعرف زيف النفوس و كم الاقنعة التي تتهاوي خلف الابواب المغلقة و تري بنفسك دنيا اخري و عالم اخر قابع هناك تراه من ثقب الباب
التلصص تعتبر في شكلها الظاهري لقطة من حياة الصبي –الكاتب- لكنها رواية نفسية في الاساس و شاهد دقيق علي حقبة من تاريخ مصر

Wednesday, February 14, 2007

حملة استيراد شماعات

حملة استيراد شماعات!
يبدو ان في الفترة الاخيرة سنواجه ازمة في الشماعات المتاحة لكل مواطن! فلم تعد الكمية المتاحة في الاسواق كافية للكم الهائل من الاشياء التي نود تعليقها . و بما اننا قمنا باستيراد كل شيء بدءا من سجادة الصلاة الصيني الي اللبن اليوغوسلافي وبما ان الصناعة المصرية في قمة ازدهارها و لذلك فهي تاخذ راحة القيلولة بعد انجازها المبهر في صناعة اول ممحاة مصرية منذ ما يقارب العامين او اكثر لذلك فلن نحملها الكثير من طلباتنا و نطالبها بصناعة شماعات ..نحن نطالب فقط باستيرادها
لتصحيح الفكرة قبل ان يساء الفهم لا اطالب باستيراد شماعات لتعليق ملابس المصريين التي من كثرتها عجزت شماعات البلد عن حملها اذ ان المصريين –والفضل لحكومتنا الرشيدةو الاليكترونية و باقي الصفات- قد قاموا ببيع ملابسهم لا لعجز او ضيق ذات اليد لا سمح الله او حتي لشراء سلع اساسية اولاطعام الابناء مثلا و لكن –حتي تكون الصورة اكثر وردية- بعناها زهدا فيها رغم اننا في الشتاء الا اننا شعب كله حيوية و صحة و قوةو شباب فاصبحنا لانطيق تلك الملابس التي تكبل حركتنا فبعناها كي نتحررمن اعاقتها لنا! اقتنع بذلك لان مرضي الضغط في زيادة مستمرة هذة الايام!
انما اردت بهذة الحملة استيراد شماعات لتعليق الفشل المعنوي و المادي و تعليق عليها مشكلنا كما يقال و تعرف ب"شماعات الفشل" الذي يبدو انها اختراع مصري صميم نسينا ان نطالب ببراءة اختراع له. صدقا فلو نظرنا الي انفسنا و حالنا و قمنا بعدّ الشماعات التي حولنا و التي علقت عليها اسباب الفشل او حتي اسباب عدم التوفيق سنجد انها قد دخلت في ما يقارب تعداد دولة من الدول النامية المتنامية.. و لو توغلنا اكثر في سبب انتشار الشماعات هذا سنجد لاننا اولا بتنا نخاف مواجهة مشاكلنا بحزم و صدق مع انه لم يوجد هذه المشاكل سوانا و انه لن يوجد من يقوم بحلها سوانا ايضا فالخوف يعد القضية الاساسية للهرب من المشكلات و مواجهتها ..الرهبة من حجم المشكلة الذي ساهم الخوف في تضخيمه امام اعيننا فيجعلها تبدو في حجم ديناصوري و قد لا يتعدي حجمها بعوضة النيل الازرق التي لا اتذكر شكلها تماما! ثانيهم عدم الثقة بالنفس و بقدراتنا و امكانيتنا فنحن نري انفسنا اعجز و اقل من ان نقوم بالمواجهة ..نقلل من شأن نفوسنا لدرجة ماسوشية تجعلنا نضعها في رتبة اقل من ان تقدر علي الانتصار لذاتها و لايجاد حلول قد تكون ليست بالاستحالة التي نراها فالعقل االباطن في احيان كثيرة يركن الي الراحة والتكاسل و يعمد الي اللجوء للجانب المظلم بدلا من شحذ الهمة للوقوف و التحامل علي النفس و اجبارها علي ان تواجه . فالهروب طبيعة بشرية و الكسل و الرغبة في ان تتم الامور بسهولة دون تدخلنا كذلك لكن تتراوح حدتها بين الناس فقد تجد من يحبط عند بداية المشكلة لكن لا يستمراحباطه كثيرا فيسرع للمواجهة بينما علي الجانب الاخر يستسلم البعض لحالة من الضعف المتعمد و يدفن رأسه في الرمال كي لا يري المشكلة –فالبعض يواحه مشاكله بالنوم- فتبدأ المشكلة التي بدأت صغيرة في النمو و الترعرع و الشخص مازال غافلا دافنا رأسه في الرمال حتي عندما يقرر ان يفيق من عيبوبته يجد المشكلة التي تركها صغيرة في حجم عقلة الاصبع كبرت لتصبح كفا عملاقا اول ما ستفعله هو ان تصفعه صفعة معنوية عملاقة بدورها ! فبدلا من الهرب من المشاكل و ترك المناخ الصالح لنمو المشاكل و تعقدها و نلجأ عندها للبحث عن شماعات ينبغي ان نسرع بمواجهتها فالعقل الباطن له مصائده و مكائده التي تجعلنا نضخم من شأن مشكله بسيطة لنراها هرما رغم كونها لا تستحق سوي لحظة تفكير وعزم
ولان انظر الي مشاكلك و قيّم حجمها الحقيقي و قيّم ارادتك ستجد ان المشكلة الرخ قد عادت لحجمها الحقيقي كما قلنا من قبل بعوضة النيل الازرق التي لا اتذكر شكلها تماما! و عندها ستدرك انك لم تعد بحاجة الي كل هذة الشماعات التي عليها بعوض ! و ستسارع في تغيير طلب الاستيراد –دع امر الصناعة جانبا الان-و تغير نوع المنتج بدلا من شماعات ستسورد مضارب بعوض! لا اظن ان هذا التغيير سيعجب حكوتنا فهي اول من سيستورد الشماعات لتداري بها انجازاتها الهائلة التي دفعتنا للاستيراد منذ البداية!
قررت ام مازالت لديك تلك العدسة المكبرة امام عينيك ؟ انزعها و انظر لدنياك بدون تكبير و قرر الان ..مضرب بعوض ام ..شماعة
؟!

Tuesday, February 06, 2007

لماذا كل هذة السادية؟

لماذا كل هذة السادية؟
منذ صغري و انا اراه دائما يهيم في الشوارع المحيطة ببيتنا او اراه عند ذهابي الي مدرستي سابقا و كليتي حاليا جالسا امام المسجد الكبير بالميدان ..دائما منذ صغري بنفس الهيئة و نفس الشكل و الملامح التي لا تشيخ ابدا .. يرتدي جلبابا و يعتمر راسه بعمامة غريبة الشكل في الصيف و يزيدهم بمعطف صوفي طيلة الشتاء ..يسير بنفس طريقته شاحصا ببصره للسماء يتفوه بكلمات غامضة اغلبها اصوات حنجرية طويلة..رؤيته اصبحت معتادة لي منذ صغري و لساكني الشارع منهم من كان يعطف عليه ..البعض كان يقول انه معاق ذهنيا منذ مولده ..و من يتكهن بأنه مر بحادث ادي الي اعاقته .. و كنت اسمع حارس العقار لدينا –البواب قصدي!- يقول عنه " بتاع ربنا " لم اكن افهم معني هذة الكلمة الا حديثا و اري انها كلمة تحمل سوء ادب مع الله سبحانه و تعالي ..اذ كان من يراه يسخر منه قائلا " الولي ..بتاع ربنا" و كأن لكونه معاقا ذهنيا جعله من الاولياء الذين اختصهم الله سبحانه لنفسه !
و كنت اندهش لكونه علي نفس الهيئة و الملامح منذ صغري فالوجود من حوله يشيخ و يتغير الا ملامحه ما زالت كما هي في بعض الاحيان اعترف اني عندما كنت اراه مارا بالطريق كنت اتحاشي النظر لوجهه لان نظرته كان بها شيئا ما يخيفني كان دائما بصره شاخصا للسماء و عيناه بها مسحة من الحزن و الاتهام لكل من يقع عليه نظراته كنت دائما اتسائل هل يشعر بالوجود من حوله هل يشعر باالاحداث كما نشعر بها؟
في يوم من الايام كنت عائدة للمنزل في ميعاد خروج المدارس و كنت مارة بالمسجد في الميدان عندما رأيت جماعة من الاطفال في سن الابتدائي يحيطون به منهم من يجذبه من جلبابه و منهم من يسخر منه بعبارات غير مهذبة و كان هو بعقليته المحدودة يحاول ان يبعدهم عنه فيصيح صيحات عالية جدا فيزيد الاطفال من ضحكهم و يقلدونه فيزيد من صراخه المشهد جعلني غاضبة بحق و الذي اغضبني اكثر ردة فعل المارة فكان هناك من يمر و كأنه لا يري شيئا يستحق الاهتمام و لا التوقف عنده و من يضرب كفا بكف و يكتفي بذلك و يكمل طريقه او من يجد هذا المشهد فيسلك طريقا اخر بعيدا عنه .. و ظللت انا لا ادري ما افعل اريد ان اتدخل و لكني اخشي من هؤلاء الاطفال الذين نسوا انهم اطفال و اعلم جيدا انهم لو اذوني بالكلم او الفعل فلن اجد من يغثني بدوري و بينما انا علي هذة الحالة اذ خرج عامل المسجد و راي المشهد فاخذ يسب " الاطفال" باقذع الالفاظ و يرمي عليهم الاحجار و لم يفرقهم سوي هذا طبعا بعد ان كالوا له من السباب ما يكفي مجلدات! و استمر الرجل المعاق الذي لا اعرف له اسما في الصراخ و حتي بعد ان رحلت ظللت اسمع صوت صراخه حتي خفت تدريجيا
لن اتحدث عن سلبية الشعب المصري التي باتت عنوانا له لماذا لم يتحرك اي رجل ممن كانوا في الشارع لحظة واحدة كانت كفيلة بابعاد هؤلاء (الاطفال) يبدو ان الاندهاش من سلبيتنا اصبح لا محل له من الاعراب و اصبحت امرا معتادا ثقافة "الانا "التي طغت و جعلتنا لا نفكر الا بأنفسنا ....اما هؤلاء الصبية الصغار مازاوا بعد في هذة السن المبكرة و يقومون بافظع الافعال ..لماذا فعلوا ذلك؟ هل هي طبيعة لدينا في الاستئساد علي من هو اضعف منا؟ لم تعد هناك رحمة بالضعف البشري فمن وجد الفرصة سينتهزها كي ينفس عن غضبه المكبوت من حالنا في صورة ما رأيته و نراه عندما يجد احدنا في نفسه القوة ليستغلها و نتجبر علي من هو اضعف منا ..هل هذة سادية استشرت بداخلنا حتي نستعذب الام الاخرين؟ لماذا اقدم الصغار علي التجمع حول فرد واحد معاق ضعيف لا يملك من امره شيئا و لا يقدر علي الرد و درء الاذي عن نفسه؟ هل هو لاننا لم نعد نري الله في تصرفاتنا و نسينا ان رحمته فقط هي التي منعت من كوننا في وضع هذا المعاق؟ هل ما قاموا به اشبع بداخلهم شعورهم الزائف بالقوة؟ هل هو نوع من التطهر الذاتي عندما نري اننا لسنا بالضعف الذي عليه غيرنا ....لا اعلم حقا اسئلة كثيرة تحتاج الي عقل ارجح ليستوعبها

Monday, February 05, 2007

les lettres de mon moulin!

Mes premieres lettres saraennes!
Mes profondeurs
puisque je n'ose pas.....
comme les lettres persannes de Montesquieu je t'ecris ces lettres saraennes!et a la palce des deux heros Rebica et Eusbec-n'est ce pas?- c'est le tour des deux heroennes Sourire et Bonheur!
je te decalrais que j'ai besoin de reprendre un peu mon francais -helas il est devenu en platre!- je l'emploie pour parler d'une personne plus cassee ...pour parler de moi..mais pardonne moi de ne pas avoir le courage de repandre mes complexes ,mes depressions en utilisant ma langue mere pour parler de cette personne que je la torture c'est pourquoi j'utilise ma langue (belle mere)!!!]
le tribunal
de moi je parle
les indispensables...!
ils sont nombreux ces jours-ci! la seule chose qui peut me rendre folle c'est mentir..le plus catstrophique c'est que les gens ne cessent de mentir chaque fois qu'ils ouvrent leurs Gueule!et le plus affreux qu'ils mentent meme s'ils sont seuls je ne sais pas pourquoi on veut toujours jouer le role des autres personnages ..pourquoi ne pas etre simplement nous?comment vraiment ils ont ce pouvoir de porter 100 masques a la fois?
pourqoui on peut pas etre franc un seul jour ..tout le monde est devenu indispensable!
d'ou vient vraiment cette audace pour croire leur indispensabilitee?!!?
femme de satan!
ces gosses de tout age....!
hier etait comme tu sais un jour infernal et s'est termine par une comedie noire ..toujours moi je deteste l'age de 10 ans et j'ai raison ces etres affreux ..apres une visite ..le petit gamin apres une serie de betises et d'insolences il m'a nomme "femme de satan"!
tu sais j'ai honte ..satan est en colere maintenant! il a ete humilie!
la chutte du statue
j'ai decouvert une raison pour notre ou- plutot- pour ma melancolie eternelle ..c'est parceque toujours je regarde le monde entier en portant un microscope c'est pourquoi je vois des corpuscules infiniment petits des statues gigantesques en or ..mais j'ai cru qu'il n'ya pas des statues en or ce n'est que le plomb autour de nous..j'ai besoin d'enlever ce microscope pour observer le monde avec ses vraies dimensions
mais je ne suis pas hereuse de cette chutte ..je n'aime pas voir des gens que je respectais vraiement perdre leur positons dans mon coeur..
j'ai decide comme d'habitude de pardonner et de recommencer de nouveau ..j'ai decouvert que nous sommes tous exposes a des situations comme celles-ci et puisque nous sommes tous des etres ephemeres je dois trouver des excuses peut etre l'or est couvert d'une couche de plomb qui doit etre enleve avec un peu de travail
mais pas comme auparavant ..je vais essayer d'appliquer cette equation..pardonner et en meme temps verifier le scor et avant que le scor indique zero casse le statue toi meme n'attend pas le scor negatif et n'attend pas de suivre la chutte du statue ...c'est pour le bien de cette personne car tu essaie a tout prix de laisser le dernier souvenir un bon souvenir
les pronoms personnels a la place des pronoms demonstratifs
une autre raison pour cette depression continue et cette souffrance absolue..c'est ne pas valoir soi- meme comme il le faut ..je la torture continuellement ..je l'oppresse ..elle soufre vraiment de ma compagnie ! j'observe moi mem avec une lentille diminuante(c'est faux je sais!) j'ai besoin de se reconcilier et de parler de moi meme en utilisant le pronom personel et non pas le pronon demonstratif
fiere de ta presence ..fiere de ton existance
Basma.....je ne trouves pas les mots ..les paroles ont honte de ne pas pouvoir exprimer et decrire mon respect mon amour a toi..les eclats de rires sont a cause de toi..quelques fois tu es la cause des larmes aussi!!:p
tu es mon abri..
ca continue